"عندما كان عمره 10 سنوات، شاهد طفل الجيران يلعب بعربة متحركة، وكان نفسه فى لعبة مثلها، ولم تتمكن أسرته من شرائها له، فقرر الطفل "أحمد محمد مصطفى" 12 سنة، أن يشغل عقله وبدأ يفكر فى تصميم عربة مثلها ولكن من ورق الكرتون، حيث قام بتجمع ورق الكرتون وعلب المياه الغازية الفارغة وصمم عربية متحركة من الكرتون لكى يلعب بها، وأبهر أسرته وأقاربه، وبدأ يصمم أى لعبة تطلب منه ويفرح أصدقاءه وجيرانه".. بهذه الكلمات روت "منى عبده مصطفى" 35 سنة مقيمة بمدينة القرين بمحافظة الشرقية، قصة نجلها الأكبر "أحمد" لـ"اليوم السابع" أملا فى سماع صوتها وتبنى موهبة نجلها.
تقول "منى" إنها متزوجة من عامل بسيط باليومية بمدينة القرين، لم يبخل عليها بشىء، ورزقها الله منه بثلاثة أطفال "أحمد" 12 سنة و"يوسف" 9 سنوات و"براء" 4 سنوات، والطفل الأكبر "أحمد" يعتبر أذكى أبنائى، وفى الأسبوع الأول لولادته أخبرنى الأطباء بأنه يعانى من عدم السمع، ولضيق الحال لم نتمكن من علاجه، وزرع قوقعة له، وفقد القدرة على السمع والكلام نهائيا، كما أنه يعانى من كهرباء زائدة فى المخ ويحتاج علاجا شهريا بـ300 جنيه.
وتابعت "منى" دى إرادة ربنا سبحانه وتعالى، لكنه أراد أن يدخل فى قلبى فرحة كبيرة من ناحية" أحمد" فهو طفل مهذب مطيع وحنين جدا ومحبوب من الجميع، ولديه موهبة كبيرة فى تصميم أى ألعاب من ورق الكرتون وعلب الكانز ويجعلها تتحرك ببطارية صغيرة. وأضافت "منى" أن أول شىء صممه كانت سيارة متحركة لعدم قدرتها على شراء سيارة لها، ثم صمم توك توك ومسجد، ومرجيحة، وأن الأطفال بالمنطقة يطلبون منه تصميم لعب لهم يذهب لهم ويصمم لهم لعب لكى يصنع البسمة على وجوهم وأفاجئ بذلك، فهو محبوب للغاية ويفرح الأطفال بالمنطقة، وحتى الآن لم نفكر فى بيع الألعاب التى يصممها.
وناشدت "منى" المسئولين بتبنى موهبة نجلها، وخاصة أن مدرسته لم تهتهم بما يقوم بها واكتفت بأخذ بعض المنتجات التى يصممها وعرضها بالمدرسة مقابل شهادة تقدير، مكتوب اسمه فيها خطأ، وأن "أحمد" يذهب إلى مدرسته من القرين إلى مركز أبوحماد، بالتوك توك برفقة بعد الأطفال وندفع له مبلغ مالى فضلا عن شراء علاج شهرى له لكونه يعانى من كهرباء زائدة على المخ.
ويضيف "محمد مصطفى" والد "أحمد" أنه لن يبخل عليه بشىء ويقوم بشراء الشمع له واللزق لكى يمنى موهبته التى يحبها ويجد نفسه فيها، لكن " أحمد" دائما يحلم بأن يكون لديه معرض ويعرض فيه أعماله، ونفسه فى مدرس يعلمه الإشارة بشكل صحيح، لأنه فى مدرسة الأمل الخاصة بالصم والبكم بمدينة أبوحماد، منذ فترة كبيرة لكنه لن يتمكن من القراءة نهائيا بلغة الإشارة، ودائما يطالبنا بتوفير مدرس يعلمه الإشارة. ونتعامل معه فى المنزل بالإشارة العادية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة