واجهت شركات الإنترنت العملاقة فيس بوك وتويتر وجوجل لجنة مجلس الشيوخ الأمريكى أمس فى جلسة استماع أنتجت القليل من المعلومات الجديدة، وكانت بمثابة منتدى لتبادلات قوية بين أعضاء مجلس الشيوخ وممثلى الشركات.
وحضر ممثلون عن فيس بوك وجوجل وفيس بوك أمس لجنة الاستماع أمام الكونجرس، للكشف عن دور منصاتهم في مساعدة روسيا على التأثير بالانتخابات الأمريكية، والتلاعب بالرأى العام، وكيف وصلت الدعاية والإعلانات الروسية إلى الأمريكيين، وتمكنت من خداع أدوات هذه المواقع العملاقة، والكشف عن كافة المعلومات التى يعرفونها عن التدخل الروسى بالسياسة الأمريكية عبر الشبكات الاجتماعية.
وأعد ممثلو عمالقة التكنولوجيا شهاداتهم، التى تضمنت اعترافات يتم الادلاء بها للمرة الأولى، خلال الجلسة التى استمرت أكثر من ساعتين ونصف أمس الثلاثاء، إذ فجر "كولين ستريتش" المستشار العام لفيس بوك عددا من المفاجآت المتعلقة بانتشار الإعلانات والمنشورات الروسية عبر الشبكة الاجتماعية الأشهر في العالم.
وكان رئيس اللجنة الفرعية، وعضو مجلس الشيوخ فى ولاية كارولينا الجنوبية "ليندسى جراهام"، قدم بالفعل بيانا يشير إلى أن الجهود التى تبذلها منصات التواصل الاجتماعى لمعالجة مخاوف استخدام الإرهابيين أو الجهات الأجنبية التى تسعى إلى التأثير على بلدان أخرى "لم تنجح".
وأرسلت العضوة "ديان فينشتاين" رسائل يوم الجمعة 28 أكتوبر تطلب فيها من تويتر وفيس بوك تفاصيل عن الجهود التى قاموا بها لتحديد الحسابات المرتبطة بالحملات المدعومة من روسيا، وقالت إن قوة عمالقة وسائل الإعلام الاجتماعية "مخيفة".
جلسة الكونجرس
مواجهة شركات التكنولوجيا وأعضاء الكونجرس
وتساءل أعضاء مجلس الشيوخ عن التدخل الروسى الواضح فى انتخابات 2016، مع استفسارات عن طبيعة الأنشطة الروسية والاحتمالات الخاصة بتدخل أى دولة أخرى معادية للولايات المتحدة، وخلال الجلسة طالب السيناتور Al Franken بغضب معرفة لماذا لا يوضح فيس بوك بعض البيانات الخاصة بالإعلانات السياسية التى تم الدفع لها بالعملة الروسية، ورد المستشار العام لفيس بوك، كولين ستريتش، بأنه يجب أن يكون لديهم نظرة أوسع، ولم تكن الإجابة مرضية.
وأشار المستشار العام لتويتر، "شون إدجيت"، إلى التدابير التى اتخذها الموقع خلال الفترة الماضية، بما فى ذلك وقف الحسابات الإخبارية مرتبطة على الأرجح بالحكومة الروسية، مثل RT و Sputnik من برنامجها الإعلانى.
ووفقا لما ذكره "إدجيت"، فإن إحدى المعلومات المثيرة للاهتمام من تحقيقاتهم كانت أن الكثير من المحتوى قبل الانتخابات كان موجها ضد المرشحة الرئاسية الديمقراطية "هيلارى كلينتون"، فى حين أن المحتوى الذى نشر بعد الانتخابات كان يهدف إلى التشكيك فى شرعية الرئيس "دونالد ترامب".
ممثلى الشركات
إعلانات فيس بوك تثير الخلافات
خلال الجلسة ضغط السيناتور "لويزيانا جون كينيدى" على فيس بوك لتوضيح إلى أى مدى يمكنهم معرفة أنه لا يوجد حكومات أجنبية تختبئ وراء بعض الإعلانات، حيث إن هناك 5 ملايين معلن لا يتمكن فيس بوك من معرفتهم بشكل دقيق.
وأعرب أعضاء مجلس الشيوخ الآخرون عن قلقهم إزاء قدرات شركة الإنترنت على فرض رقابة على خطاب معين، وضرب Ted Cruz مثال بفيديو سابق حذفته تويتر كان جزءا من حملة خاصة بالإجهاض.
وعند سؤال مدير جوجل لأمن المعلومات، "ريتشارد سالجادو" عن بعض الأمور المتعلقة بموقف الشركة من قناة RT على يوتيوب، قال إنه سيجيب عن هذا لاحقا فى خطاب مزود بالمعلومات الكافية.
وكان هناك بعض التساؤلات عن غياب المديرين التنفيذيين لتلك الشركات عن الجلسة، إذ تم الاكتفاء بإرسال ممثلين عنهم، وقال كريستوفر كونس عضو مجلس الشيوخ فى ولاية ديلاوير: "أتمنى أن يكون لدينا المديرون التنفيذيون لشركاتكم الثلاث ".
وقالت الشركات الثلاث إن لديها تحقيقات جارية حول كيفية استخدام منصاتها من قبل جهات أجنبية خلال الحملة الرئاسية الأخيرة، ولا يزال هناك الكثير من الجهود التى ستبذلها من أجل توفير معلومات واضحة لجهات التحقيق.
فيس بوك يعترف بالتقصير
اعترف" كولين ستريتش" المستشار العام لفيس بوك للمشرعين يوم الثلاثاء أنه كان يتعين على الشركة القيام بالمزيد من الجهود لمنع نشر الدعاية المدعومة من روسيا حول انتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2016.
وقال ستريتش: "فى اعتقادى، كان يجب أن يكون لدينا عدسة أوسع"، وأوضح فيما يتعلق بجهود فيس بوك لإلغاء الإعلانات الموجهة سياسيا من حسابات وهمية "كانت هناك إشارات لم نلحظها."
وضغط السيناتور الفرنكين على "ستريتش" لشرح لماذا استغرق فيس بوك ما يقرب من عام كامل للكشف عن أن الجهات التابعة للروسيين، ودفعت ثمن الإعلانات المستهدفة المشحونة سياسيا بالروبل.
وقال فرانكن: " هل كان فيس بوك، الذى يفخر بأن يكون قادرا على معالجة مليارات من نقاط البيانات وتحويلها على الفور إلى اتصالات شخصية لمستخدميها، بطريقة أو بأخرى لم يكتشف أن الإعلانات الانتخابية المدفوعة بالروبل لم تأت من روسيا؟ وأوضح ستريتش: "انها اشارة كان يجب الاهتمام بها، لكننا لم نلحظها".
ووصف فرانكن فيس بوك بأنه كان بمثابة "منجم فحم" لجهود روسيا عام 2016 للتأثير على الرأى السياسى فى الولايات المتحدة من خلال الدعاية عبر الإنترنت، وهو الأمر الذى دفع بعض أعضاء مجلس الشيوخ إلى اقتراح تشريعات تجبر على الكشف عن من دفع ثمن الإعلانات السياسية على الإنترنت.
وسأل ستريتش إذا كان فيس بوك على استعداد، فى ضوء الإعلانات الروسية، لإصدار قرار بمنع الإعلانات السياسية التى يجرى شراؤها بالعملات الأجنبية مثل وون كوريا الشمالية.
وفى الوقت الذى قال فيه ستريتش إن فيس بوك يحظر الاعلان السياسى من قبل جهات فاعلة أجنبية، رفض أن يقول ما إذا كانت الشركة ستسمح لبعض العملات لاستخدامها فى شراء الاعلانات السياسية، قائلا "إنها اشارة، لكنها ليست كافية".وقال فرانكن: "هدفى هو دفعكم للتفكير فى هذه الأشياء بشكل أفضل قليلا".
عجز فيس بوك عن اكتشاف الجهات الأجنبية
وكشف ستريتش أيضا أن فيس بوك لا يمتلك القدرة على اكتشاف جميع الجهات الأجنبية، التى دشنت حملات ضد الولايات المتحدة، عن طريق شراء المنشورات والإعلانات بالشبكة الاجتماعية، إذ طلب عضو آخر فى اللجنة الفرعية، وهو السناتور ريتشارد بلومنتال، من ستريتش، الاعتراف هل لديه معلومات عن أن هناك أى أطراف أخرى، مثل حملة سياسية، ساعدت وكالة أبحاث الإنترنت التابعة للروس على استهداف المنشورات، التى كشف فيس بوك عن وصولها إلى 126 مليون أمريكى.
وأجاب ستريتش قائلا:" لا نستطيع أن نرى ما وراء الحسابات"، كل ما نستطيع الحصول عليه هو معلومات الاستهداف، التى قدمناها للجنة".
الحسابات الروسية المزيفة على فيس بوك
وكشف مصدر لشبكة "سى بى إس نيوز" أطلع على شهادة فيس بوك قبل إدلاء المحامى بها، أن الشبكة الاجتماعية الأهم فى العالم، أغلقت 5.8 مليون حساب مزيف فى أكتوبر 2016، إذ اكتشفت الشبكة الاجتماعية بأن الأدوات الآلية بموقعها، لم تتمكن من فهم أن البعض يستخدمون الحسابات الوهمية للضغط والتأثير على المواطنين، ودفع القضايا الاجتماعية والسياسية.
وذكرت نانسى كورديس مراسلة "سى بى إس نيوز" أن الشركة سوف تكشف أيضا أنه على مدى ثلاث سنوات، ما يقرب من 29 مليون شخص استقبلوا محتوى من الصفحات المتعلقة بوكالة أبحاث الإنترنت (إيرا) ، المرتبطة بالإعلانات المزيفة للحملة الروسية، فهذا الرقم يمثل واحدا فقط من كل 23000 منشور شاهدها المستخدم العادى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة