غابت الجماهير عن المدرجات فى السنوات الأخيرة وكان لعودتها فى المواجهات المهمة خاصة للمنتخب الوطنى مذاق خاص، ومواجهة الأمس أمام الكونغو خير دليل بعدما وصلت الفرحة عنان السماء بعد تأهل الفراعنة إلى مونديال روسيا 2018 عقب غياب 28 عامًا، ولكن وسط تلك السعادة الغامرة ظهرت لقطات لمشجعين أبهرت العالم، وأبرزها تركز فى ركن ذوى الاحتياجات الخاصة فى الملعب الذى يمثل "الجرينتا" الحقيقة فى الملاعب المصرية.
والجرينتا هى الروح القتالية والضغط على النفس بأقصى صورة ممكنة من أجل الوصول إلى الهدف المرجو، وهذا ما يفعله بالحرف الواحد مشجعو ذوى الاحتياجات فى كل المباريات المهمة سواء لفرقهم الأهلي أو الزمالك أو المنتخب الوطنى من التشجيع من الدقيقة الأولى حتى اللحظات الأخيرة، لأنهم مشجعو كرة كما يقول الكتاب جاءوا للمؤازرة والهتاف وليس الجلوس مثلما يفعل البعض، ويعتبر نفسه جالسا فى مسرح أو سينما، هكذا تتم الأمور فى ملاعب كرة القدم، وهكذا هم يفعلون.
وشهدت الفترة الماضية العديد من اللقطات المضيئة لنماذج مشجعى ذوى الاحتياجات آخرها المشجع الطائر على عكاز واحد، وآخر يرقص مع لاعبى المنتخب محمود عبد المنعم "كهربا" ومؤمن زكريا الذى حمل عكازه ومعه، وذلك فى مباراة الأمس، بينما فى لقاء القمة الأخير بين الأهلي والزمالك وفى لقطة مؤثرة للغاية، انهمرت دموع حسام البدرى، المدير الفنى للأهلي، بعد مطالبة مشجع أهلاوى من ذوى الاحتياجات له بضرورة التتويج بلقب دورى أبطال أفريقيا، والحال نفسه بالنسبة للزمالك تجد تفاعلا كبير بين لاعبى الزمالك وهذه الفئة الراقية من المشجعين العاشقين للفارس الأبيض.
وفى كل مرة تُصوب عدسات الكاميرات نحو ركن مشجعى ذوى الاحتياجات فى الملعب تجدهم يوجهون العديد من الرسائل للمجتمع منها: "أنا مستخدم كرسى متحرك.. أنا مش معاق.. أنا مش مريض.. أنا مش شحات"، و"أنا مستخدم كرسى متحرك.. أنا مش أقل منك.. أنا متعلم وبشتغل أنا بعتمد على نفسى"، وتكمن أهمية تلك الرسائل فى تعريف البعض الغافل عن قدراتهم فى تحدى الصعاب.
وفى الوقت نفسه، لا يقتصر تواجد ذوى الاحتياجات فى الملعب على إرسال رسائل تعريفية بهم وبقدراتهم، بل هناك أيضًا مشاهد ولقطات فنية عبرت عن قصص حب جمعت بعض منها، وأكدت أن حياتهم الشخصية تسير فى صورة أكثر من رائعة رغم صعوبات الحياة وعدم معرفة البعض بحجم التحدى الداخلى الذى يمتلكونه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة