وزير الخارجية يكشف لـ"اليوم السابع" أدق أسرار معركة اليونسكو.. سامح شكرى لـقطر: اليونسكو ليست للبيع ولن تكون الفيفا.. المنافسة قوية ومشيرة خطاب تمتلك مؤهلات الفوز.. والتلويح بسلاح المال استخفاف بالمنظمة الدولية

السبت، 07 أكتوبر 2017 05:13 م
وزير الخارجية يكشف لـ"اليوم السابع" أدق أسرار معركة اليونسكو.. سامح شكرى لـقطر: اليونسكو ليست للبيع ولن تكون الفيفا.. المنافسة قوية ومشيرة خطاب تمتلك مؤهلات الفوز.. والتلويح بسلاح المال استخفاف بالمنظمة الدولية جانب من الحوار مع وزير الخارجية سامح شكرى
حاوره فى باريس - يوسف أيوب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

-        سامح شكرى: تعدد الترشيحات العربية لمنصب مدير اليونسكو أضاع علينا فرصا كثيرة

-        طرحنا مرشحا يحظى بالاحترام وحصل على الدعم الأفريقى.. ومرشح قطر لا يملك أى مقومات

-        الدول الأربع مستمرة فى حماية أمنها ومواطنيها من التدخلات القطرية.. والوساطة الكويتية لم تؤت ثمارها حتى الآن

-        الدوحة تستخدم المال وشركات الدعاية لتشويه صورة الدول الأخرى والظهور فى شكل الضحية

-        علاقتنا بأمريكا استراتيجية.. وهناك سياسات وتأثيرات على الكونجرس لا نتلقاها بارتياح

-        نأمل أن تكون زيارة رئيس وزراء إثيوبيا للقاهرة محطة لبناء الثقة وعدم إضاعة الوقت لأننا لن نرضى بالتعامل مع الأمر الواقع

-        دور مصر كان فعالا فى رفع العقوبات الأمريكية عن السودان.. ومستمرون فى رعاية مصالح أشقائنا

 

أكد سامح شكرى، وزير الخارجية، أن مصر تعاملت بشكل جدى مع ترشيح الوزيرة مشيرة خطاب لمنصب مدير عام اليونسكو، وكثفت جهودها لتأمين تصويت الدول الأعضاء بالمجلس التنفيذى لصالحها، لكن فى نفس الوقت تتحسب لبعض التغيرات التى قد تطرأ بشكل مفاجئ، خاصة مع تلويح مرشح قطر، على سبيل المثال، بسلاح المال لشراء الأصوات، فضلا عن أن الانتخابات لها طابع سياسى.

وشدد «شكرى»، فى الحوار الذى أجرى معه بباريس خلال وجوده لقيادة الاتصالات المصرية لدعم مشيرة خطاب فى الانتخابات التى ستبدأ غذا الاثنين، على أن الدولة المصرية راعت شروطا ومعايير معينة فى المرشحة، ولذلك حظيت السفيرة مشيرة خطاب بدعم وتأييد الدول الأفريقية، مشيرا إلى أن تعدد الترشيحات العربية له تأثير سلبى على قدرة العرب فى حسم المناصب الدولية، داعيا جامعة الدول العربية إلى بحث هذا الأمر حتى لا يتكرر مستقبلا.

حوار مع سامح شكرى (6)

وتحدث فى حواره مع «اليوم السابع» عن العلاقة مع الولايات المتحدة وتطورات الوضع مع قطر، مؤكدا أن الوضع كما هو، خاصة أنه لم يصدر عن الحكومة القطرية حتى الآن ما يشير إلى تجاربها مع المطالب الشرعية للدول الأربع «مصر والسعودية والإمارات والبحرين»، وإلى نص الحوار.

 

-        فى البداية.. كيف ترى انتخابات اليونسكو وفرص الوزيرة مشيرة خطاب فى الفوز فى ظل اللقاءات التى تم عقدها مع أعضاء المجلس التنفيذى لليونسكو.. وأيضاً لقاءكم الجمعة مع المجموعة الأفريقية فى حضور موسى فقيه رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقى؟

- حملة دعم الوزيرة مشيرة خطاب ممتدة على مدار عامين تقريبا، وكل أجهزة الدولة تعمل من أجل إنجاح الترشيح، ونحن الآن فى المرحلة الأخيرة المتمثّلة فى الانتخابات، التى ستبدأ غدا الاثنين، وبالتأكيد علينا أن نكثف الجهود، من جانب المجموعة الأفريقية، خاصة أن المرشحة مصرية حاصلة على تأييد أفريقى، وهناك رغبة أفريقية أكيدة فى استمرار ما تحقق من نجاحات للقارة فى منظمة الأغذية ومنظمة الصحة العالمية للتأكيد للعالم كله على التضامن الموجود بين الدول الأفريقية.

حوار مع سامح شكرى (4)

«الجمعة» كان لى لقاء مع المجموعة الأفريقية فى المجلس التنفيذى بحضور موسى فقيه، لذا حرص على الحضور خصيصا لدعم الترشيح المصرى الأفريقى، ونحن نتواصل مع بقية الدول الأعضاء فى المجلس لحشد التصويت لصالح الوزيرة مشيرة خطاب.

بالتأكيد المنافسة قوية لدول لها أهميتها وتأثيرها الدولى، وهذه المنافسة تأتى فى إطار المعادلات السياسية والقدرات، ونحن نبذل الجهد المطلوب وندعو الله بالتوفيق.

 

هناك تحدى يواجه السفيرة مشيرة خطاب وهو وجود مرشحين عرب من قطر ولبنان.. كيف تنظر لهذا التحدى؟

- هناك تعدد بالفعل للترشيحات العربية. وهذا شىء فى السابق كان يؤثر فى فرص النجاح للمرشح الأوفر حظا، وأدى هذا التعدد فى مناسبات عدة إلى تعثر المجموعة العربية فى الحصول على المنصب، وهنا أؤكد أن انسحاب المرشح العراقى من انتخابات اليونسكو لصالح مرشحة مصر هو أمر مشكور، والرأى العام المصرى استقبل هذا الانسحاب بكل تقدير.

أما مرشحة لبنان فهى قديرة، من حيث خبرة العمل فى اليونسكو كنائب مندوب دائم لدولة كاريبية مع أصولها اللبنانية، وفى إطار المنافسة الشريفة نتطلع إلى أن تأتى الأصوات الداعمة لها فى مرحلة معينة للمرشحة المصرية.

أما المرشح القطرى فما يتم تداوله من معلومات عنه يجعل حملته قريبة من حملة الفيفا، وأتصور أنه ترشيح يفتقد مقومات الثقافة والحضارة، وأتصور أنه إذا ما كان هناك رغبة حقيقية فى التضامن العربى، فيجب أن يكون هناك تقدير للترشيح العربى الأفريقى، لأنه يحظى بتمثيل ربع مكون المجتمع الدولى، فالدول الأفريقية وعددها 54 دولة تمثل ربع الأمم المتحدة.

 

ما قولك فى أن هناك مخاوف من أن بعض الدول تغير تصويتها رغم وعودها السابقة بمنح صوتها للمرشحة المصرية؟

- بالتأكيد كل الاحتمالات قائمة، فالانتخابات فى الأمم المتحدة خاصة الانتخابات السرية يكتنفها الكثير من الغموض، وأيضاً هناك مؤثرات كثيرة تؤثر على العملية الانتخابية، وبالطبع هذه الدول تصدر تعليماتها إلى مندوبيها الدائمين، لكن أحيانا الضغوط تتصاعد من جانب الدول المرشحة، وتمارس قدرا من الإقناع والترغيب والضغوط، التى ممكن أن يكون لها أثر، وهناك أيضا حرية للحركة أحيانا للمندوبين الدائمين لرفع توصيات اتصالا بالمشهد وتقييمهم للمشهد، ورؤيتهم لقوة المرشحين الآخرين، فهناك اعتبارات كثيرة من بينها التأثيرات الشخصية وبعض الممارسات، التى رغم كونها مرفوضة ولا يمكن اعتمادها، ولكن من حيث الواقع تتم على مستوى شخصى، وشاهدنا ذلك مؤخرا فى مجالات الفيفا وما قيل عن بعض التصرفات فى هذا الإطار، التى للأسف تنعكس حتى على مستوى الدول فى الأمم المتحدة، اتصالا بأشخاص، ونوازع لنفوس ضعيفة.

ودون الخوض فى هذا الأمر، فهى معركة لها أهميتها، خاصة فيما يتعلق بعدد المرشحين، وأيضاً عدم قدرة الدول العربية على التوحد وراء مرشح واحد، مثلما فعلت الدول الأفريقية، وهذه من الأمور التى لا بد من مواجهتها فى إطار الجامعة العربية، وفى إطار تذكية المصلحة المشتركة، ونحن لنا تجارب عديدة فى الأمم المتحدة من تشرذم الأصوات لتعدد المرشحين والتنافس، فيما بين الدول العربية على نفس المنصب، وهذا فى كثير من الأحيان، كان يؤكد حتى قبل بداية الجولات الانتخابية على عدم القدرة على النجاح، لكن نحن عملنا بشكل مؤسسة فى مصر، وتم اختيار المرشح بعناية فائقة، وفى إطار مؤسسى من لجنة شكلت داخل وزارة الخارجية بحضور ممثلين عن وزارات التعليم والثقافة ومؤسسات، وتم وضع مجموعة من المعايير المطلقة التى رؤى أنها لا بد أن تتوفر فى المرشح، ثم وضعت الأسماء وتم تطبيق هذه المكونات عليها، ثم تم اختيار المرشحة التى تحظى بالخبرة والقدرة والمكانة، ووقع الاختيار على الوزيرة مشيرة خطاب، لكل تاريخها المشرف فى الإطار الدبلوماسى، وأيضاً السياسى كوزيرة، وفى موضوعات رعاية الأسرة والطفل والتعليم الذى يعد أحد الركائز الثلاثة لليونسكو القائمة على العلم والتعليم والثقافة، وبالتالى أيضا أداء المرشحة المصرية الأفريقية فى جولتها الخارجية، وفى طرح رؤيتها بالنسبة لكيفية إدارة منظمة وإصلاحها الإدارى والمؤسس، وكيفية تذكية عملها فى القطاعات المعنية بها، وما حققته من إشادة واسعة بعد لقائها مع أعضاء المجلس التنفيذى لليونسكو الذى أثبت جدارتها وكفاءاتها لتولى المنصب.

رغم كل هذه المكونات هناك تأثير وطبيعة سياسية للانتخابات أحيانا تؤدى إلى غير ما هو متوقع من العناصر الموضوعية التى تزكى الترشيح وتدفع به للفوز، لكن أملنا واعتمادنا على أننا طرحنا مرشحا ينال الاحترام والتقدير، وبذلنا على مستوى الدولة كل جهد، من خلال تواصلنا مع أعضاء المجلس التنفيذى وسفاراتنا بالخارج، ولقاءات السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، وإثارته لهذا الموضوع مع الزعماء بشكل متكرر خلال العام ونصف العام الماضى، منذ إعلان الترشيح المصرى، وكذلك الجهد الذى بذل من جانب مندوب مصر الدائم لدى اليونسكو، واتصالاته مع المندوبين الدائمين وآخرين فى المجلس التنفيذى، وكل ذلك تم وفاء للمسؤولية، ونأمل من الله أن يكلل جهودنا بالنجاح.

نعلم أيضا أنه فى المنظمات الدولية المواقف التنافسية دائماً ما يكون لها اعتبارات كثيرة، لكننا نرضى بما حظيت به مصر من تقدير طوال فترة الحملة، نظرا لإجادة المرشحة، ونظرًا لما تستشعره دول أخرى من جدارة مصر، لما تحظى به من ثقافة وحضارة، وثقل فى تعدادها وكوادرها، فكل هذه الأمور كان لها أثر طيب فى تزكية مكانة مصر فى المنظمة الدولية وقدرتها على التفاعل وتأثيرها فى رسم السياسات وأيضاً جدارتها فى طرح المرشحين.

حوار مع سامح شكرى (5)

هناك من يردد أن سلاح المال له تأثير فى الانتخابات، وسمعنا أن المرشح القطرى قال إنه لم يأت للمنظمة ويده خالية.. ما تعليقك على ذلك؟

- مثل هذه المقولة فى الحقيقة غير ملائمة وغير مناسبة، وتنم عن نوع من الاستخفاف بالمنظمة الدولية والتلويح بالمادة كعنصر محرك، المنظمات الدولية لها ميزانيات، وهذه الميزانيات تقر من جانب الدول الأعضاء، وبقدر اهتمام المجتمع الدولى بالمنظمة والمهام الموكلة إليها يتم اعتماد هذه الأموال، وبالتالى أى موارد إضافية لا بد أن تأتى اقتناعا بدور واأهمية المنظمة، وليس بهدف شراء المنظمة، فشراء المنظمة لتحقيق غرض شخصى أو تحقيق غرض دولة تسعى لرئاسة المنظمة، أمر يخرج تماما عن إطار المبادئ التى أرسيت عليها منظمة الأمم المتحدة وأجهزتها المتخصصة، وينم عن تناول فيه شخصنة وانتهازية ولا يمكن أن يكون مقبولا.

هناك مقولة يتم ترديدها فى أروقة اليونسكو بأن المنظمة ليست للبيع، فهى منظمة ملكيتها للمجتمع الدولى، ولا يمكن أن تباع إلى دولة بعينها أو إلى فرد بعينه حتى يتحكم فى مقدراتها ورسم سياستها، ومن يحظى بدعمها، ومن يحجب عنه دعمها، كما أن هناك مقولة أخرى إن منظمة اليونسكو ليست بالفيفا، وإنما هى منظمة مرموقة وتملكها الدول ممثلين فى المندوبين الدائمين، الذين يجب أن يقفوا بالمرصاد، حرصا على أن تظل للمنظمة مكانة، خاصة أن اليونسكو تعمل فى إطار الثقافة والحضارة الإنسانية المشتركة ولا يمكن أن تستحوذ عليها أى نوازع شخصية بفضل المال.

 

إلى أى مدى وصلت تطورات الأوضاع فيما يتعلق بالأزمة مع قطر؟

- ما زالت الدول الأربع مصرة على حماية أمنها القومى، وحماية مواطنيها من الآثار السلبية المترتبة على التدخل القطرى فى شؤونها الداخلية، وحماية مواطنيها من خلال استهداف المنظمات الإرهابية التى تدعم من قبل قطر بشكل مباشر أو غير مباشر، نحن فى مصر ضحينا تضحيات جسام بدماء شهدائنا من القوات المسلحة والشرطة والمواطنين الأبرياء، ونرى ضرورة فى أن تعدل قطر عن سياستها الضارة، وهذا هو ما تسعى إليه الدول الأربع، أن تقر وتعلن قطر أنها قد تحولت عن هذه السياسة، وأنها لفظت رعاية واحتضانا لعناصر الإرهابية، وتركها تعمل من خلال أراضيها بحرية لاستهداف الدول الأربع، وما هو أبعد من ذلك، أن تعلن قطر انتهاء هذه السياسات واستعدادها إلى أن تعود للإطار العربى المشترك، وأن تعود إلى مساهمة إيجابية فى الحفاظ على الأمن القومى العربى، وفى هذه الحالة هناك كل السبل لاستعادة العلاقة لبناء الثقة ووضع الآليات التى تضمن للدول الأربع تنفيذ قطر لهذه السياسات، الأمر يتوقف على إرادة سياسية لدى الحكومة القطرية وإعلانها عن هذه الإرادة والعمل على وضع الآليات التى تكفل وتضمن هذه السياسة وتنفيذها.

ألم تلاحظوا أى تجاوب من الحكومة القطرية فى ظل الوساطة الكويتية أو الأمريكية؟

- حتى الآن كل ما هناك يدل على استمرار النهج القطرى السابق.

 

وما هو مصير الوساطة الكويتية؟

- الجهود التى تبذل من قبل سمو أمير الكويت هى جهود محمودة ومشكورة، والتواصل والاتصال القائم على مستوى الزعماء مع سمو الأمير وعلى مستوى وزراء الخارجية قائم، لكن لم يؤت حتى الآن بالثمار المرجوة.

 

حتى مع التدخل الأمريكى؟

كان هناك فرصة للقاء وزير الخارجية الأمريكى مع وزراء خارجية الدول الأربع والكويت فى جدة، وكان هناك تعيين لمبعوث أمريكى خاص فى شخص للجنرال زينى الذى أتى للمنطقة، والتقيت به فى الصيف لاستطلاع ما هو المسار، وما يمكن أن تسهم به الولايات المتحدة لحلحلة الأمور، لكن هذه الجهود والمشاورات التى أجرتها الولايات المتحدة مع قطر لم تؤت بما أشرت إليه من إقرار قطرى بالعدول عن سياستها التى فجرت هذه الأزمة.

حوار مع سامح شكرى (2)

قطر تروج لنفسها كونها الضحية.. كيف تتعاملون مع ذلك خاصة أنها تنفق أموالا كثيرة فى الخارج لتحسين صورتها والهجوم على الدول الأربع؟

- ضحية.. لماذا؟ هل استشهد من المواطنين القطريين أعداد مثلما استشهد فى استهداف الإرهاب لمصر أو للسعودية، وهل تأثر اقتصاد قطر نظرا للعمليات الإرهابية كما تأثر الاقتصاد المصرى؟ ضحية.. لماذا ولمن؟ حتى الإجراءات التى اتخذت من جانب الدول الأربع هى إجراءات دفاعية حتى لا تنفذ العناصر الإرهابية إلى الدول الأربع بشكل ميسر، فهى إجراءات دفاعية، وليس من شأنها التأثير على الشعب القطرى الشقيق، فهذا ترويج يتم من خلال شركات الدعاية والعلاقات العامة، التى تتقاضى أموالا لوضع صورة غير متسقة مع الحقيقة ومحاولة تشويه صور الدول الأخرى التى هى فى الحقيقة الضحية، كونها دفعت بالدم من الاستهداف الإرهابى والمؤامرة من قبل العناصر المتصلة بالتطرف التى ترعاها قطر، ومن السموم التى تبثها القنوات الإعلامية القطرية لتشويه صورة الدول العربية، ليس فقط مصر، وإنما نشهد ذلك فى العراق واليمن والسعودية والإمارات ودوّل شمال أفريقيا العربية، فهذه كلها ادعاءات فى الحقيقة بعيدة كل البعد عن الواقع، وتعتمد على الترويج، وما للنفوذ المالى القطرى القدرة على استئجار من يروّجون لها لمقابل وليس للدفاع عن مصالح وطنية.

حوار مع سامح شكرى (7)

كيف تصنف العلاقات المصرية الأمريكية فى الوقت الراهن فى ظل توترات متعلقة بموضوع المساعدات؟

- للعلاقات المصرية الأمريكية وثيقة واستراتيجية متشعبة ومتنوعة وعلاقات يستمد منها الطرفان مصالح عديدة، وعلاقات تربط بين دولتين لهما وضعهما الاستراتيجى، فالولايات المتحدة دولة عظمى على المستوى الدولى، ومصر دولة إقليمية لها أهميتها، ولنا آراؤنا ورؤيتنا للكثير من الأمور، وفى كثير من الأحيان نتوافق، وفى بعض الأحيان تكون هناك تباينات، وهذه التباينات هى وجهات للنظر لتحقيق مصلحة مشتركة، وكثيرا ما يتم التوصل إلى توافقات حولها من خلال آليات الحوار القائمة والتواصل الوثيق بين أجهزة الدولتين، فالعلاقة على مستوى وزارتى الخارجية قوية، وكذلك على مستوى وزارات الدفاع والأجهزة الأمنية، كلها تيسر من استمرار التفاعل الإيجابى لتوحيد الرؤية والمصالح المشتركة.

حوار مع سامح شكرى (3)

هناك بعض السياسات الأمريكية وبعض التأثيرات على دوائر الكونجرس التى لا نتلقاها بارتياح، لأننا نرى أنها مدفوعة، من خلال عدم إدراك كامل بالظروف فى مصر، وبعض التحفيز من دوائر تقصد أن تؤثر سلبا على هذه العلاقة، ونعمل لإزالة مثل هذه الرؤية المغلوطة، ووضع العلاقة على المسار الذى أتصور أنه لا غنى بالنسبة للطرفين عن استمرار التعاون والعلاقة، الولايات المتحدة لها قدراتها الاقتصادية والشركات الأمريكية الكبيرة خاصة فى مرحلة تنطلق من خلال مصر اقتصاديا، تضع إجراءات لإصلاح هيكلها الاقتصادى، وإزالة الشوائب، وبدون شك فإن القدرات الاقتصادية الأمريكية حيوية وجوهرية لإنجاح الجهود المصرية خلال الفترة المقبلة.

 

هل سيتم اتفاق على عقد جلسات الحوار الاستراتيجى بين البلدين؟

- بالتأكيد جلسة الحوار الاستراتيجى من الآليات التى تقوى العلاقة وتقوى الفهم والتنسيق المشترك بين البلدين، وتنعقد فى فترات زمنية ليست بقدسية، لأن آليات التواصل الأخرى إيجابية وقوية، وبالتالى يأتى الحوار الاستراتيجى عادة ليتوج مرحلة متكاملة من العلاقة والتعاون حتى يرسى لمرحلة مقبلة.

حوار مع سامح شكرى (8)

التقيتم الجمعة وزير الخارجية الفرنسى.. كيف دار النقاش حول القضايا التى تهم البلدين؟

- تحدثت مع الوزير حول إجراءات الإصلاح الاقتصادى والسياسى والاجتماعى، الذى تقوم به مصر حاليا، والآثار المرتبطة به، ووضوح الرؤية لدى الرأى العام المصرى الذى أدرك أن الإصلاح مرتبط بالخلل الذى حدث فى الماضى، وأنه يضع مصر فى النطاق الصحيح، وفقا لقواعد ومعايير دولية من المتوقع أن تعود بالكثير من النفع الذى بدأ يظهر، وسمعت تقديرا من الجانب الفرنسى لما يحدث فى مصر، وهناك زيادة فى الاستثمارات الفرنسية.

 

مؤخرا التقى سفير مصر بأديس أبابا مع رئيس الوزراء الإثيوبى، وتحدثنا عن الزيارة المرتقبة لـ«ديسالين» إلى القاهرة.. هل ستساهم هذه الزيارة فى إزالة شوائب العلاقات خاصة فى موضوع سد النهضة؟

- العلاقة الثنائية تتعدى مجرد قضية سد النهضة، فنحن أمام شعبين كبيرين لهم اتصال تاريخى ببعضهما البعض، ومن الضرورى أن يستمر العمل على تثبيت هذه العلاقة وإزالة شوائب الماضى، ونحن نعمل على مدار ثلاث سنوات على هذا الأمر، وقام الرئيس عبدالفتاح السيسى بوضع سياسة حكيمة مبنية على مبادئ عدم التآمر، وعدم التدخل فى الشؤون الداخلية للدول، وتزكية المصلحة المشتركة مع الاحترام المتبادل وهذا ما نسعى إليه.

وشىء مشكور أن يهتم رئيس وزراء إثيوبيا باستقبال السفير المصرى، وهو ما يؤكد خصوصية العلاقة بين البلدين، ونحن نتطلع لزيارة رئيس الوزراء الإثيوبى للقاهرة، ونأمل أن تكون محطة لبناء الثقة والعمل المشترك، ونأمل أيضا فى أن يكون لها تأثير على مسار مفاوضات سد النهضة واللجان الفنية، حتى لا نستمر فى مزيد من إضاعة الوقت، ويتم استئناف بناء السد، لأننا لن نرضى التعامل مع أمر واقع.

حوار مع سامح شكرى (1)

رحبت مصر برفع العقوبات الاقتصادية الأمريكية عن السودان، وكان للقاهرة دور فعال فى هذا الأمر.. هل تسير العلاقة مع الخرطوم فى المسار الصحيح؟

- رفع العقوبات الاقتصادية الأمريكية عن السودان خطوة إيجابية، ونرى أنها تعزز من إمكانيات السودان واستقرارها، وتعفى الشعب السودانى مما عاناه من ضغوط، ومصر عملت منذ فرض هذه العقوبات عام 1997 لإزالتها من خلال التواصل المباشر مع الإدارة الأمريكية بحكم العلاقة الخاصة التى تربط القاهرة بواشنطن، ومصر دائما حريصة على أن تكون راعية لمصالح السودان، مثلما نحن متأكدون من رعاية السودان للمصالح المصرية.

 

أعلنت السلطات الليبية العثور على جثامين شهداء مصر، الذين استشهدوا على يد تنظيم داعش الإرهابى.. ما هى الإجراءات التى ستقومون بها لإعادة هذه الجثامين؟

- شهداء مصر فى ليبيا الذين طالتهم يد الإرهاب الغاشمة والعثور على جثامينهم هو أمر مؤلم لنا ولذويهم وللشعب المصرى كله، الذى تألم من هذه الواقعة، وأتوجه لأسر الضحايا بالعزاء مرة أخرى، وأدعو الله أن يلهمهم الصبر والسلوان، ونحن نعمل على إعادة الجثامين بالتعاون مع القوات المسلحة والأجهزة المعنية وتسليمها لذويهم بعد التعرف عليهم لدفنهم، ولا ندخر جهدا فى سبيل إعادة الجثامين لأهاليهم وتيسير كل الأمور المتعلقة بذلك.

وهنا أؤكد على ضرورة تكاتف الشعب المصرى ضد كل صور الإرهاب، مع التأكيد على أن الدولة المصرية لم تفرط أبدا فى دم شهدائنا، وكان موقف الدولة المصرية إيجابيا تجاه ما حدث مع شهدائنا فى ليبيا، وردها كان حازما وقويا، لكن الإرهاب يحتاج إلى استمرار تكاتف الشعب المصرى للقضاء عليه.

حوار مع سامح شكرى (9)









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة