أعد الملف: منى ضياء - مدحت عادل - محمد سالمان - سارة درويش - عبدالله محمود - محمود حسن - تامر إسماعيل - محمد صبحى
بعد 44 عاما على نصر أكتوبر، وبعد أن أصبح الأطفال المولودون فى أيام الحرب كهولا، فإنهم وأجيال متوالية يتذكرون أبطال الحرب والنصر الذى جاء ليغسل سنوات الهوان التى سببتها هزيمة يونيو 1967.
كانت عملية إعادة بناء القوات المسلحة رفضا للاعتراف بالهزيمة، حيث يسلم كل شهيد رايته لمن بعده، وكانت حرب الاستنزاف التى بدأت بعد أسابيع من الهزيمة جزءا مهما فى إعادة بناء القوات. كما كان حائط الصواريخ بنيانا مهما فى مواجهة العدوان، وسقط رئيس أركان القوات المسلحة الفريق عبد المنعم أيضا على الجبهة شهيدا وسط جنوده، ليؤكد حقيقة استقرت فى عقيدة الجيش المصرى، أن الجميع فى المقدمة.
بالطبع فإن قرار الحرب والانتصار يرجع إلى الرئيس أنور السادات، والذى كان صاحب القرار السياسى، وهو الذى تحمل المسؤولية، وتحمل الكثير من المطالبات طوال سنوات ما قبل الحرب، التى وصلت إلى اتهامه بالتقاعس، ونجح السادات وأجهزة المخابرات العامة والعسكرية فى أكبر خطة تمويه للعدو، واشعر اسرائيل أن مصر ربما لا تكون جادة فى شن الحرب، وهناك تسجيلات لقادة إسرائيل وعلى رأسهم رئيس الأركان وقتها موشى ديان تعكس حجم الغرور والتعالى ماقبل الحرب، وهى تصريحات انقلبت إلى النقيض بعد النصر الذى حققته القوات المسلحة، وكانت خطة التموية هى التى جعلت من الحرب مفاجأة أفقدت العدو توازنه.
وبسبب خلافات سياسية مع الرئيس السادات حاول البعض التقليل من حجم الانتصار الذى حققه الجيش المصرى، لكن الأحداث والتحولات التى جرت بعد ذلك كشفت إلى أى مدى كان الرئيس الراحل أنور السادات صاحب رؤية، والأهم هو أن الخلاف السياسى وراد، لكن الاتفاق على حجم ما أنجزته القوات المسلحة المصرية ليس محل شك، لقد كان انتصار أكتوبر هو انتصار الجيش بقياداته وجنوده، وكلهم أبناء الشعب المصرى، والذين يدينون بالولاء لهذا الشعب وهو ما تثبته التطورات فى كل لحظة.
الرئيس أنور السادات هو صاحب قرار الحرب، ومعه القادة المشير أحمد اسماعيل والفريق سعد الشاذلى، وقادة القوات الجوية والمشاة والمدرعات والمظلات والصاعقة والإمداد والتموين والشؤون المعنوية والمخابرات الحربية والعامة، والإشارة والبحرية، والدفاع الجوى والمهندسين وكل الاسلحة والجيوش، ولدينا بطولات من القادة، وأيضا من الجنود محمد افندى رفعنا العلم، وعبد العاطى صائد الدبابات، واللواء باقى زكى يوسف رئيس فرع المركبات بالجيش الثالث الميدانى أثناء حرب أكتوبر، وصاحب فكرة استخدام ضغط المياه لأحداث ثغرات فى الساتر الترابى المعروف بخط بارليف فى سبتمبر عام 1969 والتى تم تنفيذها فى حرب أكتوبر عام 1973، وهؤلاء مجرد امثلة لآلاف ألأبطال من جيش الشعب، الذىن مازال أبناؤهم وأحفادهم يواصلون المهمة المقدسة للدفاع عن الوطن ليل نهار.
أنور السادات .. بطل الحرب والسلام
أنور السادات
باقي زكى يوسف
«خفت أكون خرفت» بهذه العبارة علق اللواء باقى زكى يوسف عن مشاعره فى تلك اللحظات من السكون التى عمت قاعة الاجتماعات عقب طرحه فكرة استخدام المياه لاختراق خط بارليف بدلاً من المفرقعات والألغام والصواريخ. وكان «باقى» وقتها برتبة مقدم إلا أن هذا لم يمنع الاهتمام بفكرته ودراستها ثم نقلها إلى سلاح المهندسين للعمل على كل ما يتعلق بتطبيقها. وقال «باقى» إن هذه الفكرة قفزت لذهنه فجأة خلال الاجتماع حين تذكر فجأة سنوات عمله بالسد العالى وكيف كانت المياه الحل الأمثل للتغلب على التراب أثناء العمل فى السد. وتقديرًا لفكرته التى قلبت موازين الحرب حصل اللواء باقى زكى يوسف على نوط الجمهورية العسكرى من الدرجة الأولى وحصل على وسام الجمهورية من الطبقة الثانية.
باقي زكي يوسف
محمد أفندى
منذ 44 عاما كان الجندى محمد أفندى العباسى أول من رفع العلم المصرى بعد العبور، حيث صعد إلى أعلى نقطة رافعا عالم مصر معلنًا نهاية أسطورة خط بارليف الذى لا يقهر، وسطر اسمه بأحرف من نور فى لوحة شرف أبطال هذا الوطن، والذين قدموا الكثير. وبشأن لحظة رفع العالم المصرى، استرجع العباسى تفاصيلها قائلا: «فى صباح 6 أكتوبر 1973 بدأت عمليات التمويه فكان جنود مصر يلعبون كرة القدم والشطرنج، ثم كانت ساعة الصفر وعبرنا قناة السويس وكنت فى طليعة المتقدمين نحو دشمة حصينة بخط بارليف ولم اهتم بالألغام والأسلاك الشائكة، وقمت بإطلاق النار على الجنود الإسرائيليين». وأضاف: «تمكنت من قتل عدد من الأعداء وقلت لقائد الكتيبة المقدم ناجى من الفرحة مبروك يا ناجى مبروك يا ناجى، قالى مبروك ياعباسى وارفع العلم يا بطل فقمت بإنزال العلم الإسرائيلى ورفع العلم المصرى».
الجندى محمد أفندى العباسى
المشير أحمد بدوى
استحق المشير أحمد بدوى لقب رجل المعارك عن جدارة واستحقاق خلال حرب أكتوبر، حيث خاض ابن محافظة الإسكندرية خلال حرب أكتوبر عدة معارك من بينها معركة النقطة القوية جنوب البحيرات المرة، ومعركة تقاطع طريق الجدى مع طريق الشط لمنع تدخل احتياطات العدو، ومعركة النقطتين القويتين الملاحظة والمسحورة ومعارك الدبابات الكبرى والتى بدأت فى 15 أكتوبر، بالإضافة إلى معركة الصمود فى كبريت ثم معارك غرب القناة، ولما حاصرته القوات الإسرائيلية استطاع الصمود مع رجاله شرق القناة، فى مواجهة السويس، واستطاع مع فرقته عبور قناة السويس إلى أرض سيناء فى حرب أكتوبر من موقع جنوب السويس، ضمن فرق الجيش الثالث الميدانى.
المشير أحمد بدوى
حسن على أبو سعدة
وصفه الرئيس أنور السادات بأنه «قائد من البراعم الجديدة» بعد نجاحه فى تدمير اللواء 190 المدرع الإسرائيلى وأسر قائده العقيد عساف ياجورى، إنه الفريق حسن أبو سعدة، ولد فى 13 أكتوبر 1930 إدكو، محافظة البحيرة، وكانت الفرقة الثانية مشاه تحت قيادته هى أول فرقة أتمت عبور قناة السويس فى حرب أكتوبر 1973، ويحسب له خلال الحرب القيام بعمليات عسكرية فى الفرقة الثانية انتصرت فيها جميعا وكان أهمها معركة الفردان.
حصل حسن أبوسعدة على بكالوريوس علوم عسكرية 1949 من الكلية الحربية المصرية الدفعة 24، وماجستير علوم عسكرية 1966.
وتدرج أبوسعدة فى عدة مناصب قيادية مختلفة بدءا من قائد فصيلة حتى قائد لواء، حيث تولى قيادة الفرقة الثانية مشاه، ورقى إلى رتبة اللواء الاستثنائية، ثم رئيس أركان الجيش الثالث، وقائد المنطقة الغربية العسكرية وحاكما عسكريا للصحراء الغربية، ونائبا لرئيس عمليات القوات المسلحة، رئيسا لهيئة عمليات القوات المسلحة، نائب رئيس أركان حرب القوات المسلحة.
حسن على أبو سعدة
إبراهيم عبد التواب
فى نوفمبر 2015 كرم الرئيس السيسى أسرة المقدم الشهيد إبراهيم عبدالتواب، خلال الندوة التثقيفية العشرين التى نظمتها القوات المسلحة بمناسبة الذكرى 42 لانتصارات أكتوبر، وأعاد تذكير المصريين وتعريف الأجيال الجديدة بهذا البطل، الذى حصل على وسام نجمة سيناء من الدرجة الأولى بعد استشهاده فى 14 يناير 1974.
وخلال الندوة عرض فيلم تسجيلى «بطولة ملحمة كبريت»، التى تعرف بالبطل الشهيد إبراهيم عبدالتواب، والعديد من الأبطال البواسل الذين دافعوا عن موقعهم خلال حرب أكتوبر فى ظل حصار استمر لمدة 114 يومًا، فى محاولة من قوات العدو لاستعادة نقطة شرق كبريت.
العقيد إبراهيم عبدالتواب
محمد عبد العاطى
كأى شاب آخر أتم محمد عبدالعاطى شرف مسيرته التعليمية بنجاح، تخرج فى كلية الزراعة والتحق بالجيش ليقضى فترة التجنيد الإجبارى ويؤدى دوره تجاه الوطن.
رحلة «الرقيب أول مجند محمد عبدالعاطى عطية شرف» الشهير بـ«صائد الدبابات» مع العسكرية بدأت فى سلاح الصاعقة ولكن مجده الحقيقى بدأ فى سلاح المدفعية الذى انتقل إليه بعدها ولفت الأنظار منذ مرحلة التدريب النهائية حين خاض أول تجربة رماية للصاروخ «فهد» المضاد للدبابات الذى تخصص فى التعامل معه، بدأت الحرب فى السادس من أكتوبر، فكان أول من تسلق الساتر الترابى لخط بارليف من مجموعته، وبدأت ملحمته الحقيقية فى الثامن من أكتوبر حيث أصاب الدبابة الأولى، ونجح فى ذلك اليوم فى اصطياد 13 دبابة فى نصف ساعة ونجح زميل له فى الكتيبة فى اصطياد 7 أخريات مما أجبر القوات الإسرائيلية على الانسحاب، ثم واصل «عبدالعاطى» ملحمته ليصل رصيده إلى 17 دبابة ثم 23 دبابة مع 3 مجنزرات فى يوم 18 أكتوبر.
محمد عبد العاطى
سعد الدين الشاذلى.. العقل المدبر للمعركة
اقترن اسمه باللحظة التى اختلف فيها مع السادات حول مسألة تطوير الهجوم، لكن دوره كان أكبر من ذلك بكثير، فهو الرجل الذى كان الرأس المدبر للهجوم المصرى على خط الدفاع الإسرائيلى فى حرب أكتوبر، وهو من وضع خطة العبور ومد الجسور، إنه قائد أركان الجيش المصرى فى فترة التحضير لحرب أكتوبر، وفى شطر الحرب الأول.
فى العدوان الثلاثى عام 1956 قاد الكتيبة 75 مظلات، وفى عام 1960 سافر فى مهمة أفريقية إلى الكونغو، لمنع إعادة احتلال بلجيكا للدولة الأفريقية، ليقود الكتيبة العربية فى الكونغو، وهى أول كتيبة عربية ترسل للقيام بمهام خارجية.
سعد الشاذلى
فى حرب عام 1967، كان الفريق الشاذلى موجودًا بقواته المؤلفة من كتيبتى مشاة، وكتيبة دبابات، وكتيبتين من الصاعقة والموجودة فى وسط سيناء، انقطع اتصاله بالقيادة بعد تدمير الطيران، لكنه اتخذ قرارًا جريئًا وشجاعًا، واتجه شرقا تجاه العمق الإسرائيلى، ووصل داخل صحراء النقب، وبقى هناك ليومين، قبل أن يتسلم الأوامر بالانسحاب الفورى، وبحرفية نادرة قطع «الشاذلى» بقواته أرض سيناء كاملة حتى وصل إلى الضفة الغربية من القناة ليصبح آخر قائد مصرى ينسحب من سيناء.
هذه المناورة أكسبته شعبية داخل الجيش المصرى، فأصبح قائد القوات الخاصة والصاعقة والمظلات، ثم قائدًا لمنطقة البحر الأحمر العسكرية، وقاد معركة شدوان البحرية، ومنع الجيش الإسرائيلى من احتلالها، هذه الكفاءة جعلت منه اسمًا يختاره السادات رئيسًا لأركان الجيش المصرى، ويظل اسم الشاذلى خالدًا، ودوره كبيرًا.
اللواء نوال السعيد.. الإمداد والتموين
حين تثور مسألة الحروب، فإن البعض يذهب تفكيره إلى السلاح والمعدات، الخطط والذخائر، متناسيًا دورًا من أهم أدوار الحروب، وهو هيئة الإمداد والتموين، لكن خبراء الحروب وقادتها يدركون جيدًا الدور المهم الذى يلعبه هذا السلاح، حتى أن الرئيس السادات حين سُئل من صحفيين متى نحارب إسرائيل ونسترد سيناء، كان رده بسيطًا: «اسألوا نوال».
نوال السعيد
من عاصروه يحكون عن استماعه وإنصاته لكل فكرة تقدم إليه، حتى من جندى أو ضابط صغير، وحين حوصر الجيش الثالث الميدانى فى الأيام الأخيرة للمعركة، لعب نوال السعيد دورًا استراتيجيًا مهمًا فى فك هذا الحصار، عبر إنصاته لضابط برتبة نقيب فى سلاحه، هو اللواء جمال حواش لاحقًا.
كانت الفكرة بسيطة، هى استبدال سيارات «الزل» ذات حمولة الـ3 أطنان بسيارات من حمولة «الكزاز»، التى وفرت فى الوقت، وزادت من عدد المواد الذاهبة للجيش المحاصر. بالإضافة إلى هذا الدور المهم كان «نوال» مسؤولًا عن انتظام إمداد المعدات العسكرية بالوقود، عبر خطوط ممتدة ومنتظمة. عاش اللواء نوال السعيد الشافعى طويلًا حتى وافته المنية فى يونيو عام 2014، ليكون واحدًا من أطول من عاشوا من قادة حرب أكتوبر.
الفريق أول فؤاد ذكرى.. «أسد البحار»
فى عام 1967 حين دمر شطر كبير من الجيش المصرى، كان هناك سلاح واحد فقط فى الجيش المصرى خسائره صفر، هو سلاح القوات البحرية، الذى كان يقوده فؤاد ذكرى، ابن مدينة العريش، والمعروف بـ«أسد البحار». هو الرجل الذى تخرج فى الكلية البحرية عام 1946، وعُين قائدًا لعدد من المدمرات البحرية قبل أن يتولى رئاسة شعبة العمليات البحرية عام 1963، ثم وبعد حرب يونيو 1967 أصبح قائدًا للقوات البحرية، هذه القوات التى سطرت ملحمة لا أروع منها، حين تصدت للمدمرة إيلات، ثم الهجوم على ميناء إيلات فى عام 1969، ثم الهجوم الثانى على الميناء فى فبراير عام 1970، والعملية الثالثة للهجوم على إيلات فى مايو عام 1970.
فى حرب أكتوبر كان الفريق أول فؤاد ذكرى أول قائد مصرى للبحرية يقود حربًا حقيقية وينتصر فيها، فقد حاصرت قواته مضيق باب المندب مما منع الإمدادات القادمة لإسرائيل من ناحية الشرق تمامًا، ووضع إسرائيل فى حصار اقتصادى كبير، إذ منعت مصر خلال أيام الحرب 200 سفينة تجارية من الدخول لإسرائيل، وهو ما حرمها من السلع والأسلحة والذخيرة والبترول. كان فى عز ألقه وقوته فى حرب أكتوبر، لكنه وبمجرد انتهاء المعركة حرص على ترك موقعه، وطلب تصعيدًا لكوادر جديدة فى البحرية المصرية، رفض طلبه مرات لكنه ألح، واستجيب له أخيرًا.
هو واحد من 5 من قادة حرب أكتوبر صدر قانون بشأنهم، بأن تظل خدمتهم فى الجيش المصرى طوال حياتهم، فى عام 1982 أعلن عن مرضه بالسرطان، حتى توفى مطلع عام 1983.
فؤاد ذكرى
أحمد إسماعيل.. قائد الجبهات المصرية والسورية والأردنية
إنه القائد العام للقوات المسلحة، ووزير الحربية خلال الحرب، الرجل الذى صنفته مجلة الجيش الأمريكية ضمن أهم 50 شخصية عسكرية فى العالم. أضاف تكنيكات جديدة للحرب، وخاض حروب مصر كلها، هو قائد سرية المشاة فى غزة أثناء حرب فلسطين عام 1948، ومنشئ نواة قوات الصاعقة أثناء العدوان الثلاثى، قاد الفرقة الثانية مشاة، أول تشكيل مقاتل فى مصر، وهو الفرقة الثانية مشاة، بعد عام 1967 وفى سلسلة التغييرات التى جرت على الجيش المصرى بعد الهزيمة خرج من الجيش، لكن الرئيس جمال عبدالناصر، الذى كان يعرف مدى عبقرية هذا الرجل استدعاه من جديد.
فى التاسع من مارس عام 1969 استشهد رئيس أركان القوات المسلحة المصرية، ضربة قاصمة أودت بحياة الفريق عبدالمنعم رياض، لم يكن هناك من هو أكثر كفاءة من أحمد إسماعيل ليحل محله، لكنه تعرض لواقعة صعبة، حين قامت القوات الإسرائيلية بعملية إنزال على خليج قناة السويس عند منطقة الزعفرانة، وبقيت هناك 6 ساعات استغلتها فى الدعاية القوية لنفسها، أمر عبدالناصر أحمد إسماعيل بالتوجه إلى موقع الحدث بنفسه، لكن إسماعيل لم ينفذ الأوامر وبقى يدير العملية من غرفة العمليات، ما عرضه لغضب «ناصر» فأمر بعزله.
احمد اسماعيل
رحل عبدالناصر فى سبتمبر عام 1970 مهمومًا وحزينًا، أتى الرئيس السادات، فأعاد من جديد إسماعيل إلى العمل، عينه رئيسًا للمخابرات العامة بعد الإطاحة بمراكز القوى فى 15 مايو 1971، وبعدها بعام ونصف العام، وفى 26 أكتوبر 1972 أصدر قرارًا بتعيينه وزيرًا للحربية، وفى أوائل عام 1973 اختاره العرب رئيسًا للجبهات الثلاثة، المصرية والسورية والأردنية، فى اليوم الذى أبلغه فيه السادات بتوليه منصب وزير الحربية، طلب منه إعداد خطة الحرب.
خلال حرب أكتوبر لعب أحمد إسماعيل دورًا كبيرًا فى إنقاذ الجبهة الداخلية، نجح فى رأب الصدع الذى تسبب عنه عزل الفريق الشاذلى عن منصب قائد الأركان فى ذروة المعركة، نجح فى تخفيف أثر الثغرة، وبعد المعركة منحه السادات رتبة «المشير» ليكون ثانى من حملها فى مصر، لكنه كان مع موعد مع المرض اللعين، وهو سرطان الرئة، الذى أودى بحياته فى الخامس والعشرين من ديسمبر عام 1974، ليودعه المصريون فى جنازة حزينة، لم يكن كبيرًا فى السن حين فارق الحياة، كان عمره فقط 57 عامًا، لكنه وكأنه قد عاش فقط لتلك المعركة، وليكمل حياته بخوض حروب مصر الأربع مكتملة، قبل أن يفارقنا.
حلمى عفيفى
قبل الاشتراك فى حرب أكتوبر كان «حلمى عفيفى مرسى عبدالبر» قائد إحدى فرق الدفاع الجوى خاض بالفعل 5 حروب طوال تاريخه فى العسكرية المصرية منذ تخرج فى الكلية الحربية عام 1942 وحتى وقت الحرب، وحصل عفيفىعلى ماجيستير العلوم العسكرية ودرس فى أكاديمية الدفاع الجوى بالاتحاد السوفيتى وتولى قيادة مدرسة الدفاع الجوى ثم قيادة إحدى وحدات الدفاع الجوى فى المنطقة الجنوبية والبحر الأحمر. هذه القدرة على الابتكار تجلت أيضًا خلال التجهيزات للحرب إذ وضع خطة مبتكرة لمنع دخول الصواريخ إلى الجبهة، وتم الأخذ باقتراحه الذى طرحه أثناء اجتماع الرئيس جمال عبدالناصر بقادة كتائب الصواريخ إذ اقترح إنشاء حوائط خرسانية سابقة التجهيز فى مكان بعيد عن الجبهة يتم نقلها وتركيبها ليلاً وتفاجأ العدو فى اليوم التالى.
الفريق حلمي عفيفي عبدالبر
محمد عبدالهادى عبدالفتاح
كان اللواء محمد عبدالهادى عبدالفتاح، رئيس عمليات الوحدات البحرية وقائد وحدات استخبارات عسكرية سرية، خلال حرب أكتوبر 1973، وقد لعبت القوات البحرية دورا مهما لإنجاح العبور واقتحام الضفة الشرقية. حيث كلفت القوات البحرية الضفاضع البشرية «لواء الوحدات الخاصة» والمهندسين بالجيش بسد فوهات عبوات الاشتعال بالضفة الشرقية للقناة هذه العبوات قبل عملية العبور. كما كانت القواعد البحرية تؤمن تمركز الوحدات البحرية فى الموانى ضد طيران العدو وضد البحرية الاسرائيلية وضد الضفادع البشرية المعادية وظلت الموانى المصرية مفتوحة طوال فترة الحرب لاستقبال المواد الاستراتيجية للشعب المصرى والمعدات والأسلحة لإمداد الجيش أثناء الحرب، وبذلك لم يشعر شعب مصر بأى اختناق أو بأى نقص لأى سلعة تحتجها القوات المسلحة والشعب أثناء الحرب.
اللواء محمد عبدالعزيز قابيل
اللواء محمد عبدالعزيز قابيل ولد فى 14 مارس 1927 وهو بطل من أبطال حرب أكتوبر 1973، وكان قائد الفرقة الرابعة المدرعة أثناء حرب أكتوبر، وترقى إلى رتبة اللواء، وعين قائدا للمنطقة الغربية العسكرية ثم الملحق الحربى فى واشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية، حتى أنهى حياته العسكرية عام 1984، وكان قد حصل على وسام نجمة الشرف العسكرية «أعلى وسام عسكرى» وشغل منصب عميد الملحقين العسكريين فى العالم.
ومع الاستعداد لحرب أكتوبر تحمل قابيل مسؤولية قيادة الفرقة الرابعة المدرعة وظل قائدا لها حتى عام 1975، وهذه الفرقة منذ إنشائها تعتبر درة القوات المسلحة المصرية تدريبا وانضباطا وأعلى قمة فى الروح المعنوية، حتى أن الرئيس أنور السادات قد زار الفرقة الرابعة عام 1971 ليعطى تقريرا للقوات المسلحة المصرى من خلال الفرقة الرابعة.
عبد العزيز قابيل
محمد الحسينى عبدالسلام
«الرجل الثانى» فى سلاح المهندسين، كان هذا اللقب الذى حمله اللواء «محمد الحسينى عبدالسلام، الذى يعتبر واحدا من الرجال الذين مهدوا لانتصار أكتوبر، وكان له الفضل فى اختصار وقت عبور خط بارليف. وترجع تفاصيل هذه القصة المثيرة إلى عام 1972 حين كان يحمل رتبة عميد، ويتفقد مصنعًا للعربات العسكرية فى ألمانيا الغربية مع وفد عسكرى، وهناك رأى طلمبة مياه لفتت نظره بشكلها الغريب، فطلب من رئيس المصنع أن يعاينها، وأدرك أن هذه الطلمبة الألمانية بإمكانها إنجاز عملية عبور خط بارليف، واختصار وقت العبور ساعتين على الأقل مقارنة بالطلمبة الإنجليزية، التى تم استيراد عدد كبير منها للقيام بهذه المهمة.
اللواء مهندس محمد الحسيني عبدالسلام
عاطف السادات
«كان ابنى.. كان أغلى من أولادى»، دائمًا ما تحدث الرئيس الراحل أنور السادات بهذه النبرة التى تمزج الفخر بالحزن على شقيقه الأصغر «عاطف السادات»، الذى كان على رأس قائمة شهداء أكتوبر ضمن 11 طيارًا استشهدوا فى يوم 6 أكتوبر خلال الضربة الجوية الأولى. وكان من المقرر أن يشارك «عاطف» فى الضربة الجوية الثانية، إلا أنه طلب بإلحاح أن يكون ضمن المشاركين فى الضربة الأولى، واستجاب له قائده خاصة لما عرف عنه من براعة خلال حرب الاستنزاف. وحلق بطائرته فوق سيناء ليفجر فى طلعته الأولى رادارا ومركز قيادة صواريخ الهوك اليهودية المحيطة بالمطار، ثم قام بدورتين كاملتين للتأكد من تدمير هدفه، وفى الدورة الثالثة وعقب تبليغه بإتمام مهمته عبر اللاسلكى، أصيبت طائرته بصاروخ إسرائيلى لينال الشهادة. وكان عاطف أنور السادات قد تخرج فى الكلية الجوية عام 1966 وتدرب فى الاتحاد السوفيتى عامين على المقاتلات الجوية ثم القاذفات المقاتلة «السوخوى».
عاطف السادات
منير شاش
عسكرى مصرى من طراز فريد كان قائدًا لمدفعية الجيش الثالث الميدانى إبان حرب أكتوبر عام 1973، هو اللواء منير شاش محافظ شaمال سيناء الأسبق الذى رحل عن دنيانا فى 11 يوليو عام 2011، بعد عمر مديد قضاه فى خدمة الوطن فى المواقع المختلفة. القائد المصرى، التحق بالجيش فى 11 فبراير عام 1950، وعين فى سلاح المدفعية بالعريش ثم انضم للضباط الأحرار، وفى عام 1961 تم تعيينه مدرسًا فى مدرسة المدفعية، وفى فترة حرب عام 1967 تم تكليفه اللواء 51 تابع لفرقة مدرعة، ثم عُين رئيس أركان مدفعية الجيش الثانى فى نهاية عام 1967، كما كان له دور مهم طوال حرب الاستنزاف وعملياته المختلفة.
منير شاش
محيى الدين نوح
من بين مختلف بطولات أكتوبر دائمًا ما يبرز اسم المجموعة 39 قتال التى قامت بعدة عمليات فدائية مبهرة بعد نكسة يونيو وحتى حرب أكتوبر المجيدة، وكان اللواء «محيى الدين نوح» واحدًا من أبرز عناصر هذه المجموعة وشارك فى ما يزيد عن 92 عملية عسكرية خلف صفوف العدو أبرزها تفجير مطار الطور عام 1970 وهى العملية التى قال عنها إنها كانت شديدة الصعوبة وتمت فى توقيت خطير.
وحصل محيى الدين فى حياته على العديد من التكريمات والأوسمة منها ميدالية الترقية الاستثنائية عام 1965، ونوط الشجاعة العسكرى من الطبقة الأولى وميدالية جرحى الحرب عام 1969 ونوط الجمهورية العسكرى من الطبقة الثانية عام 1970، بالإضافة إلى وسام النجمة العسكرية ونوط الجمهورية العسكرى من الطبقة الأولى عام 1974.
اللواء محيي الدين نوح
اللواء الطيار نبيل عزت
كان اللواء نبيل عزت، قائد لتشكيل طيران رباعى فى السرب المقاتل على طائرة الميج 21، والمسؤول عن حماية جنود البلاد والسد العالى وأحد المطارات العسكرية فى الصعيد، وهى مهمة خطيرة للغاية، لكن المقاتل الطيار ومن معه كانوا على قدر المسؤولية، واستطاعوا أن يسقطوا 15 طائرة للعدو من نوع الميراج والفانتوم، وهو الإنجاز الذى استحق كل الثناء والإشادة من القيادات العليا. براعة نبيل عزت العسكرية أهلته لتولى مناصب مهمة بعد الحرب، فقد ترقى إلى رتبة لواء مقاتلات برتبة مقدم عام 1979، ومنها إلى رئاسة فرع المقاتلات فى شعبة التدريب الجوى برتبة عقيد ثم قائد للمنطقة الجوية الغربية فى عام 1994، ومنها إلى رئاسة شعبة التدريب الجوى، وفى عام 1999 تولى رئاسة أركان حرب القوات الجوية، وحصل على رتبة لواء أ.ح طيار حتى تقاعد نهائيا فى يوليو 2011.
اللواء طيار نبيل عزت
العميد إبراهيم زيادة
بعد 6 أشهر من تلقى أسرة البطل «إبراهيم عبدالعزيز يوسف زيادة» خبر استشهاده وبعد استخراج شهادة وفاته وتلقى العزاء فيه، فوجئت زوجته به يقف أمامها فى الشارع بلحية كثيفة ويعانقها. وكان «زيادة» يخدم أثناء الحرب فى منطقة الزعفرانة فى السويس ضمن قوات الصاعقة ونفذ خلال الحرب عدة عمليات كبدت العدو خسائر مريرة، منها تدمير أتوبيس يحمل 65 ملاحًا وطيارًا إسرائيليًا. ووفقًا لما ذكرته زوجته فى مقابلات صحفية بعد رحيله عام 2007 فإن طائرات الهيلوكوبتر الإسرائيلية تعقبته وعدد من زملائه فى صحراء سيناء 6 ساعات كاملة، ولكنها لم تنجح فى اصطياده، ولكن تم أسره فى أحد معسكرات العدو فاختفى 6 أشهر، ولكنه هرب منهم وسط الصحراء، وتمكن من النجاة ومد الله فى عمره حتى عام 2007.
إبراهيم زيادة
«اللواء أركان حرب»على حفظى
فى حين بدأت مهمة غالبية أسلحة الجيش فى الحرب لحظة اختراق خط بارليف، بدأت مهمة قوات الاستطلاع فى الاختراق قبلها بشهور، لتكون بمثابة عيون الجيش المصرى خلف خطوط العدو، من أجل نقل صورة كاملة عن أوضاعه ونقاطه الحصينة وأسلحته وأعداد جنوده. وكان اللواء أركان حرب «على حفظى» هو من يتولى مهمة قيادة هذه القوات، التى تعمقت مئات الكيلومترات داخل صفوف العدو، واستمر عمل بعض عناصرها لفترة تزيد على 6 أشهر بعد الحرب. وكانت قوات الاستطلاع وقتها عبارة عن تخصص جديد، تم استحداثه لمواجهة ما تحصل عليه إسرائيل من مساعدات إلكترونية من أطراف خارجية تمنحها القدرة على الحصول على المعلومات وتحد وصول المعلومات للطرف المصرى. ولكن مصر اعتمدت على العنصر البشرى، واستحدثت مجموعات الاستطلاع، ونجحت فى رصد أنشطة إسرائيل فى سيناء على مدار سنوات طويلة.
علي حفظي
اللواء فاروق صالح أحمد فاروق
مع انطلاق ساعة الصفر لحرب أكتوبر كانت القوات والوحدات الجوية على رأس الأسلحة التى قادت المعركة لتأمين جنود المشاة وباقى الأسلحة التى تحركت تباعا، وكان اللواء فاروق صالح أحمد فاروق يقود وقتها غرفة عمليات الوحدات الجوية، وقدم مع مجموعته القتالية بطولات وأدوار مهمة فى الحرب.
وكانت القوات الجوية فى طليعة الأسلحة التى بدأت الحرب فى الثانية إلا خمس دقائق، وطارت على ارتفاع منخفض تحت مستوى الرادار متفادية جميع الدفاعات.
وقامت المقاتلات المصرية بعدة هجمات أخرى من حين إلى حين بالمشاركة مع قاذفة القنابل الاستراتيجية التى أحدثت زعزعة كبيرة فى الخطوط الخلفية للقوات الإسرائيلية، وسطرت الوحدت الجوية أسطورة قتالية خلال الحرب اعادت بها الكرامة لقواتنا المسلحة واستحق اللواء فاروق الترقية بعد الحرب لدوره الكبير فى قيادة الوحدات وغرفة العمليات، ونال العديد من أوسمة التكريم.
اللواء طيار أحمد المنصورى
تنطلق المدافع فى كل رمضان منذ زمن الفاطميين معلنة موعد الإفطار، فينطلق الأطفال فرحين بانطلاقها، لكنها فى رمضان هذا البعيد منذ 44 عامًا كان لانطلاقها دوى أكثر فرحًا فى قلوب الكبار والصغار، وفى قلوب العرب أجمع، فالقذائف التى انطلقت ظهر العاشر من رمضان لم تكن سوى مدفعية خطط لأماكنها الفريق محمد سعيد الماحى على تحصينات خط بارليف. 2000 مدفع، عرف هذا الرجل كل واحد منها عن قرب، كل واحد منها له هدف واضح، ونقطة حصينة يجب تدميرها فى اللحظة المنشودة، كى تمهد العبور العظيم.
«الماحى» الذى عينه السادات قائدًا لسلاح المدفعية المصرية قبيل حرب أكتوبر أعاد الحياة لهذا السلاح المهم، ووضع خطة حددت لكل كتيبة أهدافها عند إعطاء الإشارة، حتى صف المدافع على الجبهة كان إبداعًا، عليك أن تحرك 2000 مدفع على طول خط قناة السويس دون أن يلحظ العدو هذا الاستعداد، موه تحركات المدفعية ووضعها فى أماكنها دون أن يدرك الصهاينة ما يدور على الناحية الثانية من المانع المائى.
محمد سعيد الماحى
انطلقت المدفعية المصرية حين أعطى «الماحى» إشارة البدء فى تمام الثانية وخمس دقائق، قائلًا: «مدفعية النيل.. اضرب»، هذا الجهد الرائع أسفر فى النهاية عن أعظم تمهيد نارى فى التاريخ، جعل من نسبة إصابة المدفعية المصرية لأهدافها %100.
تقلد الفريق «الماحى» عدة مناصب، منها كبير ياوران الرئيس السادات، ومدير المخابرات العامة، ومحافظ الإسكندرية، ورحل عن عالمنا فى 2007.
اللواء طيار احمد المنصورى
المشير محمد عبدالحليم أبوغزالة.. صاحب سجل حافل من العمليات العسكرية
نجح المشير محمد عبدالحليم أبوغزالة فى تمهيد أرض المعركة على ضفة العدو، تمهيدا لعبور القوات البرية إلى الجبهة الشرقية، حيث كان قائدًا للمدفعية بالجيش الثانى التى زلزلت حصون العدو، بالتعاون مع سلاح الطيران.
ويحظى المشير أبوغزالة بسجل حافل من العمليات العسكرية الناجحة ففى ليلتى 21 و22 أكتوبر نفذت وحدات مدفعية الجيش الثانى، التى كان يتولى قيادتها العميد أركان حرب أبوغزالة بقصفات إزعاج على مواقع العدو طول الليل، وفى الصباح قامت الطائرات الإسرائيلية بهجمات عنيفة على مواقع القوات، وركزت قصفها على معسكر الجلاء، إلا أن القوات استطاعت الصمود.
ابو غزالة
ولعب أبوغزالة دورا كبيرا فى حماية الفرقة 16 والجيش الثانى بأكمله، عندما حاولت إسرائيل اختراق الجيش الثانى، ولكن المشير أبوغزالة، تمكن من تجميع نيران 24 كتيبة مدفعية، ترتب عليها إفشال المحاولة الإسرائيلية، واستحق عنها وسام نجمة سيناء الذهبية.
ولد أبوغزالة فى فبراير 1930 بقرية زهور الأمراء، بمحافظة البحيرة، والتحق بالكلية الحربية وتخرج فيها سنة 1949، حصل على إجازة القادة للتشكيلات المدفعية من أكاديمية ستالين بالاتحاد السوفيتى سنة 1961، وتدرج فى المواقع القيادية العسكرية، حتى عين مديرا لإدارة المخابرات الحربية والاستطلاع فوزيراً للدفاع والإنتاج الحربى وقائداً عاماً للقوات المسلحة سنة 1981، ورقى إلى رتبة مشير سنة 1982، ثم أصبح نائبا لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للدفاع والإنتاج الحربى وقائدًا عاماً للقوات المسلحة منذ 1982 وحتى 1989 عندما أقيل من منصبه وعين حينها مساعد رئيس الجمهورية.
صالح إدريس
التحق صالح إدريس بالجيش فى 1973، وتم توزيعه على سلاح المهندسين، فى يوم 11 أكتوبر جاءت الأوامر بالعبر، وكان هدف كتيبته إزالة الألغام من طريق الدبابات.
لكن أول ما واجهه هو الرمال التى تعيق تقدم سيارته التى تحمل الألغام، اخترع صالح طريقة تقى السيارات من رمال سيناء، حصيرة حديد أنقذت سياراته، وأنقذت معها 200 لغم مضاد للدبابات، هذه الألغام التى استخدمها فى زراعة الألغام فى الكيلو 101 أثناء الثغرة.
فى البداية أمره الضباط بألا «يعمر» الألغام، قائلين له: «أنت مستجد متعمرش اللغم»، لكن فجأة حدث أمر غير المسألة، انفجر اللغم فى زميله الصول عبد المسيح أثناء التعمير، وعليه كان وحده المسؤول عن تعمير 200 لغم زرعوا فى طريق الدبابات الإسرائيلية التى تحاول اقتحام الثغرة.
صالح الذى زرع 200 لغم فى الثغرة وحده، كان عليه أيضا أن يتفادى رصاص القناصة أثناء هذه العملية، 8 من زملائه الـ 10 الذين كانوا معه على نفس السيارة التى تنقل الألغام.
إسماعيل بيومى
البطل المقاتل إسماعيل بيومى، شارك فى حرب أكتوبر ضمن قوة سلاح المهندسين الفرقة 19 مشاه بقطاع الجيش الثالث الميدانى، وفقد ذراعه أثناء الحرب.
وحول تفاصيل إصابته يقول البطل: «جاءت أوامر بتنظيم كماين لتعطيل دخول العدو عن طريق عمل حفر برميلية، ووضع الألغام فى كل مكان نقوم بتأمينه، وأثناء عملى وجدت عبوة ناسفة بجوارى أدت إلى بتر ذراعى اليمنى فى الحال، وعندما رآها أحد زملائى ربطها، وكان يريد أن يقف معى، ولكن رفضت حتى لا يقل عددنا أمام العدو، ثم قررت أن أعوم للجهة الشرقية بسيناء لوجود كتيبة طبية للعلاج».
اسماعيل بييومى
اللواء أحمد حمدى
الشهيد أحمد حمدى يحسب له الفضل فى تطوير الكبارى الروسية الصنع لتلائم ظروف قناة السويس وأصبح من الممكن تركيبها فى 6 ساعات فقط بدلا من 74 ساعة، وتولى قيادة لواء المهندسين المخصص لتنفيذ الأعمال الهندسية بالجيش الثانى الميدانى وهى القاعدة المتينة لحرب أكتوبر.
وأشرف اللواء أحمد حمدى بشكل مباشر على تصنيع وحدات لواء الكبارى واستكمال معدات وبراطيم العبور، وكان صاحب فكرة إقامة نقاط للمراقبة على أبراج حديدية على الشاطئ الغربى للقناة لمراقبة تحركات العدو.
وأعد اللواء أحمد حمدى خطة بديلة للعبور فى حالة فشل قوات الصاعقة فى غلق فتحات النابلم فى القناة، وصنع كوبرى علويا يتم تركيبة على أساس ومواسير حديدية يتم سحبها وتركيبها عاشق ومعشوق.
احمد حمدى
اللواء محمد فؤاد نصار
اللواء فؤاد نصار، مدير المخابرات الحربية فى أثناء حرب أكتوبر الحرب يتحدث قائلاً «تفوقنا على الأقمار الصناعية الأمريكية، وخطتنا للخداع أبهرت العالم، فلقد حققت المخابرات المصرية مفاجأة من العيار الثقيل ضد عدو يرى بالعين المجردة كل ما يحدث أمامه، وسلاح مخابراتى كان يعتبر الرابع على العالم بعد المخابرات الأمريكية والروسية والبريطانية، وكان يعمل بالتعاون المباشر مع المخابرات الأمريكية، إلا أن خطة الخداع الاستراتيجى حطمت أسطورة أكبر جهازى مخابرات فى العالم بالعقل المصرى الذى خدع الأجهزة المتطورة فى الاستعدادات وموعد الحرب، والإجراءات الوهمية، حتى تأكدت إسرائيل والعالم أن الجيش المصرى لن يتحرك».
فواد نصار
اللواء محمد نبيه
يعتبر اللواء محمد نبيه السيد أحد أبطال حرب أكتوبر حين تولى منصب رئيس عمليات الجيش الثالث الميدانى خلال الحرب. اللواء محمد نبيه يعتبر من العسكريين المشهود لهم بالكفاءة والانضباط الشديد، واستحق أن تعلق صورته ضمن لوحة شرف، فالجيش الثالث الميدانى أدى دور عظيم سواء من بداية حرب الاستنزاف عندما 1967 أمر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بإعادة تنظيم القوات المسلحة وتشكيل هذا ليكون مجال عمله هو القطاع الجنوبي من المجرى الملاحى والممتد من الإسماعيلية إلى السويس على الضفة الشرقية من قناة السويس، أو عندما اتخذ قرار حرب أكتوبر كان هذا الجيش ورجاله على قدر المسؤولية المكلفين بها.
اللواء محمد نبيه السيد
اللواء مجدى الدالى
فى 4 أكتوبر أتت الأوامر السرية الثالثة من الكتيبة 26 تتحرك إلى النقطة المسماة بـ«التبة المسحورة»، ونزلت القوارب المطاطية، وفى منتصف المسافة فتحت النيران على السرية. أمام ذلك أمر مجدى الدالى قواته أن تقفز من على القوارب، وأن تعبر سباحة حتى اقتحام التبة المسحورة، أفراد السرية نزلوا جميعا إلى الماء وبدأوا فى السباحة تحت وابل من نيران العدو، وصل أغلب أفراد السرية سالمين، رغم أن بعضهم استشهد فى الطريق، وبمجرد وصولهم أعطى مجدى الدالى أوامره للمهندسين العسكريين بفتح ثغرتين فى حقل الألغام، واستطاع أفراد السرية العبور إلى نقطة التبة المسحورة، وحين فوجئ الإسرائيليون بهم، أعطوا أوامرهم لقواتهم الموجودة بالهروب، لكن مجدى الدالى أمر قواته بتعقبهم حتى قتل عدد كبير منهم.
مجدى الدالى
اللواء تيسير محمد العقاد - رئيس أركان الجيش الثانى الميدانى
هو أحد قادة حرب أكتوبر المجيدة، تولى رئاسة أركان حرب الجيش الثانى الميدانى أثناء الحرب، وتولى قيادة الجيش الثانى مؤقتا بين 14-16 أكتوبر أثناء الحرب وفى الفترة العصيبة التى مر بها الجيش أثناء قيام العدو الإسرائيلى بفتح ثغرة الدفرسوار التى أرهقت قوات الجيش المصرى بعد العبور.
والعقاد هو أحد القادة الذين أشرفوا على خطة تصفيه الثغرة، فبعد التدهور شبه الكامل للفرقة 21 المصرية التى دُفِع بها لإنقاذ خطة تطوير الهجوم، فى الساعة 8:30 صباح 14 أكتوبر، أصيب اللواء سعد مأمون قائد الجيش الثانى الذى كان يتابع موقف الفرقة 21 المدرعة من مركز القيادة المتقدم للجيش بنوبة قلبية، وقد بادر بالاتصال باللواء تيسير العقاد رئيس أركان الجيش الذى كان موجودا فى الخلف فى مركز القيادة الرئيسى للجيش وأبلغه بمرضه، ودعاه للحضور إلى مركز القيادة المتقدم للجيش لتولى القيادة بدلا منه.
وثغرة الدفرسوار هى المصطلح الذى أطلق على حادثة أدت لتعقيد مسار الأحداث فى حرب أكتوبر، كانت فى نهاية الحرب، حينما تمكن الجيش الإسرائيلى من تطويق الجيش الثالث الميدانى من خلال ما عرف بثغرة الدفرسوار، وكانت بين الجيشين الثانى والثالث الميدانى، امتدادا بالضفة الشرقية لقناة السويس، وكان يهدف من خلالها الجيش الإسرائيلى إلى إحداث ارتباك فى صفوف الجيش المصرى الذى سيطر على الضفة الغربية لقناة السويس.
تيسير العقاد
اللواء عبدالمنعم خليل - قائد الجيش الثانى الميدانى
محارب من نوع خاص هو اللواء عبدالمنعم محمد إبراهيم خليل، الذى خاض جميع حروب مصر فى العصر الحديث بداية من الحرب العالمية الثانية مرورا بحرب فلسطين، واليمن، والعدوان الثلاثى عام 1956، وحرب 1967، وحرب الاستنزاف، انتهاء بحرب أكتوبر المجيدة التى كانت شاهدة على بطولاته.
تولى قيادة الجيش الثانى الميدانى للمرة الثانية فى 16 أكتوبر 1973 خلفا للواء سعد مأمون الذى أصيب بنوبة قلبية، فى وقت من أصعب الأوقات وهو توقيت محاولة الجيش الإسرائيلى إحداث الارتباك بصفوف الجيش الثانى من خلال ما سمى ثغرة الدفرسوار، وهو توقيتا شديد الحساسية لعودته لقيادة الجيش الثانى مرة أخرى بعد فترة تركه إياه منذ عام 1972.
عبد المنعم خليل
تدرج فى المناصب فى الجيش المصرى على مر الحروب العديدة التى خاضها، من قائد الكتيبة 53 مشاة إلى قائد جيش ميدانى، وتولى رئاسة أركان اللواء الرابع مشاة، ورئيس عمليات القوات العربية باليمن، وقائد وحدات سلاح المظلات المصرى 1967، ورئيس أركان الفرقة الثانية مشاة، وقائد الفرقة الثالثة مشاة فى بعد حرب 1967، ورئيس أركان الجيش الثانى، ثم قائد الجيش الثانى الميدانى حتى عام 1972، ورئيس هيئة تدريب القوات المسلحة، وقائد المنطقة المركزية العسكرية أثناء حرب أكتوبر حتى يوم 16 أكتوبر، ثم عاد لقيادة الجيش الثانى من يوم 16 أكتوبر 1973، فى فترة الثغرة، وتولى مساعد وزير الحربية وقائد الدفاع الشعبى والعسكرى، ومساعد وزير الحربية ورئيس هيئة تدريب القوات المسلحة.
خليل حاصل على وسام بطل الجيش الثانى الميدانى، ونجمة الشرف فى حرب أكتوبر، كما حصل على درجة الدكتوراه الفخرية من أكاديمية ناصر العسكرية العليا بتاريخ عام 2013 لكونه أحد رموز العسكرية المصرية وأقدم قادة حرب أكتوبر 1973 المجيدة، وتمت ترقيته لرتبة فريق فخرى فى نفس السنة وكرمه الرئيس عبدالفتاح السيسى أيضا.
اللواء شفيق مترى سدراك - شهيد «النقطة 57 جنوب»
لم يكن اللواء شفيق مترى سدراك نموذجا عاديا للقائد فى الحرب، لم يكن يدير من حجرة العمليات ويلقى الأوامر على جنوده، كان قائدا ملتحما بجنوده قبل ضباطه، وشارك فى حروب 1956 و1967 وأمضى 11 عاما من حياته فى أرض المعركة، يوم السادس من أكتوبر عام 1973 قاد أحد نموذجاً رائعاً للقائد المتهم بكل تفاصيل جنوده وخلال حرب الاستنزاف قبيل العبور العظيم عبر برجاله إلى سيناء من بورسعيد والدفرسوار وجنوب البلاح والفردان حيث قاتل العدو فى معارك الكمائن. ويوم السادس من أكتوبر 1973 قاد أحد ألوية المشاة التابعة للفرقة 16 مشاة بالقطاع الأوسط فى سيناء وحقق أمجد المعارك الهجومية ثم معارك تحصين موجات الهجوم الإسرائيلى المضاد.
القائد الصعيدى ابن محافظة أسيوط كان يقود أول لواء مشاة عبر القناة يوم 9 أكتوبر 1973 م التابع للفرقة 16 من الجيش الثانى الميدانى، ووصل بقواته إلى قرب الممرات حيث كان يجيد فن القتال بالدبابات فى الصحراء، وكان دائما يتقدم قواته ليبث فى نفوسهم الشجاعة والإقدام إلى أن استشهد أثناء إدارته للمعركة فى عمليات تحرير «النقطة 57 جنوب»، الطالية، حيث أصيبت مركبة القيادة بقذيفة دبابة، وقتل ومن معه فى المركبة وكانوا خمسة أبطال آخرين. وحصل اللواء شفيق مترى سدراك على جميع الأوسمة والنياشين التقليدية والدورية والاستثنائية، ولكن أعظم هذه الأوسمة والنياشين هو وسام نجمة سيناء من الطبقة الأولى، والذى منحه الرئيس الراحل محمد أنور السادات لأسرته، تقديرا لما أظهره الفقيد من أعمال ممتازة تدل على التضحية والشجاعة فى ميدان القتال أثناء حرب أكتوبر المجيدة.
شفيق سدراك
عبدالمنعم واصل.. قائد الجيش الثالث فى حرب أكتوبر
البطل عبدالمنعم محمد واصل يعد من الضباط المصريين القلائل الذين شاركوا فى الحرب العالمية الثانية، وحرب فلسطين، و1956 وكان وقتها قائدا لتشكيل مدرع تدرج فى العمل بالقوات المسلحة الذى استمر لأكثر من ربع قرن.
فى حرب 1967، كان عبدالمنعم واصل برتبة عميد وقاد اللواء 14 مدرع مساندا للواء 11 مشاه فى منطقة أم القطف وجبل لبنى بوسط سيناء ورفض الاستسلام للهزيمة وأدار معركة من أقوى المعارك وكبد القوات الإسرائيلية خسائر بلغت 47 دبابة، 6 عربات مجنزرة اعترف بها موشى ديان وغيره من قادة إسرائيل، وواصل دوره فى اعادة بناء القوات المسلحة لخوض معركة النصر.
عبد المنعم واصل
كان للفريق واصل دورا كبيرا فى صد الثغرة التى حدثت فى الدفرسوار خلال معارك أكتوبر 1973، وكانت تعليماته للضباط والجنود خلال المعارك بعدم المساس بالأسرى الإسرائيلين مهما كانت الظروف ومعاملتهم إنسانيا لان مصر تحترم القانون الدولى للحرب.. والقانون الإنسانى واتفاقيات جنيف كما أن الدين الإسلامى يحثنا على ذلك، بعد انتهاء المعارك تم تعيين البطل عبدالمنعم واصل مساعدا لوزير الحربية فى شهر ديسمبر عام 1973
أثناء عبور القوات الرئيسية لقناة السويس واجهت صعوبات كبيرة فى إنشاء كبارى الجيش الثالث الميدانى فوقف واصل بين رجال المهندسين العسكريين يحثهم على سرعة الانتهاء ثم أمر بعبور الفرقة 19 على كبارى ومعدات الفرقة السابعة، ولم يترك الضفة الغربية لقناة السويس حتى أقيمت جميع الكبارى وعبرت جميع القوات.
اللواء نبيل شكرى - قائد سلاح الصاعقة
اللواء نبيل شكرى كان قائداً لقوات الصاعقة المصرية التى أُلحق بها بعض المهندسين العسكريين لبناء قواعد الصواريخ بغرض صد الغارات الإسرائيلية على مصر، وكانت ضمن استعدادات الجيش المصرى لحرب أكتوبر 73، وكان مدير مكتبه فاروق عبدالحميد الفقى الجاسوس الذى كان ينقل أخبار التجهيزات المصرية أولاً بأول حتى أنه كان يتم ضرب تلك المنصات بعد الانتهاء من الأعمال الإنشائية مباشرة، وكان ذلك الجاسوس خطيب الجاسوسة المعروفة هبة سليم.
عندما علم اللواء نبيل شكرى بخيانة مدير مكتبه تقدم باستقالته من منصبه ولكن الرئيس السادات رحمه الله رفض الاستقالة فطلب اللواء نبيل شكرى أن يكون ضمن الفريق المنفذ لحكم الإعدام على ذلك الجاسوس.
عُين بقرار من الرئيس السادات مديراً للكلية الحربية بعد عملية مطار لارنكا الدولى بقبرص لأن اللواء شكرى كان معارضاً لتلك العملية بدون أخطار السلطات القبرصية لأن هذا سيكون اعتداءً عسكرياً له عواقب وخيمة، ولكن نفذ أوامر الرئيس السادات، وكان هو قائد المجموعة التى أرسلها الرئيس السادات إلى قبرص لإلقاء القبض على قتلة يوسف السباعى والمعروفة باسم الغارة المصرية على مطار لارنكا الدولى عام 1978.
التحق بصفوف الكلية الحربية فى 1948 وتخرج منها فى 1950 ثم التحق بالكتيبة السادسة مشاة ثم التحق بسلاح المظلات ثم قوات الصاعقة.
نبيل شكرى
اللواء كمال عامر يحكى أسرار معركة لواء الميكانيكا بالجيش الثالث
قال اللواء كامل عامر، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب، فى ذكرى إحياء نصر أكتوبر1973: إن هذه الذكرى باقية فى وجدان الشعب المصرى بأنها كانت ذكرى انتصار مصر فى ملحمة وطنية كبيرة شارك فيها كل شعب مصر مع القوات المسلحة، حيث كانت هذه الحرب حتمية لإزالة آثار العدوان الذى تم نتيجة التربص بمصر فى حرب 67 التى أدت إلى نتائج بمصر وقواتها المسلحة.
واستطرد أن الدروس المستفادة من الحرب هى «وقفة الشعب خلف جيشه فى تكاتف وتلاحم أحد نواحى القوة التى حققت النصر وكان استعداد كل جندى وقائد وضابط بالقوات المسلحة أن يضحى بحياته فى سبيل بلده كان ذلك من اهم الدروسة المستفادة، بالإضافة إلى التخطيط المحكم ثم أسلوب اقتحام قناة السويس ومهاجمة العدو فى وقت واحد، متابعا أن هذه الحرب حققت فى دروسها المستفادة الاستراتيجية العسكرية حققت أمور استفاد منها العالم نتيجة اغراق المدمرة إيلات»، وقد تم تغيير مفاهيم المعركة البحرية وبدأت الدول الاستعانة بقطع صغيرة وليس كبيرة، بالإضافة إلى استخدام القوات المسلحة الجندى المشاة فى مراحل الحرب الأولى مع استخدام الهيلوكبتر المسلح، بالإضافة إلى استخدام منظومة القيادة والسيطرة والحرب الإلكترونية وهذه المنظومة تطورت فيما بعد لتكون الحروب الإلكترونية الحديثة.
وتابع رئيس لجنة الدفاع والأمن القومى: وقت الحرب كنت رائد أركان حرب متخرج من كلية أركان حرب، وكنت أقاتل وأهاجم مع أحد لواءات الميكانيكة التى كان له مهمتان الأولى فى نطاق الجيش الثالث الميدانى، ليستولى على نقطة عيون موسى ورأس مسله وجبل أم بردى وقصيب عرام، وقد تحقق ذلك بنجاح ثم كانت المهمة الثانية تتمثل فى تطوير أعمال القتال فى نطاق مهمة البحر الأحمر التعبوية التى كانت تبدأ من أبورديس ثم حتى الطور وشرم الشيخ ونتيجة لكثافة أعمال العدو الجوية واكتشافه لخطورة الوحدات الميكانيكية المتقدمة جنوبا كثف القوات الجوية للجبهة ضد وحدتنا.
كمال عامر حازم عبد الصمد
الفريق فؤاد عزيز غالى - قائد الفرقة 18 مشاة
لم يعلم خريج الثانوية المتفوق، وهو يحمل أوراقه للالتحاق بكلية الطب التى يحلم بها، أن المستقبل يحمل له مسارا آخر فى حياته، ليكون بطلا مصريا يخلده التاريخ، عندما مر صدفة أمام الكلية الحربية، ووجد باب القبول مازال مفتوحا فتقدم بأوراقه والتحق بها.
هو الفريق فؤاد عزيز غالى، قائد الفرقة 18 مشاة فى حرب أكتوبر المجيدة، وهى الفرقة المكلفة باقتحام قناة السويس فى منطقة القنطرة، وتدمير القوات الإسرائيلية وأسلحتها فى النقاط الحصينة، وتحرير مدينة القنطرة شرق والاستيلاء على كوبرى بعمق 9 كيلو متر فى بداية المعارك فى أكتوبر 1973.
وفى الندوة الاستراتيجية لحرب أكتوبر، التى نظمت على مدى ثلاثة أيام بمناسبة اليوبيل الفضى لنصر أكتوبر، قال البطل الفريق فؤاد عزيز غالى: «منذ الضربة الجوية الأولى والتمهيد النيرانى للمدفعية، تم إنزال قوارب قوات المرحلة الأولى لاقتحام النقاط الحصينة ثم بدأ اقتحام دفاعات القوات الإسرائيلية فى القطاع من شمال جزيرة البلاح حتى الكاب واقتحام نقطة حصينة لمعاونة أعمال قتال قطاع بورسعيد، وبعد 10 دقائق من العبور، تم الاستيلاء على أول نقطة حصينة على مستوى الجبهة وهى القنطرة واحد، وبعد 50 دقيقة من العبور تم الاستيلاء على 6 نقاط، وبقيت النقطة الحصينة القنطرة 3 - بلدية القنطرة- محاصرة حتى اليوم السابع من أكتوبر 1973 ليتم الاستيلاء عليها قبل آخر ضوء يوم السابع من أكتوبر، وبنهاية اليوم الأول للقتال تم الاستيلاء على جميع النقاط الحصينة، وإحكام الحصار حول مدينة القنطرة والاستيلاء على رأس كوبرى بعمق حتى 6 كيلو متر، وصد اختراق القوات الإسرائيلية»، وفى السابع من أكتوبر، تم تدمير 37 دبابة إسرائيلية وتوسيع راس كوبرى الفرقة بعمق 9 كيلو متر، وتدمير القوات الإسرائيلية فى النقطة الحصينة القنطرة 3 وتحرير مدينة القنطرة شرق.
فؤاد عزيز غالى
بعد خروجه من القوات المسلحة تولى الفريق فؤاد عزيز غالى منصب محافظ جنوب سيناء وتوفى عام 2000.
محمد عبدالمنعم الوكيل - قائد سلاح المشاة
اللواء أركان حرب محمد عبدالمنعم الوكيل، قائد سلاح المشاة أثناء حرب أكتوبر 1973، هو أحد القادة الذين أشرفوا على عملية العبور العظيم، وكان قائدا لمنطقة الجوف فى حرب اليمن 1962.
ولد عبدالمنعم عام 1925 بمحافظة البحيرة، والده هو المستشار كامل باشا الوكيل، رئيس مجلس الشيوخ سابقا، وتخرج من الكلية الحربية عام 1946، شارك فى حرب فلسطين سنة 1948، وحرب السويس سنة 1956 وكان قائدا لمنطقة الجوف فى حرب اليمن، وكان واحدا من الجنرالات السبع الذين فاخرت إسرائيل بأسرهم سنة 1967.
بعد عملية تبادل الأسرى بين مصر وإسرائيل عاد الوكيل إلى الخدمة وشارك فى أقوى وأشرس الحروب ضد العدو وهى حرب الاستنزاف ثم تولى بعد ذلك إدارة سلاح المشاة فى حرب أكتوبر وتم تجديد مدة خدمته مرتين بعد بلوغه سن المعاش.
وبعد حياة دامت 79 عاما كان شاهدا فيها على حقبة من أهم حقب التاريخ المصرى المعاصر، وافته المنية يوم 19 ديسمبر من العام 2004.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة