15 عاما ظل يحلم فيها أهالى قرى حجازة فى قنا باستكمال المستشفى التكاملى
38 قرية يخدمها مستشفى «الشاملة» فى شبين القناطر إلا أنه ينتشر فيها الكلاب الضالة
31 مستشفى تكاملياً بمختلف القرى والمراكز بمحافظة أسيوط، لكنها جميعا تعانى الإهمال
الطرقات سوق خضار وساحة لسباق الدراجات بين أبناء الممرضات والاستقبال جراج للموظفين وسائقى التوك توك
فئران فى وجبات المرضى وعقارب فى أسوان.. وانتشار ظاهرة الطبيب المزيف فى دمياط
مديرة مستشفى ببنى سويف تحرر محضرا للأطباء لإجبارهم على الحضور وحميات سمسطا وكر للبلطجة وتعاطى المخدرات
فى مستتشفيات مصر فقط يمكن أن تجد فنى أشعة أو موظفا بالمستشفى يجرى عمليات جراحية ويكشف على المرضى، وأن تتحول طرقات المستشفيات إلى أسواق لبيع الخضار ومرتع للباعة الجائلين، أو ساحة لسباق الدراجات بين الأطفال، وأن تتراكم فيها أكوام القمامة وينتشر فيها كل أنواع الحشرات والزواحف، وتصبح ملجأ للقطط والكلاب الضالة، وأن يصرخ المريض فلا يجد طبيبا لإنقاذه، وأن يقع العديد من الحوادث والوفيات بسبب الإهمال الطبى، ورغم ذلك يبقى الحال على ما هو عليه، بل يزداد سوءا لتصدمنا يوميا عجائب مأساوية تجسد ما وصلت إليه أحوال المستشفيات الحكومية من تردٍّ.
فى هذا الملف نقوم بجولة على عدد من المحافظات لنرصد ما تعانيه المستشفيات والوحدات الصحية والمراكز الطبية فى مصر من إهمال وغياب الأطباء ونقص الأدوية، وما يعانيه المرضى فيها من إهانة وعذاب.
بنى سويف غرائب ومصائب فى المستشفيات
ففى المستشفيات الحكومية بمحافظة بنى سويف ترى ما لا عين لا رأت ولا أذن سمعت، فبمجرد دخولك إلى قسم الاستقبال بمستشفى الواسطى المركزى تشعر بمدى ما يعانيه المرضى، حيث تحول قسم الاستقبال بالمستشفى إلى ساحة مزدحمة بالدراجات النارية الخاصة بموظفى المستشفى، مما تسبب فى حالة من الفوضى والازدحام لا يستطيع معها المرضى التحرك وتلقى الخدمة الطبية.
ويعانى المرضى المترددون على المستشفى من تدنى مستوى الخدمة، وغياب الأطباء بشكل دائم.
وقال نبيل محمود، صاحب محل، إنه أتى بوالدته المريضة إلى المستشفى، وتم احتجازها بقسم الباطنة، مشيرًا إلى أن الأطباء يقومون بالكشف فى الصباح ثم يختفون طوال اليوم، مؤكدا أن المرضى وذويهم يعانون أشد المعاناة للبحث عن الأطباء، خاصة فى حالات الطوارئ وتدهور صحة المريض.
وأكد أحد سائقى سيارات الإسعاف التابعة لمرفق إسعاف بنى سويف، أن سيارات الإسعاف تعانى من صعوبة الدخول إلى مدرج قسم الاستقبال بمستشفى الواسطى المركزى نتيجة تكدس التوك توك أمام قسم الاستقبال، مشيراً إلى حدوث العديد من المشادات مع سائقى التوك توك، دون جدوى أو تحرك من المسؤولين، مما يتسبب فى تدهور الحالات الحرجة.
ولا يقل مستوى الإهمال ومعاناة المريض فى مستشفى الفشن المركزى جنوب المحافظة، عن مستشفى الواسطى، حيث يتشابه قسم الاستقبال الذى تحول أيضا إلى جراح لدراجات الموظفين البخارية، ما يعرقل مرور ترولّى المرضى إلى أقسام المستشفى.
وتحولت طرقات المستشفى إلى ساحة سباق بالدراجات الصغيرة بين أبناء الممرضات، مما يسبب حالة من الفوضى والإزعاج الدائم للمرضى، فضلا عن سوء حالة دورات المياه وعدم نظافة المستشفى، وتحول أسفل سلالم المستشفى إلى مخزن لأقفاص الخضراوات.
واشتكت الأمهات فى قسم الأطفال بالمستشفى من نقص الكانيولات الخاصة بالأطفال واضطرارهن لشرائها من كافتيريا المستشفى بأسعار تفوق أسعار الصيدليات الخاصة.
وقالت ريهام عبد الناصر من قرية الفنت الغربية، إنها أتت بطفلتها «جنى»، «عامان» إلى المستشفى بعد تعرضها لنزلة معوية حادة وتم احتجازها، مع ثلاثة أطفال على سرير واحد.
ويتجلى مستوى الإهمال وامتهان المرضى فى مستشفى سمسطا المركزى، حيث تم ضبط طالب بكلية الطب يقوم بالكشف على المرضى بدلا من الطبيب، فى المدينة الصغيرة التى طالما شكا أهلها من عدم تواجد الأطباء داخل المستشفى. وأكدت إحدى الممرضات أن مديرة المستشفى حررت محضر شرطة لإجبار الأطباء على الحضور.
وقال عادل محمود، أحد الأهالى، إن مستشفى الحميات بمدينة سمسطا مغلق منذ 15 عاما لصدور قرار إزالة له، مشيراً إلى أن الأهالى يذهبون بأولادهم إلى مستشفى حميات بنى سويف لتلقى الخدمة فى ظل عدم وجود الأسرة الكافية.
وأضاف أن مبنى مستشفى الحميات تحول لوكر للبلطجة ومتعاطى المخدرات فى المساء، نتيجة إهمال المحافظة للمبنى.
الفيوم معاناة البحث عن أطباء وأدوية
«يا دكتور لو سمحت معايا حالة، ياجماعة مفيش حد يرد علينا معانا مريض تعبان، هو الدكتور هييجى إمتى؟ أجيب شاش وقطن من أى صيدلية؟».. تصطدم أذنك بهذه العبارات بمجرد دخولك أحد مستشفيات محافظة الفيوم، سواء المستشفى العام أو أحد المستشفيات المركزية بالمحافظة.
وحكى سيد على، أحد مواطنى مدينة الفيوم، معاناة المواطن الفقير فى المستشفيات الحكومية، مشيرا إلى أن نجله أصيب بكسر فى ساقه وذهب به إلى المستشفى العام، فلم يجد أطباء، وانتظر لساعات طويلة، بينما يصرخ طفله من الألم، حتى وصل الطبيب، الذى أمره بشراء شاش وقطن وأدوية لعلاج نجله وعمل جبيرة من خارج المستشفى على نفقته الخاصة.
وقال الأب: «أنا عامل باليومية وماكنش معايا فلوس وكتير زيى بيتعرضوا للمواقف دى نعمل إيه، ابنى فضل يصرخ ويتألم كتير، واتصلت بزوجتى وانتظرتها حتى اقترضت مبلغا من الجيران لشراء الأدوية المطلوبة»، وتساءل: «أين يذهب الفقراء مثلى عندما يمرض أبناؤنا؟».
وأمام مستشفى أطسا المركزى وقف مواطن فى الستين من عمره يصرخ قائلا: «زوجتى بين الحياة والموت ومحتاجة دم والمستشفى تطالبنى بإحضار متبرع أولا حتى يتم إنقاذها».
وتصادف هذا الموقف مع مرور حملة للرقابة الإدارية على المستشفى، حيث كشفت وجود مخالفات جسيمة تمثلت فى غياب الأطباء وجلوس المرضى على الأرض وتعطل ماكينات الغسيل الكلوى، وعدم وجود أدوية كافية بالصيدلية وانعدام طرق مكافحة العدوى خاصة فى قسم العناية المركزة بالمستشفى.
قنا المرضى يعانون ومبنى المستشفى التكاملى مهجور منذ 15 عاما
وفى محافظة قنا ظل أهالى قريتى حجازة «قبلى وبحرى» يحلمون منذ 15 عاما باستكمال المستشفى التكاملى لخدمة أكثر من 120 ألف نسمة من أهالى القريتين، ولكن تحول هذا الحلم إلى كابوس.
فبعد بناء المستشفى المكون من 4 طوابق بتكلفة ملايين الجنيهات، أصبح مأوى للحيوانات والكلاب الضالة والخارجين عن القانون ومتعاطى المخدرات.
ويؤكد أهالى القرية أنهم ظلوا لسنوات طويلة يطالبون المسؤولين ببناء مستشفى لخدمة أهالى القريتين والنجوع التابعة لهما، وبعد أن وفرت الصحة الاعتمادات المالية والأرض وبدأ العمل فى التسعينيات لبناء المستشفى، توقف العمل منذ عام 2002 بعد بناء 4 أدوار شاملة المرافق.
وقال على العبيدى، أحد أبناء القرية، إن المكان تحول إلى مأوى للحيوانات الضالة والكلاب والثعابين لأنه مهجور، مؤكدا أن عدم الاستفادة من المبنى الذى تكلف كل هذه المبالغ إهدار للمال العام، مطالبا بالتحقيق العاجل والاستفادة من المبنى لخدمة الآلاف من أبناء قرية حجازة والنجوع والعزب التابعة لها.
وقالت هدى العوارى، رئيس مجلس إدارة الجمعية النسائية بقرية حجازة، إنه منذ 15 عاما توقف العمل بالمستشفى، وأعلن مسؤولو الصحة بمحافظة قنا أن السبب خلافات مع المقاول المسؤول عن تنفيذ المشروع، وتمت إحالة الواقعة إلى القضاء، ومازالت متداولة بالمحاكم منذ هذا التاريخ.
وأكدت «العوارى» أن أهالى القرية هم المتضررون، بسبب عدم الاستفادة من المستشفى الذى كان حلم الجميع لتخفيف العبء عن أهالى القرية، مطالبة بإنهاء الأزمة والعمل على استكمال المستشفى.
فيما قال الدكتور أيمن خضارى، وكيل وزارة الصحة بقنا، إنه فور انتهاء القضية وصدور حكم سيتم استكمال العمل من جديد بالمستشفى وتجهيزه ليكون فى خدمة المواطنين.
القليوبية مستشفيات بلا أجهزة أو أطباء أو أدوية
وفى محافظة القليوبية يعانى المرضى من تردى حالة المستشفيات وعدم وجود أدوية وأجهزة وأطباء بها، فضلا عن انعدام النظافة وانتشار الكلاب والقطط بها.
ففى مستشفى الشاملة بمدينة شبين القناطر، تنتشر الكلاب الضالة والدراجات النارية، فضلاً عن عدم وجود أجهزة بالمستشفى الذى يخدم 38 قرية، ولا يوجد به سوى سرنجات، وطبيب واحد «امتياز».
وقالت محسنة على، من قرية الأحراز التابعة لمدينة شبين القناطر، إن الأهالى يعانون من عدم وجود أدوية وأجهزة بالمستشفى، وهو المستشفى الحكومى الوحيد على مستوى المركز.
وأضافت أنه لا يوجد أطباء لإجراء الجراحات، أو وحدة للأشعة، ومن يتعرض لحادث طريق ينتظر ساعات حتى يتم نقله لمستشفى بنها الجامعى.
«مستشفى الشاملة الداخل مفقود والخارج مولود».. بهذه الكلمات لخص عبدالمنعم محمد، أحد أهالى مدينة شبين القناطر، حال مستشفى الشاملة، قائلا: «المستشفى مافيهاش غير شاش وسرنجات فقط، ومن يريد النجاة بحياته يهرب منها»، مؤكدا خطورة العدوى لعدم نظافة المستشفى.
ويتطابق الحال فى مستشفى الخانكة المركزى، الذى تنتشر به القطط والكلاب، بأقسام الاستقبال، والجراحة والعناية المركزة.
وأكد محمد عبدالرحمن، من أهالى مدينة الخانكة، أن المستشفى أصبح مرتعا للقطط، وتنتشر الحيوانات والحشرات على أسرّة المرضى، فضلاً عن عدم جاهزية المستشفى لاستقبال الحالات الطارئة، نظرا لعدم وجود أجهزة طبية.
فيما أشار رضوان الزياتى، عضو مجلس النواب عن دائرة الخانكة، إلى أنه قدم طلبا للواء محمود عشماوى، محافظ القليوبية، بتحويل مستشفى الخانكة المركزى إلى مستشفى عام، ليخدم أهالى المدينة والقرى التابعة لها، بدلا من تحويل الحالات الطارئة لمستشفى السلام أو المطرية.
وأكد الزياتى لـ«اليوم السابع»، أنه طالب مسؤولى الصحة بالقليوبية بسرعة الانتهاء من تطوير مستشفى الخانكة المركزى، وتشغيل وحدة الغسيل الكلوى لتخفيف العبء عن المرضى.
وقال الدكتور حمدى الطباخ، وكيل وزارة الصحة بالقليوبية، إن مديرية الصحة بالقليوبية تعانى من نقص شديد بالأطباء، وإن هناك حملات بصفه دورية على المستشفيات، للتأكد من نظافتها، ومن توفر المستلزمات الطبية للمواطنين.
أسيوط المستشفيات والوحدات الصحية تقدم خدمات تنظيم الأسرة فقط ولا عزاء للمرضى
وفى محافظة أسيوط، وعلى الرغم من وجود 31 مستشفى تكامليا بمختلف القرى والمراكز، فإنها جميعا تعانى من نقص شديد فى الأطباء والتمريض والأدوية، ما يترتب عليه تكبد المواطنين مشقة التوجه إلى المستشفيات المركزية بمدينة أسيوط، أو العيادات والمستشفيات الخاصة للأطباء، وتعرضهم لمضاعفات قد تؤدى إلى الموت.
ولا تزال مشكلة تأخر تطوير مستشفى المبرة للتأمين الصحى بأسيوط، التى تخدم مرضى التأمين الصحى بمحافظات الصعيد قائمة نتيجة وجود خلافات مع المقاول المنفذ لمشروع التطوير منذ عام 2005.
وقال «محمد. ت» شقيق أحد المرضى، إن مستشفى المبرة يعد قبلة لمئات المرضى اللذين يتلقون العلاج عن طريق التأمين الصحى، مؤكدا أن المستشفى يعانى من انتشار مياه الصرف الصحى مما يتسبب فى انبعاث روائح كريهة وانتشار الذباب والناموس وهو ما يضر بصحة المرضى.
وقال الدكتور مدحت سالم، استشارى الجراحة العامة بأسيوط، لـ«اليوم السابع»: إن مستشفى المبرة للتأمين الصحى بأسيوط، أنشئ فى الأربعينيات لخدمة محافظات الصعيد، وذلك لتميزها بالموقع الجغرافى وقربها من مبنى ديوان عام محافظة أسيوط، ومن جميع المنشآت الحيوية، وهو ما جعله قبلة لجميع المرضى من المحافظات المجاورة بسعة 300 سرير.
وأوضح سالم أنه فى عام 2005 دخل المستشفى ضمن مشروع تطوير مستشفيات التأمين الصحى لزيادة السعة لـ600 سرير، ولكن مر 12 عاما، ولم يتم التطوير نظرا لوجود قضايا وخلافات مع المقاول.
ولا يختلف الأمر فى قرية المعابدة التابعة لمركز أبنوب بمحافظة أسيوط، حيث تحول مستشفى القرية التكاملى إلى وحدة طب أسرة على الرغم من تميزه بمساحة كبيرة.
وقال أيمن عطية، أحد أبناء القرية، إن الأهالى يعانون من مشقة التوجه إلى مدينة أسيوط، لتوقيع الكشف الطبى عليهم، نظرا لبعد المسافة لأكثر من 50 كيلو وزيادة أعباء المواصلات على المرضى.
وأشار عطية إلى أن التعداد السكانى لقرية المعابدة تجاوز الـ100 ألف نسمة، ولا يتلقون علاجا داخل المستشفى، الذى لا يعمل به سوى وحدة طب الأسرة.
وأضاف سيد صالح، أحد أبناء قرية المعابدة، أن المستشفى مقام على مساحة تقارب 5 أفدنة، وكان يحتوى على مشرحة وغرفة عمليات وعيادة أسنان، ولكن تم تحويله إلى مركز طب الأسرة، واقتصر على تقديم التطعيمات للأطفال والنصائح والإرشادات للسيدات أثناء فترة الحمل، مؤكدا أن وقوع قرية المعابدة تحت سفح الجبل الشرقى يعرض الأهالى للدغات العقارب والحيات بشكل دائم، مشيرا إلى عدم توفر الإسعافات اللازمة داخل وحدة طب الأسرة ما يهدد حياة المواطنين. وفى مركز الفتح التابع لمحافظة أسيوط، اشتكى أهالى عزبة أبو إسحاق وقرية عرب مطير من عدم وجود أطباء.
وقال عبدو أبو فرحان، أحد المواطنين: «برغم تشغيل وحدة طب الأسرة بالقرية منذ ما يقرب من 5 سنوات، فإنه لا يوجد به ختم خاص بالوحدة ويتطلب فى حالة تسجيل مواليد أو وفيات التوجه إلى قرية الحمام التابعة لمركز أبنوب، وتقتصر الخدمات على تنظيم الأسرة ومتابعة السيدات خلال فترة الحمل، والاعتماد على القوافل الطبية التى تأتى إلى القرية مرة كل شهر».
أسوان العقارب تهدد المرضى
وفى مستشفيات محافظة أسوان تعددت الوقائع الغريبة التى تدل على الإهمال، ففى مستشفى أسوان الجامعى، الذى بلغت تكلفة تطويره نحو 153 مليون جنيه، حسب تصريحات رئيس جامعة أسوان السابق، وتم تزويده بأجهزة طبية حديثة وتطوير مبانيه وأقسامه الداخلية، عثر أحد المرضى على «فأر» داخل الوجبة الغذائية، مما تسبب فى حالة من الغضب والذعر بين المرضى، الذين اتهموا إدارة المستشفى بالإهمال الذى أدى إلى انتشار الفئران ووصولها إلى المطعم ووجبات المرضى. وقررت إدارة المستشفى إحالة عدد من طاقم التمريض بالمستشفى إلى الشؤون القانونية للتحقيق معهم بعد انتشار الصور على مواقع التواصل الاجتماعى، فيما أكد مدير المستشفى أن الواقعة مفتعلة.
وفى مستشفى إدفو العام تم احتجاز إحدى المريضات بقسم الباطنة بالطابق الرابع بالمستشفى، وبعد مرور يومين، تسلل عقرب إلى داخل المستشفى ولدغ المريضة التى كانت برفقة طفلتها الرضيعة، حيث يعانى المستشفى من انتشار القمامة والمخلفات داخل الحمامات وغرف المستشفى، فضلاً عن طفح مياه الصرف الصحى وتهالك المبنى من الخارج.
وأكد محافظ أسوان اللواء مجدى حجازى، أنه أوفد لجنة مختصة للمرور المفاجئ على المواقع الصحية بمختلف مراكز ومدن وقرى المحافظة، وأن هذه اللجان رصدت خلال مرورها على 25 وحدة صحية ومستشفى، عدداً من وقائع الإهمال والتقصير.
وأشار المحافظ، إلى أنه قرر إحالة 9 من الأطباء الصيادلة إلى النيابة الإدراية لتغيبهم عن العمل، وإحالة كل المخالفات الأخرى التى تم رصدها بباقى الوحدات الصحية والمستشفيات للشؤون القانونية.
وأكد المحافظ أنه شدد على ضرورة التغلب على مشكلة نقص عمال النظافة بقيام كل موقع صحى باستئجار عمال للقيام بأعمال النظافة مع صرف مقابل مادى من موازنة مديرية الصحة، مؤكدا أن رؤساء المراكز والمدن يدعمون أعمال النظافة فى هذه الوحدات، وأنه تم التشديد على ضرورة رفع كل المعدات الطبية والهندسية المطلوب تكهينها فى نطاق الوحدات الصحية بعد انتهاء صلاحيتها الفنية.
المنوفية الدفع أو الموت
بينما اجتاحت حالة من الغضب الشديد عددا من المستشفيات بمحافظة المنوفية، نتيجة لوجود تكلفة إضافية على المرضى الذين تتطلب حالتهم قضاء أكثر من يوم داخل المستشفى، فبعد اليوم الأول المجانى للحالات التى لا تدخل ضمن الطوارئ، يجد المرضى أنفسهم أمام فاتورة ضخمة لا يقدرون على سدادها.
ففى مستشفى أشمون العام توجد لائحة أسعار لكل العمليات التى تجرى بها، ومنها «الولادة الطبيعية 350 جنيها، والقيصرية 500 جنيه مضافا لها 150 جنيها أدوية من الخارج لتقترب من الولادة بالعيادات الخاصة، والمنظار 300 جنيه وعمليات الزائدة 250 جنيها، البواسير والشروخ 350 جنيها، اللوز 200 جنيه، الفتق 500 جنيه، المرارة 500 جنية، وعلى المريض أن يدفع أو يبحث عن مكان آخر».
وشهد المستشفى تحويل 2 من الأطباء على خلفية سماحهم لعدد من الحالات بالدخول لإجراء عمليات لعدم قدرتهم على الوفاء بأى مصروفات، رأفة بحالهم، وكان جزاؤهما تحويلهما إلى النيابة الإدارية، وهما الدكتور إبراهيم الأعصر رئيس قسم الأطفال والحضانات، والدكتور سامى سعيد أحد الأطباء بالمستشفى، اللذين ساعدا 16 حالة للدخول إلى المستشفى للعلاج دون دفع الرسوم بسبب عدم قدرتهم المالية.
وقال الدكتور إبراهيم الأعصر، رئيس قسم الأطفال والحضانات بالمستشفى، إنه تم تحويلهما للنيابة نتيجة تعاملهما بإنسانية مع الحالات التى لا تستطيع دفع أى أموال للمستشفى، وكان لابد من تقديم الخدمة لهم طبقا لقسم الأطباء والحق الذى كفلة الدستور لكل مواطن، مؤكدا أنهما لم يفعلا سوى الواجب المحتوم على كل طبيب فى تقديم الخدمة الطبية للمرضى مهما كانت حالتهم المادية.
وقالت ليلى رمضان، إنها ذهبت إلى المستشفى مع ابنتها التى قاربت على الولادة، وعندما سألت عن التكلفة وجدتها تصل إلى ما يقرب من 650 جنيها، وهو ما يقترب من تكلفة العيادات الخاصة.
فيما توقفت إحدى الحالات بالمستشفى والتى كانت تعانى من عدد من الأمراض وتحتاج إجراء عدة جراحات، وطالب المستشفى الحالة بإجراء أشعة، لا يتم إجراؤها إلا بعد الموافقة من إدارة التأمين الصحى بمنوف، وهو ما تسبب فى وفاة الحالة قبل الحصول على الموافقة بعمل الأشعة، وأكد المرضى أن هذا الأمر الذى يتكرر يوميا.
وقال الدكتور أسامة الفيومى، مدير مستشفى أشمون العام، لـ«اليوم السابع»، إن اللائحة التى يتم تنفيذها لأسعار العمليات بالمستشفى يتم الاتفاق عليها وفقا لمتوسط العمليات بالعديد من مستشفيات المحافظة، ويتم الموافقة عليها من مجلس الأمناء ثم المديرية ومن ثم يتم الموافقة عليها من قبل الوزارة، لافتا إلى أنه تتم مراعاة أن تكون هذه الأسعار متناسبة مع دخول المواطنين.
وبالنسبة للأطباء الذين تم تحويلهم إلى النيابة الإدارية، بعد أن أعفوا عددا من مرضى من الرسوم المقررة، قال مدير مستشفى أشمون، إنه لابد من تحصيل هذه المبالغ، لافتا إلى أن الأشعة والتحاليل التى يتم عملها على الأطفال المحتجزين بالمستشفى طبقا للتأمين الصحى منها ما يتم عمله بالمستشفى، ومنها ما يتم بعد موافقة التأمين الصحى بمنوف، وذلك حرصا على المواطنين، وفى حالة استعجال المريض يقوم أهله بعمل الأشعة والتحاليل على نفقتهم الخاصة.
الغربية حميات زفتى تحولت إلى أطلال
وفى محافظة الغربية تعددت صور الإهمال وغياب الأطباء رغم إنشاء مستشفيات جديدة لسد العجز فى معظم مدن المحافظة.
وأصبح مستشفى حميات مدينة زفتى الذى كان يستقبل آلاف المرضى من جميع أنحاء مركز زفتى، مستنقعا وبقايا أطلال بعد أن أصابه الإهمال، وعدم استغلال وزارة الصحة لهذه المساحة الكبيرة.
وقالت عبير السبع، من أهالى مدينة زفتى، إن مستشفى الحميات سابقا كان على أعلى مستوى فى تقديم الخدمة للمريض، عندما كان مستشفى زفتى العام لا يعمل، أما الآن فهو لا يقدم أى خدمة للمرضى، لأنه أصبح عبارة عن مبان متهالكة فضلا عن غياب الأطباء، مما يؤدى إلى تحويل كل الحالات إلى المستشفى العام. وأضافت أن المستشفى أصبح متهالكا تآكلت جدرانه بفعل مياه الصرف الصرف الصحى، ولا يوجد به أطباء وأصبحت طرقاته مخيفة تسكنها القطط.
وقال شريف أبو شمة، أحد الأهالى، إنه أصيب بارتفاع فى درجة الحرارة، واشتبه الطبيب فى إصابته بالحمى، وقام بتحويله إلى مستشفى الحميات، وعندما ذهب إليه وجد الاستقبال مغلقا بالقفل، وكذلك غرف الكشف وأخبره الأمن بأنه لا يوجد كشف بعد الساعة الثانية عشرة.
وأضاف متعجبا أنه لا يوجد مستشفى حكومى يعمل بمواعيد، مؤكدا أن السبب الرئيسى غياب الرقابة على الأطباء بمركز ومدينة زفتى، مما أدى إلى تدهور المنظومة الصحية، موضحا أنه عندما ذهب إلى مستشفى زفتى العام أكد له الأطباء أن علاجه فى مستشفى الحميات ولا يوجد قسم لاستقباله فى المستشفى العام.
وطالب أهالى مركز ومدينة زفتى وزير الصحة ووكيل وزارة الصحة بالغربية بتشكيل لجان مفاجئة لمعاينة المستشفى ومحاسبة المقصرين وتوفير الإمكانيات اللازمه لعلاج أهالى المدينة.
بورسعيد التخدير يتسبب فى وفاة مريضين ورضيع
وفى محافظة بورسعيد تسبب الإهمال فى وفاة مريضين وطفل حديث الولادة بمستشفى التضامن للتأمين الصحى و أحال الدكتور علاء علوان مدير عام التأمين الصحى ببورسعيد، طبيب تخدير وطاقم التمريض والجراحة إلى النيابة العامة، عقب واقعة وفاة مريضين ومولود أثناء إجراء عمليتين جراحيتين بغرفة العمليات بالمستشفى.
وكان مستشفى التضامن استقبل مريضين أحدهما يبلغ من العمر 51 عاما لإجراء جراحة البواسير، والأخرى سيدة عمرها 26 عاما لإجراء عملية ولادة، وفارق المريضان والمولود الحياة، عقب إجراء الجراحتين.
وقال «علوان» فى تصريح خاص لـ«اليوم السابع»، إنه شكل لجنة طبية لعمل تقرير تفصيلى للوقوف على الأسباب الرئيسية لوفاة الحالات الثلاث، وأّحيل التقرير للشؤون القانونية، وأحيلت الوقائع إلى النيابة العامة.
وأضاف مدير عام التأمين الصحى أن طبيب التخدير متعاقد مع التأمين الصحى، وتم فسخ التعاقد معه، بعدما تحفظت لجنة التحقيق الطبية على أمبولات التخدير.
دمياط ممكن أى حد يعمل عمليات للمرضى
ولا تزال صدمة الطبيب المزيف تسيطر على أهالى محافظة دمياط، وتؤكد الاستهتار بحياة المرضى، وأنهم حقل تجارب، حتى إنه لا يتم التدقيق فى شهادات من يقوم بإجراء الجراحات لهم أو الكشف عليهم، حيث انتحل أحد الأشخاص صفة طبيب والتحق بالعمل بمستشفى طوارئ كفر سعد وأجرى عددا من العمليات الجراحية للمرضى على مدار أسبوعين، دون أن يشعر به أحد، وطالب المواطنون بمراجعة كل بيانات العاملين بالصحة من أطباء وأطقم تمريض وفنيين.
وأكدت تحريات المباحث أن المتهم انتحل صفة طبيب حاصل على بكالوريوس علوم طبية، يؤهله للعمل فنى أشعة أو فنى معمل وصل إلى مستشفى طوارئ كفر سعد ومعه تكليف من وكيل وزارة مديرية الصحة بدمياط إلى مدير مستشفى طوارئ كفر سعد للعمل به كاستشارى تجميل عظام، مدعيا أنه أستاذ جراحة تجميل عظام بطب القصر العينى، وطالب بتوفير سكن خاص به وإدراجه فى جدول النوبتجيات والعمليات.
وأثبتت التحريات قيام إدارة المستشفى بالتلاعب بتذاكر دخول المرضى ومحو اسم المتهم ووضع أسماء أطباء آخرين للتعتيم على الواقعة.
وأكدت التحريات أن المذكور قام بتوقيع الكشف الطبى على عدد من الحالات، كما دخل غرفة العمليات 10 مرات منها 7 مرات كعضو فى طاقم جراحى و3 مرات قام بإجراء العمليات الجراحية بنفسه.
وكان من بين الحالات التى أجراها الطبيب المزيف حالة لمريض لاحظ خلالها طبيب عظام كان يرافقه أثناء العملية أنه ليس لديه أى خبرة طبية، وبعدها تفاقمت حالة المريض وهو ما دفع مديرية الصحة بدمياط وإدارة المستشفى لإحضار استشارى لعمل العملية مرة أخرى للمريض.
وازدادت الشكوك حول المتهم عندما تشككت ممرضة بالمستشفى فى سلوك المتهم وخاصة عندما أمسك الأشعة الخاصة بأحد المرضى بالمقلوب ولم يستطع تشخيصها وأخطرت طبيب العظام الذى ارتاب فى تصرفاته.
وأكدت التحريات أنه تم لفت نظر مدير المستشفى من قبل إحدى الممرضات بأن سلوك المتهم لا يوحى بأنه استشارى جراحة تجميل عظام، إلا أن مدير المستشفى نهرها، ولكن بعد واقعة إجراء عملية جراحية فاشلة لمريض تأكدت الشكوك، وطلب مدير المستشفى المستندات الدالة على تخصص الطبيب وترخيص مزاولة المهنة، إلا أنه رفض، وتبين أنه يحمل بطاقتى رقم قومى إحداهما أخصائى نساء وتوليد، والأخرى أخصائى عظام، وعند مواجهته أصيب بحالة من الارتباك، فتم إخطار مركز شرطة كفر سعد، وتحرير محضر بالواقعة وإلقاء القبض عليه وعرضه على النيابة التى قررت حبسه.
وتحفظت النيابة العامة على تذاكر دخول المرضى التى قام الطبيب المزيف بتوقيع الكشف الطبى عليها، كما تحفظت على بطاقتى رقم قومى تخص المتهم المذكور، ومخاطبات بين وزارة الصحة ومديرية الصحة بدمياط تفيد انتدابه للعمل بالمستشفى، ومستندات وأوراق تفيد عمله بمستشفيات وزارة الصحة بمحافظتى شمال سيناء والقاهرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة