ليست فقط العمليات الإرهابية وحدها التى تؤثر سلباً على السياحة فى مصر، ذلك القطاع الذى تراجع بقوة بعد 2011، بعد أن كان يمثل مصدراً رئيسياً وهاماً للعملة الأجنبية، لكن سلوكيات المواطنين السلبية تمثل خطراً آخر يضاهى "الإرهاب" كونه يعكس صورة نمطية عن حياة المصريين.
فقبل أن يطالبنا الغرب المتحضر باحترام حقوق الحيوان والحفاظ على مشاعره، فقد صدرت أوامر سماوية منذ 14 قرناً بعدم التعرض للحيوانات بأى أذى، بل وذهبت لأكثر من ذلك وفقا للأحاديث النبوية الشريفة، فالحيوان جزء من التسلسل الهرمى للخلق، كما أنها كائنات تستحق الاهتمام والاحترام والشفقة أيضًا، ولها حقوق يجب أن تصان، بعدما تعرضت الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية لذكر الحيوان، حتى أن بعض السور سميت بأسماء الحيوانات.
وفى ظل الظروف والتحديات، التى تواجه قطاع السياحة منذ ثورة يناير وحتى الآن، وبالرغم من الجهود الجبارة والأموال التى يتم صرفها فى الترويج للنشاط السياحى فى مصر، عبر استضافة شخصيات عالمية أو مؤتمرات دولية، إلا أن بعض "التصرفات الفردية" تسيء لسمعة مصر خارجيًا، لا سيما واقعة "حمار الهرم"، التى تدق ناقوس الخطر لدى مسئولى السياحة فى مصر، خاصة وأننا مقبلون على موسم سياحى تعول عليه مصر بعد غياب استمر عدة سنوات.
ولمن لا يعرف قصة "حمار الهرم"، فهى قصة قصيرة بطلتها سائحة سويسرية أرادت أن ترى بأم عينها الحضارة الفرعونية العظيمة، وأهراماتها الثلاثة، لم تتخيل السيدة السويسرية أن ترى مشهد تعذيب "حمار" على يد صاحبه، عند سفح الهرم، فبعد المشهد المآساوى الذى لا يقل خطرا عن العمليات الإرهابية، اضطرت لشراء هذا الحمار بمبلغ كبير لترحمه من ويلات صاحبه وغلاظة قلبه.
صورة متداولة عبر تويتر عن "حمار الهرم" تصدرت صحف سويسرا
ما يعني أنه في الوقت الذى تبذل فيه الدولة الجهود من أجل استعادة الحركة السياحية، يقدم بعض المواطنين نموذجا سيئا لبلاده، يتصدر به صحف ومجلات سويسرا ليعكس بالأخير نمطا سيئا عن مصر، يجعل من السائحين الراغبين فى زيارة مصر إلى تغيير وجهته والذهاب إلى مكان آخر، لتذهب كل الجهود التى تبذلها الدولة أدراج الرياح.
نعلم جيدا أن حقوق الحيوان لدى الغرب تحتل مرتبة متقدمة فى أولوياتهم الحياتية، لذلك فإن المسئولين على القطاع السياحى المصرى لديهم تحديات كبيرة فى النهوض بمستوى هذه الحقوق خاصة لدى القطاعات التى تتصل مباشرة مع السائحين، لا سيما طريقة التعامل مع السياح، وأيضا أصحاب "الدواب" (الجمل- الحمار- الحصان)، التى يفضل السائحون ركوبها بمنطقة الأهرامات ليتمتعوا بجمال وعظمة حضارة المصريين.
مجلس النواب لديه أيضا تحديات ضخمة لتقنين تلك التجاوزات، من خلال إصدار "تشريع لحماية الحيوان"، الذى فى حال إصداره سيكون بمثابة دعاية مجانية للسياحة فى مصر، بعد أن يتصدر أغلفة ومجلات الصحف العالمية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة