قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن سيدتين من سكان كندا الأصليين رفعتا دعوى قضائية بعد ادعاءات بأنهما تعرضتا للتعقيم الإجبارى فى مستشفى ساسكاتون، موضحة أن الدعوى بدأت بعد أن اعترفت السلطات الصحية فى المقاطعة بأن العديد من النساء قد تقدمن بدعوات مماثلة.
وأوضحت الصحيفة، أن التحدى القانونى يرتكز على مسألة الحصول على موافقة هؤلاء النساء سواء الشفهية أو المكتوبة قبل فرض عليهن العقم.
وتقول إحدى الضحيتين، إنها رفضت صراحة ربط عنق الرحم، عندما اقترح الموظفون الإجراء بعد ولادة ابنها عام 2001. ورغم اعتراضها، أخذت إلى غرفة العمليات على كرسي متحرك، وهى تعانى من ضعف الولادة، ليتم تنفيذ هذه العملية.
كما تقول المرأة الثانية، إن الطبيب اقترح ربط قناة فالوب عندما كان يأخذها إلى إجراء عملية قيصرية طارئة، بعد أن أخذت مخدر لتسكين الآلم الذى كانت تشعر به.
وتقول أليسا لومبارد، المحامية التى قدمت الدعوى: "عليك أن تسأل نفسك، كيف حدث ذلك؟ هؤلاء الناس حرموا من اختياراتهم، تلك الاختيارات التى تستند بالأساس إلى حقوق الإنسان الأساسية".
وأضافت أن قرار أن يكون لديك أشخاص من عدمه قرار خاص وشخصى ولا يمكن أن يتم بالإجبار.
وأوضحت "الجارديان" أن مسألة التعقيم بالإكراه في ساسكاتشوان ظهر فى دائرة الضوء عام 2015، بعد أن قالت عدة نساء لوسائل الإعلام المحلية إنهن شعرن بضغوط لربط عنق الرحم مباشرة بعد الولادة في مستشفى في ساسكاتون. واستجابت السلطات الصحية بإدخال معايير جديدة للربط كما كلفت بإجراء تحقيق مستقل.
وكانت السلطات الطبية في منطقة ساسكاتون في مقاطعة ساسكاتشوان، قالت فى يوليو الماضى إن لديها الكثير لتفعله بعد الكشف عن إجبار نساء من السكان الأصليين الخضوع لعمليات تعقيم مباشرة بعدما أنجبن، وذلك بهدف منعهن من الحمل بالمزيد من الأطفال.
وفى تقرير من 56 صفحة تّم الكشف عن هذه الممارسة التي تركت ضحاياها مع أذى نفسي عميق ودائم وشعور بالتمييز.
من جهته، أسف مجلس الصحة الإقليمي في ساسكاتون لما حصل لتلك النساء، مقرّاً أن العنصرية موجودة في نظام الرعاية الصحية في ساسكاتون، وشاكراً للنساء شجاعتهم في الإبلاغ عن المشكلة.
وكان أمر المجلس، في وقت سابق من هذه السنة، إعداد دراسة مستقلة في شأن هذه الظاهرة، وذلك في أعقاب توالي شكاوى النساء اللواتي كشفن أنهن عانين من ضغوط مارسها الطاقم الطبي لإخضاعهم لعملية ربط عنق الرحم.
ويقدم التقرير عدداً من التوصيات، منها تدريب الطاقم الطبي على التنوع الثقافي، وإنشاء مركز دعم للسكان الأصليين الحوامل والضعفاء في ساسكاتون.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة