50 عاما مرت على ذكرى معركة البطولة التى خاضتها القوات البحرية المصرية وأصبحت عيدًا سنويًا لها، وهى معركة إغراق المدمرة الإسرائيلية إيلات فى 21 أكتوبر 1967 أى بعد أيام من النكسة.
وخلال تلك الـ50 عاما خاضت القوات البحرية المصرية العديد من المعارك والمهام التى نجحت فيها، وأكدت تميزها فى التدريب والأفراد والسلاح، وأيضًا تطورت خلال هذه الأعوام القوات البحرية المصرية لتواكب كل مستجدات وتطورات التسليح والتدريب فى العالم.
ورغم أن الصورة الذهنية لدى كثير من المواطنين، أن القوات البحرية المصرية لها أدوارًا حربية فقط، إلا أن الواقع ومستجداته يكشف أن القوات البحرية المصرية تلعب العديد من الأدوار المهمة فى الجبهة المصرية على الحدود وفى الداخل، ولها العديد من الأدوار والمهام غير الحربية، والتى تستوجب من أجل تنفيذها تطوير وإعداد وتدريب وتنمية مستمرة لكل قطاعات سلاح البحرية المصرية.
الرئيس السيسي يشارك فى العيد الـ50 للقوات البحرية
حماية الشريط الساحلى المصرى ومواجهة عمليات التهريب
تتولى القوات البحرية المصرية حماية الشريط الساحلى لمصر، والذى يبلغ 2376 كيلومترا بالبحر المتوسط وخليج السويس والبحر الأحمر، وتتضمن تلك المهمة مواجهة كافة أشكال الجرائم العابرة للحدود مثل الهجرة غير الشرعية وتهريب المخدرات والسلاح، ومواجهة تحركات الجماعات الإرهابية عبر السواحل البحرية.
وتقديم المعاونة بالإنقاذ والقطر والإمداد ومكافحة حرائق السفن التجارية وفرض قوانين الدولة فى المياه الإقليمية، ومنع عمليات التهريب ومكافحة المخدرات بالبحر، وتنفيذ حق الزيارة والتفتيش.
وتحمى أكثر من 70 قطعة بحرية السواحل المصرية على مختلف الاتجاهات، ومصادر الدخل القومى بالبحار المصرية، مثل منصات الغاز الطبيعى، والبترول، والتى تبلغ عددها نحو 98 منصة، إلى جانب تأمين الثروة السمكية والمحميات الطبيعية، والثروة المعدنية بالبحر.
ويقوم رجال القوات البحرية بإحباط محاولات التهريب المختلفة للبضائع غير خالصة الرسوم الجمركية والمخدرات والسلاح والمواد البترولية بالبحر، وأيضًا تقوم القوات البحرية بإحكام السيطرة البحرية وخاصة فى منطقة سيناء، حيث تواصل قواتنا المسلحة عملياتها العسكرية لدحر الإرهاب واقتلاع جذوره.
وتقوم القوات البحرية بجهد كبير فى مواجهة ظاهرة الهجرة غير الشرعية عبر السواحل المصرية إلى بعض الدول الأجنبية، حيث شهدت الفترة الماضية عمليات مكثفة لمكافحة الهجرة غير الشرعية، إلى جانب مكافحة عمليات تهريب المدخرات بكل من البحرين الأحمر والمتوسط، إلى جانب ضبط كميات كبيرة من السولار قبل تهريبها إلى الدول الأجنبية.
وقد تعاونت القوات البحرية خلال 2016 مع جميع الجهات المعنية بالدولة بتوجيه ضربات للمتورطين فى أعمال الهجرة غير الشرعية، ونجحت فى إحباط محاولة تهريب للأكثر من 2300 مهاجر بطريقة غير شرعية إلى أوروبا، وتم إحباط العديد من عمليات تهريب السلاح والمخدرات الضخمة خلال الفترات الماضية.
الرئيس السيسي داخل أحد قطع الأسطول المصرى
تأمين قناة السويس وحماية المجرى الملاحى والسفن العابرة
مهمة أخرى ثقيلة تتحملها قوات البحرية المصرية، وهى تأمين قناة السويس، باعتبارها أهم مجرى ملاحى بالعالم، وشريان للاقتصاد والتجارة العالمية، وتستخدم القوات الحرية فى ذلك كاسحات الألغام، وتمارس حقها فى التفتيش والزيارة على كافة السفن الأجنبية التى تمر من مياه القناة، للتأكد من خلوها من أى مواد خطرة قد تهدد البيئة المصرية، أو تسبب أضرارا لها.
قناة-السويس
تأمين الموانىء المصرية وحماية خطوط النقل البحرى
كما تتولى قوات البحرية المصرية حماية جميع الموانئ المصرية البالغ عددها 22 ميناء، بالإضافة إلى 98 هدفا بحريا، بخلاف الأهداف الساحلية على البحر وحمايتها من أى أعمال عدائية خارجية وداخلية، وكذلك المحافظة على انتظام حركة الملاحة البحرية وتأمين المياه الإقليمية والاقتصادية، ومنع أى اختراقات لسواحلنا ومنع تهريب الأسلحة والمخدرات ومكافحة عمليات الهجرة غير الشرعية، وكذا تأمين خطوط المواصلات البحرية، ومنع عمليات التهريب للسلاح والمخدرات عبر تلك الموانىء.
ميناء الإسكندرية
تأمين المنشآت والأهداف الحيوية للدولة
وإلى جانب تلك المهام التى تتولاها القوات البحرية المصرية، يقوم رجالها أيضا بتأمين الوحدات والمنشآت العسكرية فى الجبهة الداخلية ضد جميع الاعتداءات من خلال المشاركة فى مكافحة أعمال الشغب وتأمين الممرات البحرية للقضاء على أى محاولات تضر بأمن وسلامة الوطن والممتلكات العامة والخاصة، كما قامت القوات البحرية بتنفيذ العديد من المهام لتأمين الجبهة الداخلية وحماية ركائز الأمن القومى على جميع الاتجاهات الاستراتيجية للدولة، وليس أدل على ذلك من الدور التى لعبته القوات البحرية المصرية خلال ثورتى يناير 2011 ويونيو 2013، والذى استطاعت وقتها من فرض سيطرتها الكاملة على كافة النقاط لمنع استغلال الأحداث الداخلية فى مصر للقيام بأى عمليات اختراق أو تهريب سلاح أو مخدرات، أو تسلل أفراد مدنيين أو تابعين لجماعات إرهابية عبر الحدود البحرية أو الموانئ المصرية.
جانب من الاحتفال بالعيد الخمسين للقوات البحرية
مدير الكلية البحرية سابقا: المهام الجسيمة للبحرية المصرية تتخطى الحروب المباشرة
ومن جانبه، أكد اللواء أحمد صادق، مدير الكلية البحرية سابقا ورئيس موانئ بورسعيد سابقا، أن القوات البحرية تحمى الشواطئ المصرية بطول 2450 كيلومتر، ما يتطلب تعزيز القدرة القتالية للقوات البحرية بصفة مستمرة، لتكون قادرة على حماية المياه الإقليمية والاقتصادية لمصر.
وأضاف فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن قدر القوات البحرية المصرية أن تتحمل مهاما جسيمة تتطلب التطوير والدعم الدائم سواء على مستوى التدريب أو على مستوى الأسلحة، حيث أن المهام المكلفة بها تتطلب يقظة وتطور مستمر، مشيرًا إلى أن مصر تمتلك واحدة من أقوى القوات البحرية فى العالم لما تتميز به من روح قتالية عالية، وأن المهام التى تتولاها تتخطى فكرة المشاركة أو الدخول فى حروب ومواجهات مباشرة.
وأوضح اللواء أحمد صادق، أن رجال البحرية فى حالة مشاركة دائمة فى تأمين حدود مصر الساحلية، ومواجهة عمليات التهريب والسلاح والهجرة غير الشرعية، وهذا قدرها نظرا طول الحدود الساحلية لمصر، إضافة إلى أن مصر نقطة التقاء لـ3 قارات مما يجعلها خط ساخن لعبور كل أشكال التهريب والتسلل والعمليات غير القانونية العابرة للحدود والقارات، ما يجعل القوات البحرية المصرية عنصرا استراتيجيا هاما فى حماية الجبهة الحدودية والداخلية أيضا للدولة المصرية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة