منذ تولى منصبه كقائم بأعمال رئيس جامعة المنيا فى أغسطس 2014، يرى الدكتور جمال الدين أبو المجد أن الأمل موجود وأن لكل منا فرصة وعليه فقط أن يستغلها بصورة صحيحة، وخطواته فى تحقيق حلمه الذى حدده منذ البداية تمنحك الثقة فى أن القادم لابد أن يكون أفضل.
قررت العمل من اليوم الأول، فلا وقت للكسل والتباطؤ، فمصر فى حاجة إلى كل جهد دؤوب وعمل متواصل، هكذا بدأ الدكتور جمال الدين حديثه معنا، مضيفًا: لم أنتظر القرار الرسمى من رئيس الجمهورية الذى جاء بعد حوالى عام بتعيينى رئيسًا فعليًا لجامعة المنيا فى مايو 2015، وتعاملت منذ كنت قائمًا بالأعمال على أن الجامعة هى بيتى، حاربت من أجل استقرار هذا البيت وأمنه وأمانه، واستبدلت بالقوانين وصرامتها تطبيق روح القانون ورحابتها. وأوضح رئيس الجامعة: عانيت كثيرًا ومعى فريق كبير من العاملين فى الجامعة طوال السنوات الثلاث حتى تستقر جامعة المنيا، وتجد لنفسها مكانًا بين مصاف الجامعات المصرية.
قمنا كفريق عمل متناغم باستقطاب شباب الجامعة بعدد من الأنشطة فى مختلف المجالات، وشاركنا فى جميع المسابقات، سواء على المستوى المصرى الداخلى، أو على المستوى الأفريقى.
وأعتقد- والكلام للدكتور جمال أبوالمجد- أن الأنشطة الطلابية كانت الشق الثانى الذى واجهت به كل تيارات الإرهاب والتطرف داخل الجامعة، بالإضافة- كما ذكرت سابقًا- إلى شق الثواب والعقاب، وكانت لى رؤية فى علاج قضية التطرف والإرهاب فى جامعة المنيا بعبارة بسيطة جدًا «ليه نسيب ولادنا لغيرنا يربيهم»، وكما يقول المثل الشهير «بيدى لا بيد عمرو»، حاولت ببعض الأفكار المستنيرة والمناقشات الهادئة والحوافز السريعة وعودة إحساس الطالب بانتمائه لجامعته، كل هذا ساعد على عودة الروح التى افتقدناها ببيروقراطية القرارات، وروتين الأفكار البالية.
ويقول جمال الدين: أذكر آخر عهد جامعة المنيا بالمظاهرات كان فى 28 أكتوبر عام 2014، وقتها وضعت خطة الانتشار السريع، واحتواء الموقف حتى لا تستفحل الأمور، واستطعنا من خلال الشفافية والتحقيق العادل اقتلاع العناصر المحرضة، وفى وجهة نظرى أن الإرهاب هو جريمة عالمية يعانى منها الكثير من دول العالم، وفى مصر لها اختلافاتها وأسلوبها وطريقتها، ولن يتم حل هذه القضية بين يوم وليلة، لذلك فقد أنشأت منذ حوالى عامين لجنة لمكافحة الفساد والإرهاب، والفساد هنا لا يقتصر على السرقات، بل يمتد للتقصير فى العمل، أو بعض الإجراءات الروتينية التى تعطل سير الأعمال. وأضاف جمال الدين: الحقيقة أن لى وجهة نظر عملية فى حل قضية مكافحة الإرهاب، ألا وهى تفعيل الحلول على أرض الواقع، فالإرهاب إنما يستقطب الشباب الفقير المنتشر فى جميع أحياء ومدن وقرى مصر، ومدخله دائمًا الضرب على وتر عدم اهتمام الدولة بشعبها، والبطالة التى تعانى منها نسبة كبيرة من الشباب، مما يجعلهم عرضة لكل الأفكار الهدامة، فلماذا لا نعالج المشكلة بحلول سريعة تستقطب الشباب لعمل بنّاء، ومن أجل ذلك قمت بإنشاء مركز للمشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر تبدأ عملها لطلبة الجامعة، هذا المركز يخدم على لجنة مكافحة الفساد والإرهاب والتطرف، ومن خلال هذا المركز أستطيع تعليم الطلبة بعض المهارات والحرف اليدوية البسيطة، التى تجعلهم ينجزون إنتاجًا يباع من خلال معارض تنظمها الجامعة، والاتفاق مع تجار يشترون هذه المنتجات، وهنا أوفر للطالب دخلًا ولو بسيطًا يساعده، وأوفر للجامعة بعض المال للإنفاق على النشاط الطلابى، هذه المشروعات الصغيرة من شأنها أن تصبح مشروعات أكبر، ليدخل فى مجالها شباب من خارج الجامعة، هم فى حاجة إلى عمل لمساعدة الدولة على القضاء على البطالة، تلك الآفة التى تدمر الدول واقتصاديات الشعوب، وتدفع إلى الارتماء فى أحضان الإرهاب والتطرف. وأوضح جمال الدين: أعتقد أن دور الجامعات المصرية لابد وأن يزداد فى المرحلة المقبلة، خاصة أن اتجاة الدولة والمؤسسة الرئاسية الاهتمام بالشباب، وكم كانت سعادتى باهتمام سيادة الرئيس بالشباب، واعتبار هذا العام عام الشباب، ومن محافظة المنيا عروس الصعيد أدعو كل شباب مصر تحت قيادته لإقامة مؤتمر الشباب المقبل فى المنيا، باعتبارها ممثلة للصعيد، خاصة أنها تعتبر فى منتصف الصعيد، ولدينا فى جامعة المنيا التى تمتد مساحاتها لـ309 أفدنة العديد من الأماكن المجهزة لاستقبال مؤتمر كبير، مثل مؤتمر شرم الشيخ للشباب، ومؤتمر الإسكندرية للشباب، وهذا المؤتمر إذا حدث فسيكون له أكبر الأثر على المستوى السياحى والاستثمار، وسيُحدث رواجًا كبيرًا فى جامعة المنيا، ويكون بمثابة دفعة لشباب الصعيد.
ولأننا فى جامعة المنيا نؤمن بدور الشباب فى كل شىء، فقد وجهت الدعوة لإقامة مؤتمر لشباب مصر من ذوى الإعاقة فى فبراير 2018، تماشيًا مع دعوة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى باعتبار عام 2018 عام الشباب ذوى الإعاقة، وقد استجيبت دعوتى، وإن شاء الله أتوقع أن يترك صدى طيبًا وإيجابيًا، خاصة عن جامعة المنيا.
هذا المؤتمر- كما يراه جمال الدين- يعتبر من المستجدات على الساحة الطلابية على مستوى جامعة المنيا، وكذلك سنشارك فى حوار إسلامى مسيحى على هامش مؤتمر اللغة العربية للثابت والمتغير فى العلوم العربية والإسلامية، الذى سيعقد فى 9 أكتوبر المقبل، وهذا المؤتمر سيكون بحضور ورعاية وزير الأوقاف والمحافظ، وجميع الطوائف المسيحية، والهيئة الإنجيلية، وبحضورى أيضًا ومشاركة الجامعة الفعالة، وقد جهزت بعض النقاط والأمور الفاعلة التى تقف عند عناصر القصور لحل الأزمة التى تتفجر من وقت لآخر، وأعتقد أن إحساس الأطراف المعنية، سواء الجانب المسيحى أو الإسلامى، بنشر ثقافة العدالة، وتفعيل روح القانون والمساواة فى كل شىء، هذا من شأنة توليد روح إيجابية، وقتها لن نحتاج إلى صور تبرهن عن ذوبان الجليد بين أبناء هذا الوطن.
وأشار جمال الدين إلى أنه: فى سابقة هى الأولى من نوعها، أقترحت على مجلس الجامعة فكرة جديدة للقضاء على الأمية فى محافظة المنيا، وأتمنى أن يتم تطبيقها فى كل الجامعات المصرية، فنحن فى جامعة المنيا لدينا بعض الكليات التى بها كثافة طلابية، مثل كلية الآداب وكلية دار العلوم والتربية النوعية، وغيرها من الكليات النظرية، اتفقت على أن يقوم كل طالب كل عام بمحو أمية واحد من أبناء المحافظة، وخلال السنوات الأربع يمحو أمية أربع أشخاص، ولن يحصل على شهادة تخرجه إلا إذا قدّم ما يثبت دوره المجتمعى الفعال فى حل مشكلة الأمية، وخلال عام ونصف العام استطعنا أن نمحو أمية 45 ألف مواطن، فى حين أن المستهدف محو أمية 50 ألف مواطن فى أربع سنوات، ومن الأمور والمشاكل التى أركز اهتمامى عليها، وأحاول إيجاد حلول لها، هى قضية الهجرة غير الشرعية التى أجدها من معوقات التقدم الاقتصادى لمصر، خاصة أن محافظة المنيا من أكثر المحافظات تصديرًا للهجرة غير الشرعية والشرعية. وقبل أن أطلق الشعارات، وأحاول إقناع الشباب بعدم خوض تجربة مريرة يتعرض فيها الكثيرون للموت وكثيرون للنصب، لابد أن أجد لهم البديل!
هذا البديل- كما يرى جمال الدين- سيتم من خلال التنسيق بين الجامعة والمحافظة وأجهزة الدولة، فليس المطلوب إيجاد وظائف ورواتب كبيرة، لكن يحتاج الشباب إلى إيجاد فرص. وأكد جمال الدين: قدمت جامعة المنيا بالإضافة إلى مركز المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر، هناك نشاط القوافل الطبية، التى تشترك فيها كليات الطب، بالتعاون مع كلية الطب البيطرى وكلية الزراعة والمحافظة، لتقديم الخدمات، والحوار والندوات، حتى نستطيع تغيير فكر الناس، فإذا وجدت أن الدولة تهتم برعايتى صحيًا من خلال هذه القوافل، وبيطريًا، وزراعيًا فلماذا ألجأ لترك بلدى وخوض تجربة الهجرة غير الشرعية غير المضمونة؟
ولذلك- والكلام للدكتور جمال أبوالمجد- لابد من إيجاد البديل حتى نضمن عدم تكرار هذه الكارثة، فليس مطلوبًا أن توفر الدولة فرص عمل «خمسة نجوم»، يكفى أنها تفتح الطريق من خلال التنسيق فى أعمال بسيطه كبداية، بعدها سينطلق الشباب، وتدور العجلة والمنظومة. المشكلة فى مصر أننا لسنا دولة مؤسسات حقيقية، بمعنى أننا لدينا مؤسسات كثيرة «كلام على ورق»، أما الواقع فالكل يعمل بمفرده، وعنصر التنسيق والتعاون غير متوفر، نحتاج لمزيد من التعاون حتى نصل لتحقيق غايتنا فى أن تصبح مصر أفضل، وأن يكون للشباب مستقبل واعد ومتفائل. واختتم أبوالمجد قائلًا: تجربتنا فى جامعة المنيا واعدة، وأتمنى أن يأتى الجميع لجامعة المنيا ليرى ما أنجزناه خلال ثلاث سنوات، ومازالت لدينا رؤى وخطط مستقبلية كثيرة لمزيد من التقدم فى جميع المجالات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة