خلال الاحتفال بيوم الوثيقة العربية.. أبو الغيط يدعو إلى مضاعفة الجهود لحماية التراث الثقافى العربى المهدد بالتدمير والسرقة.. النمنم: الأضرار الثقافية لفلسطين لا تقل خطورة عن تبعات الاحتلال الإسرائيلى

الأربعاء، 18 أكتوبر 2017 03:39 م
خلال الاحتفال بيوم الوثيقة العربية.. أبو الغيط يدعو إلى مضاعفة الجهود لحماية التراث الثقافى العربى المهدد بالتدمير والسرقة.. النمنم: الأضرار الثقافية لفلسطين لا تقل خطورة عن تبعات الاحتلال الإسرائيلى جانب من الاحتفالية
كتب مصطفى عنبر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

دعا أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، إلى ضرورة مضاعفة الجهود لحماية التراث الثقافى العربى المهدد جراء عمليات التدمير والسرقة والنهب والتى تصاعدت على مدى السنوات الأخيرة نتيجة الصراعات والنزاعات والحروب الداخلية التى شهدتها بعض الدول العربية والتى أفرزت جماعات وتنظيمات إرهابية متطرفة قامت بأعمال تخريبية همجية استهدفت القضاء على ذاكرة الشعوب وتدمير تراثها الإنسانى.

 

جاء ذلك خلال كلمة "أبو الغيط" أمام الاحتفال الذى نظمته الجامعة العربية اليوم الأربعاء بيوم الوثيقة العربية تحت عنوان "القضية الفلسطينية: مائة عام على وعد بلفور وخمسون عاماً على الاحتلال الإسرائيلى"، وذلك بمشاركة عدد كبير من المسئولين والأكاديميين والمتخصصين فى القضايا المرتبطة بالثقافة والتراث على المستوى العربى.

 

وأضاف "أبو الغيط"، فى كلمته، "إن الأمر يستلزم العمل فى هذا الإطار على حماية الأرشيفات العربية المنهوبة واسترداد أصولها، والسعى لوضع قانون عربى نموذجى يوفر الحماية اللازمة لها من التدهور والإهمال والاندثار والتهريب ومن سوء التصرف فيها، وذلك بهدف الحفاظ على الإرث الوثائقى العربى باعتباره ثروة قومية ذات دور فاعل فى صنع الحضارة الإنسانية".

 

وأكد أبو الغيط أهمية تنفيذ "الاستراتيجية العربية الموحدة لاستعادة الأرشيفات العربية المنزوعة والمسلوبة والمنقولة لدى الدول الأجنبية والاستعمارية" التى تمثل إحدى الآليات الهامة التى يمكن من خلالها تدعيم هذه الجهود.

 

وأشار أبو الغيط إلى أن الاحتفال بيوم الوثيقة العربية هو تأكيد على الأهمية البالغة للوثيقة باعتبارها موروثاً إنسانياً لأى أمة من الأمم، وعنصراً مهماً من عناصر ثقافتها القومية، ومستودعاً رئيسياً للبحث فى التاريخ.

 

وشدد أبو الغيط على أن الاحتفال هذا العام بالوثيقة الفلسطينية يعكس أهمية دورها فى إثبات الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني، ويبرز ما يتعرض له الأرشيف الوثائقى الفلسطينى من عمليات سرقة وتزوير وتزييف.

 

ونوه أبو الغيط بأن القرار الصادر عن اليونسكو العام الماضى والذى أقر بأن المسجد الأقصى هو تراث خالص للعرب والمسلمين، أبلغ شاهد على الدور الرئيسى الذى لعبته الوثائق فى التمهيد لخروج هذا القرار، ودورها الأشمل فى الحفاظ على الهوية الفلسطينية فى مواجهة محاولات تشويهها وطمس ملامحها.

 

وأكد أبو الغيط أن الاحتفال بالوثيقة الفلسطينية هذا العام يؤكد أهميتها فى إثبات الحقوق التاريخية للشعب الفلسطينى وما يتعرض له من عمليات سرقة ونهب وتزوير، مشددا على أهمية دور الوثائق كأداة علمية لإثبات الحقوق التاريخية للشعوب.

 

وقال أبو الغيط إن الأرشيف الوطنى الفلسطينى وضع بنية تشريعية تتماشى مع المعايير الدولية، منوها فى هذا الإطار بمتحف الزعيم الراحل ياسر عرفات الذى احتفظ بوثائق ومستندات تجسد كافة مراحل النضال الفلسطينى .

 

وشدد أبو الغيط على أهمية المصالحة الفلسطينية لتعزيز الموقف الفلسطينى فى الداخل والخارج، مهنئا القيادة والشعب الفلسطينى بهذا الإنجاز .

 

ودعا أبو الغيط إلى طى صفحة الخلاف الفلسطينى بلا رجعة بعد أن أضرت السنوات العشر الماضية القضية الفلسطينية ضررا بالغا، معربا عن أمله فى أن تسهم المصالحة فى تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية .

 

وحذر أبو الغيط من عمليات النهب والسرقة التى تعرضت لهما سوريا والعراق وغيرها وبيع التراث العربى خارج المنطقة .

 

ودعا أبو الغيط إلى تكثيف الجهود إلى حماية التراث العربى جراء عمليات النهب والسرقة والعبث وحتى لاتضيع ذاكرة الأمة وتبقى حية للأجيال المقبلة .

 

وأشاد أبو الغيط باسهامات الشخصيات العربية فى الحفاظ على التراث العربى، منوها فى هذا الإطار بدور مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث بدولة الإمارات العربية المتحدة ومذكرة التعاون بين المركز والجامعة العربية والتى تم توقيعها اليوم على هامش الاحتفال لتعزيز حماية التراث الوثائقى.

 

من جهته، أكد وزير الثقافة حلمى النمنم أن الأضرار الثقافية والتراثية التى تعرضت لها فلسطين لا تقل خطورة أو ضررا عن التبعات السياسية أو الاقتصادية للاحتلال الإسرائيلى الآثم.

 

وأوضح النمم فى كلمته التى وجهها إلى احتفالية الجامعة العربية بيوم الوثيقة العربية والتى ألقاها نيابة عنه الدكتور أحمد الشوكى رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية، إن احتفالنا اليوم يتزامن مع مرور مائة عام على وعد بلفور، محذرا من الكوارث التى تبعت الاحتلال الصهيونى للأراضى العربية وما تبعه من سرقة ونهب للأرشيف والوثائق والمكتبات الفلسطينية .

 

وأكد النمنم أهمية الوثيقة العربية باعتبارها المصدر الأصدق والأكثر أمانة لعرض وفهم تاريخ الأمة بشكل صحيح فى وقت تمر به بالعديد من المصاعب الإشكاليات والتى ستتجاوزها لتصبح أكثر قوة وشبابا.

 

وشدد "النمنم" على أهمية "حفظ ورقمنة" الوثائق لإيصال فحواها إلى الأجيال الجديدة بشكل يساعدهم على فهم ذاتهم وهويتهم وذلك وسط موجات التشويش والمتواصلة على الهوية العربية.

 

ونوه فى هذا الإطار إلى المعلومة التى وردت عن مصر فى عام 714 هجرية /1314 ميلادية والتى تشير إلى استعارة الأقباط بعض القناديل والأثاث من جامع عمرو بن العاص ليستخدموها فى كنيستهم فى أحد أعيادهم الدينية، متسائلا: "هل هناك رسالة عن هوية الشعب المصرى أوضح وأنقى من تلك الرسالة"؟.

 

وأكد النمنم أن مصر تولى اهتماما كبيرا بالوثائق من خلال الدور الكبير الذى تقوم به دار الوثائق القومية لجميع هذه الوثائق التى تربو الآن عن 100 مليون وثيقة إلى جانب ترميمها ومعالجتها من خلال معمل للترميم يضم خيرة النابهين فى مجال الترميم وحفظ وصيانة الأوراق التراثية، تليها مرحلة "الحفظ والرقمنة" بأحدث أجهزة المسح الالكترونى تمهيدا لإتاحتها للباحثين، بالإضافة لنشر الكتب والمؤلفات المبنية مباشرة على المعلومات المستقاه من هذه الوثائق وذلك على يد أساتذة متخصصين وباحثين يعملون فى هذا المجال.

 

من جانبه، أكد سفير فلسطين لدى مصر ومندوبها الدائم بالجامعة العربية جمال الشوبكى فى كلمته أهمية هذا الاحتفال الذى يتواكب مع مرور 100 عام  على وعد بلفور المشؤوم وهى الوثيقة الأكثر سوءا فى التاريخ البشرى "الذى منح من لا يملك لمن لا يستحق" وطنا لليهود فى فلسطين، ونتائجه من مائة عام توقع ضررا وظلما شديدا على الشعب الفلسطينى الذى لا يزال يدفع ثمنا باهظا.

 

ودعا الشوبكى إلى ضرورة تصحيح الخطأ التاريخى الناجم عن وعد بلفور بوقف الظلم الذى وقع على الشعب الفلسطينى باعتذار بريطانيا عما ألحقته من ضرر للشعب الفلسطينى وتصحيح الظلم وإزالته.

 

وأكد الشوبكى أن تلك الوثيقة ظالمة وباطلة وبدون وجه حق وأدت إلى التفريط فى حقوق الفلسطينيين لأهداف سياسية واستعمارية لازال يدفع ثمنها الفلسطينيون.

 

وأكد على أهمية دعم القضية الفلسطينية لتستعيد مكانتها فى صدارة الاهتمامات الدولية والعربية، مشددا على أهمية التوثيق للحفاظ على الحقوق التاريخية المشروعة وتصحيح حقائق الحاضر والمستقبل.

 

بدوره، دعا مدير عام الأرشيف الفلسطينى فواز سلامة، فى كلمته، إلى تعزيز الجهود العربية والإسلامية لحماية التراث المنهوب والعمل على نشره وتعريف الأجيال المقبلة بالموروث الثقافى أبهى صوره، معربا عن أمله أن يتم تنظيم الاحتفال المقبل بيوم الوثيقة فى القدس المحتلة دعما للحقوق الفلسطينية .

 

وقال "سلامة" إن الاحتفال بيوم الوثيقة العربية يأتى ضمن الجهود المبذولة للحفاظ على التراث العربى كون الوثائق والمخطوطات جزءا هاما للحفاظ على تراث الشعوب، محذرا من النهب الإسرائيلى لتثبيت الادعاءات التوراتية الكاذبة التى أدت إلى تخريب الموروث الثقافى الفلسطينى.

 

وشدد "سلامة " على تمسك الفلسطينيين بحقوقهم والحفاظ على ذاكرتهم التاريخية ترسيخا للقضية الفلسطينية العادلة فى ذاكرة الأمة .

 

وأقيم على هامش الاحتفال معرض وثائقى مصور حول موضوع الإحتفال، وعرض فيلم توثيقى بعنوان "فلسطين: مائة عام على وعد بلفور"، كما تم التوقيع  على مذكرة تفاهم  بين الأمانة العامة لجامعة الدول العربية ومركز جمعة الماجد للثقافة والتراث بدولة الامارات العربية المتحدة، بالإضافة إلى إطلاق الكتاب الوثائقى "دولة ليبيا وجامعة الدول العربية: نماذج وثائقية مختارة".

 

وكرمت الأمانة العامة للجامعة العربية دور الأرشيف والوثائق العربية، والشخصيات والمؤسسات والأفراد ذوى الإسهامات الواضحة فى المجال الوثائقى .

 

كما افتتح الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط على هامش الاحتفال معرضاً وثائقياً مصوراً ينقل تسجيلاً لتطورات القضية الفلسطينية وتراث الشعب الفلسطينى.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة