عندما ألقى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ما يوصف بأنه "استراتيجيته الجديدة تجاه إيران" مساء الجمعة الماضية، كان رهان الحكومة الإيرانية ورهان صناع السياسات العليا فى طهران، أن هذا الهجوم الشديد على الجمهورية الإسلامية من شأنه أن يوحد جبهة إيران من الداخل بحيث تلتحم المعارضة مع الحكومة لتشكل حائط صد ضد الموقف الأمريكى الجديد تجاه الاتفاق النووى، وهو ما قد كان.
محمد خاتمى
توحيد إيران من الداخل
بالفعل تم ما تمنته الحكومة الإيرانية، فقد كان أن وحد خطاب ترامب الجبهة الداخلية للبلاد، وهو خطأ استراتيجى فادح طالما تفادى الوقوع فيه الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما الذى كان ملما بالشؤون الإيرانية، وهو يدرك أن الموقف الشامل تجاه البلاد يوحدها داخليا، على العكس من الرئيس الحالى دونالد ترامب الذى بخطابه الأخير لم شمل الأطياف الفارسية بالكامل ووحد المعارضة الخضراء والحكومة.
مير حسين موسوى
وبعد نحو ثلاثة أيام من خطاب ترامب أدلى الرئيس الإيرانى الأسبق وزعيم حركة الإصلاحيين، محمد خاتمى، بحوار شامل لموقع "كلمة" الإصلاحى الإيرانى تحدث فيه عن دعمه الكامل لمؤسسة الحرس الثورى الإيرانى ودافع عن خطة العمل الشاملة المشتركة المعروفة بـ"الاتفاق النووى".
وقال خاتمى فى معرض إجابته على سؤال محرر الحوار فى الموقع الذى يعد الذراع الإعلامية لزعيم الحركة الخضراء الإصلاحية، ميرحسين موسوى، حول موقفه من استراتيجية ترامب الجديدة حول وصفه الحرس الثورى بأنه "منظمة خبيثة": "لا يخطئون، ربما هناك خلافات فى وجهات النظر فى البلاد، لكن لا يوجد أى خلاف حول أساس النظام والمصالح الوطنية ومواجهة التهديدات الخارجية".
إهانة إيران وشعبها
نص الفقرة التى تحدث فيها عن إهانة إيران
ترامب والشؤون الإيرانية
تلقى ترامب فى أعقاب إلقائه استراتيجيته الجديدة عددا بالغا من الانتقادات الدولية، غير أن الانتقادات الداخلية الإيرانية كانت أكثر حدة، وأهم ما توجه به قادة إيران إلى ترامب ليس أنه يعادى إيران أو أنه عدو للأقليات، بل لأنه لا يدرك كثيرا من الحقائق حول "الإسلام وإيران"، وفقا لما قاله الجنرال محسن رضائى أمين عام مجمع تشخيص مصلحة النظام.
محسن رضائى
ورأى رضائى فى كلمة ألقاها خلال مهرجان "الدراسات المستقبلية لعزيز الأمن والدفاع" اليوم الأربعاء أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تستطيع ترتيب شؤون غربى آسيا من دوت فهم الإسلام بشكل صحيح وعلاقة الشعوب بقادتها وعلاقة الجمهورية الإسلامية الإيرانية بباقى الدول.
ولفت رضائى، الذى كان رئيسا للحرس الثورى ويملك شبكة "تابناك" الإعلامية المقربة من الحرس الثورى ومن مؤسسة مكتب المرشد على خامنئى، إلى ما وصفها بـ"قلة إدراك ترامب"، موكدا أن عدم إدراكه لأساسيات السياسة أخطر من كونه مجنونا، وفقا لقوله.
حول الاستراتيجية الجديدة
بالرغم من أن استراتيجية ترامب الجديدة لم تتضمن انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووى ولم تدرج مؤسسة الحرس الثورى على قوائم المنظمات الإرهابية إلا إنها أبدت انتقادا لاذعا بحق سياسات الحرس الثورى لاسيما تطويره للبرنامج الصاروخى الباليستى، وفضلا عن ذلك تركزت الإسراتيجية حول عدد من النقاط الجوهرية وهى، تحييد التأثير المزعزع للاستقرار للحكومة الإيرانية وكذلك تقييد عدوانيتها، ولا سيما دعمها للإرهاب والمسلحين.
فضلا عن ذلك تضمنت الاستراتيجية الجديدة إعادة تنشيط تحالفات واشنطن التقليدية وشراكاتها الإقليمية كمصدٍ ضد التخريب الإيرانى واستعادة أكبر لاستقرار توازن القوى فى المنطقة، بالإضافة إلى العمل على حرمان النظام الإيرانى ولاسيما فيلق الحرس الثورى الإسلامى من تمويل أنشطته الخبيثة ومعارضة أنشطة الحرس الثورى الإيرانى الذى يبدد ثروة الشعب الإيرانى.
وأعلن ترامب مواجهة تهديدات الصواريخ الباليستية والأسلحة غير المتماثلة الأخرى الموجهة ضد الولايات المتحدة وحلفائها، وحشد المجتمع الدولى لإدانة الانتهاكات الجسيمة للحرس الثورى الإسلامى لحقوق الإنسان واحتجازه غير العادل للمواطنين الأمريكيين وغيرهم من الأجانب بتهم زائفة، وأخيرا حرمان النظام الإيرانى من جميع المسارات المؤدية إلى سلاح نووى والتأكيد على التزام الولايات المتحدة الأمريكية بالحيلولة دون امتلاك إيران سلاح نووى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة