فى ذكرى مولده.. ماذا تعرف عن الإمام المثير للجدل "السيد البدوى".. معارضوه: شيعى ويدعى الجنون ويتبول على المصلين.. ومريدوه: معجزاته كثيرة يحيى الموتى ويفك أسر المحبوسين وكراماته ظلت بعد وفاته

الثلاثاء، 17 أكتوبر 2017 02:00 ص
فى ذكرى مولده.. ماذا تعرف عن الإمام المثير للجدل "السيد البدوى".. معارضوه: شيعى ويدعى الجنون ويتبول على المصلين.. ومريدوه: معجزاته كثيرة يحيى الموتى ويفك أسر المحبوسين وكراماته ظلت بعد وفاته مولد السيد البدوى
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

شد عدد كبير من المسلمين خاصة المتصوفة، فى الأيام الماضية، الرحال إلى مدينة طنطا، من أجل حضور مولد السيد البدوى، أحد أشهر أئمة الصوفية.

والسيد البدوى هو أحمد بن على بن يحيى من مواليد (فاس 596 هـ/1199 م - طنطا 675 هـ/1276 م) إمام صوفى سنى عربى، وثالث أقطاب الولاية الأربعة لدى المتصوفين، وإليه تنسب الطريقة البدوية ذات الراية الحمراء، لُقب بالبدوى لأنه كان دائم تغطية وجهه باللثام مثل أهل البادية، وله الكثير من الألقاب، أشهرها شيخ العرب والسطوحى.

وذكر عن البدوى الكثير من الأقاويل التى تشكك فى قصته وكراماته، كما ذكرت عنه قصص أخرى تحمل وجها آخر، غير مألوف عن الإمام الصوفى، والذى يرى مريدوه أنه إمام جليل وصاحب كرامات.

وتناول كتاب "السيد البدوى دراسة نقدية" للمؤلف الدكتور عبد الله صابر، العديد من تلك القصص عن الإمام الراحل ليوضح الكاتب من وجهة نظره العديد من القصص الهلامية والخيالية عنه ومنها:

المعارضون: إمام شيعى ويدعى الجنون.. ويتبول على المصلين

السيد أحمد البدوى وحقيقة دعوته

ويشير الكاتب إلى أن أغلب المراجع القديمة الموثقة أغفلت ذكر تاريخ السيد البدوى فى كتب الحوليات، على مدى أكثر من قرنين، ثم جاء ذكره  بعد ذلك فى كتب المناقب المليئة بالأساطير والخرافات.

ويؤكد أن المعلومات عن البدوى تعتبر ظنية، لأنه لا يوجد مصدر تاريخى موثق كتب عن البدوى لمؤلف معاصر له، وخليت كتب الحوليات التاريخية عن ذكره بينما ذكر فى كتب المناقب المليئة بالخرافات وأقدمها كتاب "أزبك الصوفى" وهو لمؤلف مجهول بحسب الكاتب.

السيد البدوى دراسات نقدية
السيد البدوى دراسات نقدية

واستشهد الكاتب بمقالة لشيخ الأزهر الإمام مصطفى عبد الرازق، نشرت بمجلة السياسية الأسبوعية بعنوان "المولدان الأحمدى والدسوقى"، حيث يوضح الأخير فيها إنه رجع إلى مخطوطة مغربية ينكر صاحبها أن "السيد البدوى" كان صوفيا ويثبت أنه كان علويا شيعيا يهدف إلى عودة الملك العبيدى الفاطمى الشيعى، وأن والد البدوى – على البدوى- كان أحد العلويين من الشيعة الإسماعيلية، وخرج إلى مكة المكرمة نازحا من بلاد المغرب.

وحول خروجه من المغرب يستند المؤلف إلى رأى منسوب إلى الدكتور سعيد عبد الفتاح عاشور، حيث يرى أن سبب خروج والد السيد البدوى من مكة  ليس ما يتواتر بأنه رأى هاتفا فى المنام يأمره بالرحيل إلى مكة، لكن لأن القرن السادس الهجرى شهد جوا من الاضطهاد للشيعة فى المغرب، مما جعلهم يتسللون إلى المشرق، وأتيحت الفرصة لوالد البدوى عام 603هـ.

 

ثقافة البدوى وتراثه العلمى

ويرى الكاتب أن البدوى لم يترك أى أثر علمى، وأنه رغم شهرته إلا أن ثقافته كانت ضحلة، على حد وصفه، إلا بعض الوصايا والعظات التى قيلت بأنه كان يوجهها إلى خليفته "عبد العال" مثل "يا عبد العال إياك وحب الدنيا، فإنه يفسد العمل الصالح كما يفسد الخل العسل" و"يا عبد العال أشفق على اليتيم واكسِ العريان، وأطعم الجعان، وأكرم الغريب والضيفان".

واستشهد الكاتب بموقف الموالين للبدوى بأنه ترك مؤلفات عليمة تمثل تراثا فكريا ضخما، ولما لم يجدوا أثرا لهذا التراث قالوا إنه فقد.

التعليل لرحلته بما يشبه الوحى

وبحسب الكتاب أيضا، فإن البدوى علل رحلته من مكة إلى العراق، قبيل مجيئه إلى طنطا قائلا: "بينما أنا نائم بجوار الكعبة إذ أنا بهاتف يقول لى فى المنام: قم يا همام إلى طنطا ولا تشك فى المنام، فإنك تقيم بها، وتربى رجالا وأبطالا".

ويستند المؤلف لمقولة الكتاب سعيد عاشور فى أن الرؤيا مبالغة مقصودة من جانب كُتاب سيرة "السيد البدوى" ليظهروا للقارئ لتقبل المعجزات التى نسبوها إليه فيما بعد، وتماشيا مع هذه الحقيقة حرص هؤلاء الكتُاب على أن يجعلوا كل تصرف من تصرفات أحمد البدوى إنما هو تنفيذ للمشيئة الإلهية، واستجابة لأوامر يتلقاها من الله مباشرة عن طريق هاتف.

ادعاؤه الجذب والجنون
 

ويقول الكاتب إنه فى طنطا حيث سكن البدوى سطح دار "ركن الدين القريب" من مسجد البوصة التى يعرف الآن بمسجد البهى، حرص البدوى على الصراخ فوق السطح، ويستشهد الكاتب بقول لـ"عبد الصمد زين الأحمدى" حيث قال "وأقام على سطح الدار لا يفارقه ليلا ولا نهارا وإذا عرض عرض له الحال يصيح صياحا متصلا، كما تزيّى البدوى بزى المجاذيب وظل ضاربا اللثامين على وجهه، وكان إذا لبس ثوبا أو عمامة لا يخلعها لغسل حتى تذوب، فيبدلونها له بغيرها" ويذكر "الشعرانى" أنه كان يظل طول ليله ونهاره قائما شاخصا ببصره إلى السماء وقد انقلب سواد عينيه إلى حمرة تتوقد كالجمر، وكان يمكث الأربعين يوما وأكثر لا يأكل ولا يشرب ولا ينام".

تبوله على حصر المسجد وكشفه لعورته أمام المصلين

وبحسب المؤلف يروى الحافظ السخاوى فى كتابه "الضوء اللامح لأهل القرن التاسع" فى ترجمة محمد بن محمد بن على بن عبد الرازق الشمسى أبى عبدالله الغمارى ثم المصرى المالكى النحوى، قال: "حدث المقريزى- أى فى عقود- عنه أى عن الغمارى، عن شيخه "أبى حيان" قال: "ألزمنى الأمير ناصر الخطيب، وعندما أقيمت الصلاة. وضع الصلاة "الشيخ أحمد" رأسه فى طوقه بعدما قام نائما وكشف عن عورته فى حضرة الناس وبال على ثيابه وعلى حصر المسجد واستمر ورأسه فى طوق ثيابه، وهو جالس، حتى انقضت الصلاة ولم يصل".

كما يروى عن أحد علماء المالكية أنه كان كثير الإنكار على السيد البدوى، حتى ذهب العالم ومعه جماعة من طلبته إلى طنطا لاستجلاء حقيقة ذلك الصوفى الذى كثر حوله الكلام، وهناك فى طنطا جلسوا بجوار الدار التى يعيش فوق سطحها السيد البدوى، حيث أخذوا يتكلمون عنه وينتقدونه، وكان أن سمعهم السيد البدوى، وهو فوق السطح، فأتى إلى طرف السطح فوق رؤوسهم وبال عليهم".

مريدوه: نسبه يرجع إلى الإمام على.. كراماته عديده يحيى الموتى ويفك أسر المحبوسين

نسبه إلى الإمام على
 

على الجانب الآخر كانت هناك كتابات أخرى تنظر نظره ذات قدسيه للبدوى، وبحسب كتاب "مناقب السيد البدوى: المسماه بالجواهر السنية والكرامات الأحمدية" من تأليف سيدى عبد الصمد، فإن أحمد البدوى يرجع نسله إلى الإمام على بن أبى طالب، فهو أحمد بن على بن إبراهيم ابن محمد بن أبى بكر بن إسماعيل بن عمر بن على بن عثمان بن حسين بن محمد بن موسى بن يحيى ابن عيسى بن هلى بن محمد بن حسن بن حعفر بن على بن موسى بن جعفر الصادق بن محمد بن على بن حسين بن على ابن أبى طالب.

مناقب السيد البدوى
مناقب السيد البدوى

وبحسب المؤلف أيضا أن سلف البدوى – جدوده-  سافروا إلى المغرب، وعرف البدوى باسم البدوى من كثرة ما كان يتلثم وعرض أخوته عليه التزوج فرفض فامتنع، ثم حدث له حال نفسه فتغيرت احواله واعتزل الناس ولم الصمت وكان لا يتكلم إلا بالإشارة فقيل له فة منامه أن سر إلى طندتا وبشر بحال يكون له وذلك.

"كراماته" يحيى الموتى ويفك أسر المسجونين

وفى باب تحت عنوان "كرامات" يؤكد الكاتب أن البدوى صاحب كرامات لا تحصى، منها ما ذكره الشيخ حافظ العصر بن حجر، أن مرأة أسر الإفرنج ولدها فلاذت به فاحضره إليها فى قيوده. ومر به رجل يحمل قربة لبن فاوما اليها باصبعه فانقدت وانسكب اللبن وخرجت منه حيه قد انتفخت داخلها.

وما تم نقله عن جلال الدين السيوطى حيث قال: كنت مرة فى أرض تروى فى أيام الفيضان النيل فخطر قلبى هل كان لسيدى أحمد البدوى لثامان كما يقولون؟ فإذا به مقبل على فرس أظنه أخضر ملثم بلثامين، وهو يقول: يا فلان كما يقولون مرتين جعل بدل القاف جيما على العرب.

وفما يخص موضوع التبول فبحسب الكتاب أيضا أنه روى عن الشيخ النحوى أنه كان كثير الإنكار عليه فراح إلى طنطا هو وجماعة من أصحابه الطلبة فجلسوا تحت حائط السطح الذى هو عليه ينتقصونه بغيبة فطل عليهم الشيخ البدوى وبال عليهم، فقالوا ما هذا البول على طلبة العلم فقال ما يؤكل لحمه فبوله لا ينجس، وهى الواقعة التى يرى الكاتب أنها صدرت عن أحد مريديه بغرض رفع قدر شيخه فأساه إليه دون أن يدرى.

كما يروى الكتاب أن إحدى كراماته وقعت على يد شيخ يدعى ركين، حيث يقال Yن أمير ناحية طنطا نزل وأقام وضرب خيامه وطلب عليقا لخيله قال ولم يكن يومئذ بناحية طنطا شعير إلا عند الشيخ ركين فخاف عليه فذهب إلى السيد البدوى، وأخبره بذلك فقال له لا تخف وإذا سألوك عن الشعير فقل لهم ما عندى إلا قمح زريع، فأخذوا منه مفتاح الحاصل وفتحوه فما وجدوا فيه إلا قمحا زريعا.

ومن كراماته أيضا بحسب الكتاب أن امرأة مات لها ولد صغير فجاءت إلى البدوى وهى  باكية وقالت يا سيدى ما أعرف ولدى إلا منك وقام الفقراء إليها ليمنعوها فلم يقدروا وهى تقول توسلت إليك بالله ورسوله فمد البدوى يده إليه ودعا له فأحياه!

 

كراماته ظلت بعد وفاته

كما عدد الكتاب عدد من كرامات البدوى بعد وفاته، حيث ذكر أن مجموعة طالبوا الشيخ يحيى المناوى بأبطال المولد فرفض فقدموا فيه شكوى إلى السلطان الملك الظاهر، فقام باستدعائه، وطلب منه الإفتاء، بابطال المولد، فرفض وقال له إن قد يحرم بعد المحرمات فى المولد، وهو أمر من الممكن أن يرسل فيه السلطان ما ينهى، فلما قال له الملك إن هناك من أفتى فقال له: ما اجترئ على ذلك. وتابع: سيدى أحمد البدوى وهو لن يرجع عن هولاء الجماعة الذين سعوا بإبطال مولده، وسوف تنظر ما سوف يحصل لهولاء من ضرر.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة