يواجه القطاع السياحى القطرى أسوأ أزمة فى تاريخه على الإطلاق بسبب المقاطعة الشاملة التى فرضتها ثلاث دول خليجية ومصر على دولة قطر، حيث إن هناك خسائر كبيرة تهدد القطاع مع اقتراب الموسم الشتوى، وكانت خسائرها فى قطاع السياحة ازدادت، مع استمرار العقوبات التى فرضها الرباعى العربى الداعى لمكافحة الإرهاب الممول من الدوحة عليها، حيث شهدت فنادق الدوحة خلو من السياح فى اليوم العالمى للسياحة، فى الوقت الذى فضحت فيه صحف أجنبية التصرفات الشاذة لبعض الأمراء فى الأسرة القطرية الحاكمة.
وعلق موقع "فاينشينال تربيون" المتخصص فى شئون السياحة حول العالم على الأزمة الخليجية القطرية ومدى تأثيرها على مستقبل السياحة القطرية فى المستقبل، بعد قرار السعودية والإمارات والبحرين ومصر قطع جميع العلاقات مع قطر. وأكد التقرير بأن هذا القرار من شأنه أن يعرض قطاع السياحة فى قطر لتهديد حقيقى مع تصاعد انضمام مزيد من البلدان إلى التحالف المقاطع لدولة قطر.
معظم السياحة كانت تأتى من دول المقاطعة
حيث وصل ما يقرب من 2.63 مليون زائر إلى قطر فى الأشهر ال 11 من عام 2016، منها 48.6٪ من مجلس التعاون الخليجى البالغ 1.28 مليون، وفقا لوزارة التخطيط التنموى والإحصاء فى إحصاءات قطر.
ومع توقف السفر من المملكة والإمارات والبحرين إلى قطر فجأة، فإن هذا من شأنه أن يضرب السياحة القطرية فى مقتل حسب التقرير. وتشير البيانات الإحصائية الرسمية الصادرة مطلع العام الجارى عن وزارة التخطيط التنموى والإحصاء فى قطر، إلى أن نصف السياح الذين يقصدون الدوحة يأتون من دول الخليج، أما السعوديون فيشكلون ثلث العدد الإجمالى للسياح الذين زاروا الدوحة العام الماضى، وهو ما يعنى أن القطاع السياحى القطرى قد يفقد نصف زبائنه العام الحالى فى أفضل الأحوال، فضلاً عن أن الحظر الجوى والأزمة السياسية قد يؤديان إلى تراجع فى أعداد السياح الذين يأتون من الدول غير المقاطعة أيضاً.
خسائر تحاصر الدوحة
وتقول البيانات التى سردتها "قناة العربية" فى تقرير لها، أن 2.91 مليون سائح زاروا دولة قطر خلال العام الماضى 2016، من بينهم 1.4 مليون سائح خليجى، أى نحو النصف، وسجل الزوار الخليجيون ارتفاعاً بنسبة 8.5% عما كان عليه الحال فى العام 2015.
وخلال الشهور التسعة من العام الماضى زار قطر 740 ألف سعودى، أما خلال العام بأكمله فتجاوز عدد السعوديين الذين زاروها الـ900 ألف، وهو ما يكشف أهمية الحركة السياحية التى تأتى من السعودية وتقصد مدينة الدوحة فى مختلف أوقات السنة. ويشكل الزوار القادمون من القارة الأوروبية ما نسبته 14.4% فقط من إجمالى الزوار الذين يقصدون الدوحة، وذلك على الرغم من أن الخطوط القطرية ذات نشاط مرتفع إلى مختلف أنحاء دول أوروبا.
واستنادا لهذه البيانات فإن استمرار المقاطعة الخليجية لدولة قطر بما فى ذلك استمرار إغلاق الحدود البرية والمجال الجوى وانعدام المواصلات البرية والجوية المباشرة بين الدوحة والمدن الخليجية الرئيسية سوف يعنى أن القطاع السياحى القطرى يواجه انهياراً كاملاً خلال الشهور المقبلة، حيث أن الهبوط المؤكد فى أعداد السياح سوف يتجاوز الـ50%، وقد يصل إلى 70% أو 80% إذا أضيف لإجراءات المقاطعة عامل مهم مؤثر فى تدفق السياح وهو الأزمة السياسية التى تعيشها البلاد.
الفنادق خالية من السياح
ومن جهة أخرى أكد الحساب الرسمى للمعارضة القطرية، على تويتر، معاناة قطاع السياحة فى الدوحة، من انخفاض كبير فى معدلات السياحة القطرية. وقال حساب "قطر مباشر"، التابع للمعارضة القطرية على "تويتر"، أن قطر احتفلت بيوم السياحة العالمى بفنادق بلا زوار وسياح، مشيرًا إلى أن قطاع السياحة القطرية يعانى بشكل كبير من انخفاض شديد فى معدلات السياحة.
وأضافت المعارضة القطرية: "أن صحف نيويورك كشفت قضية فى منهاتن ضد الأمير القطرى سعود آل ثان بتهمة التحرش بمربيته فى الدوحة". ومن جانبه، أكد المعارض القطرى سعود الخيارين، أن السياحة القطرية تحتضر، فى ظل استمرار الأزمة القطرية، وفرض العقوبات العربية على الدوحة.
وأكد المعارض القطرى، فى تغريدة له عبر حسابه الشخصى على "تويتر"، أن خسائر القطاع السياحى فى قطر وصل إلى 70% منذ بدء المقاطعة، وتراجع نسبة إشغال الفنادق إلى 20%، مدشنا هاشتاج "كفى_يا_قطر". ومن ناحيته، أكد حساب "قطريليكس"، على "تويتر"، أن الخطوط القطرية تدفع ضريبة المقاطعة بخسائر تقدر بـ703 ملايين دولار.
القطاع يحصد الخسائر
وحول الخسائر التى يتلقاها القطاع السياحى فى قطر، قال الدكتور طارق فهمى، استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن هذا القطاع هو أكثر قطاع تأثر بالأزمة القطرية، والمقاطعة العربية للدوحة، بالرغم من وجود شركات دولية أمريكية وفرنسية تحديدا تقوم بالترويج لاستقرار قطر وعدم وتأثرها.
وحول إقدام صحف أجنبية على فضح بعض أفراد الحاكمة، وكشف تورط فرد من الأسرة القطرية الحاكمة بقضية تحرش، قال هشام النجار، الباحث الإسلامى، أن تسليط الصحف الأجنبية على فضح مثل هذه الوقائع تعكس رغبة فى الاستقلالية والشفافية من قبل الإعلام العالمى، خاصة بعد اتهام بعض وسائل الإعلام وبعض الصحف الغربية بتلقى تمويلات من الدوحة نظير القيام بحملات إعلامية موجهة لمؤازرة النظام القطرى.
وأضاف أن الإعلام الغربى، والعديد من الصحف حريصة على البعد عن تلك السجالات التى من شأنها إظهارها كمنفذ إعلامى غربى يتلقى تمويلات بغرض الدعاية وغسيل السمعة لحساب بعض الأنظمة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة