خصصت هيئة قناة السويس مبنى كان يعمل كقنصلية لفرنسا فى مدينة بورسعيد، قبل تأميم القناة فى الخمسينيات من القرن الماضى كمتحف لتاريخ القناة يضم مقتنيات أصلية ومجسمات تحكى تاريخ حفرها.
المتحف هو أحد أربع مشروعات وأماكن آثرية لتوثيق تاريخ قناة السويس مع فيلا فرديناند دى لسبس" أول رئيس للقناة بمدينة الإسماعيلية، والمعرض التاريخى للقناة المقام بمقر سكن الرئيس الثانى للقناة "جول جيشار"، والمتحف الكبير المزمع إقامته فى المقر التاريخى لإدارة قناة السويس بمدينة الإسماعيلية ويخضع حاليا لعملية ترميم بشراكة مصرية فرنسية.
يقول أحمد العيسوى مسئول إدارة المتحف بمدينة بورسعيد،" المبنى كان يستخدم كقنصلية فرنسية فى وقت افتتاح قناة السويس، وبعد التأميم إنضم لمبان هيئة قناة السويس، وأصبح بعدها بيتا يسكنه الراهبات العاملات فى الكنيسة الفرنسية والمدرسة الملحقة بها.
المبنى المخصص له المتحف من أقدم المبان فى مدينة بورسعيد، حيث أنشأ قبل أفتتاح القناة للملاحة عام 1869، واستراحت فيه الأمبراطورة أوجينى لفترة ولذلك اشتهر بأنه كان فيلا مخصصة لها.
ويضيف العيسوى إن فكرة المتحف بدأت عام 1998 عندما تقدم بطلب لرئيس هيئة قناة السويس وقتها الفريق أحمد على فاضل، بإنشاء متحف تاريخى لقناة السويس واقترح تخصيص هذا المبنى.
يتكون المتحف من طابقين، الأول يضم لوحات وأثاث كان يستخدمه أول رئيس لهيئة قناة السويس الفرنسى "فرديناند دى لسبس"، ومنحوتات أهمها تمثال من المرمر لدى لسبس كمجسم صغير لتمثاله الذى كان على مدخل قناة السويس وأزاله فدائيو بورسعيد بعد حرب العدوان الثلاثى على المدينة عام 1956.
ويضم الطابق الأرضى مقتنيات لدى لسبس تتمثل فى بعض الفازات والأنتيكات التى أهديت له وسجاد فارسى وشمعدان وكريستالات، إضافة إلى لوحات فنيه له، فضلاً عن لوحة فنية مرسومة لـ"أوغست لويس" والذى يعد ثالث رئيس لهيئة قناة السويس بعد كل من "دى لسبس" و"جول جيشار"، بالإضافة إلى مجموعة من المقتنيات ذات التراث مثل الفونوجراف والبيانو وساعة المكتب.
و تختلف معروضات المتحف عن متحف فيلا " دى لسبس" بالإسماعيلية، حيث أنه يضم قطع أصلية من مقتنيات العمل لأول رئيس للهيئة، وفيما يضم متحفه بالإسماعيلية مقتنياته الشخصية حيث كان يسكن وزوجته.
ويضم الطابق الثانى من المتحف مجسمات صممها أحمد العيسوى مسئول إدارة المتحف، من مراحل تحكى مشروع حفر قناة السويس منذ عرض مشروع الحفر وضرب أول معول لحفر القناة فى 1859 ثم الافتتاح عام 1869 مروراً بالتأميم عام 1956 ثم حرب أكتوبر 1973.
ويقول مسئول المتحف " المجسمات صممتها ونفذتها بنفسى طوال فترة عملى هنا، لأنى أهوى النحت والتشكيل بالنحاس والجبس .
ويضيف " أستعنت لتنفيذ المجسمات بصور قديمة وتوثيق أحمد باشا شفيق رئيس الديوان الخديوى وقت حفر القناة وسجلات الرافعي، لتحويل صورا صغيرة إلى مجسمات تشرح التاريخ، وفى الفترة الحديثة استعنت بصور منشورة فى الصحف وقتها.
خصص المتحف قاعة كاملة لعرض تاريخ قناة السويس من خلال مجسمات بها مؤثرات صوت وضوء، من بداية أول ضربة معول فى قناة السويس، وأعمال الحفر بالسخرة ، وثم الافتتاح الأسطورى للقناة بحضور ملوك العالم، والحروب التى مرت بها القناة وأعمال تطهير المجرى الملاحى بعد حرب أكتوبر ومراسم الافتتاح الثانى للقناة عام 1975.
وخصصت غرفة كاملة لعرض مجسم لحفل الافتتاح، قال عنه مسئول المتحف إن المجسم به أكثر من 250تمثالا من الحجم الصغير، به كل محتويات الصور المنشورة فى كتب توثيق الافتتاح ، وخاصة الصورة الشهيرة للمنصة الخديوية .
جزء من مجمسات المتحف ستشارك فى معرض جوال بين باريس والقاهرة لمدة عام احتفالا بالذكرى 150 لافتتاح قناة السويس، حيث تسافر فيه المجسمات بداية العام المقبل إلى فرنسا للتحضير للمعرض الذى يتنقل بين باريس ومرسليا والقاهرة والإسماعيلية حتى عام 2019.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة