ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، الصادرة اليوم الأحد، أنه بينما يراقب العالم فى الأسابيع الأخيرة، السجالات الحامية بين الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، والزعيم الكورى الشمالى، كيم جونج أون، فإن هذه السياسة التى يتبعها الطرفان تحجب الرؤية عن حقيقة جديدة أكثر عمقا بالنسبة للكثيرين فى كوريا الشمالية، وهى أن "بيونج يانج"، نجحت بالفعل فى تغيير ميزان القوة فى المنطقة.
وقالت الصحيفة - فى تقرير على موقعها الإلكترونى - إن التفوق الأخير الذى أحرزته الأمة المنعزلة عن العالم فيما يخص تطوير قدراتها العسكرية لم يمكنها فقط من أن تصبح عدوا مرعبا، لكنه مكنها أيضا من تعميق حدة التوترات بين الولايات المتحدة وحلفائها عبر تغيير الحقائق على الأرض والحسابات الاستراتيجية التى تستند عليها.
وأضافت أن كوريا الشمالية، حققت بالفعل معلمين بارزين فى هذا العام، وهو ما تجلى عند نجاحها فى اختبار صواريخ باليستية طويلة المدى والسلاح النووى المصاحب لها، فيما قال محللون، ومسئولون سابقون فى كوريا الجنوبية، إن هذه التطورات يمكن أن تكون عاملا لتغيير أصول اللعبة، وهو من شأنه أن يقوض بشكل أساسى التزام واشنطن الأمنى طويل الأمد تجاه منطقة شمال شرق آسيا، ويمكن أن يشعل أيضا سباق التسلح النووى فى المنطقة.
ونقلت الصحيفة عن "كيم جاى-تشون"، وهو أستاذ فى جامعة سوجانج ومستشار حكومى سابق فى كوريا الجنوبية، قوله، "إن نوايا كوريا الشمالية تنطوى على عدوانية حادة، فهم يريدون إعادة كتابة النظام الإقليمى بحسب ميولهم".
واعتبر "كيم جاى"، أن هدف الشمال هو حل الشراكة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، ومن هذا المنطلق، تعتبر الصواريخ الباليستية العابرة للقارات هدفا من أجل تغيير أصول اللعبة.
وفى هذا السياق، تابعت الصحيفة البريطانية، "إن أحداث هذا العام ساعدت فى زرع الشقاق بين الولايات المتحدة وحلفائها بجانب تأجيج المخاوف من تصاعد أزمة قد تدفع كوريا الجنوبية للوقف فى الصفوف الأولى لخط النار".
وأشارت الصحيفة، إلى تنامى المخاوف بشأن تأجيج الخلافات بين "سول" السلمية، وواشنطن، الأكثر عدوانية، لاسيما بعد الاختبار النووى الذى أجرته الشمال، فى بداية شهر سبتمبر المنصرم، حيث استغل ترامب، الحادث لاتهام رئيس كوريا الجنوبية "مون جاى-إن"، بـ"استرضاء" نظام "كيم."
كما أن سول، أبدت قلقها إزاء رد فعل ترامب، على التجارب الصاروخية والنووية للشمال، وهو ما يشمل تهديده الأخير، خلال خطابه بالأمم المتحدة، بتدمير الشمال تدميرا كليا.
وأبرزت "فاينانشيال تايمز" - فى ختام تقريرها - تساؤلا يدور حاليا بشكل ملح، لاسيما بعد إجراء "بيونج يانج"، لتجاربها الأخيرة، وهو هل سترغب واشنطن، فى حال نشوب صراع مستقبلى، فى المخاطرة بإحدى مدنها من أجل حماية سول؟!.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة