قبل أقل من أسبوعين على موعد دخول الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب، للبيت الأبيض، وتوليه مهام منصبه رسميا فى العشرين من يناير الجارى، تعرضت الولايات المتحدة الأمريكية لعملية إرهابية فى ولاية فلوريدا، أسفرت عن مقتل 5 أشخاص وإصابة 8 آخرين، فى عملية إطلاق نار بمطار "فورت لاودردال"، بينما أكدت الشرطة القبض على المسلح المتورط فى العملية، وجاء توقيت العملية الإرهابية ليثير علامات استفهام حول علاقة تلك الجماعات الإرهابية بأمريكا خلال تولى "ترامب" الحكم.
خبراء فى الشأن الأمريكى أكدوا أن هذه العملية الإرهابية سترسم ملامح سياسة "ترامب" الخارجية وتحركاته ضد الجماعات الإرهابية، خاصة أن هذه العملية الإرهابية تأتى بدعم من تنظيم "داعش"، يُعمق من أثرها أنها جاءت بالتزامن مع تهديدات "ترامب" لتلك الجماعات، ما يؤكد أنها تأتى فى إطار الرد على ترامب والرسالة الموجهة له شخصيا، وهو ما ينذر باتجاهه لتصعيد سياساته تجاه الجماعات المتطرفة ومنطقة الشرق الأوسط وقضاياها، موضحين أن هذه العملية الإرهابية ستدفع "ترامب" لتدشين استراتيجية موحدة لمواجهة الإرهاب، بالتعاون مع قائمة الدول المعتدلة فى المنطقة.
سعيد اللاوندى: الجماعات الإرهابية تستهدف زيادة العراقيل فى طريق ترامب
فى هذا الإطار، قال الدكتور سعيد اللاوندى، الخبير فى الشؤون الدولية، إن هذه العملية الإرهابية لها دلالات عديدة، إذ إن الجماعات الإرهابية تريد زيادة العراقيل الموضوعة فى طريق الرئيس المنتخب دونالد ترامب مع بدايات حكمه، خاصة مع الموقف المختلف لـ"ترامب" تجاه القضية السورية وانحيازه المختلف تمامًا عن سلفه باراك أوباما.
الدكتور سعيد اللاوندى
وأشار خبير الشؤون الدولية فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، إلى أن هذه العملية ستدفع "ترامب" لوضع يده فى أيدى الدول العربية التى تكافح الإرهاب، وعلى رأسها مصر، لتدشين استراتيجية شاملة لمكافحة الجماعات الإرهابية، وعلى رأسها داعش والإخوان، والعملية الأخيرة التى شهدتها الولايات المتحدة الأمريكية محاولة من التنظيمات الإرهابية لإنذار "ترامب" بتغيير سياساته بعد أن يتولى حكم الولايات المتحدة الأمريكية.
يسرى العزباوى: عملية فلوريدا ستدفع ترامب لاتخاذ إجراءات جديدة فى مكافحة الإرهاب
فى السياق ذاته، رأى الدكتور يسرى العزباوى، الباحث السياسى بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن العملية التى شهدتها الولايات المتحدة الأمريكية ستدفع "ترامب" لاتخاذ إجراءات جديدة على طريق محاربة الإرهاب، فحادث فلوريدا عملية مهمة بالنسبة للرئيس المنتخب، لأنها ستدفعه لاتخاذ كل الإجراءات التى أكد عليها فى أثناء حملته الانتخابية، من تضيق الخناق على الهجرة لأمريكا، ومحاربة الإرهاب.
الدكتور يسرى العزباوى
وأضاف الباحث السياسى بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، فى تصريح لـ"اليوم السابع"، أن هذه العملية الإرهابية ستقود "ترامب" للتنسيق مع روسيا فيما يخص الملف السورى والأزمة فى ليبيا، فضلا عن تشجيعه لاتخاذ سياسات جديدة حيال إيران والسعودية والمكسيك، وكذلك ستجعله يدخل فى صراع مع لوبى صناعة السلاح فى أمريكا.
قيادى سابق بالإخوان: العملية إنذار من الجماعات الإرهابية للرئيس الأمريكى
من جانبه، أوضح طارق أبو السعد، القيادى السابق بجماعة الإخوان والخبير فى الحركات الإسلامية، أن عملية فلوريدا بمثابة إنذار من الجماعات الإرهابية للرئيس الأمريكى الجديد، ومن المتوقع أن تصعد كل الجماعات الإرهابية حول العالم من تهديداتها للولايات المتحدة الأمريكية، تزامنا مع اقتراب تولى "ترامب" للحكم، خاصة أن باراك أوباما كان يتخذ مواقف ضبابية تجاه تلك الجماعات، بينما أوضح "ترامب" أن موقفه يتضمن التأكيد على إيجاد استراتيجية لمكافحة الإرهاب.
وأضاف الخبير فى الحركات الإسلامية، فى تصريح لـ"اليوم السابع"، أن هذا العمل الإرهابى سيدفع واشنطن لضرورة التعاون مع مصر والدول التى تحارب الإرهاب، فى مواجهة كل التنظيمات الإرهابية دون تفرقة، لأن أمن أمريكا أصبح مهددًا فى التوقت الحالى.
طارق أبو السعد القيادى السابق بجماعة الإخوان
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة