خالد أبو بكر يكتب: السيسى فى أسوان ..من صاحب فكرة المكان؟ عشرات الرسائل فى يومين.. وصورة رائعة شكلاً ومضموناً .. ودعوتين من القلب بعد جبر خاطر الغلابة

الثلاثاء، 31 يناير 2017 04:00 م
خالد أبو بكر يكتب: السيسى فى أسوان ..من صاحب فكرة المكان؟ عشرات الرسائل فى يومين.. وصورة رائعة شكلاً ومضموناً .. ودعوتين من القلب بعد جبر خاطر الغلابة خالد أبو بكر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حكاية مؤتمر الشباب واحدة من العلامات المميزة والبارزة فى حكم الرئيس السيسى، لأنه ولأول مرة «وعلى حد علمى» يجلس رئيس الدولة أمام مجموعة من الشباب ومعه الحكومة ورئيس البرلمان ليسأل كل منهم كما يشاء وكل ده يذاع على الهواء مباشرة ليسمعه العالم كله.
 

أثناء المؤتمر دار حوار بينى وبين أحد الأصدقاء قال لى:

 
- طيب ما يمكن مرتبينها؟؟
 
بقى يا راجل كل دول فى أكتر من مرة ما عندهومش ضمير؟ وهو مين الجهة اللى تقدر تسيطر على هذا العدد من الشباب؟
 
- ياعم أهو كلام ومافيش حاجه بتحصل؟
 
طب أيه رأيك تشوف قرارات كل مؤتمر وإذا كانت اتنفذت ولا لأ، وفى معدل زمنى مدته قد أيه.
 
- بصراحة بقى المؤتمرات دى بتتعمل عشان الشكل السياسى.  
 
تصدق بالله أنا لو قولتلك إن العصر أربع ركعات ما هاتصدق عارف ليه؟ لأنك اتربيت على كدة واللى قبل كدة عودوك على الأمراض المزمنة اللى إنت مريض بيها.
 
سبت صديقى المريض بأمراض الماضى وتمنيت له الشفاء، ورجعت للصورة الإيجابية فى أسوان.
 
بداية صاحب فكرة اختيار أسوان كمكان للمؤتمر عبقرى بكل المعانى، ضرب ألف عصفور بحجر ويمكن الكلام ده ممكن حضراتكم تلاحظوه فى كل بيت مصرى كان بيتفرج على المؤتمر، وقالك الله بلدنا حلوه وكل شاب هناك كان حاطط صورة على صفحته من أسوان وهو معجب بجمال بلده، وصورة عازف البيانو والكاميرا جايباه وسط الطبيعة حاجة عالمية، والدنيا كلها تسمع بأسوان تانى المدينة صاحبة الشهرة العالمية، والرئيس يتجول فى المدينة عشان يقول العالم دى مصر دلوقتى وده حجم الأمان فيها ودى رسالة مهمة جدا.
 
وأهم رسالة بجد هى إن أهلنا وناسنا الطيبين فى صعيد مصر يشوفوا السيسى ويسلموا عليه ويعرفوا أنه فاكرهم وأن وقوفهم معاه هو مقدره، ويجبر بخاطر الغلابة، لأن الناس دى فى 30 يونيو كانوا أبطال ووقفوا ورا زعيمهم فكان الوقت الصحيح من قبل الرئيس كى يذهب إليهم مقدرا وشاكرا.
 
بكل المعانى اختيار مدينة أسوان قرار بفكر جرىء وتنفيذ بشكل راقٍ
 
أما عن المضمون فهو أن الشباب يجلسون فى قاعة كل شاب بجواره مسؤول، تخيل مثلا على يمينك الفريق أول صدقى صبحى وعلى يسارك اللواء خالد فوزى، رئيس المخابرات، وعندك الفرصة خلال وقت المؤتمر أنت كشاب إنك تتكلم معاهم، بالتأكيد اللى اقترح جلوس الشباب بين كبار المسؤولين أيضا صاحب فكر وهى فرصة تاريخية لهؤلاء الشباب لن ينسوها..
 
وتبدأ الحوارات، طبعا المحور الأساسى لدى كل المواطنين على اختلاف أنواعهم هو أنهم يحتاجون ويحلمون بحياة أفضل فى الصحة والتعليم والإسكان والمواصلات، طبعا وهذا حق لهم، والرئيس كالعادة مطلوب منه أنه يبرر ليه أحلام المواطنين لا تتحقق وبالسرعة التى يطلبونها، وطبعا السبب الرئيس هو قلة الموارد أمام هذا الكم الهائل من الاحتياجات وتراكم تباعات الماضى فى ظل غياب السياحة والحرب على الإرهاب.
 
فتجد الرئيس كل مرة يعود لنفس النقطة وبمرار شديد لأنه يشعر أنه هو أيضا كان يتمنى أن يلبى كل الطلبات لكن الله غالب، وهنا لا أجد إطلاقا حرجا أن يتم الشرح للمواطنين عن طبيعة الموقف المالى للبلد بكل صراحة وبشكل يجعلهم يعرفون المرض كى يبدأوا العلاج.
 
ممكن أكون مختلفا مع أسلوب الشرح أو استخدام عبارات قاسية، لكنى متفق تماما مع المبدأ وإلا يبقى بنضحك على بعض، وعندما يقول لك المسؤول هذا الموقف الصعب، فإنه يشرح لك فورا ماذا فعل كى يحاول تحسينه، فيأتى الرئيس بوزير الكهرباء ليقول لك أين كنا وكيف أصبحنا وأيضا الإسكان والنقل وغيرها.
 
وبالمناسبة الكهرباء والإسكان من الوزارات اللى الرئيس عارف إنها أنجزت فعلا وعارف إن الاتنين وزراء دول من الناس اللى بتعمل فى صمت وبصدق شديد.
 
فتجد نفسك سيادة المواطن أمام معادلة للحكم بالعدل، ماذا فعل الرئيس فى أربعين شهرا أو يزيد فى ضوء الإمكانيات المتاحة؟ وماذا فعل لتنمية هذه الإمكانيات؟ وهل معدل ما تم يتوافق مع مدة حكمه الزمنية؟ هذه هى الأسئلة التى يجب أن تطرحها كمعيار لرضائك.
 
والحقيقة وبكل المعانى نعم، فى هذه المدة ما تم فعلا يستحق الإشادة، طبعا قد نختلف فى ترتيب الأولويات، فأنا مثلا أرى أن الصحة خاصة صحة أبنائنا أهم من ألف عاصمة إدارية جديدة وبالتالى لو كنت مسؤولا لخصصت مشروعا قوميا لعلاج الأطفال دون 16 عاما، جميعا وبشكل مجانى يرفع الهم عن كاهل الأسرة، وكنت بهذا الشكل ضمنت جيلا صالحا صحيا وأسرا لا تحمل هم نفقات علاج الأبناء وهو أصعب إحساس فى العالم، وخدمة للإنتاج العام للدولة، لأن الأب أو الأم اللى ابنه بيغسل كلى مستحيل هايروح شغله وهو مركز وده إن راح أصلا، ودى وجهة نظرى وممكن متخذ القرار يكون له وجهة نظر أخرى.
 
وفى ظل قلة الموارد يقف الرئيس مدافعا أمام هذا الكم من الاحتياجات، لكن حصل أن قام أحد الشباب بكل جرأه وقال للرئيس إن مدينة أسوان تقوم بنظافة الشوارع ورصفها فقط، لأن الرئيس السيسى سيزورها وأيضا إن أحد المصانع مازال يصب صرفه فى مياه النيل وإن تمت معالجته بشكل مكثف خلال هذه الأيام نظرا لزيارة الرئيس.
 
طبعا الشاب قال هذا الكلام وبه حماس شديد وأصل الصعايدة الشجعان، وقال «إن شا الله اترفد»، والمحافظ كان قاعد أمام الدنيا كلها بيتلقى الكلام وعايز يقول له يا ابنى احنا سلو بلدنا كدة الرئيس جاى يبقى لازم الشوارع تنضف، يعنى المحافظ معتقد أنه اتصرف صح.
 
وهنا نحن أمام كارثة، تخيل شارع يمشى عليه آلاف المارة كل يوم ولا يتم رصفه على مدى سنوات إذ فجاة توجد الميزانية لرصفه ويعمل عليه العاملون بالمحليات ليل نهار لمجرد أن الرئيس سيمر عليه راكبا سيارته لدقائق، ده ظلم بجد وأصبح عادة واضح إنها لن تنتهى.
 
لكن الجزء الثانى من حديث هذا الشاب هو أيضا لم يكن بردا وسلاما على الحكومة، يعنى الرئيس موجود ووزير الإسكان وبنتكلم عن مشروعات والدنيا كلها سامعة والشاب يقف يقول له يا فندم ما فيش حاجة من دى بتحصل! طبعا موقف صعب لأن رغم كل الشرح من الحكومة الناس ماصدقتش لأن هما اللى عايشين هناك وشايفين.
 
ما أعرفش ليه افتكرت فى اللحظة دى إن عندنا برلمان، كنت نسيت.
 
وإذ فجأة الرئيس يقرر أنه سيذهب بنفسه إلى مكان المصنع كى يرى الصورة على الواقع، وطبعا رئيس الديوان ورئيس الحرس فجأة اتحركوا من أماكنهم فى نفس الثانية اللى الرئيس أعلن فيها هذا الكلام، ما ينفعش الرئيس يرجع فى كلامه، وما ينفعش لحرس يقول يافندم لم يكن فى جدول الزيارة والأماكن غير مؤمنة، ما فيش تفاهم دى كلمة رئيس الدولة وعلى الجميع التعامل.
 
وتسير سيارة الرئيس وسط الشوارع الضيقة وبين البيوت البسيطة كى يذهب الرئيس إلى المصنع ليكون وسيطا موثوقا به بين الوزير وبين صاحب الشكوى.
 
وتنتهى الزيارة إلى نتيجة محددة فى زمن محدد وأمام الرئيس وبالتالى لا يمكن ألا تتم بالتأكيد ستتم فى موعدها وتنتهى هذه المشكلة بلا رجعة .
 
ليعود الرئيس فى طريقه بين البيوت البسيطة وطبعا من غير أى ترتيبات ويبدو أنه كان طريقا واحدا الذى يؤدى إلى المصنع، وأثناء الوقت الذى أمضاه الرئيس فى المصنع وقبلها أكيد سمع الأهالى أن الرئيس قادم إلى حيث يسكنون، وهذه الصدفة خدمت هؤلاء وخدمت الرئيس السيسى أكثر، فلأول مرة يأتى رئيس دولة إلى هذه الأماكن ويلتقى بالناس وبالتأكيد فى ملاحظات كتير سيتم وضعها فى الحسبان، وكمان الكام دعوة اللى الرئيس أخدها من ست مصرية أصيلة حاجة كدة ما تتقدرش بتمن.
 
الرئيس واقف والدنيا كلها معاه وواحدة صعيدية بقلب جامد قالت أنا هادخل على موكب الرئيس واللى يحصل يحصل، طبعا اللى واقفين عندهم تقدير موقف فسمحوا لها أن تصل للرئيس، وكل ده على الهواء أيها السادة، يعنى كان ممكن كلمة كدة أو كدة فى وجود الرئيس كان بقى كلنا فى حتة تانية خالص، وتتكلم الست من قلبها وتقول له الناس دى غلابة أوى وأفتكر إن الرئيس تأثر جدا لأن فعلا الست كانت شجاعة وكانت سفيرة بحق عن أهلها وناسها فى حدود ما أعطاها الله.
 
ليرجع الرئيس بعدها إلى المؤتمر ليحكى هذا الموقف الذى شاهده معه العالم كله على الهواء لحظه بلحظة.
 
ويبدأ بعهدها الرئيس فى قراءة القرارات التى تم اتخاذها كعادته بعد كل مؤتمر، وطبعا فى لجان لمتابعة تنفيذ هذه القرارات، وكله وفقا لمدة زمنية محددة.
 
صورة حلوة ومضمون محترم وتقليد أرجوا أن لا ينقطع، والناس يسألون أين سيكون المؤتمر القادم؟ وبدأ هناك اهتمام حقيقى لسماع نقاشات هذا النوع من المؤتمرات.
 
تخيل معى أن الرئيس قام بعمل هذا النوع من المؤتمرات ليس فقط للشباب، بمعنى ثلاثة أيام فى الإسكندرية مؤتمر للصناعة مع كل رجال الأعمال فى مجال الصناعة وبنفس الصراحة، أربعة أيام فى الغردقة لمناقشة قضايا السياحة مع كل العاملين بها، يومان فى البحيرة مؤتمر لمناقشة قضايا الزراعة.
 
هنا ستكون فرصة حقيقية للرئيس ولمجتمع الأعمال فى مناقشة قضاياهم مع رأس الدولة، وستكون التوصيات ملزمة للجميع وستنمى الثقة بين الحكومة ورجال الأعمال، إننى أدعو لدراسة هذه الفكرة ليتم تطبيقها، لأننى أعتقد أن لدى كل هؤلاء فى كل المجالات ما يقولونه للرئيس.
 
فى النهاية أنا كمواطن مصرى أنظر إلى ما حدث فى أسوان على أنه بادرة طيبة جدا وليس به أى تصنع وهدفه الصالح العام، نعم لدينا أخطاء وسلبيات منا وفينا وليس الجميع راضيا على الأداء، لكن نحن نعمل ونجتهد وهذا الرجل يعمل ويجتهد ويصيب ويخطئ لكنه صادق النية وطاهر اليد ومثابر ولديه عزيمة يراها الجميع، وفى النهاية إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة