على الرغم أن مصر تشهد معرضا للكتاب يشارك به كافة دور النشر المصرية وعدد من الدور العربية والدولية، إلا أن سوق بيع الكتب لم يتأثر بذلك بل انتعش وازدادت خلاله عملية بيع ما يشبع مزاج الجيل الجديد من القراء، الذى عرف عنه تفضيل الكتاب الجدد والروايات الجديدة عن غيرها من المعروض فى المكتبات وعلى الأرصفة.
بحسب خالد يوسف صاحب أحدى مكتبات سور الأزبكية - أحد أشهر الأماكن لبيع الكتب فى القاهرة، أكد على أن توقيت معرض الكتاب الدولى للكتاب لا يؤثر على بيع الكتب على الأرصفة ومكتبات سوق الأزبكية، مشيرًا إلى رواج الروايات الجديدة بين الأجيال الشابة فى مقابل قلة بيع كتب التراث والكتاب القدامى كطه وحسين ونجيب محفوظ، مشددًا على قاصدى شراء الكتب التراثية قليلًا، وفى الغالب يكون شخص اعتاد البائع رؤيته ولا يأتى لشراء الرواية لأجل التباهى أو إدعاء الثقافة، مشيرًا إلى أن الفئات الأصغر من القراء المترددة على سوق الكتب فئة الثانوى العام، وهدفها السؤال عن كتب السحر وبالتحديد كتاب شمس المعارف.
وبدوره قال محمد محمود صاحب مكتبة آخرى على امتداد سور الأزبكية، والذى انتقى عباراته ليعبر عن حال البيع فى سوق الكتب قائلاً: "منذ ثورة يناير وانتعش سوق القراءة بالتحديد فيما يخص روايات الكتاب الجدد الذين يروجون لأنفسهم جيدًا عبر وسائل التواصل الاجتماعى، مؤكدًا على أن الروايات الجديدة تباع يوميًا بأعداد كبيرة لقراء أغلبهم من الطلاب والشباب بشكل عام.
عمرو يوسف صاحب مكتبة بالأزبكية
على بعد خطوات انتهى عمرو يوسف صاحب مكتبة بالأزبكية، أيضا من بيع 13 رواية مترجمة للروائى البرازيلى باولو كويلو، لكن بسؤاله عن تكرار هذا الأمر وما إن كان مرتبطًا بمزاج لدى قاصد المكتبة، أجاب بأن هذه حالة خاصة، لكن الكتب الأكثر مبيعًا بشكل عام فى هذه الفترة هى الروايات للكتاب الجدد، وبالتحديد خولة حمدى وأحمد مراد ودعاء عبد الرحمن، ومؤخرًا انضمت اليهم هاجر عبد الصمد برواية حبيبى داعشى، وإلى جانب ذلك تباع روايات الكتاب الذين يغازلون الشباب، من بينهم يوسف زيدان وأحمد خالد توفيق والروايات الصوفية التى خلقت لنفسها سوق بعدما نجحت قواعد العشق الأربعون لإليف شافاق، مضيفًا: "الآن تباع رواية آخرى صوفية وهى عالم صوفى لـ "لجاستن غاردر".
بيع الكتب فى الأزبكية
فى سياق متصل كتب الطبخ أصبحت لا تحصل على نصيب كبير من البيع بعد ظهور القنوات المتخصصة فى هذا المجال، بحسب أحمد عبد العزيز صاحب مكتبة بسور الأزبكية، والذى أكد أن الأقل مبيعا هى كتب الأسماء القديمة والتى لا تحصل على أكثر من 15% من إجمالى الطلب على الشراء، واتفق معه على نفس الأمر صاحب المكتبة المجاورة له، يوسف عصام، والذى أشار إلى أن سوق القراءة ارتفع بهذه الأسماء الجديدة لكن دون محتوى حقيقى – على حد قوله.
حربى محسب بائع للكتب القديمة
فى نهاية ممرات سور الأزبكية، تتجمع المكتبات المخصصة بأصحاب الأمزجة الخاصة، حيت تباع بها كتب ومجلدات قديمة وأعداد تاريخية من الجرائد علاوة على الروايات المكتوبة بلغات مختلفة غير العربية، هناك يشكو أصحاب المكاتب من الركود فى سوق البيع، وحسب "حربى محسب"، الرجل الذى يبيع فى هذا المكان منذ 40 عامًا، فأن سوق بيع الكتب القيمة والقديمة فى أكثر مستوياته انخفاضًا خاصة بعدما ارتفعت أسعار الكتب نتيجة ارتفاع أسعار الطباعة والورق، وهو ما أكد عليه محمد السيد الذى خصص مكتبته لبيع روايات نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس، مشيرًا إلى أن بضاعتهم ليست بنفس رواج الروايات الجديدة التى تتحدث عن الحب وغيره.
محمود عبد الرحيم صاحب فرش كتب
على رصيف شارع 26 يوليو بمنطقة وسط القاهرة، يقول محمود عبد الرحيم صاحب "فرشة بيع كتب"، إن طلبات القراء تختلف فالبنات يبحثون عن روايات الحب والرعب، أما الجيل القديم يبحث عن السيرة الذاتية للسياسيين، فى حين تبحث ربات المنازل عن كتب الطبخ، والمثقفين القدامى يبحثون عن روايات وكتب الكتاب المشاهير فى العصور السابقة، لكن الأكثر مبيعا يكون لصالح البنات والشباب لروايات الجيل الجديد.
الكتب على أرصفة وسط القاهرة
فى المقابل تجد كتب التنمية البشرية لنفسها نصيبًا من البيع لدى أحمد عفيفى صاحب "فرشة كتب" بشارع شريف، والذى يقول إن المبيعات التى تحقق من وراء هذه الكتب تعتمد فى الأساس على التسويق الجيد لها عبر صفحات الإنترنت، مؤكدًا على أن الروايات هى الأكثر مبيعًا بين جيل الشباب بينما يبحث الصغار عن كتب السحر والدين.
أحمد عفيفى صاحب فرش كتب بوسط القاهرة
مزاج القارئ الذى يشترى من الأرصفة ومكتبات سور الأزبكية لا يختلف عن مزاج القارئ الذى يذهب إلى المكتبات الشهيرة لشراء الكتب، فالمنافسة على أرفف هذه المكتبات يحتل صفوفها روايات الجيل الجديد من الكتاب وفقا لبيانات رسمية عن مكتبات "الشروق و ديوان و فرجن و "أ".
ففى مكتبة الشروق تصدر البيع لعام 2016، الفيل الأزرق وتراب ألماس وأرض الإله للكاتب أحمد مراد، وهيبتا محمد صادق، رحلة الدم لإبراهيم عيسى، ونور ليوسف زيدان، ثلاثية غرناطة لرضوى عاشور، صنايعية مصر لعمر طاهر، وعلاقات خطرة محمد طه دار تويا، وأنا عشقت لمحمد المنسى قنديل.
أما فى مكتبة ديوان تصدر البيع رحلة الدم لإبراهيم عيسى، وأرض الإله لأحمد مراد وأن تبقى لخولة حمدى، ونور ليوسف زيدان وفى ممر الفئران لأحمد خالد توفيق.
وفى مكتبات "أ" تصدر البيع للعام نفسه، أرض الإله لأحمد مراد، والخروج عن النص لدكتور محمد طه، وفى قلبى أنثى عبرية لخولة حمدى، وأن تبقى لخولة حمدى، وفرعون ذو الأوتاد لأحمد سعد الدين، وغربة الياسمين لخولة حمدى، وتذكرة وحيدة للقاهرة لأشرف العشماوى، ونور الدكتور ليوسف زيدان، ولاسكالا لنور عبد المجيد، وهيبتا لمحمد صادق.
وفى مكتبة "فرجن ميجا ستور" تصدر البيع، رحلة الدم لإبراهيم عيسى، صنايعية مصر لعمر طاهر، مولانا لإبراهيم عيسى، طه الغريب لمحمد صادق، تلك المدينة لأحمد خالد توفيق، أرض الإله لأحمد مراد، فى ممر الفئران لأحمد خالد توفيق، يوتوبيا لأحمد خالد توفيق، هيبتا لمحمد صادق.
ومن جانبه فسر عادل المصرى رئيس الاتحاد المصرى للناشرين، عدم تأثر البيع بالتزامن مع معرض الكتاب، بأن الوقت الذى يقام فيه المعرض ينعش سوق الكتب بشكل عام، خصوصًا أن فى هذا الوقت تقام دعاية كبيرة للقراءة وبالتالى الجميع يستفيد.
وأشار المصرى، إلى أن الرواية المصرية والكتاب الجدد منذ ثلاث سنوات هم الأكثر مبيعًا لنظرًا لأن القراء من جيل الشباب، علاوة على وجود بعض الجوائز الكبرى المشجعة على كتابة الرواية مثل البوكر جائزة كتارا للرواية العربية، إلى جانب الدعاية الإعلامية للروايات، وكذلك استغلال التواصل الاجتماعى للترويج للكتاب الجدد.
وأكد رئيس الاتحاد المصرى للناشرين، على أن جمهور مواقع التواصل الاجتماعى حتى لو خُدع فى شخص لديه متابعين جدد، وذهب لشراء كتابه لكنه وجد أنه لم يضف لهم جديد سيقومون بفضحه، مشيرًا إلى أن الجيل الجديد من القراء ينمون مهارتهم الآن ولاحقا لن يشبعهم سوى العقاد وطه حسين ونجيب محفوظ.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة