بعد أن فاجأ أحد الشباب المشاركين فى فعاليات المؤتمر الوطنى للشباب القائم بأسوان، الحضور بسؤال للواء مجدى حجازى، محافظ أسوان، حول صرف مخلفات الصرف الصحى فى مياه النيل، قائلاً: "حتى لو هتفصل من شغلى، مياه الصرف الصحى تم صرفها، حتى لا يشم الرئيس الريحة"، يطرح "اليوم السابع" القصة الكاملة لمصرف السيل، الذى تحول قبل 50 عامًا، من مخر لحماية المواطنين من مخاطر السيول إلى مجرى ينقل مياه الصرف الصحى إلى داخل نهر النيل ويهدد صحة المواطنين، وهو ما اشتكى منه الشباب المشارك فى المؤتمر الوطنى وتحدث عنه رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى خلال المؤتمر، ثم قام بجولة تفقدية لمحطات صرف المعالجة كيما1 وكيما2.
أثناء تركيب المواسير
بداية الأزمة
ترجع تفاصيل الأزمة، عندما أنشئ "مصرف السيل" فى ستينيات القرن الماضى، لحماية مدينة أسوان من مخاطر السيول التى تسقط بغزارة من الجهة الشرقية فى اتجاه النيل شمالاً، ويمتد طول هذا المصرف لنحو 9 كيلومترات من الجنوب الشرقى لمدينة أسوان لأقصى شمالها، حتى تصب مياه السيول فى هذا المصرف ومنها إلى النيل.
أحواض المعالجة لمياه الصرف
ومع مرور الوقت وتزاحم الكتلة السكانية بشرق مدينة أسوان، بدأ مصرف السيل يأخذ دورًا آخر عندما بدأ مجموعة من المواطنين يستخدمونه كمصرف للمجارى ومياه الصرف، وبدأ مصنع كيما بأسوان فى التخلص من تصريفات المصنع بالمصرف، وأيضًا استخدمه معسكر الأمن المركزى مصرفًا للتخلص من مياه الصرف، وتجمعت هذه المخلفات من مياه الصرف وغيرها فى هذه الترعة التى تصب يوميًا ما يعادل 100 ألف متر مكعب "حسب ما ورد بتقرير صادر عن جهاز شئون البيئة فى أسوان مؤخرًا".
ترعة كيما
مساعى محافظ أسوان الأسبق
وبدأ اللواء مصطفى السيد محافظ أسوان الأسبق، فى السعى جاهدًا للتخلص من هذه الأزمة، عن طريق تغطية مصرف السيل وإقامة مشروعات تنموية وحدائق ترفيهية فوق المناطق المغطاة وتعاقدت المحافظة مع هيئة الأوقاف لإقامة سوق سياحية فوق الجزء المغطى من المصرف يحمل اسم خان أسوان ويضم مواقع ترفيهية وبازارات ومحل عاديات وحدائق ومقاهى بتكلفة 185 مليون جنيه.
تطوير محطات كيما
مشروع الحل العاجل
واتخذ محافظ أسوان الأسبق، قرارًا بالتنسيق مع الوزارات المعنية بالبدء فى مشروع الحل العاجل، بإنشاء محطتى معالجة مياه الصرف الصحى "كيما 1 وكيما2" لرفع مياه الصرف الصحى من مصرف السيل، والاستفادة من المياه المعالجة فى إقامة غابات شجرية على مساحة 5 آلاف فدان، يستفاد من أخشابها، ولكن الإنفاق المادى على المشروع والذى تخطى الـ180 مليون جنيه، أصبح عائقًا لدى الحكومة فى دفع مزيد من الأموال لاستكمال المشروع.
تطوير محطات كيما (2)
موقف "محلب" خلال جولته بأسوان
وفى جولة رئيس الوزراء السابق، المهندس إبراهيم محلب، لمحافظة أسوان، مطلع شهر يوليو الماضى، غير "محلب" من مسار الزيارة فجأة، وتفقد مشروع إحلال وتجديد ورفع كفاءة محطة معالجة مياه الصرف الصحى "كيما 1 وكيما2"، وعبر رئيس الوزراء عن استيائه الشديد من الكارثة، وكلف على الفور المهندس مصطفى مدبولى وزير الإسكان، بتعنيف مسئولى الشركة المنفذة لتأخر الأعمال، وطالبهم بتوقيع غرامة ومحاسبة المقصرين، كما وجه رئيس الوزراء بأن يتم العمل بالمشروع 24 ساعة على مدار اليوم، وإلغاء إجازات العيد للعاملين بالمشروع حتى يتم تسليم المشروع فى موعد أقصاه 31 أغسطس 2015، وطالبهم بتقديم تقرير أسبوعى عن الموقف التنفيذى للمشروع، قائلاً: "حرام عليكم.. ده مشروع مهم جدًا.. ولازم يخلص بسرعة".
داخل محطات المعالجة
فشل تجربة التشغيل
ومع مرور الوقت، وبلوغ موعد تسليم المشروع، أغلق اللواء مصطفى يسرى، محافظ أسوان السابق، يرافقه عدد من القيادات التنفيذية والشعبية بأسوان، المحابس الرئيسية التى تلقى بمياه الصرف الصحى إلى مجرى نهر النيل، ليتم تحويلها إلى محطة كيما 1 ومنها لمحطة الرفع رقم (56) لتمر منها إلى الغابات الشجرية بالعلاقى، بعد أن كان يتم تصريفها إلى نهر النيل مباشرة بدون معالجة.
عامل ينزل فى الصرف لتركيب المواسير
وبعد ساعات معدودة من إغلاق المحابس وتحويل مياه الصرف، تعرضت محطتا كيما 1 و2 للانفجار، نتيجة زيادة تدفقات مياه الصرف الصحى بأحواض محطة الرفع للعلاقى، وذلك نتيجة تشغيل 8 محطات بمدينة أسوان بكامل طاقتها فى وقت واحد، ما أدى إلى رفع كميات كبيرة من الصرف الصحى وبالتالى لم تستوعب طلمبات الرفع هذه الكميات، وتسبب ذلك فى حرق المواتير الخاصة برفع مياه الصرف والتى لم تتحمل زيادة الضغط لشدة تيار المياه المتدفقة.
محطات كيما1 و2
زيارة وزير الإسكان الأخيرة
وخلال زيارة الدكتور مصطفى مدبولى، وزير الإسكان، لمحطتى كيما1 وكيما2 خلال شهر نوفمبر من العام الماضى، أعلن محافظ أسوان اللواء مجدى حجازى، عن موافقة مجلس الوزراء على تطبيق منظومة المعالجة الثلاثية لمياه الصرف الصحى من محطتى كيما 1 وكيما 2، وأيضًا محطة بلانة ليتوازى ذلك مع البدء فى تنفيذ بروتوكول التعاون بين الهيئة القومية والهيئة العربية للتصنيع لتركيب الوحدات الخاصة بالمعالجة الثلاثية تمهيدًا لصدور التعديل التشريعى المرتبط بذلك من مجلس النواب.
مصب السيل فى أسوان
قبل زيارة الرئيس بيومين
سارع المسئولون فى محافظة أسوان إلى محاولة إخفاء واستبدال مشهد كارثة تصريف مياه الصرف الصحى فى النيل مباشرة، والاستعانة بمواسير طويلة لتصريف مياه الصرف عبرها إلى داخل مياه نهر النيل، وقام عمال الصيانة بشركة مياه الشرب والصرف الصحى بالنزول إلى مصب السيل بكورنيش النيل ووضع المواسير لمحاولة إخفاء الظاهرة والروائح الكريهة المنبعثة من الكارثة، كحل مؤقت لإخفاء الكارثة وليس حلها.
مياه الصرف التى تصب فى النيل
زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى لمحطات المعالجة
وفى استجابة من رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى، للشباب المشارك فى المؤتمر الوطنى للشباب، توجه الرئيس إلى منطقة عزبة النهضة شرق مدينة أسوان وتفقد محطات المعالجة كيما1 وكيما2، لتحقيق مزيد من الاطمئنان على خطوات بناء المشروع ونسب التنفيذ فيه، والتى يعلن الانتهاء منها خلال مارس المقبل – حسب تصريحات وزير الإسكان - لتستوعب بذلك جزءًا من كميات مياه الصرف التى تصب فى النيل، مع البدء فى تطبيق منظومة المعالجة الثلاثية للقضاء على المشكلة نهائيًا.
عدد الردود 0
بواسطة:
أبو العُريف
هذا . . و مازال المحافظ وكل القيادات المزورة على رأس العمل .
. . . وتظل كل مشاكل المحروسة تنتظر وصول السيد الرئيس إليها . . في غياب أمانة وضمير القائمين على العمل . . منتظرين ومتلهفين بشو ق بالغ . . نزول الراتب والحوافز والبدلات .
عدد الردود 0
بواسطة:
زائر
اتعلموا ................من النوبيين
ليست هكذا تقضى المطالب.......النوبة استحوزت على كعكة محافظة أسوان والمقرر لها تقاسمها بين الاصولية والجعافرة والعبابدة والعباسيين وغيرهم ...لكل مجتهد نصيب من منكم ترك بيته واهلى واعتصم فى الصحراء وقطع الطريق من منكم قدم فلكلور شعبى راقص وطبول وزغاريد من منكم هتف للريس وللحكومة من منكم له كبير يسمع كلامه وينظم لقاءه مع المسئولين من ومن ومن .............الخ برافو شعب النوبة المنظم والمتحد على مبدأواحد جمعوا انفسكم على قلب رجل واحد وقدموا الخير والفرحة والسرور ونظموا الاحتفالات وتعلموا من النوبيين الذين اثبتوا نماءهم وبينوا للعالم بانهم اهل اسوان الحقيقيين