أكدت وزارة الخارجية الروسية، اليوم الأربعاء، أن وزير الخارجية سيرجى لافروف، سيلتقى ممثلى فصائل المعارضة السورية، الجمعة المقبلة، فى العاصمة موسكو.
وفى هذا الإطار، قال قاسم الخطيب، عضو الأمانة العامة لتيار الغد السورى وعضو لجنة مؤتمر القاهرة للمعارضة السورية، إن هناك دعوة وجهتها موسكو لأقطاب المعارضة السورية، للقاء وزير الخارجية الروسية سيرجى لافروف، والمبعوث الشخصى للرئيس فلاديمير بوتين، ميخائيل بوجدانوف، مؤكّدا أن الشخصيات التى دُعيت هى: رئيس تيار الغد السورى المعارض، أحمد الجربا، ورئيس الائتلاف السورى الأسبق، معاذ الخطيب، ومن الأجسام السياسية هيئة التنسيق الوطنية السورية، والائتلاف السورى المعارض، إضافة لمنصات المعارضة السورية ومنها منصات القاهرة وموسكو و"أستانة".
وأكد "الخطيب" فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، أن وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف، سيوضح لفصائل وقادة المعارضة السياسية السورية، نتائج مباحثات "أستانة" مع الفصائل المقاتلة، والمشاورات التى جرت مع الحكومة السورية ووفد الفصائل فى كازاخستان، موضحا أن المعارضة السورية ما زالت متمسكة بالحل السياسى للأزمة، مشيرًا لتقديمها ورقة مطالب عقب اندلاع التظاهرات فى مارس 2011، أبرزها التظاهر السلمى، والسماح بحرية التظاهر، لكن الرئيس بشار الأسد اتهم المعارضة آنذاك بأنها تحمل أجندات خارجية ممولة من الخارج، إضافة لإمكانية تشكيل حكومة مشتركة مع النظام السورى عقب الاحتجاجات التى اندلعت فى 2011، ولكن "الأسد" اختار الحسم العسكرى.
رئيس تيار الغد السورى يبحث ترتيبات المؤتمر مع سامح شكرى
وفى سياق متصل، كشف "الخطيب" عن الترتيبات الجارية لعقد مؤتمر المعارضة السورية "القاهرة – 3" فى مصر، نهاية شهر فبراير المقبل، وذلك بعد مرور أكثر من عام على عقد مؤتمر "القاهرة - 2"، مؤكّدا أن نية عقد المؤتمر تأتى فى ظل المتغيرات العربية والدولية والإقليمية، وأن هدفه التأكيد على وثائق المعارضة السورية كأعضاء المؤتمر الذى احتضنته مصر.
وأوضح عضو الأمانة العامة لتيار الغد السورى وعضو لجنة مؤتمر القاهرة للمعارضة السورية، أن رئيس تيار الغد السورى "أحمد الجربا"، بحث مع وزير الخارجية المصرى سامح شكرى، نهاية ديسمبر الماضى، عقد مؤتمر "القاهرة – 3" للمعارضة، الذى يهدف لتوسيع قاعدة قوى مؤتمر المعارضة الوطنية وجمع أكبر طيف منها، مشيرًا إلى أن الحضور سيكون أكبر، سواء كشخصيات مستقلة أو مؤسسات، فالحضور سيكون من مكونات وأحزاب سياسية وتيارات مختلفة، إضافة لشخصيات معارضة مهمة، أبرزها أحمد الجربا، والفنان جمال سليمان، وشخصيات وطنية كثيرة مثل هيثم مناع وصالح مسلم، ممثلى حزب الاتحاد الديمقراطى، وعدة تيارات أخرى ستشارك فى المؤتمر المزمع عقده فى القاهرة.
المعارضة السورية تشيد بالدور المصرى وسياسة القاهرة بشأن الأزمة
وأشاد "الخطيب" فى تصريحه، بالدور المصرى البارز لحل الأزمة السورية، والسياسة التى تنتهجها الدولة المصرية تجاهها، مشيرًا إلى أن مصر رحبت بالسوريين، ولم تُقم خيمًا للاجئين السوريين، واحتضنت كل أبناء الشعب السورى، موضّحا أن لقاء المعارضة السورية مع وزير الخارجية سامح شكرى، يؤكد دور مصر فى إطلاق العملية السياسية، مؤكّدا أن المعارضة السورية تتفق مع الموقف المصرى فى محاربة الإرهاب، فهى لا ترغب فى إعادة سيناريو ما يجرى فى الأراضى السورية إلى مصر، كما أشاد بالدولة المصرية التى تعطى المعارضة استقلالية كبيرة فى قرارها، عكس دول عربية وإقليمية أخرى تتحكم فى قرارات المعارضة، مشيدًا بدور الرئيس عبد الفتاح السياسى الداعم لخيارات الشعب السورى، وهو ما أكد عليه دومًا فى عدم تقسيم سوريا والحفاظ على وحدتها واستقلاليتها، إضافة لتأكيد وزير الخارجية سامح شكرى على خيارات الشعب السورى، وأنه يحق للشعب السورى اختيار من يحكمه.
الخطيب: قررنا المشاركة فى جنيف بالمخالفة لرغبة تركيا وقطر
وعلى صعيد الإجراءات العملية الجارية للتجهيز للمؤتمر، أكد قاسم الخطيب أن التحضير لمؤتمر المعارضة السورية "القاهرة – 3"، يأتى فى إطار التأكيد على وثيقة العهد الوطنى، وخارطة الطريق التى اعتمدتها المعارضة السورية ممثلة فى منصة القاهرة، وسيعمل المؤتمر على جمع أكبر طيف من المعارضة، موضحا أن منصة القاهرة تؤمن بأنه يجب إطلاق العملية السياسية والتوصل لحل تفاوضى يرضى الشعب السورى ويحقق أهداف الثورة.
وشدّد "الخطيب" على أن لجنة متابعة المؤتمر تدعو كل القوى الوطنية الديمقراطية، ممن حضروا مؤتمرى القاهرة السابقين أو تخلفوا عن الحضور فى السابق، بهدف توسيع المشاركة والقاعدة الجماهيرية لمنصة القاهرة، مؤكّدا أن المعارضة السورية لجأت إلى مصر لإيمانها بدور القاهرة، باعتبارها عمقًا لدمشق، وأن المؤتمر يتم الترتيب له باستقلالية بعيدًا عن أى محاولة فرض أجندات خارجية، وأن إيمان المعارضة بالحل السياسى دفعها للمشاركة فى محادثات جنيف خلال يونيو 2012، والترحيب بوثيقة الحل السياسى الصادرة فى جنيف، مؤكدا أن المعارضة قررت المشاركة خلافا لرغبة قطر وتركيا، وأن الحل العسكرى دفع بسوريا إلى مزيد من القتل والدمار والتشريد.
تيار الغد السورى: يجب خروج كل المقاتلين الأجانب من سوريا
وفيما يخص تصور المعارضة لحل الأزمة وطبيعة الصراع القائم، شدّد "الخطيب" على ضرورة خروج كل المقاتلين الأجانب من الأراضى السورية الذين يقاتلون إلى جانب المعارضة السورية، والمقاتلين الأجانب فى صفوف الحكومة السورية أيضًا، وإخراج من يقاتلون إلى جانب تنظيمى "داعش وجبهة النصرة"، والدفع بهم خارج الأراضى السورية، مؤكدا ضرورة خروج كل المقاتلين الذين يقاتلون فى سوريا من منطلق طائفى.
وأكد "الخطيب"، أن دولتى تركيا وقطر لم تقدما أى دعم للمعارضة الوطنية السورية، وحيّدتها فى كل المحافل الدولية، موضّحا أن محادثات "أستانة" التى استضافتها كازاخستان مؤخرا، جاءت لتثبيت وقف إطلاق النار فى كامل الأراضى السورية، وهو ما لا تريده إيران التى تسعى لحسم المعركة على الأراضى السورية بشكل عسكرى لا سياسى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة