كشفت وثيقة صادرة عن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "CIA" تعود إلى العام 1986، عن أن الوكالة ذهبت إلى أن إضعاف جماعة الإخوان المسلمين فى مصر لا يصب فى مصلحة واشنطن.
وقالت الوثيقة، التى تم الكشف عنها ضمن سلسلة من الوثائق المرفوعة عنها السرية مؤخّرًا، إن جماعة الإخوان ـ فى ذلك الحين ـ لا تشكل تهديدًا وشيكًا لحكم الرئيس الأسبق حسنى مبارك، وإن نقطة القوة الرئيسية لها آنذاك هى مواردها المالية التى تسمح لها بالتكيف مع الشرائح الاجتماعية المختلفة.
تمويل الإخوان يأتى من الخليج وأوروبا إضافة إلى تجارة العملات الأجنبية
وفنّدت الوثيقة عددًا من مصادر تمويل الجماعة، مشيرة إلى أن مصالحها التجارية مع الكيانات الاقتصادية المختلفة، ودخولها فى قطاعات عديدة، من بينها البناء والتصنيع والتجارة وقطاع الخدمات، وأن مواردها تعود لمصادر عدة، منها حصولها على أموال من المتعاطفين معها من دول الخليج وأوروبا الغربية، إلى جانب شراء الدولار الأمريكى من السوق السوداء والتجارة فى العملات الأجنبية.
ورغم أن الوثيقة قالت إن قوة الإخوان حينها سيكون لها تأثير كبير فى جعل مصر أقل تعاطفًا مع الأهداف والسياسات الأمريكية فى المنطقة، إلا أنها أشارت فى الوقت نفسه إلى أن العمل على إضعاف الإخوان لن يصب فى خدمة المصالح الأمريكية داخل مصر، كما أكدت أن ضعف الإخوان لن يفيد المصالح الأمريكية فى مصر، وأن فقدان الجماعة للقوة السياسية ستستفيد منه على الأرجح الجماعات المتطرفة الأقل تقبلا للولايات المتحدة الأمريكية والثقافة الغربية والعلاقات المصرية الإسرائيلية ومبادرات السلام الأمريكية فى الشرق الأوسط، مقارنة بالإخوان.
تقرير المخابرات الأمريكية: الحكومة المصرية دعمت الإخوان بشكل غير مقصود
وفيما يتعلق بتمويل الجماعة، قال التقرير إن الحكومة المصرية دعمت الأنشطة التجارية الحديثة للإخوان بشكل غير مقصدود، فوفقًا لما قالته السفارة الأمريكية بالقاهرة فى هذا الوقت، حصل الإخوان الذين سُجنوا فى عهد الرئيس جمال عبد الناصر فى الخمسينيات والستينيات، بعد إطلاق سراحهم فى السبعينيات، على ألف جنيه عن كل عام فى السجن تعويضًا عن حبسهم خطأ، وهذه الأموال تم استثمارها فى مشروعات صغيرة، سرعان ما ازدهرت بفضل سياسة الانفتاح الاقتصادى التى تبناها الرئيس السادات.
ومن مصادر قوة الإخوان فى تلك الفترة التى تحدث عنها تقرير المخابرات المركزية الأمريكية، تسللهم لنظام التعليم المصرى، إذ أشار التقرير إلى أن الإخوان استغلوا إحباط الشباب من الظروف الاقتصادية، وقاموا بتجنيد وتمويل طلاب الجامعات الذين كانوا يخططون لأن يصبحوا مدرسين، وكان الإخوان يعتقدون أن هؤلاء المدرسين المستقبليين سيؤسسون لقيم الجماعة فى تلاميذهم، واعتقدوا أيضًا أن مزيدًا من المريدين سيحملون أفكار الجماعة إلى الأعمال التجارية والحكومية والمهن المختلفة.
وفيما يتعلق بعلاقتها بنظام مبارك، قال التقرير، إنه رغم أن الجماعة غير قانونية، إلا أنها كانت تتعاون مع حكومة مبارك لمواجهة التنظيمات الأكثر تشدّدا، واستبعد التقرير حدوث قمع حكومى للإخوان، ما لم تصبح الأخيرة أكثر صدامية، أو تحصل على كثير من السلطة، معتبرًا أن أخطر مشكلة تواجهها الجماعة خلال فترة الثمانينيات، هى الانقسام المتزايد داخلها، بين من وصفهم بالمعتدلين والمتشددين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة