تواجه الصحافة الثقافية تحديات وإشكاليات، فعدد كبير من المجلات الثقافية توقف عن الصدور، وبعضها تحول إلى طبعة إلكترونية، وبقية منها تصارع للبقاء، ولا يزال للمجلة الثقافية ذلك البريق والحضور اللذان تستمدهما من الثقافة نفسها، إلا أنها تواجه تحديات كبرى، وبخاصة أن الصحافة الورقية فى الدول العربية، بل فى العالم، تواجه تحديات كثيرة، نتيجة التفاعل الكبير الذى أحدثته شبكة الإنترنت.
إذا نظرنا إلى الصحافة الثقافية ومنها المجلات الثقافية، سنجدها الحلقة الأضعف فى صناعة الصحافة، وهذا يرجع إلى وضعية العالم العربى ونسبة الأمية، ومدى اهتمام القراء بقراءة الأدب والكتب الثقافية والعلمية. وبالرغم من ذلك لا يمكن أن ننكر بريق المجلات الثقافية بل تأثيرها؛ لأن الكلام الثقافى هو الباقى والمؤثر أكثر من كلام الساسة أو الأخبار العادية.
تواجه المجلات الثقافية مشكلة مزمنة، وهى أنها مجلات لا تستطيع جنى أرباح تسد من احتياجاتها المادية، نتيجة مشكلة خاصة بتوزريعها وتسويقها.
وبعيدا عن الوسيلة الإعلامية سواء مجلة مطبوعة أم إلكترونية؛ نجد هناك حركة معقولة لاستعادة مجد المجلة الثقافية التى كانت تعرفها خلال الستينيات من القرن الماضى، حيث ظهرت مرة أخرى قوة مجلات إبداع وفصول وعالم الكتاب، الثقافة والأدبية، فضلا عن تجربة الكتب وجهات نظر، ومجلة " الثقافة الجديدة ومجلة خان الثقافية.
الدعم المالى لتلك الدوريات الثقافية مهم، بل هو أساس إصدار المجلة الثقافية، وفى مصر لا نجد أية مجلة ثقافية كبرى خاصة أو مستقلة عن المؤسسات الرسمية، فكل المجلات المذكرة سالفا، تصدر عن هيئات وزارة الثقافة المصرية أو بدعم من صندوق التنمية الثقافية الذى تبع وزارة الثقافة أيضًا.
وأخيرا فنجاح المجلات الثقافية مرتبط بالمادة الثقافية المقدمة بها، وهناك من يرى أن النجاح يرتبط بعدد النسخ التى تباع منها، وهناك من يربط النجاح برئيس التحرير؛ إلا أن نجاح المجلات الثقافية المصرية يرتبط أيضًا بالمناخ السياسى والفكرى فى مصر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة