ساعات قليلة ويصبح دونالد ترامب هو الرئيس الجديد للولايات المتحدة بعد تنصيبه رسميا، اليوم الجمعة، ليدخل البيت الأبيض دون أن يعرف كثيرون كيف سيحكم، وهل سيتبع نهجا جديدا بعيدا عن الأسلوب الذى تبناه خلال الأشهر الماضية منذ ترشحه للرئاسة وحتى أيام قليلة ماضية، أم سيسير على نفس الدرب الذى يثير تخوف أطراف عديدة داخل أمريكا وخارجها.
فقد فاز دونالد ترامب بالسباق الرئاسى بحملة غير تقليدية اعتمدت على سيل من الهجمات السياسية والوعود الجريئة، حسبما تقول صحيفة وول ستريت جورنال. ومع أدائه القسم ليصبح الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة، فمن المنتظر أن يأخذ الكثير من هذه الإستراتيجية معه إلى البيت الأبيض، كما يتوقع الكثير من المراقبين.
فتغريداته الأخيرة على موقع التواصل الاجتماعى تويتر، وتصريحاته عن التغييرات القادمة فى الرعاية الصحية والضرائب أربكت الجمهوريين الذين يقودون الكونجرس. وقد اختار ترامب معركة مع أجهزة الاستخبارات الأمريكية وأزعج الحلفاء بانتقاداته المستمرة لحلف الناتو، وهو تحالف عسكرى حيوى. كما أن حكومة ترامب لا تزال فارغة مع انتطار مرشحيه لموافقة مجلس الشيوخ الأمريكى. وبينما كان لدى الرئيس باراك أوباما ستة أعضاء فى حكومته فى اليوم الأول له فى الحكم. فإن لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ لا تزال تحقق فى صلة ترامب وحلفائه بروسيا.
ويقول المخطط السياسى الجمهورى ستيف شميدت، الذى عمل فى البيت الأبيض فى إدارة جورج دبليو بوش، إن هناك فوضى تحيط بترامب، لكنها فوضى متعمدة، وأضاف أنها النوع من الفوضى التى تحافظ على أقصى قدر من السيطرة له.
وكان ترامب قد توقع أن يكون حفل تنصيبه جيدا، ويرجع حلفاؤه ذلك لنجاح رجل الأعمال القادم من نيويورك فى استخدام ما يصفونه بـ"الارتباك المسيطر عليه"، فى تعاملاته مع المصرفيين وخصومه السياسيين وحتى مع الجهات التنظيمية.
ويقول إد بروكوفر، المستشار السياسى السابق للرئيس المنتخب، إن ترامب الذى رأيناه فى الحملة الانتخابية هو نفس ترامب الذى سيكون رئيسا، فكل ساكن للبيت الأبيض يسعى لأن يكون له أسلوبه الخاص فى الإدارة.
وتقول صحيفة وول ستريت جورنال إن ترامب يكون حكومة تتحدى التقاليد، فأغلب أعضائها المهمون يختلفون مع بعضهم البعض، ومع الرئيس المنتخب نفسه أحيانا، حول قضايا أساسية منها التغيير المناخى ودور روسيا. ومثل هذه التشكيلة يمكن أن تصبح مشاكسة، لكن مستشارى ترامب يقولون إن طريقته تتمثل فى سماع الآراء المتعارضة ثم اتخاذ القرار النهائى.
لكن الأمر الأقل وضوحا، حسب الصحيفة ـ هو الأسلوب الذى سيعمل به نظرا لحجم مسئوليات منصب الرئاسة. فخارج الجناح الغربى، يتربع البيت الأبيض على قمة بيروقراطية واسعة، ويجب أن يعمل الرئيس على نطاق عالمى. فهناك قرارات مستمرة مطلوبة من البيت الأبيض بشكل يومى، وحتى ترامب نفسه اعترف مؤخرا أن مكالمة واحدة سيئة يمكن أن يكون لها نتائج كارثية.
وتوقع شون سبنسر الذى سيتولى منصب السكرتير الصحفى للبيت الأبيض، أن تستقيم سريعا بعض الأعمدة الأساسية للبيت الأبيض، وقال إن قائمة طويلة من الوزراء ومساعديهم والسفراء الأجانب مستعدون لتعيينهم، وينتظرون فقط موافقة ترامب الذى يريد فى البداية تأكيد تعيين مرشحيه على مستوى الحكومة. ويتعين أن يوافق مجلس الشيوخ على هذه الترشيحات.
من ناحية أخرى، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن ترامب يواجه مع تنصيبه تساؤلات خطيرة عما إذا كانت عملية انتقال السلطة الفوضوية قد تركت أجزاء مهمة من الحكومة ناقصة بدرجة خطيرة. فحتى يوم الخميس، تم الموافقة على اثنين فقط من مرشحية الخمسة عشر للمناصب الحكومية، وهما وزير الدفاع جيمس ماتيس ووزير الأمن الداخلى جون كيلى.
كما أن ترامب لم يرشح سوى 29 فقط من إجمالى 660 للوظائف الحكومية، وفقا لشراكة الخدمة العامة التى تتبع هذا الأمر. وهى وتيرة أبطأ من أى رئيس آخر فى العقود الأخيرة.
وتقول نيويورك تايمز إن ترامب، ورغم أنه أطلق حملته الانتخابية على أساس تغيير المؤسسة فى واشنطن، إلا أن وصوله إلى العاصمة صاحبه تنازلان منه. فتخلى عن طائرته الخاصة ترامب 757 مقابل طائرة الرئاسة "إير فور جيت". وبحسب ما قال مقربون من عملية انتقال السلطة، فإنه استبدل جهازه الأندرويد الخاص به بآخر مؤمن ومشفر تمت الموافقة عليه من جهاز الخدمة السرية، وبرقم جديد لا يعرفه كثيرون.
وكان السبب الرئيسى هو الأمن، إلا أن بعض مساعدى ترامب الذى كانوا غالبا ما يشعرون بالصدمة من اتصال صحفى أو مستشار خارجى بالرئيس مباشرة، أعربوا عن ارتياحهم. لكن العديد منهم توقعوا أن يواصل الرئيس الجديد اتصالاته مع من هم خارج دائرته المقربة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة