أول مواجهة بين المطلقين والمطلقات.. السيدات: الرجالة مبيصرفوش على الأطفال بعد الطلاق وقانون الرؤية سهل خطف الأبناء.. والرجال يدشنون حركة"تمرد" ضد قانون الأسرة ويواجهون"السنجل مازر" على مواقع التواصل

الإثنين، 02 يناير 2017 09:30 ص
أول مواجهة بين المطلقين والمطلقات.. السيدات: الرجالة مبيصرفوش على الأطفال بعد الطلاق وقانون الرؤية سهل خطف الأبناء.. والرجال يدشنون حركة"تمرد" ضد قانون الأسرة ويواجهون"السنجل مازر" على مواقع التواصل الرجال يدشنون حركة"تمرد" ضد قانون الأسرة
تحقيق - نورهان حسن / تصوير - هشام سيد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«مبيصرفش على ولاده بعد ما اتطلقنا.. مش راضية تخلينى أشوف العيال بعد الطلاق.. عاوز يخطف العيال.. مابيشوفش عياله من سنين».. اتهامات متبادلة بين المطلقين والمطلقات، تتكرر دائما مع كل حالة طلاق، يكون ضحيتها أطفال يعيشون بين طرفين يتصارعان بعد انقطاع أواصر المودة وغياب الرحمة، وتتردد مع كل قضايا الأحوال الشخصية فى المحاكم.
 
وكما شرع الله الطلاق وجعله أبغض الحلال حين تصبح العشرة بين الزوجين مستحيلة والاستمرار فى الحياة الزوجية عذاب للزوجين وضع ضمانات لحقوق كل أطرافه، الأبناء والزوجين، وحددت القوانين مسؤولية كل طرف وواجباته، لكن العناد الإنسانى والرغبة فى الانتقام تضرب بكل القوانين والشرائع عرض الحائط ليبقى الأبناء ضحية صراع الأبوين ورغبة كل منهما فى الانتصار والانتقام من الآخر.
 
فى كثير من الأحيان لا تستطيع أن تتعاطف مع أى طرف من أطراف الصراع، حيث تتشابك الأسباب وتتعقد المبررات والحجج، ويعيش الطرفان حالة من التربص والعداء، يحاول كل منهما أن ينتقم من الآخر أو ينتظر أخطائه، فتصيب طلقات الانتقام صغارا لا ذنب لهم فى هذا الصراع.
 
الطلاق
تتعدد الدعاوى القضائية بين الزوجين بعد الطلاق ما بين الرؤية أو النفقة أو اتهامات بخطف الأبناء، وتكثر أساليب الانتقام من امتناع بعض الآباء عن الإنفاق على أبنائهم ومحاولة بعض الأمهات الانتقام بحرمان الأباء من رؤية الأبناء، اتهامات للآباء بمحاولة خطف الأبناء، أو غضب بسبب التجاهل الشديد وعدم رؤية الأبناء لفترات طويلة قد تصل إلى سنوات، وغيرها من أساليب وأسباب.
 
أجرينا فى السطور التالية مواجهة بين عدد من المطلقات والمطلقين، حكى كل منهم مأساته وتحدث عن معاناته ومعاناة أطفاله وأساليب الطرف الآخر فى الانتقام منه بعد وقوع الطلاق، لنكتشف الضحايا الحقيقيون لهذا الصراع الدائم والمستمر.
 

نسرين: بنتى أبوها مشفهاش من سنين ومبيصرفش عليها

 
«اتجوزت فى 2012 لمدة 70 يوما فقط وبعدها سافر زوجى إلى السعودية».. بهذه الكلمات بدأت نسرين قصتها، موضحة أنها حملت وأنجبت ابنتها «غزل» وأن زوجها لم يرسل لها أية أموال قائلة: «بابا هو اللى تكفل بمصاريف الولادة والأنفاق على أنا وابنتى منذ ولادتها وحتى الآن». 
 
نسرين-(2)
نسرين مع محررة اليوم السابع
 
وأضافت: «اشتكيت لأهله، فاتخانقوا معايا وكسروا عليا باب الشقة وطردونى أنا وبنتى، وبعدها زوجى عمل توكيل لوالده ورفع عليا دعوى طاعة، ومن هنا بدأت قصة المحاكم والقضايا بينى وبين زوجى، وعملت دعوى تمكين ونفقة».
 
وتابعت: «مفيش أحكام بتتنفذ عشان هو مسافر، لكنه عمل توكيل لوالده علشان يطلقنى، ومصرفش على بنته ولا مليم، وخلانى اتنازل عن كل حاجة عشان هددنى وقالى لو متنزلتيش هسيبك زى البيت الوقف»
 
وتبكى نسرين قائلة: «مالحقتش أفرح ببنتى واتبهدلت فى المحاكم وأهل جوزى رجعولى عفشى متكسر بعد ماكسبت القضية».
 
وأضافت: «بنتى عندها 4 سنين وأبوها ميعرفش شكلها، رغم انه نزل مصر قريب وراح خطب واتجوز فى شقتى».
 

دعاء: أولادى التوآم عندهم 3 سنين وأبوهم ميعرفش شكلهم 

 
أحيانا لا تشفع قصص الحب قبل الزواج لمنع أساليب الانتقام بعد الطلاق، وهذا ما حدث مع دعاء التى تحكى معاناتها قائلة: «اتجوزت وأنا عندى 19 سنة وهو 21 سنة، كان أول حب فى حياتى، ارتبطنا واحنا طلبة وحبينا بعض واتخطبنا واتجوزنا، لكن اطلقنا 3 مرات خلال 7 سنين».
 
دعاء
دعاء مع محررة اليوم السابع
وعن أسباب الطلاق قالت: «كان بيجيب أصحابه يسهروا سوا للفجر، وأهله كانو بيتدخلوا فى كل شؤون حياتنا، خاصة إنهم ساكنين فى الشقة اللى جمبنا».
 
وتابعت: «اتجوزتوا وهو طالب كان شغال عامل نظافة لأن مفيش شغل، وقولت نبدأ مع بعض، وكدبت على أهلى وقولتلهم انه شغال فى شركة عشان منظره قدامهم، واشتغل بعد كده مشرف عمال نضافة فى جامعة، ابتدت الحدوتة لما اتآخر الحمل، وعرفت إن عنده مشكلة هى السبب، ولما أهلى عرفوا طلبوا منى أسيبه، ورفضت، وبعد محاولات وعدد من عمليات الحقن المجهرى حصل حمل بعد 6 سنين جواز».
 
وأضافت: «أنجبت توأم «ولد وبنت» فى 2013، وخلال فترة حملى ازدادت المشاكل مع أسرته وازداد استهتاره، وبعد الولادة زادت المشاكل أكتر ومصرفش مليم عليا وعلى ولاده، ومسألش فى بنته اللى اتولدت عندها ثقوب ومشاكل فى القلب وبتحتاج علاج ومتابعة دائمة، ولما ياست من انصلاح حاله رفعت قضية خلع، لأنه رمانى عند ماما ومسألش فيا ولا فى الولاد واختى هى اللى بتصرف عليا أنا وولادى».، ولحد دلوقت ماشفش الولاد ولا يعرفهم».
 

مها: طليقى بيحاول يخطف ابنى فى كل زيارة

 
مشكلة مها بعد الطلاق تختلف عن مشكلات رفيقاتها فى محاكم الأسرة اللاتى سردن حكايتهن، حيث تعيش حالة من الرعب الدائم خوفا من أن يخطف طليقها ابنهما ويحرمها منه.
 
مها
مها مع محررة اليوم السابع
تحكى قصتها قائلة: «اتجوزت فى 2012 من زميلى فى الشغل، رغم وجود فروق فى المستوى الاجتماعى لأنى حبيته، وبعد 9 شهور رمى عليا يمين الطلاق، بسبب كثرة الخلافات واختلاف الوسط الاجتماعى، اكتشفت أخلاقه بعد الجواز ومكنتش متخيلة أنه هيبقى وحش وصعب كده».
وتابع: «حملت من اول شهر وكنت متخيلة إن بعد الولادة، أخلاقه هتتغير، لكن حصل العكس وبعد ولادتى بـ15 يوما رمى عليا يمين الطلاق، وقبل ما تنتهى العدة بـ10 أيام قالى، أنا رديتك وإنتى لسه على ذمتى، وأهلى قالولى خلاص ارجعى معاه يمكن يتغير».
 
وأضافت: «مع أول خناقة قاللى هخليكى تيجى تبوسى جزمتى عشان اطلقك، وبعد مشاكل كتيرة، رفعت قضية خلع واتحكم فيها فى 11 سنة 2014، ومن وقتها وأنا بخليه يجى يزور ابنه كل أسبوع ورغم كده رفع قضية رؤية كيدية».
 
وقالت: «فى أوقات كان بيبقى الولد تعبان، فاقول لطليقى إنى مش هقدر انزله النادى وهو المكان المخصص للرؤية، وباطلب منه ييجى يشوفه فى البيت، لكنه كان بعدها بيروح مكان الرؤية عشان يثبت إنى منعته من رؤية ابننا، وعمل صفحة على الفيس بوك اسمها «تمرد ضد قانون الأسرة» وأنا عملت انضميت لصفحة «سنجل مازر». 
 
وتؤكد مها أن زوجها حاول خطف ابنهما قائلة: «فى إحدى المرات وأنا فى مكان الرؤية أبوه قاللى هياخد الولد يجيبله عصير وخطف الولد ودخله العربية بالإجبار وكان هياخده ويمشى، والحمد لله أن ابن عمتى شافه وجرينا وراه بالعربية لحد مااخدنا الولد، وعملت محضر رسمى، واتحفظ إدارى لأن اللى حاول يخطفه أبوه، بس للأسف الولد حصل له أزمة نفسية وبعالجه عند طبيب نفسى  بعد الواقعة».
ومن حكايات الأمهات المطلقات ومعاناتهن ننتقل إلى حكايات الآباء ومعاناتهم بعد الطلاق فى رؤية الأبناء أو محاولات الأم تشويه صورة الأب أمام أطفاله.
 

أحمد: مشوفتش ابنى من سنة ونص وكل أسبوع بدور عليه

 
يقول أحمد الشاب الثلاثينى أنه لم ير ابنه الذى يبلغ من العمر 4 سنوات منذ أكثر من عام ونصف، ويحكى قصة زواجه وطلاقه قائلا: «كانت زميلتى فى الشغل واتخطبنا 5 شهور واتجوزنا لمدة 9 شهور فقط، ومن كتر المشاكل اتطلقنا مرة، وحاولنا كتير بعدها نستأنف حياتنا علشان ابننا لكن الخلافات زادت، ورفعت عليا قضية خلع، رفضت أطلقها غيابى عشان متاخدش حقوقها لأنها هى اللى طالبة الطلاق».
 
احمد-أحد-المطلقين
احمد أحد المطلقين
وأضاف: «اديتها محتويات القايمة ومستحقاتها، وكنت بدفع النفقة ومصاريف ابنى كلها، واتحكملها بنفقة 2000 وكنت بدفع اكتر من المبلغ ده، لكن بتمنعنى من رؤية ابنى رغم انى ملتزم بكل واجباتى نحوه، ومن سنة اتهمتنى بخطف الولد، ولفقت لى قضايا، ومنها تكسير عربيتها، وعملت تقارير طبية مزورة للولد بانه بياخد محاليل ومحتاج راحة علشان تمنعنى من الرؤية وبقالى سنة ونص مشوفتش ابنى وبروح أنا وقرايبى كل أسبوع المكان المحدد للرؤية وأعود دون أن أراه».
 

جلال: طليقتى اتهمتنى بالإدمان علشان تحرمنى من بنتى 

 
وينتظر «جلال» البالغ من العمر 33 عاما، حكم محكمة الأسرة بالسماح له برؤية ابنته، ويقول: «طليقتى حرمتنى من رؤية ابنتى تماما، وزعمت أننى أتعاطى المخدرات، رغم اتفاقنا قبل الطلاق على أن نبعد ابنتنا الطفلة التى تبلغ من العمر 7 سنوات عن خلافاتنا».
ويقول: «أنا مستعد لفحص دمى للتأكد من أنى لا أتعاطى المخدرات، وكيف أجرؤ على هذه المهلكة وأنا لا أدخن السجائر؟».. هذه تهمة باطلة، لقد فقدت عقلها ولم تعد مصلحة ابنتنا تعنيها، الرغبة فى الانتقام أعمت قلبها».
 

أسامة: «أم الأولاد» هربت منذ عامين لتنتقم منى

 
ويعانى «أسامة» معاناة من نوع آخر حيث أنه لا يعرف مكان طليقته وأبنائه.
 
ويقول: «فرت طليقتى التى تنتمى إلى محافظة الدقهلية مع أطفالى الثلاثة منذ سنتين، وكلما ذهبت إلى منزل أسرتها أقسموا أنهم لا يعرفون شيئًا عنها، وهو ما دفعنى إلى رفع قضية اتهمت فيها طليقتى بخطف الأطفال، ودعوى أخرى بطلب نزع حضانتهم».
 
وأضاف: «بغض النظر إذا كنت هاكسب القضيتين أم لا، لكنى باحاول علشان أشوف ولادى زى الغريق اللى بيتعلق فى قشاية، وحتى لو كسبت الحكم، إزاى هاعرف مكان ولادى؟ وكيف أستطيع تنفيذه؟».. قانون الرؤية ظالم، يحرم الأب من فلذة كبده، ولا يراعى مصلحة الأطفال». 
 

كمال: مطلقتى تخترع عشرات الحجج لمنعى من رؤية أولادى

 
فيما يطالب «كمال» أحد الآباء الذين يعانون الحرمان من رؤية أبنائهم منذ عامين بنزع حضانة طفليه البالغ عمرهما 7 و9 أعوام من مطلقته، ببدعوى أنها تتهرب منه لحرمانه من رؤيتهما.. ويقول: «فعلت المستحيل مع أم أولادى حتى يكون طلاقنا تسريح بإحسان، لكن الغل عشش فى قلبها كالخفافيش السوداء، فإذا بها تراوغ وتتهرب وترفض رؤيتى للطفلين إلا كل شهر أو شهرين،».
 
ويتابع: «مرةً تدعى أن الطقس بارد ولا يمكن أن تخرجهما للشارع، وأخرى تتذرع بأن حرارة أحدهما مرتفعة، وهناك حجج على نحو: «عندهم امتحانات أنت عايز تخيبهم»، وهكذا إلى ما لا نهاية، والأكثر من ذلك أنها توسوس فى آذان الطفلين بأكاذيب حولى مما جعلهما يشعران بالنفور تجاهى، وهو الأمر الذى يمزق قلبى ويدمى مشاعرى.
 
 
وعن أبرز مشكلات الأحوال الشخصية بعد الطلاق يقول هيثم حمد الله، محامى أحوال شخصية، إن الآباء يتعرضون لعدد من المشكلات فيما يتعلق برؤية الأبناء، حيث تستخدم الأمهات العديد من الوسائل لتعكير حياة الآباء وحرمانهم من رؤية الأطفال، واختلاق الأعذار باستمرار».
وأضاف: «تلجأ المطلقات إلى المزيد من الإجراءات الانتقامية فى حالة زواج الأب، ويصعب عليها أن يبدأ زوجها السابق حياة جديدة، فتحاول دائما تعكير حياته وتشويه صورته أمام أطفاله.
 
وأضاف لـ«اليوم السابع» أن القانون رقم 100 لسنة 2000 ينظم الرؤية، بحيث يلتقى الأب بأطفاله مرة أسبوعيًا لمدة تتراوح ما بين 3 إلى 6 ساعات، لكن الآليات التى تكفل تطبيق أحكام الرؤية غير حاسمة، وهو ما يسمح للأمهات بالتلاعب والتهرب من تنفيذ الأحكام».
 
فيما قال على صبرى المحامى، أن حق الحضانة هو حق خالص للطفل وليس للأم، بل هو واجب عليها، لأن الطفل يحتاج من يحفظه ويرعاه، ومؤكدا أنه لا يوجد نص شرعى لترتيب الحق فى الحضانة.
 
وأضاف صبرى، أن الأب من حقه رؤية طفله فى أى وقت، لأن الطفل جاء من صلب أبيه، كما جاء من ماء أمه، والرؤية ليست استثناء، بل هى حق أصيل للوالد، وعلى الأبوين أن يتفقا على تحديد الوقت والمكان المناسب للرؤية.
 
وأوضح أن الاستضافة كلمة مرفوضة ويفضل استخدام كلمة «اصطحاب»، مستشهدا بالمذهب المالكى، مشيرا إلى أن اصطحاب الأب لابنه يدعم صلة القربى بين الطفل وأهل أبيه، فهى صلة أوجدها الله سبحانه وتعالى فى القرآن الكريم، حين قال «واتقوا الله الذى تساءلون والأرحام»، مؤكدا أن شرط موافقة الأم على اصطحاب الأب لابنه أمر غير جائز ويعارض الشريعة الإسلامية.
 
وأضاف صبرى، أن هناك الكثير من الأجداد والأعمام وأقارب الأب يحرمون من رؤية صغيرهم بسبب تعنت الأمهات ورغبتهن فى الانتقام من الأب مما ينعكس على الابن.
 
وكشف صبرى، إنه يعرف أبناء يمرون بمعاناة نفسية شديدة بسبب المشاكل بين الآباء والأمهات، سواء بسبب عدم التزام الأب بمسؤولياته فى النفقة، وما يترتب على ذلك من محاولات الأم الانتقام من الأب بحرمانه من الرؤية بصفتها الطرف الحاضن وتشويه صورته فى عيون الأبناء، موضحا أن القانون يجب أن يوضع بما يسمح بتمتع غير الحاضن بولده، قائلاً: «لا نريد أن يكون الطفل وقودا للنار المستعرة بين الطرفين».

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة