وسط انشغال الدول العربية والإقليمية بالصراعات المسلحة فى سوريا وليبيا والعراق لإيجاد حل لتلك الأزمات، رجحت مصادر سياسية إسرائيلية نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس الأسبوع المقبل.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية، صباح اليوم الخميس، عن مصادر لم تسمها أن طاقما أمريكياً تفقد مؤخراً الموقع المخصص لإقامة مبنى السفارة فى القدس.
وقبيل تنصيبه بساعات رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية أكد الرئيس المنتخب دونالد ترامب، الخميس، أنه سينفذ وعوده بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة فور توليه منصبه الجديد كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية.
وقال الرئيس الأمريكى المنتخب فى حديث لصحيفة "إسرائيل هيوم" الإسرائيلية: "لن أخلف بوعدى الذى قطعته لإسرائيل حول نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس".
ومن المقرر أن تعقد منظمة التعاون الإسلامى فى فلسطين، اليوم الخميس، اجتماعا استثنائيا لوزراء خارجية الدول الإسلامية "57" فى كوالالمبور بماليزيا، لإصدار موقف إسلامى موحد لمواجهة احتمال تنفيذ قرار الرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس.
وقال ممثل منظمة التعاون الإسلامى السفير أحمد الرويضى "سندرج موضوع نقل السفارة على جدول أعمال وزراء الخارجية الدول الإسلامية لإصدار بيان موحد عن الدول الإسلامية يؤكد رفضها التام لنقل السفارة".
بدوره حذر وزير الخارجية وشئون المغتربين الأردنى "أيمن الصفدى" من خطورة الخطوات الأحادية التى تقوض جدوى حل الدولتين، والتى تستهدف تغيير الوضع الراهن فى القدس الشرقية.
وأضافت وزارة الخارجية الأردنية، فى تغريدة لها على صفحتها الرسمية عبر موقع التدوينات الصغيرة "تويتر"، أن وزير خارجية الأردن أجرى، الأربعاء، عدداً من اللقاءات مع نظرائه الأوروبيين، على هامش مشاركته فى أعمال المنتدى الاقتصادى العالمى فى دافوس.
وبحسب الخارجية الأردنية، فإن الصفدى أكد لنظرائه الأوروبيين أن أى تهديد للهوية العربية والإسلامية والمسيحية للقدس الشرقية يمثل استفزازا للعرب والمسلمين.
فيما أشار وزير الخارجية الأردنى إلى أن بلاده ستستمر بالقيام بمسئولياتها الدينية والتاريخية تجاه المسجد الأقصى المبارك، وأنه من منطلق الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية فى القدس حماية هذه المقدسات، سيتصدى الأردن لأى محاولة انتهاك لقدسيتها أو المساس بها، والوقوف بوجه أى اعتداءات.
وشدد الصفدى على أولوية إعادة إطلاق مباحثات جادة وفاعلة لحل الصراع الفلسطينى الإسرائيلى على أساس حل الدولتين، الذى يضمن قيام دولة فلسطين مستقلة قابلة للحياة بأمن وسلام جنباً إلى جنب إسرائيل على حدود 4 يونيو 1967.
من جانبه أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمود إسماعيل أن القدس خط أحمر للفلسطينيين وللعالمين العربى والإسلامى ولمسيحيى العالم، ولن نسمح بالمساس بقدسيتها، مشيراً إلى أن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس سيفجر الوضع على مستوى العالم.
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية فى حديث لإذاعة "موطنى" اليوم الخميس: "القيادة الفلسطينية مصممة على مطاردة ومتابعة حكومة الاحتلال فى المحافل الدولية، وتقديم ممارساتها للمحافل الدولية، لأجل عدم بقائها الاحتلال فوق القانون".
ورأى أنه لا يوجد حكمة من نقل الرئيس الأمريكى ترامب للسفارة الأمريكية إلى القدس، لافتاً إلى أنه لا يجوز نقل سفارة دولة إلى أرض محتلة لمخالفته للقوانين والشرائع الدولية.
وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية، تشهد المحافظات الفلسطينية اليوم الخميس وبينها مدينة نابلس، فعاليات ضخمة رفضا لمخطط ترامب "الكارثى"، حيث بدأت التجهيزات منذ الليلة الماضية وعلقت لافتات كتب عليها "نقل السفارة الأمريكية هو وعد بلفور جديد، العالم يتقدم وإدارة ترامب تتراجع".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة