تركها زوجها حين كان عمرها 25 عاما، وطلقها، تاركا لها ولد وبنت يحبوان حولها، من دون مصدر رزق ولا مال ولا ظهير؛ فقررت مواجهة الحياة منفردة، والإنفاق على نفسها وعلى طفليها بعرق جبينها. عملت فى مهنة سن السكاكين وهى مهنة إلى جانب صعوبتها فهى تحتاج إلى رجل مفتول العضلات، وبالرغم من ذلك فقد قررت خلع ثياب المرأة وارتداء ثياب الرجال؛ لتكمل حياتها عزيزة النفس ومرفوعة الرأس وشريفة يفتخر أولادها وأحفادها بمسيرتها فى الحياة.
أكملت رحلتها من دون كلل ولا تذمر، ويوم من بعد يوم يكبر الطفلان حولها وتزيد أعباؤهما، ومع ذلك كله، لم يبرحها القدر فوضعها فى أمحن امتحان تواجهه امرأة من دون سند، فقد ظهر لدى طفلها الكبير مرض عقلى أشبه بإعاقة ذهنية تمنعه من أن يكون ظهر أمه ومن أن تؤهله ليحمل عنها ـ ذات يوم ـ أثقال الحياة تلك التى حملتها والتى ينوء بحملها الأبطال.
لم تيأس ولم تخضع لإغراءات الحياة الزائلة ولم تستجب لطلبات الزواج التى حاصرتها من رجال الحى، لا لشىء إلا لكى لا يتربى الطفلان فى رحاب رجل ليس بأبيهم، ثم أكملت العمل الشاق كل يوم من مطلع النهار وحتى الليل، تكد وتتعب حتى تتناول لقمتها فى العشاء مع طفليها بشرف، وتنام لياليها هانئة إلى رضا الله ومحبة الناس وحسن تربية الأولاد.
كبرت البنت وأدخلتها الجامعة وحين تخرجت زوجتها من ابن الحلال وبالرغم من أن عمرها قارب الأربعة وعشرين عاما إلا أنها ظلت طيلة تلك السنوات مستشارة أمها وحاملة سرها وابنتها البارة المطيعة. ظنت عين الحياة عاشور على أحمد، البالغة من العمر 52 عاما، وصاحبة محل سن سكاكين فى منطقة عين الصيرة، بعد أن رأت البنت تنعم فى بيت زوجها أن الحياة بدأت تفتح لها ثغرها وتبتسم بأسنان ناصعة لامعة، واستنامت إلى طاقة الهدوء والدعة.
فى النهار استيقظت وذهبت إلى ورشتها لمزاولة عملها إلا أن أمرا جللا كان فى انتظارها. لفت طاحونة سن السكاكين على حجابها فأخذتها وألقت بها إلى حين تتخذ السكاكين سنها الحاد وشفرتها القاطعة، فتعرضت لحادث أليم نتيجة سحبها تحت النصل الحاد، مخلفة عددا من الجراح الغائرة التى تتطلب مجموعة من الجراحات الحرجة، والتى سببت لها آلاما مبرحة، تستغيث للعلاج منها. وعلى الفور نقلها الناس الذى صرخوا طالبين الرحمة من الله إلى قصر العينى، وبعد جراحات عدة أجرى الأطباء لها 12 غرزة فى الرأس وجبيرة فى الذراع وعلاجات لكسور أصابت دماغها.
وأجرت عملية جراحية فى مستشفى 6 أكتوبر الجامعى على نفقة أهل الخير، غير أنها تحتاج لإتمام شفائها إلى طبيب آلام وتخدير يعالجها من الآلام المبرحة التى تعانيها ليل نهار.
وقالت عين الحياة لـ"اليوم السابع" إنها أغلقت ورشتها ومحل أكل عيشها منذ وقوع الحادث، وتحديدا منذ فترة قاربت الشهور الأربعة وتستغيث بأهل الخير لتوفير تكاليف الحياة لها ولابنها المعاق لحين تمام شفائها وعودتها للعمل فى ورشتها.
شاركونا فى تحرير المواد الصحفية بإرسال الصور والفيديوهات والأخبار الموثقة لنشرها بالموقع والجريدة المطبوعة، عبر خدمة "واتسآب اليوم السابع" برقم 01280003799، أو عبر البريد الإلكترونى send@youm7.com، أو عبر رسائل "فيسبوك"، على أن تُنْشَر الأخبار المُصَوَّرَة والفيديوهات باسم القُرّاء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة