رغم أنه يعتبر "إهانة" أو سبة فى عالمنا العربى، إلا أن الحمار يعد رمزا سياسيا بالغ الأهمية فى الولايات المتحدة، فهو الحيوان الذى اتخذه الحزب الديمقراطى شعارا له منذ 177 عاما.
وتعود قصة الحمار مع الحزب الديمقراطى إلى عام 1828. فقد اختار المرشح الديمقراطى لخوض سباق الرئاسى فى هذا العام أندرو جاكسون جملة "لندع الشعب يحكم" شعارا له فى تلك الانتخابات، الأمر الذى دفع منافسه الجمهورى للسخرية منه على أساس أن هذا الشعار تعبويا ورخيصا. وأطلق عليه اسما حركيا Jakas ، وهو أحد الأسماء التى تطلق على الحمار باللغة الإنجليزية، ويستخدم أيضا لوصف الشخص الغبى. الأمر الذى دفع جاكسون إلى اختيار حمارا رمادى اللوم جميل المظهر، وأطلق على ظهره شعار حملته الانتخابية وقاده وسط القرى والمدن المجاورة لمسكنه كنوع من الدعاية الانتخابية لبرنامجه الشعبوى، وليس نخبويا مثل برامج منافسه الجمهورى، واستخدم صورة هذا الحيوان على ملصقات حملته الانتخابية، بل إنه تحدث أيضا عن خصال الحمار فى خطبه.
وفى عام 1870، أصبح الحمار رمزا سياسيا للحزب الديمقراطى بعد أن قام رسام الكاريكاتير الشهير الأمريكى، من أصل ألمانى، توماس ناست فى مثل هذا اليوم، 14 يناير، بنشر رسما كاريكاتيريا فى مجلة هاربر الأسبوعية بعنوان "الحمار يركل أسدا ميتا"، فى إشارة إلى مثل إنجليزى شهير يقول إن الحمار الحى أفضل من الأسد الميت. وقصد بالحمار فى هذا الرسم فصيل من الديمقراطيين فى الولايات الشمالية كان معارضا للحرب الأهلية، بينما كان الأسد الميت يرمز إلى وزيرين سابقين للحربية من الجمهوريين، وهما إدويند ستانتون وابراهام لينكولن، الذى شغل أيضا منصب رئيس البلاد وتم اغتياله عام 1865.
وبعدها أصبح الديمقراطيون يفخرون برمز الحمار، ويدللونه بتنظيم مسابقات لأفضل رسم له. وخلال الحملة الانتخابية الماضية، وفى المؤتمر العام للحزب الديمقراطى التى أقيم فى مدينة تشارلوت فى يوليو الماضى، حققت مبيعات القمصان والقبعات والنظارات وأكواب القهوب المطبوع عليها رسم الحمال الديمقراطى مئات الآلاف من الدولارات.
ويصف الديمقراطيون الحمار بالذكاء والشجاعة، وتحول إلى رمز للعناد والرؤية الواحدة وامتلاك إرداة التغيير عند الرغبة فى ذلك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة