انتشرت مقاطع فيديو عديدة على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعى فى "تركيا"، تظهر من خلالها دوريات شرطة تركية فى شوارع مدينة "ديار بكر" جنوب شرقى البلاد، تجبر الأطفال وتلاميذ المدارس على خلع ملابسهم، وتفعل الأمر نفسه مع النساء وأمهات الأطفال فى المنطقة، للتأكد من كونهم لا يحملون متفجرات، ما تسبب فى موجة استياء واسعة لدى مستخدمى "السوشيال ميديا" فى تركيا وخارجها.
فى مقاطع الفيديو المنتشرة، التى يبدو أن أحد ضباط الشرطة الأتراك سجلها بنفسه من وسط القوات أو على مقربة منها، يظهر توقيف أفراد الأمن لأطفال المدارس الذين لا تتعدى أعمارهم 12 عامًا للتفتيش، كما يطلب أحد ضباط الشرطة إجبار الأطفال على رفع ملابسهن، رغم الطقس السيئ الذى يضرب المنطقة، إذ تصل درجة الحرارة فى هذه المنطقة إلى ما دون الصفر.
ووفقا لوسائل إعلام تركية، تظهر بعض مقاطع الفيديو، التى يطالب فيها أحد الضباط بعض النساء، فى حضور أطفالهن، بإظهار منطقة "البطن" للتأكد من وجود متفجرات حول جسد الضحية، ومن جانبها قالت بعض الصحف التركية، إن بعض ضباط الشرطة فى إحدى الدوريات وصفوا الأطفال والنساء فى المنطقة بـ"الإرهابيين".
سلكات أردوغان تشدد قبضتها الأمنية على "ديار بكر" بعد وقف إطلاق النار مع "العمال"
كانت السلطات التركية قد بدأت، فى أعقاب انهيار وقف إطلاق النار بين الحكومة التركية وحزب العمال الكردستانى الذى تضنفه أنقرة بـ"الإرهابى"، فى 2015، فرض حظر تجوال فى بعض مناطق مدينة "ديار بكر"، التى تعد أبرز معاقل الحزب وأنصاره، وتنفيذ بعض العمليات العسكرية بالمدينة، وفى 11 ديسمبر 2015، أُعلن حظر التجوال لأجل غير مسمّى فى بعض مناطق "ديار بكر" جنوب شرقى تركيا، ومُنع المواطنون من مغادرة منازلهم حتى لشراء الغذاء أو الإمدادات الطبية.
واستخدمت الشرطة التركية مكبرات الصوت لتحذير السكان ومطالبتهم بمغادرة المكان، وعمدت إلى قطع المياه والكهرباء لفترات طويلة، فى الوقت الذى شهدت فيه المنطقة سقوط عديد من القذائف الصاروخية نتيجة عمليات الجيش هناك.
ورغم انتهاء الاشتباكات فى المنطقة بين الجيش التركى وحزب العمال الكردستانى، تعمّدت السلطات هناك بقاء حظر التجوال فى مناطق واسعة بالمدينة، وذلك عقب الإخلاء القسرى للسكان، فى حين اتهمت صحف تركية السلطات بمصادرة بعض ممتلكات المواطنين، وهدم عديد من المبانى، إضافة إلى نهب وتدمير بعضها.
مسؤول بمنظمة العفو الدولية: الأتراك يواجهون قمعا مطّردا فى غياب التغطية الإعلامية
وقال جون دالهويسن، مدير برنامج أوروبا بمنظمة العفو الدولية، إنه "بعد مرور عام على حظر التجوال على مدار الساعة، الذى فُرض على مدينة سور، لا يزال آلاف الأشخاص نازحين عن منازلهم، ويكابدون من أجل تدبر شؤون حياتهم، ويواجهون مستقبلاً غير أكيد فى مناخ من القمع المطّرد.
وأضاف مدبر برنامج أوروبا بمنظمة العفو الدولية: "فى الوقت الذى ترد فيه أنباء عن قمع المجتمع المدنى فى جنوب شرق تركيا على نطاق واسع، فإنه لا توجد تغطية إعلامية تذكر لعمليات النزوح القسرى الذى دمر حياة الناس العاديين بذريعة الأمن".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة