لم يدفع أحد ثمن كرمه باهظا كما دفعه "السعيد شيشع" الرجل المسن الذى يبلغ من العمر 67 عاما، ويقيم بمفرده بمدينة المنزلة، فى محافظة الدقهلية، بعد أن اعتدى عليه مسجل خطر، مسددا له طعنات فى الوجه والصدر، محاولا سرقته، بعد أن وافق واستضافه فى منزله.
تعود تفاصيل الواقعة، لتوجه "شعيشع" إلى مكتب بريد المنزلة، للحصول على المعاش الخاص به، وهو 950 جنيها تحديدا، يعيش عليهم الرجل المسن، ويقول: "أنا كل اللى أمتلكه من الدنيا، المعاش بتاعى، وأعيش بمفردى، فى شقة إيجار بمدينة المنزلة، أدفع لها 350 جنيها إيجارا شهريا، ويتبقى معى 600 جنيه، أواجه بها الحياة، وارتفاع أسعار كل السلع والمأكولات".
وأضاف "شعيشع" فى حديثه لـ "اليوم السابع": رحت أقبض المعاش بتاعى، هو كل اللى حيلتى فى الدنيا، ودفعت الإيجار، وجبت شوية حاجات لزوم البيت، تقريبا بـ 100 جنيه، وأنا فى طريقى للشقة، جه واحد وطلب فكة من البقال وكان معه أصدقاؤه، البقال قال له مفيش فكة، أنا كان كل اللى معايا قيمة الخمسين جنيه، فقلت له هفك لك المائة جنيه خمسنتين، فقال لى ماشى، أخرجت النقود من جيبى، وأعطيته الفكة، وتقريبا شعروا أن الخمسينات دى كتير، لكنها 600 جنيه فقط، 12 ورقة بخمسين جنيه.
ويتابع "شعيشع" حملت متطلبات البيت، وذهبت لمنزلى، ووضعت بعض البطاطين، فى البلكونة، لتهويتها، وأنا عائد لم أجدها، فظننت أنها وقعت من البلكونة بفعل الهواء، سألت الناس فى الشارع فقالوا لى فى واحد لقاها وخدها، فأوصيت بعض الجيران أن يخبروه أنى فى حاجة إليها، وفى المساء، أتى إلى شاب يحمل البطانية، ووجهه مألوف بالنسبة لى، وقالى يا عم سعيد البطانية بتاعتك أنا أخدتها حتى لا يسرقها أحد، فعزمت عليه وقلت له اتفضل، اشرب معايا شاى، دخل قالى يا عم سعيد ممكن أبات معاك الليلة، أنا فى مشاكل بينى وبين زوجتى، ولا أريد العودة، وتركت البيت من أجل ألا أتعدى عليها.
يتابع "شعيشع" قائلا: "مهدت له فراشا فى إحدى الحجرات، وذهبت للنوم، وفجأة وجدته اقتحم على باب حجرتى، وفى يده سكين، وظل يصرخ فى وجهى، فين الفلوس، قلت له فلوس إيه يابنى ؟ قالى الفلوس اللى أنت مخبيها هنا فى الشقة، وضربنى فشعرت بدوار، وبحث فى الشقة، فلما استعدت وعيى، أخذ السكين، وجلس فوق بطنى، وأخذ يطعنى فى صدرى، ويقولى فين الفلوس.
ويضيف: "لم أجد شيئا فى وسعى، سوى أن أصرخ وأقول له يابنى ارحمنى، أنا معيش فلوس، هجيبلك اللى أنت عايزه ارحمنى ارحمنى، وكان فى إيده المعاش بتاعى، فظل يصرخ ويقول لى فين الفلوس، ظن أنى أدخر أموالا فى الشقة، وطعنى فى وجهى بشكل هيستيرى، لدرجة أنى غبت عن الوعى، ولم أفق إلا فى المستشفى، والجيران حولى يسعفونى.
وقال التقرير الطبى بمستشفى المنزلة العام، إن المصاب يعانى من كدمات بالعينين، لم تؤثر على تجويفهما الداخلى، كدمات ظاهرة، وكدمات أخرى متفرقة فى جميع أنحاء الجسد، وطعنات يصل عددها إلى 35 طعنة فى الصدر والكتف والذراع، غير عميقة، وجروح قطعية فى الجانب الأيمن من الوجه استدعت 50 غرزة، وجرح قطعى فى الجانب الأيسر من الوجه استدعى 40 غرزة، وجرح تحت العينين استدعى 7 غرز، وجرح أسفل العين اليمنى 8 غرز، وجرح أسفل الذقن طوله 15 سم، وجرح فى الأذن اليسرى، وجرح أسفل الأذن اليمنى.
وقال أحمد مندوه، مقيم بمدينة المنزلة: عم السعيد راجل فى حاله، ومحبوب من الكل، والجانى شاب معروف عنه إدمان المخدرات، وعم سعيد لم يكن يعرف أنه مدمن للمخدرات، ولا علم له بنشاطه، وآمن له عندما وجده أتى لمنزله بالبطانية، وأدخله منزله، ولما طلب منه أن يأويه فى بيته، لم يرفض طلبه ولم يرده، ودفع ثمن كرمه وشهامته.
وقال سعد الشنوانى، أحد جيران عم سعيد، نحن لن نتركه أبدا، هذا رجل طيب، ولابد أن نكون جميعا فى عونه ومساعدته، ولن نسمح لأحد أن يأخذ حقه، وأن يعتدى عليه، أبدا، وسوف نظل معه حتى يعود له حقه وتقوم الشرطة بالقبض على الجانى، فهو رجل خير ولم نعرف عنه إلا حب الخير للناس.
فيما تحرر محضر بقسم شرطة المنزلة، رقم 292 إدارى، لسنة 2017، اتهم فيه السعيد شعيشع، "حمدى.أ" 32 عاما، بالتعدى عليه، وطعنه 30 طعنة، وبجروح وكدمات متفرقة بالجسد، وجروح قطعية فى الوجه استلزمت 130 غرزة، وأمرت نيابة مركز المنزلة، بضبط وإخضار المشكو فى حقه، وسرعة تقديم تحريات المباحث.
عم السعيد فى العناية المركز بالمستشفى
آثار الغرز في وجه عم سعيد
إحدى الطعنات في صدر عم سعيد
كدمات في الوجه وغرز أثار الاعتداء
جروح وطعنات عم سعيد
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة