يسار ألمانيا يحتضر أمام الصناديق.. أزمة اللاجئين تهدد أنجيلا ميركل بخسارة الانتخابات والولاية الرابعة.. فراكوا بيترى تقود قطار "اليمين المتطرف" والإرهاب يعزز فرصها.. ومخاوف من "التدخل الروسى" فى السباق

الخميس، 12 يناير 2017 11:31 ص
يسار ألمانيا يحتضر أمام الصناديق.. أزمة اللاجئين تهدد أنجيلا ميركل بخسارة الانتخابات والولاية الرابعة.. فراكوا بيترى تقود قطار "اليمين المتطرف" والإرهاب يعزز فرصها.. ومخاوف من "التدخل الروسى" فى السباق أنجيلا ميركل وحادث برلين وقضية اللاجئين
كتبت فاطمة شوقى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل يواجه اليسار أزمة فى العالم؟ ربما لو نظرنا إلى أمريكا اللاتينية مثلاً نختلف مع السؤال ونرد بثقة أنه لا يواجه أزمة، ولكن إن التفتنا شمالاً، حيث تُصنع سياسة العالم ويُقاد اقتصاده، سنجد نجاحات متتالية وكبيرة لليمين، الجمهورى دونالد ترامب يفوز بالانتخابات الأمريكية، أسهم اليمينة الفرنسية مارى لوبان تتصاعد فى سباق "الإليزيه"، اليمين البريطانى ينتصر ويفرض أجندته للخروج من الاتحاد الأوروبى فى استفتاء "بريكست" الذى جرى قبل 7 شهور، والآن تقف ألمانيا على مساحة متوترة، تشير مؤشراتها إلى محنة جديدة لليسار، بينما تستعد الأحزاب السياسية المختلفة للانتخابات العامة المقبلة، خلال العام الجارى، والتى تشهد منافسة شديدة بين الأحزاب "القديمة" التى يمثلها الائتلاف الحاكم برئاسة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ويجمع الائتلاف أكبر كتلتين سياسيتين فى ألمانيا، من وسط اليمين ووسط اليسار، ويضم حزبى "الديمقراطى المسيحى" بزعامة أنجيلا ميركل، والديمقراطى الاشتراكى برئاسة زيجمار جابرييل.

 

العاصمة الألمانية برلين
العاصمة الألمانية برلين

تحولات الرأى العام الألمانى بعد حادث الدهس ببرلين تهدد بتغيير مسار الانتخابات

القراءة الأولى لسياق الانتخابات الألمانية يبدأ من تحولات المواطنين، فتقلب الرأى العام الألمانى الذى ينعكس على شعبية الأحزاب السياسية، تمثّل قراءته المدخل الكاشف لاحتمالات النتائج، ووفقًا لأحدث استطلاع للرأى أجراه معهد "فورسا" الألمانى المتخصص، تراجعت شعبية الحزب الديمقراطى الاشتراكى الألمانى برئاسة نائب المستشارة، وزير الاقتصاد زيجمار جابرييل، ووصلت شعبيته إلى 20%، ورغم ذلك فقد أعلن اعتزامه الترشح أمام "ميركل" فى الانتخابات، وذلك بعد محادثات أجراها مع قيادات الحزب الديمقراطى الاشتراكى، ولكن من المقرر أن يحسم الحزب اختيار اسم مرشحه لمنصب المستشارية فى 29 يناير الجارى.

البرلمان الألمانى (البوندستاج
البرلمان الألمانى 

 

كما كشف الاستطلاع، عن أن الانتخابات فى ألمانيا مختلفة إلى حد كبير، وذلك لأن الأحزاب تتنافس على جذب مزيد من الناخبين المناهضين للأجانب واللاجئين، إذ يتأثر المزاج السياسى فى ألمانيا باعتداء "برلين"، الذى وقع فى أحد أسواق عيد الميلاد خلال الشهر الماضى، وأوقع 12 قتيلا و48 جريحًا، وبسببه ارتفعت نسب التأييد لأحزاب معسكر اليمين المتطرف، فيما تراجع يسار الوسط، الأقل اهتمامًا بقضايا الأمن الداخلى.

أنجيلا ميركل
أنجيلا ميركل

تأييد حزب "ميركل" يرتفع نقطتين ويسجل 38%

ووفقًا للاستطلاع الذى تم بين يومى 19 و23 ديسمبر الماضى، على عينة عشوائية من 2504 أشخاص بهامش خطأ 2.5%، فإن التأييد لتحالف الحزب الديمقراطى المسيحى وحزب الاتحاد الاجتماعى المسيحى (يمين وسط)، بقيادة أنجيلا ميركل، ارتفع نقطتين، ليبلغ 38%، مسجلا أفضل أداء له منذ بداية 2016.

وبحسب الاستطلاع أيضًا، فإنه إذا أجريت انتخابات مباشرة لاختيار المستشار الألمانى، فإن "ميركل" ستحصد 52% من أصوات الناخبين، وهى نسبة أعلى بنقطتين مما أظهره استطلاع الأسبوع الماضى، ما يعنى أن المستشارة الألمانية تتقدم بفارق 39 نقطة عن رئيس الحزب الديمقراطى الاشتراكى (يسار وسط)، زيجمار جابرييل، الذى توقفت نسبة تأييده عند 13% من الناخبين.

وفى سياق السباق الانتخابى نفسه، جنى حزب "البديل من أجل ألمانيا"، اليمينى المتطرف والمعادى للمهاجرين، مكاسب كبيرة بعد اعتداء برلين، إذ ارتفع تأييده بمقدار نقطة، ليصل إلى 12%، علمًا بأنه لم يستطع تحقيق العتبة الانتخابية، التى تضمن دخوله البرلمان (البوندستاج) فى 2013، والمقدرة بـ5% من الأصوات.

 


صعود أسهم اليمينية المتطرفة "فراكوا بيترى" يهدد أوروبا

وتثير الانتخابات الألمانية المنتظرة، المخاوف من صعود الأحزاب اليمينية المتطرفة فى البلاد، بحسب ما نشره موقع "تى 13" الكولومبى، خاصة بعد أن ظهرت ما سميت بـ"ترامب ألمانيا"، وهى اليمينة المتطرفة فراكوا بيترى، لتتحدى المستشارة أنجيلا ميركل، كما أن حزبها "البديل من أجل ألمانيا" ظهر ليثير مشاعر الخوف من اللاجئين، حتى يحصد العديد من الأصوات المؤيدة فى الانتخابات.

ويؤكد حزب "البديل من أجل ألمانيا"، أن سياسة اللجوء التى تنتهجها الحكومة "غير شرعية"، وتعنى فقدان الدولة لمراقبة الهجرة، كما يؤكد على عدم تطبيق الحكومة للقانون القائم، إذ إن السلطات لا تُرحّل إلا عددًا قليلا من اللاجئين المرفوضة طلباتهم، معتبرا فى الوقت نفسه أن جميع طالبى اللجوء تقريبًا دخلوا ألمانيا مع خرق للقوانين الأوروبية المعمول بها.

واستغلت فراكوا بيترى، سياسة الباب المفتوح التى تتبعها أنجيلا ميركل فى استقبال اللاجئين، لتقوم بجمع أصوات الغاضبين من اللاجئين فى أوروبا، وكانت "بيترى" واحدة ممن أيدوا بشكل كبير إطلاق النار على أى شخص يحاول عبور الحدود الألمانية بطريق غير شرعية، كما تعتبر قوة صاعدة ومقلقة فى المشهد السياسى الألمانى، فهى وحزبها "البديل من أجل ألمانيا"، استغلا موجة الغضب التى تزايدت ضد أنجيلا ميركل وحزبها "المسيحى الديمقراطى"، لترحيبهم باللاجئين الذين وصل عددهم لأكثر من مليون لاجئ.










مشاركة

التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

اشرف سلامة

ترامب امريكا و قريبا مارين لوبان فرنسا و إقصاء هذه الميركل فى المانيا = بداية انتعاش اليمين الغربى

بعد معاناة شعوب اوروبا من ويلات الإرهاب التى زرعها ورواها و جنى ثمارها حكم اليسار الفاشل (اوباما امريكا و اولاند الفرنسى و ميركل المانيا) - فضلا عن التردى الإقتصادى -- اعتقد ان التوجه الآن فى كل دول الغرب ستكون تجاه "اليمين" حت ولو متطرف

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة