قبل 8 سنوات من زلزال قاسٍ أطاح بجده، وهدم ثبات أسرته الصغيرة واستقرارها، وُلِد عمر علاء مبارك، اليوم وهو يقترب من عامه الـ14، كبر الوعى بما يكفى ليقول ويحكى ويعبر عن مشاعره، وبين 2003 و2017 يقف الطفل الصغير شاهدًا، بغير إرادة ولا اختيار، ولكنه ترتيب القدر ومشيئته، على مساحة قريبة للغاية من المطبخ الأول والأهم فى التاريخ المصرى الحديث، ربما لم يكن يعى تفاصيل اجتماعات جده ولقاءاته بالوزراء والمسؤولين، ربما لم يعرف فى أواخر يناير وأوائل فبراير 2011، وهو طفل فى الثامنة من عمره، أن أمرًا جللاً يتشكل فى الشارع، خارج سور القصر المؤمَّن والجميل الذى يعرفه، ويحمل له دراما عنيفة وقاسية لا يتخيلها، وبالتأكيد لم يكن يعلم فى 2009، وهو فى السادسة من عمره، أن "محمد" الذى كان يشاركه اللعب قبل ساعات، سافر ولن يعود، ووسط كل هذه الأمواج المتلاطمة، يقف الطفل الصغير، مختزلاً جانبًا لم نره وربما لم نفكر فيه من قبل، يخص هذه الأسرة الصغيرة، التى وإن كانت فى أوج السلطة والحضور والتأثير والاهتمام، إلا أنها كانت أسرة فى النهاية، تحزن وتفرح وتحتفل وتحكى وتتسامر وتلعب وتشكو وتبتهل لله فى المرض، وتفقد عزيزًا، وتبكى، وتجور عليها الأيام، وفى عينى "عمر" الطفلتين يمكنك أن ترى كل هذا.
حفيدا مبارك
جوانب جديدة من حياة أسرة الرئيس المصرى الأسبق محمد حسنى مبارك، يكشف عنها حساب صغير عبر أحد مواقع التواصل، يتحلل من هالة السلطة ومن مشاعر المحبين والمعادين، ليقتنص الإنسانية فى وجهها البسيط، كما ترى عينا طفل صغير أفراد أسرته، الوالد والوالدة والعم والجد والجدة، هذا ما يمكنك مطالعته عبر حساب عمر علاء مبارك، حفيد الرئيس الأسبق، عبر موقع "انستجرام"، والذى لن يكشف لك إلا عن الجانب الإنسانى، فهنا "عمر" ابن لنجل الرئيس، وحفيد للرئيس، وفى حياته تفاصيل إنسانية عديدة تتجاوز مواقف السياسة والثورة والمحاكم والقضايا.
علاء مبارك مع محمد وعمر فى فترة الطفولة
أول ما يلفت انتباهك فى حساب عمر علاء مبارك على أنستجرام، ما تشير به الصور والمواد المنشورة كاشفة عن العلاقة المترابطة التى تجمع الأسرة الصغيرة لعلاء "الأب"، والأسرة الكبيرة لـ"مبارك" الجد، وحضور الحفيد الصغير بين الدائرتين، إذ تكشف عن حفيد متعلق بجده، وأخ فقد شقيقه الأكبر فى سنوات حياته الأولى، وابن عاش لحظات صعبة فى تجربة سجن والده، الذى يعلن كل يوم عن فخره به، تجربة إنسانية متكاملة تحكى عنها عشرات الصور المتراصة بجوار بعضها فى حساب يستقر فوقه اسم "عمر علاء مبارك".
علاء.. أب يشارك نجله كل التفاصيل والمشاعر
سنوات قليلة تفصل بين صورتين منشورتين عبر حساب "عمر"، الأولى نشاهدها للطفل ووالده وهما يحملان كأس الأمم الأفريقية، فى واحدة من البطولات التى حصدتها مصر فى الفترة الأخيرة من عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك، وبجوارها تعليق "بابا أفضل أصدقائى"، والأخرى لـ"عمر" جالسًا بجوار والده، فى مباراة مصر وتونس الودية الأخيرة، دون أن يلاحظه أحد، وسط آلاف الجماهير التى حضرت المباراة فى استاد القاهرة.
صورتان تلخصان شكل العلاقة التى قد لا ترد على بال أحد من منتقدى الرئيس الأسبق وابنيه وأسرته، إذ تلخصان حالة اجتماعية وإنسانية تاهت فى زحام المواقف السياسية على مدار سنوات ساخنة، وحولهما ستجد عددًا من الصور الأخرى التى ستشاهدها للمرة الأولى، معظمها يستقر فيها وجه الشقيق الذى رحل عن عالمنا عام 2009، تبدأ بصورة على شاطئ "بيرى" فى جزيرة سردينيا الإيطالية، وتمتد لأخرى يظهر فيها عمر مرتديا "بدلة" أنيقة فى مناسبة رسمية، مصحوبة بتعليق: "لا يمكن أن أطلب عائلة أفضل"، ليلخص ببساطة شكل أسرة الرئيس الأسبق فى عينيه الطفلتين، اللتين لا يعنيهما العالم بكل أمواجه وتقلباته خارج دائرته الإنسانية الضيقة.
رسائله للجد.. لن أنسى ما فعلته معى والجميع بدأ يرى الحقيقة
رغم سنواته القليلة وطفولته التى لم تر كثيرًا من تفاصيل الأزمة، إلا أن قلب الطفل يشتبك معها، يعبر عن رؤيته لفترة عصيبة أكلت هدوء أسرته واستقرارها، وربما حرمته من تفاصيل كان يحبها، ليس أبسطها اللعب، ولا أكبرها الحرمان من رؤية الأب والعم والجد لفترات، أو الحياة غير الطبيعية فى المدرسة والشارع والبيت، لهذا يحمل هذا القسم النقطة الأبرز من روح ووعى عمر علاء مبارك، إذ يحكى فيه كثيرًا من التفاصيل الخاصة، بين طفل وجده، بين عينين صغيرتين بريئتين، ورجل لم تتكلم عنه أسرته كثيرًا، ولا تفعل هذا، وربما لهذا السبب، إلى جانب أسباب أخرى، تكتسب تعليقات عمر علاء مبارك أهمية كبيرة، وفى رسالة هى الأطول على حساب "عمر"، تستقر بجوار صورة لـ"مبارك" بالملابس الرياضية ناظرًا لحفيده الصغير الذى يجلس رافعًا قدميه فوق كرسيه، مهتمًّا بلعبة إلكترونية بين يديه.
4 مايو 2016، فى هذا التاريخ مر عيد ميلاد محمد حسنى مبارك، لينشر عمر تلك الصورة ويكتب بجوارها: "عيد ميلاد سعيد لأفضل جد فى العالم، لن أنسى أبدا الأشياء التى فعلتها معى، أنا مبتهج لأن الجميع بدأ يرى الحقيقة، والناس بدأوا يدركون أن جميع الإشاعات التى انتشرت عنك وعن عائلتنا كانت مجرد هراء، ربنا لا يظلم أحدًا، وقريبًا الجميع سيعلم أن كل هذا كان خطة الولايات المتحدة الأمريكية".
عمر مع شقيقه الراحل محمد
هذه ليست الصورة الوحيدة لـ"مبارك" فى حساب الحفيد، الذى لا يتوقف عن إعلان فخره واعتزازه بالرئيس الأسبق، إذ نشر "عمر" صورة أخرى لجده بزى القوات الجوية، وأخرى تحمل بعض كلماته: "الشعب أعطانى مسؤولية بناء مستقبل هذه الأمة، وفعلت ذلك بشرف"، وبجوارها يكتب عمر: "لا تحتاج إلى تعليق".
عمر وشقيقه الراحل
عمر علاء مبارك.. طفل فقد شقيقه مبكرا
6 سنوات بالتمام والكمال، كان سن "عمر" حينما فقد شقيقه الأكبر "محمد"، الذى رحل فى العام 2009 عن عمر يناهز 12 سنة، تلك الوفاة المفاجئة التى كانت علامة فارقة فى حياة الأسرة بأكملها، وفى حياة الجد بشكل خاص، وربما فى تاريخ مصر الحديث بكامله، حسبما أكد كثيرون من المقربين من دوائر الرئاسة فى هذا الوقت، إذ شهدت إعادة صياغة لشكل القصر الرئاسى وعلاقاته، وبالتأكيد حملت هذه الذكرى الأليمة جوانب مختلفة لدى الشقيق الأصغر، الذى يعبر عن هذا بشكل إنسانى، لا واعٍ بالتأكيد، بتوثيق حضوره مع شقيقه، والانتصار لـ"محمد" بعد غيابه، بـ14 صورة.
عمر برفقة والده مع كأس الأمم الأفريقية
مشهد بزى القوات المسلحة المصرية، وآخر بملابس الكاراتيه فى أحد التدريبات، وفى حفل ساخر بقبعة القراصنة، ثمّ ببذلة رسمية أنيقة، مشاهد عديدة وبريئة سترى فيها الشقيقين معًا فى صورة واحدة، يستضيف حساب "عمر" هذه الصور وإلى جوارها تستقر الرسائل الإنسانية والتعليقات المحملة بمشاعر الطفل الصغير، واحتفالات دائمة بأعياد ميلاد الشقيق التى تتلاحق دون وجوده، هكذا كتب "عمر" فى مايو 2015 عن الشقيق الراحل: "أفتقدك يا أخى، السنوات الـ6 الماضية كانت صعبة للغاية بدونك، ستبقى دائمًا القدوة وأفضل صديق.. حبيبى البطل".
عمر مبارك مع النجم الألمانى "جوتزه"
عمر وشقيقه الراحل
رسالة أخرى للشقيق فى ذكرى رحيله السادسة، التى مرت قبل عامين، نشرها "عمر" مصحوبة بصورة جمعتهما وهما يرتديان الزى العسكرى، معلقا عليها بالقول: "كنت أتمنى أن تكون هنا معى، ولكن هى الحياة، ليس هناك شىء يمكنني القيام به حيال ذلك، أحبك كثيرا".. أما رسالته الأخيرة فكانت فى يوم ميلاده، وعلق عليها: "عيد ميلاد سعيد حبيبى، أحبك وأشتاق لك أكثر من أى شىء".
عمر مع والدته هايدى راسخ
عمر عن والدته "هايدى": أفضل صديق.. شكرا لك على كل شىء
فى 5 أكتوبر 2015 نشر "عمر" صورة له مع والدته هايدى راسخ، هنأها فيها بعيد ميلادها، وكتب بجوارها: "عيد ميلاد سعيد لأمى وأفضل صديق، شكرا لك على كل شىء".
علاء مبارك مع نجوم روما
ومن خلال الحساب أيضًا، يظهر "عمر" برفقة عدد من نجوم كرة القدم العالمية، منهم "ماريو جوتزه" نجم منتخب المانشافت الألمانى ولاعب "بايرن ميونيخ" السابق و"بروسيا دورتموند" الحالى، وصورة أخرى مع نجوم نادى ميلان الإيطالى، أبرزهم مصرى الأصل "ستيفان شعراوى" عندما كان يلعب لصالح الفريق، قبل انتقاله إلى "موناكو" الفرنسى، ثمّ العودة مجدّدًا لإيطاليا لكن ضمن قوائم نادى العاصمة "إيه سى روما"، إضافة إلى صورة له من ملعب "أليانز أرينا" خلال مشاهدته لمباراة العملاق البافارى بايرن ميونيخ.
عمر فى استاد "أليانز أرينا" معقل بايرن ميونيخ الألمانى
عمر داخل غرفة ملابس نادى ميلان الإيطالى
عمر مع زيدان
صورة نشرها عمر لجده
الرئيس الأسبق حسنى مبارك
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة