تنتظر منازل قرية طناش التابعة لحى الوراق، بمحافظة الجيزة، كارثة محققة، فى ظل استمرار العشرات من الأهالى فى التنقيب عن الآثار، بما هدد العديد من منازل القرية بالانهيار والسقوط، بعدما ظهرت التشققات على جدران منازل القرية، والتى صدرت لها قرارات إخلاء إدارية وإزالة.
كارثة طناش ليست وليدة اليوم، ولكنها ممتدة منذ فترة طويلة، بحسب ما يقوله عبد الله الشحات أحد أهالى القرية، الذين يضيف بعد ثورة يناير: "لاحظنا العشرات من الغرباء عن القرية، يصطحبون عددًا من الشيوخ الذين أوهموا الكثير من سكان القرية بوجود آثار داخل المنازل، ويجب الحفر لاستخراجها.
اتهامات متبادلة بالحفر
واتهم شلبى 45 عامًا أحد جيرانه بالتنقيب عن الآثار خلف منزله منذ عام 2012، قائلا: إن جاره محمد رشاد الذى يقطن خلف منزل شلبى قام ببدء عملية حفر عن الآثار، ويقوم بالحفر على فترات متباعدة، وتصريف ناتج الحفر أعلى عقاره.
ويتابع: "بعد أن لاحظنا التصدعات بدأت فى غزو حوائط المنزل، قررنا تحرير محضر بقسم شرطة الوراق ضد راشد، وتوقفت أعمال الحفر، وأصبح منزلنا مهددًا بالانهيار والسقوط، بعد أن تضررت أساسات المنزل، والعيش بداخله أصبح أمرًا مستحيلاً، بحسب قول تقرير لجنة من الخبراء الاستشاريين التابعين لجامعة القاهرة".
ويضيف شلبى: "عاود الجار الحفر مرة أخرى قبل عدة أشهر، فحررنا محضرًا جديدًا بقسم شرطة الوراق، لإثبات الأضرار التى تسبب فيها الحفر أسفل العقار، وهو الأمر الذى أجبر عائلة راشد على عرض الصلح معه مقابل أن يقوم أبناء راشد بإعادة بناء العقار، وهو ما وافقنا عليه".
وتابع: "اتفقنا على إقامة جلسة عرفية لإنهاء هذا الأمر إلا أنهم خالفوا الاتفاق الذى تم بقسم الشرطة"، مضيفا: "أنهم أنكروا ما قالوه عندما عادوا للقرية وحاولوا التهجم على أشقائى، توجهت إلى حى الوراق مطالبا بتشكيل لجنة هندسية لمعاينة العقار، فصدرت توصيات اللجنة بضرورة إخلاء المنزل دون نقل الأثاث لخارجه حتى لا ينهار أثناء عملية نقل المنقولات"، متابعًا: "أصبحنا مشردين فى الشارع بلا مأوى".
وقال حسين شلبى الشقيق الأول لوحيد شلبى: "الخوف من انهيار المنزل دفعنا إلى مغادرته قبل نحو عدة أسابيع، حيث قام عدد من الجيران بتوفير غرفة للعائلة للإقامة بها حتى يتم البت فى أمر العقار".
عائلة راشد تدافع وتتهم
منزل عائلة شلبى من الداخل
على جانب آخر فى منزل محمد راشد أحد الذين اتهمه "شلبى وأخوته" بالتنقيب عن الآثار لم تكن هناك أى علامات ظاهرة للحفر أو التنقيب عن الآثار سوى هبوط أرضى صغير مجاور للحائط الملاصق لمنزل عائلة شلبى، أما فى أعلى العقار لم تكن هناك أكوام التراب التى قالت عائلة شلبى أنها ناتج الحفر الذى يصرفه راشد أعلى العقار.
ويقول محمد راشد: "عندما حدث هذا الهبوط فى المنزل وأتت إليَّ السيدة التى تسكن المنزل "مستأجرة" قررت الذهاب لعائلة شلبى لكى يتوقفوا عن الحفر، فحذرتهم بالتقدم ببلاغ ضدهم كتهديد لكنهم سبقونى وتقدموا ببلاغ واتهمونى بأننى أنقب عن الآثار فى حين أنهم هم من ينقبون عن الآثار وسبق وأن مات أحد شركائهم ويدعى عماد الزعلان فى هذا التنقيب وهذا الأمر يعرفه كل سكان القرية بحسب قوله، وهذا المنزل بدون أساسات ومبنى فقط بـ "الطوب" ولو حدث فعلاً وقمنا بالحفر لكان هذا المنزل انهار تمامًا.
الحاجة أم بدر التى تسكن المنزل تقول إنها لا يمكن أن تخرج بكل أغراضها من المنزل وتعود إليه حتى يتم الحفر بهذا المنزل، وهى تسكن المنزل من 2007، وعندما وجدت بداية هبوط فى الأرض ذهبت إلى أصحاب المنزل لتخبرهم وبدورهم ذهبوا الى الجيران، وأوضحت أنها سمعت بحفر الجيران عن الآثار.
محمد راشد يتحدث لمحرر اليوم السابع
عبد الله الشحات أحد سكان القرية قال إن فتنة البحث عن الآثار انتشرت بين عدد كبير من سكان القرية بعدما قام أحد الأشخاص ويدعى "ع. أبو المجد" بجمع أموال من عدد كبير من السكان للبحث عن الآثار لكنه لم يصل لشىء وباع أرضه لسداد المبالغ التى تراكمت عليه إلا أن عمليات البحث عن الآثار فى هذه القرية لم يتوقف لأن هناك مقطع فيديو مفبرك انتشر بين الأهالى يزعم وجود قطع أثرية تحت هذه المنازل ويتحدث بمعلومات تاريخية مفبركة ما دفع كثيرين من الأهالى للاقتناع بوجود الآثار من بينهم أحد مشايخ القرية".
وائل عبد المحسن أحد أهالى القرية أكد أن منزله الملاصق لمنزل عائلة عابدين ملىء بالتشققات نظرًا لبحث عابدين عن الآثار لكن بعدما رفعنا عليهم قضية وصدر بشأنهم حكم هربوا جميعًا وتركوا المنزل كما هو.
الانهيار الارضى فى منزل عائلة راشد
ويضيف عبد القادر البسيونى رئيس حى الوراق أن الحى والمباحث تحركا على الفور عندما وصلهما بلاغات تتعلق بهذه الواقعة، وعندما وجدوا أن البيت لا يصلح قاموا بإخلائه، مشيرًا إلى أن السبب فى تضارب الأقاويل بين الطرفين هو أنهم من المحتمل أن يكونوا متفقين على نفس الغرض خصوصًا أن هناك نفق أسفل البيت، لكن هذا الأمر متروك للمباحث لتحسمه.
ويؤكد أن مكان الحفر وفقًا للخرائط يقع فوق "مدافن" القرية القديمة ولن يجدوا شيئا سوى عظام أهالى القرية، مشيرًا إلى أن تكرار الواقعة فى أكثر من مكان فى القرية يعود إلى حلم الثراء السريع الذى يراودهم، ولكن لابد من أن يكون هناك عقاب رادع لكل من يرتكب هذا الجرم حتى يتوقف المواطنون عن التنقيب بحثًا عن الوهم ولا نجنى فى النهاية إلا منازل تنهار وأرواح بشرية تهدد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة