- قصة المطعم الحلال فى فندق الوفود الإعلامية.. ورد المسئول الصينى على الإجراءات الأمنية المشددة.. وأين ذهب الـ7 ملايين نسمة خلال فترة القمة؟
- العاملون بالفنادق كانوا على قدر المسئولية وحرصوا على التقاط الصور التذكارية مع الضيوف.. والوفود تشيد بحسن الاستقبال
نجحت جمهورية الصين الشعبية فى استضافة قمة مجموعة العشرين، التى اختتمت فعالياتها، أمس الاثنين، بمدينة هانجشو، وهى المدينة التى أبهرت الوفود المشاركة من حيث المناخ والتخطيط المحكم والبنايات الشاهقة، إضافة إلى الطرقات الواسعة والنباتات والأشجار، واللافتة المنتشرة فى جميع أرجاء المدينة.
ويرى المراقبون أن الصين، إلى جانب استعراض عضلاتها سياسياً، فإنها أرادت توصيل رسالة للعالم بأن التنين الصينى يملك العديد من الإمكانيات التى تفوق خيال القوى العظمى، وقد اختارت مدينة مترامية الأطراف وليست العاصمة "بكين" أو حتى "شنغهاي"، كما فى القمم السابقة التى أقيمت فى العواصم الكبرى (واشنطن ولندن وتورنتو).
ولم يحدث على الإطلاق تنظيم أكثر روعة مثلما شهدت هذه القمة، حتى الملتقى السنوى للجمعية العامة للأمم المتحدة فى نيويورك، لم تكن بمثل هذا التنظيم والتأمين، ربما يذهب البعض بأن الجمعية العامة التى تستضيف وفود كافة دول العالم الأعضاء بالجمعية، تختلف عن قمة العشرين التى تقتصر على وفود 20 دولة فقط، لكن إجمالاً استطاعت الصين أن تقول بصوت عالٍ للعالم: "نحن قادمون بقوة".
الصين تقلق الولايات المتحدة
قبيل انطلاق القمة، كانت الصين على أهبة الاستعداد أمنيا ولوجستياً، وعلى الرغم من الإجراءات الأمنية المشددة التى كانت تصاحب تنقلات وتحركات الوفود المشاركة، وضايقت الكثير منهم بسبب تغيير أكثر من حافلة خلال الطريق الواحد من الفنادق وحتى الوصول إلى مركز المؤتمرات الذى يستضيف القمة، إضافة إلى إجراءات التفتيش الدقيقة والمتكررة على الإعلاميين والمعدات التى يحملونها، إلا أن مسئولاً صينياً، قال: "نحن بلد كبير ويهمنا سلامتكم وأن تخرج القمة بسلام، بصرف النظر عن الإجراءات المعقدة".
اللافت للنظر أن المدينة التى يقطنها نحو 7 ملايين شخص، كانت خالية فى فترة انعقاد القمة، حتى أن المحال والأسواق كانت مغلقة، إلا عدد قليل جداً، حتى أن البعض قال إن هناك آلاف من سكان المدينة هجروها، قبيل انطلاق القمة بأيام، وسيعودون إليها مرة أخرى عقب انتهاء القمة بيومين، وذلك كله لأن المدينة فى هذه الفترة تحولت إلى ثكنة عسكرية.
ولا شك أن ما يشهده العالم من تقلبات وتحديات، خاصة فيما يتعلق بالإرهاب، يجعل دولة بحجم الصين تأخذ حذرها واحتياطاتها لأقصى درجة، فهى البلد القادم بقوة لتغيير فكر سيطرة القطب الواحد على العالم، وهى البلد التى أصبح صعود اقتصادها بقوة الصاروخ بمثابة "شبح" يطارد أعتى الاقتصاديات فى العالم أيضاً، وما يؤكد ذلك، التصريحات التى تخرج من الولايات المتحدة الأمريكية على ألسنة كبار مسئوليها تهاجم الصين، وآخرها انتقاد الرئيس الأمريكى باراك أوباما لأوضاع حقوق الإنسان وحرية الصحافة فى الصين، الأمر الذى رد عليه الصينيون باستقبال أقل ما يوصف بأنه "استقبال فاتر" لأرفع مسئول أمريكى؛ كما ظهر من رد أحد المسئولين الصينيين الذى صاح فى وجه المسؤولين الأمريكيين لدى محاولتهم مساعدة الصحفيين الأمريكيين فى ترتيبات تصوير وصول أوباما: "هذه بلادنا.. وهذا مطارنا".
كما أصر الجانب الصينى على تصدير صورة الرئيس الأمريكى فى قمة العشرين وكأنه معزولاً، فى سابقة لم يعتد أحد عليها فى التعامل مع القوة العظمى "الولايات المتحدة الأمريكية"، على عكس الرسالة الإعلامية التى أراد الجانب الصينى توصيلها للعالم عند استقبال الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، الذى كان "عريس القمة"، لما للصين وروسيا من علاقات تتميز بطابع خاص.
"جنة الأرض"
وتُعرف "هانجشو"، قديما باسم "جنة الأرض" كما قالت الأساطير الصينية:" جنة فى السماء..وجنة فى الأرض"، أما الآن فباتت تعرف باسم "الجنة والسيليكون فالي"، فيرمز إسم "الجنة" إلى المناظر الطبيعية الخلابة من جبال ومياه فى هانجتشو، ويعبر "السيليكون فالى" عن الابتكار والتقدم التكنولوجى فى المدينة، ومع احتضانها لقمة العشرين، سُلطت أضواء العالم على هذه المدينة الحالمة، وأعتقد أنها تركت انطباعاً مبهراً عند كل الذين جاءوا إليها من مختلف دول العالم، وحتى الذين شاهدوها من خلال القنوات التليفزيونية ووسائل الإعلام.
وتعد هانجتشو مدينة قديمة وتتميز بمعالمها التاريخية وبتراثها الثقافى، كما تتميز بتنوعها البيئى من جبال خضرة ومياه، وتعرف أيضا بطيبة أهلها، ما جعلها تصبح وجهة سياحية للمشاهير.
لكن خلال العقدين الآخرين باتت هانجتشو تعرف بعدة معالم جديدة، وهى واحدة من بين أهم ثلاثة مراكز للابتكار فى الصين، إلى جانب كل من بكين وشنجن، وتظهر آخر المؤشرات أن هانجتشو هى المدينة الأسرع نموًا فى مجال الإبتكار.
عاصمة التجارة الالكترونية
هانجتشو هى عاصمة التجارة الإلكترونية أيضا، وموطن خدمات التسليم السريع ومركز مالية الإنترنت دون منازع، وهى تمثل المدينة الصينية الأكثر ريادة فى الإقتصاد الجديد، وهى المدينة الأقلية التى تتجاوز فيها نسبة مساهمة القطاع الثالث فى الناتج المحلى 60%.
كما أن شبكة استئجار الدرجات العادية العامة فى هانجتشو، هى الوحيدة التى تم اختيارها من قبل بى بى سى ضمن قائمة "أفضل المدن من حيث خدمات الدراجات العادية العامة فى العالم".
الأداء القوى لشبكة الانترنت
أسس مايون (جاك ما) شركة "على بابا" عام 1999 بمدينة هانجتشو، وتحولت هذه الشركة فى ما بعد إلى عملاق خدمات الإنترنت فى الصين. ومن أبرز المظاهر على التأثير الكبير للإنترنت على الاقتصاد الصينى.
شعب هانجتشو المضياف
وترك العاملون والمسئولون فى الفنادق المخصصة لإقامة الوفود الإعلامية المشاركة فى قمة مجموعة العشرين، انطباعاً جيداً، من حيث الاستقبال وتيسير إجراءات الإقامة، ولم يتركوا لحظة لالتقاط الصور التذكارية مع الضيوف، ومع المعالم التى تتميز بها هذه الفنادق، فيما يشير إلى الترويج لهذه المدينة السياحية من كافة الاتجاهات.
كما تواجد عدد من القنوات التليفزيونية الصينية، فى مقار الوفود الإعلامية لإجراء مقابلات عن القمة وانطباعاتهم حول الاستقبال وتيسير الإجراءات.
مطعم للأكل الحلال
لم يفت المنظمون تخصيص مطاعم للمسلمين فى الفنادق المخصصة للوفود الإعلامية المشاركة فى تغطية القمة، حيث تقدم هذه المطاعم لحوم الأبقار والدجاج المطهوة، إضافة إلى بعض المأكولات الصينية، مقابل أسعار مقبولة.
مدينة هانجشتو تتميز باتساع شوراعها
مدينة هانجشتو
نظافة شوارع هانجشتو
شوارع هانجشتو
النظام عنوان الحياة بالصين
النظافة تميز شوارع المدينة
سيولة مرورية بشوراع المدينة
المساحات الخضراء أهم مميزات هانجشتو
الكبارى العلوية الحديثة بـ"هانجشتو"
الحياة فى هانجشتو
النظام عنوان الحياة فى هانجشتو
مراسل اليوم السابع مع صحفيى الجرائد المصرية بالصين
أحدى محطات القطارات
المدينة تتميز بجمالها
الزميل محمد الجالى يتحدث لأحد وسائل الإعلام الصينية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة