- «السيسى» مثل السادات يحاول صناعة السلام بالمنطقة.. ولقاء ترامب به كان ضرورياً لأن مصر صمام أمان للمنطقة والذراع الاستراتيجية للأمن القومى الأمريكى فى الشرق الأوسط
- سننشئ تحالفا مع مصر والإمارات والأردن لضرب تنظيم داعش الإرهابى
أكد مايكل ديل روسو، مستشار الأمن الوطنى لحملة المرشح الجمهورى للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب، أن ترامب يستهدف تكوين تحالف مع عدد من دول الشرق الأوسط، وهى مصر والإمارات والأردن بهدف ضرب التنظيم الإرهابى «داعش»، فيما أشار فى حوار لـ«اليوم السابع» إلى أن لقاء المرشح الرئاسى بالرئيس عبدالفتاح السيسى على هامش اجتماعات الأمم المتحدة بنيويورك كان ضروريا للغاية، مشددا على أن مصر دولة محورية وصمام أمان للمصالح الأمريكية بمنطقة الشرق الأوسط وقال، إن العالم كله يتأثر باستقرار هذه المنطقة، مضيفا أن مصر فى مقدمة اهتمامات سياسة ترامب فى الشرق الأوسط، وأنه يراها «رمانة الميزان» فى المنطقة ويسعى لإصلاح ما أفسده الرئيس الأمريكى الحالى باراك أوباما فى العلاقات بين واشنطن والقاهرة نتيجة سياساته الداعمة لجماعة الإخوان.
وشدد روسو على أن ترامب لا يضع فى اعتباره التعاون مع تركيا الداعمة للإخوان الإرهابية، مضيفا أن أول قانون سيمرره ترامب وضع الإخوان على قائمة الجماعات الإرهابية، موضحا أن ترامب لم يهاجم المسلمين بصفة عامة وإنما المتطرفين فقط، مشيدا بدور السيسى فى مجابهة الإرهاب..
وإلى نص الحوار:
بداية لماذا طلبت حملة ترامب لقاء الرئيس السيسى تحديدا؟
- لعدة أسباب فى مقدمتها الترحيب بالسيسى فى بلده نيويورك، ومصر دولة مهمة بالنسبة لنا، ونحن نسعى لإصلاح ما أفسده أوباما وأدى لتأثر العلاقات المصرية الأمريكية بسياساته الخاطئة الداعمة للإخوان، ووجهنا اهتمامنا لإصلاح العلاقات المصرية فهى الذراع الاستراتيجية للولايات المتحدة بالمنطقة.
حدثنا عن الاستعدادات التى جرت قبل لقاء السيسى والمرشح الجمهورى؟
- تقدمت الحملة بطلب اللقاء منذ أشهر قبل زيارة الرئيس المصرى لنيويورك، وهو الرئيس العربى الوحيد الذى سعت الحملة للقائه وبُذلت جهود كبيرة من الطرفين للترتيب له ولم نكن نتوقع موافقة السيسى على اللقاء، لكنه أثبت أنه قيادة حكيمة بعيدة الرؤية.
وما الذى تناوله اللقاء الثنائى؟
- اللقاء، كما قلت، كان للترحيب بالسيسى وتطرق لسبل تحقيق الأمن القومى لمنطقة الشرق الأوسط وخطط ترامب لإنشاء تحالف عربى أمريكى أطرافه مصر ودول الإمارات والسعودية والأردن والولايات المتحدة.
كيف قرأت اللقاء وأثره على صعيد العلاقات الثنائية؟
- كنت سعيدا بلقائهما لأنه خطوة فى سبيل استعادة التعاون بين البلدين مرة أخرى، هما تحدثا عن الإرهارب والتطرف، وهذا يدل على قوة التفاهم بينهما فى ملف الإرهاب، فترامب كان دائما يتحدث عن الإرهابيين وسياسات أمريكا الداعمة لهم، أما السيسى فعلى النقيض فهو يحارب الإرهاب، وبالتالى سيكون هناك توافق كبير بينهما إذا أصبح ترامب رئيسا لأمريكا، خاصة أن السيسى خاطب أئمة فى الأزهر لتغيير الخطاب الدينى.
ما رأيك فى خطاب السيسى أمام الأمم المتحدة فى الدورة الحالية ودعوته للسلام؟
- السيسى مثل السادات يحاول صناعة السلام بالمنطقة، وأمريكا حاولت مهاجمة مصر من خلال الربيع العربى، فإدارة أوباما هى التى حرضت على الربيع العربى من خلال تسليح المجموعات المعارضة لأنظمة الحكم، مثلما حدث فى ليبيا وسوريا، وفى ليبيا كان هناك إرهابى خطير مسجون فى السجون الأمريكية وهو «بن حميد» ثم أطلقوا سراحه وصار بعد ذلك زعيم الحركة الجهادية فى ليبيا، مما أدى إلى ظهور ميليشيات إسلامية تحت مسمى أنصار الشريعة، وهم الذين قتلوا السفير الأمريكى فى ليبيا كريس ستيفنز، تحت مرأى ومسمع من الإدارة الأمريكية، وعلى رأسها أوباما وكلينتون، هذه الإدارة الأمريكية خانت أمريكا والمواطنين وهناك مواد كثيرة فى القانون الأمريكى تجرم التعرض لموظفى الحكومة، لكن الإدارة كانت على علم بأن الجريمة ستحدث وتركوها تمر، حتى تحدث فوضى فى المنطقة.
وبرأيك ما علاقة الإدارة الأمريكية الحالية بالجماعات الإرهابية فى سيناء؟
- كان من بين سياسات الولايات المتحدة الأمريكية أن يكون هناك حالة من عدم الاستقرار فى دول المنطقة ومنها مصر، والهجمات الإرهابية فى سيناء أحد دلائل ذلك.
أنت تعنى أن إدارة أوباما تدعم الإرهاب؟
- هذا واضح لأن أمريكا لا تتخذ إجراءات قوية ضد الإرهاب، بل تدعم الإرهاب فى بعض المناطق لتحقيق مصالحها مثلا فى بداية ثورة يناير لم يكن الإخوان جزءا منها، ولكن لما دخلوا فى فبراير، بدأت لهجة الحكومة تتغير، وألقى أوباما خطابه الشهير فى فبراير، وطالب مبارك بالتنحى، بدلا من تسليم السلطة بشكل سلمى، لكنهم كانوا يريدون الإخوان، وأرسلت الإدارة الأمريكية قوات خاصة متخفية على أرض الثورات لمساندة قوات المعارضة ضد الأنظمة لنشر الفوضى، وللأسف وكالات الأنباء ووسائل الإعلام الأمريكية عتمت على الدور الأمريكى فى الفوضى الخلاقة والتعاون الأمريكى مع الجبهات الإرهابية لتنفيذ المخططات فى الشرق الأوسط، والتى أدى إحدها لمقتل السفير الأمريكى فى بنى غازى، وبعض أعضاء الكونجرس كتبوا شكاوى للمؤسسات الأمريكية مثل الهجرة والأمن القومى والضرائب والمخابرات ووزارة العدل للتنبيه لخطورة الإخوان، وخاصة بعد ملاحظة أن هذه المؤسسات تم اختراقها من الإخوان ولم يقابل هذه الشكاوى بأى نوع من الاهتمام من الإدارة الأمريكية.
هل ستلتقون برؤساء آخرين بالمنطقة خلال الفترة المقبلة؟
- الحملة منشغلة حاليا بأن ترامب سيصبح رئيسا والسيسى الرئيس العربى الوحيد الذى سعت الحملة للقائه نظرا لأن مصر محور المنطقة، و«رمانة الميزان»، لكن هناك دولا كثيرة سيتجه ترامب للتحالف معها حال فوزه بالرئاسة.
ما توجهات ترامب بالنسبة للشرق الأوسط وما هى الدول التى تخططون للتحالف معها إذا فاز ترامب فى الانتخابات الرئاسية؟
- ترامب لديه خطة قوية للنهوض بالشرق الأوسط، مصر فى المقدمة والإمارات والبحرين والأردن، فنسعى لإنشاء تحالف عربى أمريكى لضرب الإرهاب والقضاء على داعش والأركان الأساسية له مصر فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والإمارات فى منطقة الخليج أما الأردن فهى الركن الأساسى فى بلاد الشام، وستكون هذه الدول ذراع التحالف بالمنطقة، ومن أهداف ترامب أيضا العمل على إنعاش السياحة والاستثمار فى مصر.
وماذا عن تخطيطكم للعلاقات مع تركيا؟
- تركيا لن نتعاون معها لأن أردوغان يدعم الإخوان المسلمين.
عرف ترامب بخطابه العدائى ضد المسلمين.. ألا ترى أن هذا يؤثر على شعبيته؟
- السبب جهل الرأى العام بمقصد ترامب، وبعض الناس استغلت هذا الكلام ضده وحاولوا تأويله لأن ترامب كان يقصد الإرهاربيين، فحتى الإدارة الأمريكية ترفض تسمية الأشياء بمسمياتها فترفض أن تطلق على الإخوان أرهابيين، وأنا سئلت الأسبوع الماضى عن خطة ترامب لمواجهة داعش، وأكدت أن ترامب سيكون أول رئيس يتعامل بالمنطق مع داعش وليس مثل أوباما الذى يلتمس الأعذار الغريبة للإرهابيين، وترامب يخطط أيضا أن يلمس قلوب الأمريكان، وهناك عدد كبير منهم بدأوا يضعون ثقتهم فى ترامب لأن موقفه واضح من الإرهاب، وهم سئموا أسلوب إدارة أوباما، وأنا لى كثيرون من الأصدقاء المسلمين المعتدلين وترامب لم يقصد هؤلاء.
وما الأهداف الرئيسية لحملتكم الرئاسية.. وما أولويات ترامب حال توليه الرئاسة؟
- الأمن القومى للولايات المتحدة هو الهدف الأول لنا، ومصر والولايات المتحدة يتشاركان فى هذا الهدف، الأمن والأمان، وهو هدف مشترك للسيسى وترامب، لأن الأمن يأتى بالاستقرار الذى بدوره يأتى بالنمو الاقتصادى، ومصر صمام أمان لمصالح الولايات المتحدة بمنطقة الشرق الأوسط.
أما عن الأولويات فعلى رأسها القضاء على الإرهاب، وسيحارب ترامب الإرهابيين والمتطرفين عسكريا بدلا من أن يستوعبهم سياسيا، من خلال التحالف مع الدول العربية، وهو ما كانت ترفضه إدارة أوباما، كما أن مستشارى أوباما إخوان وهم الأكثر سيطرة على صنع القرار، يحدون درجة تدخله ضد المتطرفين حتى لا يغضب إيران، وما يشغل تفكيرنا كيفية إخراج العراق وسوريا وليبيا من أزمتهم، وأيضا من أهدافنا إعادة إنعاش الاقتصاد الأمريكى بعدما أضرت به سياسات أوباما، وأضعفته.
وما خطط ترامب لحماية الأمن القومى الأمريكى؟
- فى عهد أوباما أمريكا شهدت العديد من الانتهاكات بالحدود الأمريكية، بدليل أن إدارة أوباما لم تستوعب الدرس لحماية حدودها خاصة بعد هجمات بوسطن، وتكررت الهجمات فى أورلاندو، فى حين أن مصر واجهت الإرهاب بشكل قوى بعد 30 يونيو، وصنفت الإخوان كجماعة إرهابية، وهذه أهم الخطوات التى اتخذتها مصر لحماية أمنها القومى وهو ما فشلت فيه أمريكا، وترامب سيغير كل أسلوب أمريكا لحماية أمنها القومى وهو حينما يقول «أمريكا فى المقدمة»، فهو يعنى أن مصلحة المواطن الأمريكى فى المقدمة، وأن الحرب على الإرهاب فى مقدمة أولوياته.
وما خطة ترامب لمحاربة «داعش» بالشرق الأوسط؟
- إدارة أوباما تركت داعش تتمدد فى المنطقة لتحقيق أهدافها، ومازالت هناك أيضا كثير من الخلايا النائمة فى الولايات المتحدة، وسيعمل ترامب على إنشاء تحالف أمريكى عربى ركناه الخليج «ممثل فى السعودية والإمارات ومصر»، لمحاربة «داعش» بالتعاون مع الحلف الأطلسى، كما أن «ترامب» أوضح أنه سيدعم هذه الدول ماديا وعسكريا فى حربها على الإرهاب، وسيكون لمصر دور كبير فى مواجهة الأفكار المتطرفة، لأن بها أكبر قامة دينية فى العالم العربى، وقد لعب المفتى وشيخ الأزهر والرئيس السيسى دورا كبيرا فى إصلاح الخطاب الدينى.
برأيك ما التحديات التى تواجه ترامب الآن؟
- الرأى العام لم يكن يتوقع من ترامب هذ القوة، وتخيل البعض أنه شو إعلامى فقط، لكنه يستخدم أسلوبا سياسييا قويا لجذب الانتباه، مثلا لما تحدث أن أوباما كون داعش لم يكن أحد تعرض لهذا الموضوع من قبل، وبعدها أصبح الرأى العام يتحدث عن داعش، كما أنه ترامب استطاع أن يكسب الطبقة العاملة، والميديا فعلى الرغم من أن الميديا كانت ضده لكن عندما رأوا قوته على الأرض بدأوا يتابعونه ويغطون أخبار حملته، ثم بدأ يتجه للنخبة فى المجتمع الأمريكى، ويضم إليه أكبر مستشارى الأمن ممن سبق لهم أن عملوا فى الملفات السياسية والمخابرات الأمريكية، مثل مايك فلن وهو مستشار عسكرى.
كيف ينظر المرشح الجمهورى للملف الإسرائيلى الفلطسينى؟
- مشكلة إسرائيل خوفها على بقائها، وهو ما يدفعها لعمل أى شىء للحفاظ على بقائها وحاليا يسمحون بدخول أعضاء برلمانيين فلسطيين فى الكنيست الإسرائيلى، وترامب يدعم الدولة الإسرائيلية.
ما تصوراتكم للأزمة السورية؟
- ستكون هناك آليات لتفعيل اتفاق روسى أمريكى لحل الأزمة والسعى لإجراء مفاوضات السلام بين «السنة المعتدلون والأكراد والعلويون»، بدعم ترامب وروسيا، ولن يتم تقسيم سوريا وسندعو كل الأطراف لإشراك جميع القوى السورية فى المفاوضات.
فى المقابل كيف ترى مسار العلاقات المصرية الأمريكية حال فوز هيلارى؟
- هيلارى عرفت بدعمها للإخوان منذ أن كانت وزيرة خارجية الولايات المتحدة، وستسير على نفس النهج والسياسات السابقة، وأعتقد أنها ستسعى لأن تطلق سراح مرسى وبديع وأعوانه من الجماعة.
وماذا عن وضع مصر فى أجندة حملتكم؟
- من أهم خطط ترامب إعادة تنشيط التعاون مع الدول العربية التى تم إهمالها فى عهد أوباما مثل مصر والسعودية والإمارات والبحرين، مصر ركن أساسى من أركان السياسة الأمريكية فى الشرق الأوسط، فلها وضع خاص لأنها زعيمة الأمة العربية والوحيدة الصامدة فى مواجهة الإرهاب، فهى ذراع مواجهة داعش فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
ولمصر مكانة خاصة لدى ترامب، وهو عبر كثيرا عن إعجابه بتاريخها، وسيسعى لتقوية العلاقات المصرية الأمريكية من خلال عدة شراكات على الصعيد السياسى فى التعامل مع الإرهاب والاقتصادى وسيكون شريكا اقتصاديا قويا لمصر، فلدى ترامب خطط لإنعاش الاقتصاد المصرى من خلال تقديم الاستشارات الفنية لمصر، ولقاء أعضاء الحكومة المصرية للتعرف على الاحتياجات الملحة، واستقدام مستثمرين أمريكيين فهو رجل أعمال منذ 25 عاما، ولديه علاقات جيدة بمعظم المستثمرين وسوف يحفزهم على الاستثمار فى مصر، وستكون هناك تبادل زيارات تجارية بين البلدين، كما سيسعى لخلق مجالات للتقارب بين الشعبين المصرى والأمريكى من خلال دعم السياحة الأمريكية لمصر.
وما الخطوات التى سيتخذها ترامب تجاه جماعة الإخوان حال توليه الرئاسة؟
- ترامب يرى أن الإخوان من أخطر الجماعات التى تغذى الفكر الإسلامى الجهادى المتطرف، لذا هو يريد ضربة عسكرية للتنظيم الإخوانى، وليس مهادنته مثلما فعل أوباما، كما سيمرر مشروع اعتبار الإخوان جماعة إرهابية، وهو المشروع الذى ظل معلقا داخل الكونجرس سنوات، بسبب عدم تصديق البيت الأبيض عليه، فأوباما يعضدهم رغم أنهم يحاولون أيضا إثارة العالم ضد مصر، ولا يجب أن ننسى تجربة السادات مع الإخوان، وأيضا سنعمل على وضع حزب الله فى لبنان على لائحة التنظيمات الإرهابية.
تفصلنا أيام عن الانتخابات الرئاسية.. برأيك ما فرص نجاح ترامب؟
- فى الولايات المتحدة حوالى 100 مليون ناخب، وهناك انقسام فى منتصف شريحة الناخبين، والتغيير الذى يحدث فى هذه الانتخابات هو تحرك النخبة الصامتة من الأمريكيين، ورغم أن هيلارى آلة سياسية كبيرة فإن ترامب اقترب من القاعدة الشعبية، ولمس قلوب الأمريكيين وهو أقرب لنموذج السيسى، فاستطاع ترامب تحريك هذه الفئة الصامتة التى لم تنتخب من قبل. وهؤلاء من يراهن على أصواتهم وهذا قد يعطيه فرصة كبيرة فى الانتخابات.
أما بالنسبة لأصوات الناخبين العرب الأمريكيين من أصل عربى فإن توجهات المنطقة تؤثر على آرئهم فمن يؤيد الإخوان سيصوت لهيلارى، ومن يؤيد المحور الإيرانى سيصوت لترامب.
العدد اليومى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة