اليوم يكمل عامه العاشر، عقد من الزمن قد مر وهو فى هذا العالم، عقد قد مر وهو يرى العالم من خلال أعين الكبار وبالأدق من خلال عينى، عقد رأى فيه كل ما هو جميل فى الأشياء ولا يدرى عن السىء سوى القليل، لا أتذكر كيف كانت حياتى قبل هذه السنوات العشر، لا أتذكر.. أكنت هانئ البال لا أقلق حين يتأخر أو حين يغيب عن ناظرى، أكنت من هؤلاء من لا يعبئون من حال الدنيا سوى أن ينطلقوا إلى حياتهم الخاصة لا أتذكر فى الحقيقة، كل ما أتذكره أننى حظيت بطفل وأنا طفل لم أكمل عامى الثانى عشر حين وجدت نفسى أحمله على كتفى ليكف عن الصراخ، أتذكر أول مرة حين عجز البيت كله من أكبره لأصغره محاولين إسكاته وأبى أن يهدأ إلا بين ذراعى، أتذكر أول مرة تركته لهذه السيدة قوية البنية، ممتلئة القوام وأتذكر أيضا بكائه فلم يكن يعلم من بين الوجوه سوى القليل وأوقن أنى كنت أول من ألفت عيناه، وأتذكر أيضا عودتى إليه فى الظهر لاسترده لحضنى، ابتسامته التى لم تكمل العام والتى كانت تخبر الأطفال من حوله: جاء مخلصى جاء من أأمن وجوده وستظلون حبيسى هذه السيدة فلم يكن يعلم أن غدا يوم آخر فى كنف هذه السيدة، ولكن لا يهم ماذا سيحدث غدا ولكن ما يهم أنه سيهرب ولو قليلا من هذا الكنف الذى يظنه غليظا.
أتذكر الكثير من بعده ولكن بالفعل لا أتذكر ولو يوما واحدا قبله، أتذكر أول كلماته أول خطواته أول بسماته أول قفزاته، أتذكر فرحته بحقيبته الأولى والأدعى إنى أتذكره حزنه حين فقدها فى مدرسته - فلا أخفى عليكم كان مهملا - أتذكر أول يوم له كطالب وفرحته بعامه الدراسى الجديد ورغم ذلك أتذكر قبضته التى تملكت سبابتى ولم ترد أن تفلتها، أتذكر الكثير بل من الممكن أن أكون مخرج هذا الفيلم بتفاصيله، حتى أصف لكم شغفه بما سآتى له فى عامه العاشر من هدايا كما اعتاد كل عام، أظن أنه قد استحوذ على الأوائل التى كانت من نصيب ابنى الأول، أول حضن أول قبلة أول قلق أول درس، ولا أخفى عليكم كنت مستمتعا وهو يسلبنى إياها يوما بعد الآخر، أظن أنه الأحق، فلا أعلم كم من الوقت سأظل معه ولكن ما أعلمه يقينا أنه مهما كان فأنا مستمتع، فهذا الأخ الأصغر قد بلغ منى منتهاه، قد تملك الكثير بداخلى وكل ما أتمناه له فى عامه العاشر أن يكون أفضل من أى مخلوق على الأرض، أن يكون خلوقا قويا ذكيا.. أتعلمون فليكن ما يكن أتمنى أن يكون سعيدا فلم أجد قلبا يستحق أن يظل سعيدا سواه ..كل عام وأنت الوحيد الذى يأخذ من حياتى أكثر بكثير مما آخذ أنا لنفسى، كل عام وأنت موجود.
عدد الردود 0
بواسطة:
enaamamer
ابنى
كل عام وانت ابيه واخيه وقدوته وسنده وصديقه وكل معنى حلو لديه فأنت عالمه ولا يرى الدنيا الا من خلالك .... هكذا الاخ الأكبر والذى به كل صفات الحنان مع الشده المطلوبه احيانا بالنسبه لإخوته ولن اخفى عليك بل ايضا لوالديه ... شكرا حبيبى ربنا يديم عليك فضله ونعمته .