قالت صحيفة واشنطن بوست إن الطريقة التى تعاملت بها تركيا مع تحركات الجيش فى يوليو الماضى وما بعدها تهدد علاقاتها بحلفائها الغربيين.
وأوضحت الصحيفة أنه بعد مرور أكثر من شهرين على التحركات التى قام بها الجيش التركى، أرسلت حكومة أنقرة لواشنطن الأسبوع الماضى أول دليل على أن فتح الله جولن الذى يعيش فى الولايات المتحدة، هو العقل المدبر لتلك التحركات. ولو اقتنعت وزارة العدل الأمريكية بالمعلومات التى تم تقديمها من الجانب التركى، ستقرر محكمة فيدرالية بعدها ما إذا كان ستوافق على طلب تركيا بترحيل جولن لبلاده.
وفى حال عدم اقتناع وزارة العدل أو المحكمة أو استغرق الأمر وقتا طويلا، فإن العلاقات الأمريكية مع الحليف المسلم الأكثر أهمية للغرب يتواجه على الأرجح فترة تراجع جديدة.
وأوضحت الصحيفة أن هناك بالفعل غضب فى تركيا بشأن رد فعل حلفاء الناتو فى أوروبا وفى الولايات المتحدة على التحركات العسكرية، والذى مثل تحديا للثقة والروابط فى التحالف. وحتى مع إبداء السلطات التركية شكوكها فى الرئيس باراك أوباما الذى لم يقم باتخاذ إجراءات ضد جولن، فإنهم واجهوا إدانة غربية واسعة لحملة التطهير لمن يشتبه فى صلتهم بالتحركات فى الحكومة وخارجها.
وأشار عمر سليك وزير شئون الاتحاد الأوروبى فى تركيا، أن بلاده لم ترى الدعم الذى توقعته من أصدقائها وحلفائها، وأضاف أنهم لم يساندوهم. وفى الشهر الماضى، وفيما اعتبر محاولة لتوسيع خيارات تركيا، قام الرئيس التركى رجب طيب أردوغان بزيارة موسكو.
إلا أن التعاون التركى حول سلسلة من القضايا، بدءا من محاربة داعش وحتى إبعاد المهاجرين عن الشواطىء الأوروبية، يعتبر شديد الأهمية للولايات المتحدة حتى أن إدارة أوباما وبرغم انتقاداتها الأولية لتركيا تبدو الآن مستعدة بدرجة أكبر للتسامح مع شريك أصبح التزامه بحكم القانون الديمقراطى متزعزعا فى أفضل الأحوال.
وبرغم تحسن العلاقات الأمريكية التركية مؤخرا مع زيارة نائب الرئيس الأمريكى جو بايدن لأنقرة وتخفيف واشنطن حدة انتقادتها لحليفتها، فإن التوترات تقترب من العودة مرة أخرى. حيث قال رئيس الوزراء التركى بن على يالدريم الأسبوع الماضى إن حكومته ليست بجاجة إلى درس فى الديمقراطية من الولايات المتحدة بعدما أصدرت السفارة الأمريكية بيانا أعربت فيه عن قلقها من الصراع المستمر فى الجنوب الشرقى، واعتبر يالدريم أن البيان غير مقبول.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة