حصل "اليوم السابع" على تفاصيل تحقيقات نيابة بولاق الدكرور، برئاسة المستشار على محجوب، مع الشيخ "عبد الإله.أ.ت"، المتهم بالنصب على عدد من المواطنين، بعد استقطابهم عن طريق الإعلانات التليفزيونية التى تروج لنشاطه، وتقاضى مبالغ مالية ضخمة منهم مقابل علاجهم روحياً، كما يدعى.
وكشفت التحقيقات أن المتهم اتخذ اسما مستعارا لنفسه، وصور إعلانات تروج لنشاطه، وأدعى خلالها قدرته على علاج مشاكل العقم لدى الرجال والعقر لدى السيدات، فضلا عن قدرته على رد المطلقات لأزواجهم وتزويج العانس وجلب الحبيب، وأذاع تلك الإعلانات عبر عدد من القنوات التليفزيونية على القمر الصناعى "نايل سات"، بمقابل مادى قدره 3000 آلاف جنيه لجلسة العلاج الواحدة.
وأضافت التحقيقات التى باشرها المستشار محمد البنان، تحت إشراف المستشار على محجوب رئيس النيابة، أن مباحث الآداب تلقت بلاغات من عدد من المواطنين أفادوا فيها بتعرضهم للنصب على يد الشيخ سالف الذكر، وتقاضيه مبالغ مالية ضخمة منهم مقابل حل المشاكل التى يعانون منها، وبالتحرى ثبت صحة أقوال المبلغين، وعليه تم إخطار النيابة التى أصدرت أمراً بضبه وإحضاره.
وأضافت التحقيقات أن أجهزة الأمن أوقعت بالمتهم بعدما استدرجه أحد المصادر السرية بمكالمة هاتفية، ادعت خلالها معاناتها من مشاكل صحية وطلبت منه علاجها، وبالفعل حدد موعد للقائها، إلا أنه فوجئ بقوات الأمن تقتحم منزله وألقت القبض عليه، وبتفتيش المنزل عثر بداخله على أسطوانات مدمجة تحتوى على الإعلانات التى يقوم بإذاعاتها على القنوات للترويج لنشاطه، فضلا عن عدة كتب خاصة بالدجل والشعوذة والسحر من ضمنها كتاب "شمس المعارف"، ومبلغ مالى قدره 6000 جنيه.
واعترف المتهم فى التحقيقات أن الإعلانات التى تتم إذاعتها عبر القنوات خاصة به وبنشاطه، مؤكدا أنه يدفع 1000 جنيه مقابل الإعلان الواحد الذى لا تتجاوز مدته دقيقتين على أكثر تقدير، مؤكداً أن جلسات العلاج التى يجريها للمرضى تتم من خلال الهاتف ولا يقابلهم بشكل مباشر، وأن هدفه من تلك الجلسات علاج المواطنين، مشيرا إلى أن كل جلسات العلاج تتم من بالقرآن الكريم، ولا يستخدم السحر أو الدجل فى أعماله.
وأضاف المتهم أن العلاج الروحانى عبارة عن قراءات من القرآن الكريم والأدعية والصلوات الهدية والاستغاثة بأهل البيت، والقراءة على الماء، وهذه العلاجات خاصة لمن يعانون من عارض روحى ونفسى وبدنى، وأنه كان يمارس العلاج عن طريق سماع شكوى المريض، وطرح الأسئلة عليهم، ويستعين بإجاباتهم فى تشخيص حالاتهم وعلاجهم.
وتابع المتهم أن جلسات العلاجات كانت تستمر من 10 دقائق وحتى نصف ساعة حسب الحالة المرضية، والعلة التى يعانى منها المريض، مشيراً إلى أن بعض الحالات الأخرى كانت تستدعى جلسات علاج مطولة، تستغرق ساعات طوال وأيام متعددة، مؤكداً فى الوقت ذاته أنه لم يكن يلجأ إلى أى طرق غير مشروعة فى جلسات العلاج، وكان يتبع السنة النبوية والقرآن الكريم.
واستمعت النيابة لأقوال عدد من ضحايا المتهم، الذين أكدوا فى التحقيقات، أنهم عرفوا ذلك الشيخ من خلال التليفزيون وتواصلوا معه عن طريق الأرقام التليفونية التى تتم إذاعتها خلال الإعلان، رغبةً منهم فى البحث عن حلول للمشاكل التى يعانون منها، وأنهم سددوا المبالغ المالية التى طلبها المتهم والتى تقدر بـ3000 جنيه للجلسة الواحدة؛ إلا أنهم لم يشعروا بأى تحسن.
وكشفت تحريات الإدارة العامة لمباحث الآداب، برئاسة اللواء أحمد عبد الغفار، أن المتهم نصب على عدد كبير من المواطنين وجمع منهم مبالغ مالية طائلة، بدعوى فك السحر وتصويره لبعض حالاته عراة من أجل ابتزازهم مالياً، وتم ضبط المتهم وبحوزته كتب للسحر والشعوذة ومباخر وأحجار كريمة يستعين بها فى العلاج، وفور انتهاء التحقيقات أمرت النيابة بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات، وطلبت تحريات مباحث الآداب التكميلية حول الواقعة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة