تنشر "اليوم السابع" نص كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال المؤتمر الصحفى المشترك الذى عقده مع رئيس وزراء الهند.
وإلى نص الكلمة:
أود فى البداية أن أعرب عن سعادتى بزيارة جمهورية الهند الصديقة، تلبيةً لدعوة فخامة الرئيس برناب موخيرجي، ويطيبُ لى أن أعبر عن خالص تقديرى وشكرى على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، فلقد أثبتت هذه الزيارة مجدداً عمق العلاقات وروابط التعاون بين مصر والهند، وتلاقى وجهات النظر بينهما إزاء معظم القضايا الدولية والإقليمية والتحديات المشتركة التى يواجهها البلدان.
واليوم، وبالرغم من التغير المستمر فى الظروف الدولية وموازين القوى العالمية؛ فإن جهودنا المشتركة لا تزال شاهداً مستمراً على قوة ومتانة العلاقات بين البلدين، وحرصهما على مواصلة التعاون للمساهمة فى التوصل إلى حلولٍ لمختلف القضايا الدولية، بل وقد زاد من العوامل التى تدفعنا لتعزيز علاقاتنا وتعاوننا تعاظم حجم التهديدات والتحديات المشتركة التى نواجهها، بدءاً من مخاطر الإرهاب والتطرف التى تتطلب تضافر الجهود على كافة المستويات، ووصولاً إلى قضايا تغير المناخ وتوفير مصادر الطاقة المستدامة للأجيال القادمة.
ولقد اتضح من مناقشاتى مع دولة رئيس الوزراء ناريندرا مودى وجود توافق كبير فى وجهات النظر وعزم واضح على تعزيز التعاون المشترك فى عدد من المجالات.
وبناءً على ما تم الاتفاق عليه خلال هذه المناقشات، فقد أصدرت توجيهاتى للحكومة المصرية بشأن ما يلي:
أولاً: العمل على تطوير خطة متكاملة للارتقاء بالتعاون الاقتصادى والتجاري، وتوظيف قدرات البلدين لتحقيق أقصى استفادة ممكنة من فرص التعاون الثنائى المتاحة، وتكثيف حركة الاستثمارات المتبادلة، وتعزيز تبادل الخبرات فى مختلف مجالات التنمية بما يحقق مصالح البلدين والشعبين الصديقين، مع النظر فى الإسراع بعقد اجتماع اللجنة المشتركة فى أقرب فرصة.
ثانياً: العمل على تعزيز التعاون العسكرى والأمنى مع الهند، وتطوير الأنشطة القائمة فى هذا المجال، وبصفة خاصة ترجمة التوافق بين رؤى البلدين إزاء قضايا مكافحة الإرهاب إلى إجراءات عملية وخطط واضحة لتفعيل وتطوير التعاون الثنائى فى هذا المجال، بالإضافة إلى تعزيز التعاون القائم فى تقديم المساعدة الإنسانية والإجلاء من مناطق الكوارث الطبيعية والصراعات.
ثالثاً: العمل على تعزيز التعاون الثقافى على المستويين الحكومى والشعبى، والبناء على علاقات الود والصداقة التى تربط بين الشعبين بما يعزز من فرص التعاون المشترك فى مجالات الإبداع الفنى، وتعزيز حركة السياحة وخطوط الطيران بين البلدين.
رابعاً: مواصلة العمل على تعزيز التعاون العلمى والتكنولوجى، وبصفة خاصة فى مجالات الطاقة المتجددة، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وتكنولوجيا الفضاء، والتنمية المستدامة، والزراعة، والتنمية الحضرية، والنقل.
خامساً: تكثيف التعاون بين البلدين فى المحافل متعددة الأطراف بشأن مختلف القضايا الأمنية والسياسية والاقتصادية محل الاهتمام المشترك بما يعكس توافق وجهات النظر بين قيادتى البلدين وعلاقاتهما التاريخية.
السيدات والسادة،
إن مصر تخطو بخطى ثابتة نحو تحقيق مستقبل أفضل لشعبها، وتتطلع إلى تعاون وثيق مع شقيقتها الهند فى مختلف المجالات محل الاهتمام المشترك على المستويين الحكومى والشعبي، ولعل التعاون الاقتصادى الحالى بين البلدين دليلٌ على حجم الفرص المتاحة للتعاون بين بلدينا بما يعود بالنفع المتبادل على الشعبين الصديقين.
اسمحوا لى أن أعرب مرة أخرى عن سعادتى بالتواجد بينكم اليوم، وتقديرى للأجواء الإيجابية التى سادت المباحثات التى تم خلالها التطرق لمعظم القضايا التى تهم البلدين، ولا شك أننا نخرج من هذه المشاورات بفهم أكبر ووعى أعمق للسبل الكفيلة بإعطاء دفعة هامة للعلاقات المصرية الهندية، خاصةً فى ضوء ما لمسناه من نية صادقة وإرادة سياسية واضحة لتعزيز وتطوير العلاقات الثنائية، مما يجعلنا على ثقة فى أن نتائج هذه الزيارة سوف تسهم فى تحقيق تطلعات شعبينا نحو تحقيق التعاون المنشود.
هذا، وقد وجهتُ الدعوة لدولة رئيس وزراء الهند لزيارة مصر من أجل توطيد أواصر الصداقة والتعاون التاريخى بين بلدين عظيمين وحضارتين عريقتين، وشعبين صديقين يطمحان إلى مزيدٍ من التنمية والرخاء.
وفى نهاية كلمتي، أوجه التحية والتقدير إلى أمة الهند وقيادتها العظيمة."
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة