نشرت صحيفة الجارديان البريطانية تقريرا يرصد جلسات التحقيق البريطانية حول ضحايا الغزو الأمريكى – البريطانى على العراق، لافتة إلى انقشاع غموض مقتل المراهق العراقى "أحمد جبار كريم" بعد إجباره على خوض قناة مائية على يد الجنود البريطانيين بمدينة البصرة عام 2003.
وكان المراهق "جبار" قد وقع فى قبضة مجموعة من القوات البريطانية عام 2003- التى كانت تسيطر على جنوب شرق العراق - بعد اتهامه بالسرقة، ليجبر على خوض قناة مائية، ثم يموت غرقاً بعد تجاهل الجنود استغاثاته.
وكان القاضى البريطانى السير "جورج نيومان"، الذى يتولى رئاسة جلسات التحقيق حول ضحايا الغزو الأمريكى – البريطانى من المدنيين العراقيين، قد أدان سوء تعامل الجنود البريطانيين مع الصبى المراهق، مشدداً أنه كان على الجنود إنقاذه عندما أصبح جلياً تعرضه للغرق، وقبل ذلك لم يكن لديهم الحق فى إجباره على النزول إلى مياه القناة.
وكانت لجنة "تشيلكوت" قد كشفت النقاب عن السياسات والقرارات التى اتبعها الجنود البريطانيون فى منطقة جنوب شرق العراق، لاحتواء تفشى الجرائم والسرقات وغياب القانون بعد غزو العراق، مؤكدة أن الجنود لم يتلقوا تدريبات للتعامل مع تلك الأزمات المجتمعة.
وكشفت جلسات التحقيق، نقلا عن شهود، أن الجنود البريطانيين كانوا قد تلقوا تعليمات بعدم إلقاء القبض أو سجن من يرتكبون جرائم السرقة والاقتحام، واستخدام وسائل بديلة كان من بين دفع المدانين فى الماء.
وترى هيئة تحرير صحيفة الجارديان البريطانية أن مقتل المدنيين العراقيين كان ضريبة الإهمال والتعجل فى خوض حرب تبين لاحقاً زيف دوافعها، مؤكدة أن أسباب مقتل مراهق مثل "جبار" لم تظهر إلا بعد سنوات من جهود أسرته القانونية للتعرف على كواليس موت نجلهم، مشددة على أن الاعتذار المتأخر لآلاف من ضحايا الحرب العراقية لن يكون كافياً لمحو أحزان أسرهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة