الفنان خالد النبوى واحد من الممثلين القلائل فى مصر الذين يدققون فى اختياراتهم الفنية، ولديه القدرة على الرفض أكثر من القبول، بحثًا عن جودة العمل الفنى ككل، لأنه، على حد قوله، يرى العمل الفنى كلًا متكاملًا، وليس دورًا أو شخصية يقدمها فقط، لذلك فهو من الفنانين القلائل الذين يمنحون مذاقًا خاصا لكل شخصية يجسدها، ومع كل شخصية أو عمل يشارك فيه تخرج وأنت تتذكر شخصيته وتتأثر بها..فبجانب الكاريزما التى يتمتع بها النبوى والموهبة التى تجعله ينجح فى مسك أدوات الشخصية التى يجسدها، فلديه ذكاء غريب فى إقناع المشاهد بأنه هو نفس الشخصية التى يجسدها على الشاشة ابتداء من الاسم الذى يختاره مؤلف العمل مرورا بأسلوب الحديث و«المشية» و«النظرة» حتى فى نبرة الصوت، وهو ما أثبته العام الماضى فى مسلسل «مريم» فى شخصية رجل الأعمال «نديم فخرى» ذى الطابع الخاص الذى يمتلك نفوذا قوية وثقة تجعل كل من حوله يهابه وفى نفس الوقت يمتلك قلبا يعشق ويحب ويعيش لحظات رومانسية وهو ما جعل اسم خالد النبوى ضمن قائمة الأفضل فى رمضان الماضى، وهو ما أثبته خلال شهر رمضان الماضى، حينما جسد شخصية "معتز الفرماوى" في مسلسل " سبع أرواح" ، وبراعة في تقديم شخصية "الضابط" بشكل مختلف ومميز .
يحرص النبوى على أن تكون الشخصية التى يختار أن يتقمصها ويظهر بها للجمهور أن تكون مميزة في كل شيء، ظاهريا، وأيضا داخليا، بداية من الاسم، فقد النبوى شخصيات لا تنسى فى الدراما المصرية من أبرزها "حمزة الحلونى" والذى قدمه النبوى فى مسلسل "بوابة الحلوانى" وجسد فيه شخصية مصرية وطنية خالصة ، تعشقه "أشرقت" ، ولكن لأنه ابن الطبقة البسيطة لا يستطيع الارتباط بها .
ومن ينسى أيضا البراعة التى قدم بها النبوى شخصية "داوود باشا" فى مسلسل "حديث الصباح والمساء" ، وهو الطفل الذى أخذ عنوة من والديه ليتربى ويتعلم فى المدارس التى كان محمد على باشا أسسها، ثم سافر إلى أوروبا ليتعلم الطب، ليعود شخص أخر، يختلف تماما عن البيئة التى ولد فيها ، ليجد العديد من الصعوبات فى التعامل ، مع أشخاص مثل زوجته وابنه ، وخادمته التى يتزوج منها ، ولكنه بالرغم من كل ذلك يعود لأصله .
وفى عام 2000، قدم النبوى شخصية "صلاح مرتضى" فى مسلسل "رجل طموح" والمأخوذ من رواية لإقبال بركة ، وجسد حينها النبوى شخصية طالب جامعى فى السبعينيات، بل أنه رئيس اتحاد الطلاب، ملىء بحماس الشباب، والرغبة فى تغيير الأوضاع الاجتماعية، إلا أن صعوبة الشخصية التى قدمها النبوى تكمن فى التغيرات التى شهدتها شخصية صلاح مرتضى، حتى أصبح فى النهاية رجل أعمال شهير فى مجال السياحة .
كذلك ظهر النبوى بأداء مميز فى مسلسل "نحن لا نزرع الشوك" الذى قدم من قبل للسينما، وهو رواية ليوسف السباعى، وبراعة النبوى جاءت من تجسيده لنفس الدور الذى قدمه محمود ياسين ، ولكن بأداء وطريقة مختلفين تماما، ليصبح الدور مستقلا بذاته، ولكنه فى نفس السياق الذى وضعه يوسف السباعى .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة