ترتفع وتيرة الأحداث داخل ائتلاف "دعم مصر"، الأغلبية فى البرلمان، كلما اقتربنا من توقيت إجراء انتخابات رئاسة الائتلاف، المقرر إجراؤها قبل بدء دور الانعقاد الثانى وفقا للائحة الداخلية للائتلاف، فانتقل الحديث عن مؤشرات وتوقعات حول ترشح أسماء بعينها، إلى إعلان البعض ذلك بشكل رسمى، ما يجعل المعادلة معقدة والمشهد أكثر سخونة، خاصة أنه قد ترددت معلومات داخل الائتلاف تؤكد أن شخصا واحدا سيعلن ترشحه فقط، إلا أن التحركات تعكس احتمالية وجود مسار آخر.
ذلك لأن النائب علاء عبد المنعم المتحدث باسم ائتلاف "دعم مصر"، أعلن رسميا فى تصريح لـ"اليوم السابع"، عن استعداده للترشح بانتخابات رئاسة الائتلاف، مؤكدا أن ذلك مشروطا بعدم ترشح الدكتور أحمد سعيد نائب رئيس الائتلاف الحالى، معللا ذلك بأن "سعيد" هو الأصلح لرئاسة الائتلاف، مفسرا ذلك بأنه مؤهل علميا وعمليا، حيث إنه حاصل على دكتوراه فى العلوم السياسية، ورئيس حزب المصريين الأحرار سابقا، فيعلم الأطر التنظيمية للأحزاب وكيفية تفعيلها، على حد قوله.
فسر مراقبون للمشهد السياسى حديث علاء عبد المنعم، أنه لا يحمل إعلانا بترشحه لرئاسة الائتلاف، قدر ما هو إعلان دعم مباشر للدكتور أحمد سعيد نائب رئيس الائتلاف فى الانتخابات المقبلة، مؤكدين أن ما أعلنه المتحدث الرسمى، هو حديث سياسى قد يُخفى فى طياته الرغبة فى إغلاق الباب مبكراً أمام من ينتوى الترشح فى مواجهة "سعيد"، رافعاً بذلك الحرج عنه، خاصة أن المتحدث الرسمى اختتم تصريحه قائلاً، "طالبته بالترشح، وهو لم يمانع، لكنه يدرس الأمر".
وباتصال "اليوم السابع" بالدكتور أحمد سعيد نائب رئيس الائتلاف لمعرفة موقفه بشكل واضح بعيدا عن التكهنات، لم يسرد الرجل تفاصيل كثيرة، لكنه بات متحفظاً على الأمر، لافتا بين حديثه إلى أنه سيحسم موقفه النهائى يوم السبت المقبل، معللا ذلك برغبته فى دراسة الأمر بعناية، خاصة أن رئاسة ائتلاف بحجم "دعم مصر" ليست سهلة، ولكنه يحتاج الإجابات على أسئلة كثيرة، منها لماذا يترشح وما هو الذى يُمكنه أن يقدم للائتلاف فى الفترة المقبلة، وفق تعبيره.
قد يفتح الحديث المقتضب للدكتور أحمد سعيد الباب أمام التوقعات بترشحه، خاصة أن مصادر مقربة منه أكدت لـ"اليوم السابع"، أنه يعكف منذ أيام على دراسة الأمر برمته بشكل أكاديمى، وأنه يعد رؤية شاملة تتضمن خطوات حقيقية للوصول بالائتلاف إلى شكل مؤسسى أكثر تنظيما، مشيرة إلى أنه سيعمل على جث النبض بعدها بين نواب الائتلاف، لمعرفة حجم الدعم المتوقع منهم، لينتهى بعد دراسة كل ذلك إلى حسم موقفه النهائى من الترشح.
حتى الآن، لم يخرج طاهر أبو زيد الأمين العام للائتلاف من بورصة التوقعات للترشح لانتخابات رئاسة الائتلاف، فوفقاً للمشاهدات داخل الائتلاف، فإن الرجل يكثف من تواصله مع أعضاء بارزين بائتلاف الأغلبية إلى جانب عدد آخر من الشباب، دون إعلانه الرسمى عن ترشحه، ذلك إلى جانب ما كشفته مصادر عن أنه تحدث مع عدد من المقربين له، عن نيته فى عقد مؤتمر صحفى لإعلان ترشحه حال حسمه لذلك.
وباتصال "اليوم السابع" بطاهر أبو زيد الذى يمكث الآن بالمملكة العربية السعودية لأداء فريضة الحج، قال نصاً: "أنا فى مناسك الحج، والوقت غير مناسب لإعلان قرارى الآن"، ما يصب فى صالح صحة ما سبق من معلومات عن نيته للترشح، ذلك لأنه لم ينف الأمر، بسؤاله عما إذا كان قرر الترشح لرئاسة الائتلاف من عدمه، خاصة أن "أبو زيد" معروف بحسمه للأمور خلال تصريحاته، إما بالنفى الصريح أو أن الأمر موجود ضمن جدول أفكاره.
على جانب كل ذلك، يتبق اللواء سعد الجمال العنصر الغامض فى اللعبة، حتى بعد محاولة "اليوم السابع" الاتصال به، حيث يمكث هو الآخر بالمملكة العربية السعودية لأداء فريضة الحج مع نجله، إلا أن الرجل لم يعط إجابة واضحة سواء بقراره بالترشح أو عدمه، لكن المتوفر من معلومات أنه أجرى عددا من الاتصالات بعدد من نواب قطاع الجيزة والصعيد مؤخراً، استعداداً لدعه حال حسمه للترشح فى انتخابات رئاسة الائتلاف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة