تواجه ألمانيا أسوء انطلاقة في تاريخها الأولمبي خلال دورة الألعاب الأولمبية التى تقام فى ريو دى جانيرو بالبرازيل، فحتى اليوم الرابع من المنافسات لم يحصل الرياضيون الألمان على ميدالية واحدة، في حين تم توزيع نحو 127 ميدالية حتى الآن فى عدة منافسات.
وكانت وزارة الداخلية الألمانية قد خصصت 160 مليون يورو، لدعم اللجنة الأولمبية والأندية الرياضية من مختلف أنحاء البلاد، وذلك عقب دورة لندن 2012 التي أهدت للألمان 44 ميدالية، كان الهدف هو ضمان نجاح دورة ريو والرفع من عدد الميداليات بالمقارنة مع دورة لندن، حتى الآن خابت الآمال، ما ينذر باحتمال تحول الدورة الأولمبية الحالية إلى قضية داخل الرأي العام الألمانى.
ألفونس هورمان، رئيس اللجنة الألمانية الأولمبية، لم يخف تخوفه مما قد تأتي به الأيام المقبلة فى البطولة، معترفا بأنها انطلاقة "سيئة" وملاحظا "أن أي وصف آخر هو محاولة تجميلية فاشلة".
توزيع المنافسات يظلم البداية الألمانية
وفي محاولة للبحث عن الأسباب، تحدث موقع "فوكوس" عن أربع نقاط، ولاحظ أن إخفاق الألمان إلى غاية اللحظة له علاقة قوية بنوعية المسابقات والرياضات التي كانت مبرمجة إلى غاية اليوم الرابع للمنافسات، فعلى سبيل المثال، لم تكن رياضة الجودو أو رفع الأثقال يومًا من الاختصاصات الألمانية ومن المنطقى أن يغيب الألمان عن منصة التتويج في مثل هذه الرياضات.
لذلك فهذا التحليل يدعو إلى التفاؤل لأن رياضة الكانو مثلا والتي تشكل للفريق الألمانى فرصة كبيرة للفوز بإحدى ميدالياتها لم تنته بعد، حيث إنها ستنطلق ليل الثلاثاء و الأربعاء، كذلك الشأن بالنسبة لفريق الفروسية ونجمه لودجار بيرباوم أو فريق الهوكي الحامل لذهبية دورتي 2008 و2012.
سوء الحظ
بالنسبة لرياضة الغطس المتزامن على علو 10 أمتار كاد هاوسدينج وساشا كلاين كسر النحس، لولا أن الحظ خانهما في اللحظات الأخيرة، فاكتفيا بالمركز الرابع، والسبب يعود للإصابة التي تعرض لها الاثنان معاً، وفي آخر لحظة أبعدت الفارسة يوليا كرايفسكي عن منصة التتويج بعد أن رفض فرسها إتمام مسيرته، لتحتل هي الأخرى المركز الرابع.
نقص الإعداد للمواهب الصاعدة
العديد من المشاركين في الوفد الألماني الأولمبي أعلنوا سابقا أن الدورة الحالية ستكون ختاما لمسيرتهم، مثل السباح بول بيدرمان والفارس لودجار بيرباوم ورامية القرص بيتي هادلار، ومن المرجح جدا أن يحذو تيمو بول بطل العالم ثلاث مرات وبطل أوروبا خمس مرات في تنس طاولة حذو هؤلاء، كما أقصي هذا الأخير هو الآخر بشكل مبكر من منافسات ريو من الدور ثمن النهائي.
بيد أن الإشكالية المطروحة تكمن في غياب جيل ناشئ في مثل هذه الرياضات، وباستثناء الموهبة الصاعدة ياكوب هايدمان (21 عاما) في السباحة، تسجل الرياضات الأولمبية بالنسبة للمشاركين الألمان غياب جيل ناشئ يكمل مسيرة المعتزلين على المنصة الأولمبية، فليست هناك مثلا سيدة لمواصلة مسيرة البطلة الأولمبية بريتا شتيفن التي اعتزلت السباحة وبحوزتها 23 ميدالية من مسابقات مختلفة.
وهذا الأمر يدعو للتساؤل عن جدوى الميزانيات المخصصة للأندية المختلفة التي بدت في الدورة الحالية عاجزة عن تقديم بدائل.
نحس الإصابة
منذ بداية الدورة طارد نحس الإصابة أسماء عقدت عليها آمال كبيرة لنيل أحد الميداليات الثلاثة، وأبرزها لاعب التنس فيليب كولشرايبر الذي انسحب في الجولة الثانية من مباراته بسبب إصابة تعرض لها في أسفل القدم.
وقبله انسحب داستين براون لنفس السبب، أما الموهبة الصاعدة ألكسندار سفيريف فقد رفض منذ البداية التوجه إلى ريو لأنه كما قال: "لم يشعر أنه جاهز بنسبة 100%"، عقب مباريات خاضها قبيل انطلاق الأولمبياد في واشنطن وتورانتو.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة