نشرت وكالة أمريكية تحقق فى سلوك الشرطة بمدينة شيكاغو الأمريكية لقطات فيديو تظهر قيام اثنين من الضباط بإطلاق النيران من أسلحتهم على سيارة مسروقة تفر هاربة كانت تسير بسرعة كبيرة، قبل أن يقوم الضابطين بقتل الشاب الأسود الأعزل الذى كان يقودها من الظهر فأرداه قتيلا، عقب محاولته الفرار.
وتم تسجيل لقطات الفيديو فى الثامن والعشرين من يوليو الماضى من الكاميرات المثبتة بزى رجال الشرطة وكاميرات لوحة القيادة، وخيم على الصوت طلقات النيران وصراخ رجال الشرطة وصعوبة التنفس. وأظهرت اللقطات الضابطين يطلقان 10 طلقات على الأقل فى غضون ثلاث أو أربع ثوان على السيارة المسروقة، من طراز جاكور بعد أن فشلت فى ضرب أحد الضباط.
وبعد ثوانى تحطمت السيارة بعد ارتطامها بحافلة للشرطة، وهرب سائق السيارة بول أونيل على قدميه، واختفى عن الأنطار خلف أحد المنازل فى الوقت الذى بدأ فيه رجال الشرطة فى مطاردته ثم تم إطلاق عدة طلقات. وبعد فترة وجيزة تجمع رجال الشرطة حول أونيل وقاموا بتقيده وتحدثوا مع بعضهما البعض عما حدث. لكن الفيديو لا يظهر عملية إطلاق النار نفسها. وكان الضابط الذى أطلق النار على أونيل يرتدى الكاميرا لكن المسئولين قالوا إنها لم تكن تسجل.
إلا أن الكاميرا الخاصة بالضابط سجلت بعد إطلاق النار محادثة مذهلة مع رئيسه، فبينما كان يقف فى الفناء بالقرب من المكان الذى أطلق فيه النار على أونيل، شرح الضابط بصوت مذعور إلى حد ما، أنه أعتقد هو وشريكه أن أونيل قد أطلق النار عليهما مع اقترابه منهما بالسيارة المسروقة.
ولاحق الضابط أونيل بعد فراره من السيارة وقام بإطلاق النار عليهم من الظهر، بحسب ما قالت السلطات.
وحاول المسئولون الدفاع عن الضابط صاحب الكاميرا التى لم تسجل الحادث، وقالوا إنه لم يتعمد أن يطفئها. وأشار أحدهم إلى أنه من الممكن ألا يكون الضابط قد اعتاد على أسلوب بتشغيل الكاميرا حيث أنه قد استلمها قبل أيام قليلة من الحادث.
ووفقا لتوجيهات أقسام الشرطة الأمريكية بشأن استخدام الكاميرات، فليس من المفترض أن يقوم الضباط بإطفائها حتى انتهاء الحادث.
إلا أن بعض لقطات الفيديو أظهرت مدى انتباه بعض الضباط لوجود الكاميرات ومحاولتهم "ضبط أنفسهم" حتى لا تقوم بتسجيل ما لا يضرهم. وبدا أن بعضهم يحذرون الآخرين من التأكد أن الكاميرات الملحقة بالزى الخاص بهم مطفأة.
وفى أحد اللقطات، أشارت إحدى الضابطات مرارا إلى الكاميرا الخاصة بها وبينما كان الضابط الذى أطلق النار على أونيل يتحدث وبدأ فى سب القتيل بألفاظ نابية، قاطعته الضابطة وأشارت مرة أخرى إلى الكاميرا الخاصة بها.
وقالت الشرطة إنها تحقق فيما إذا كانت الكاميرا قد تم إغلاقها أم تم تعطيلها ولماذا.
وعقب مشاهدة الفيديو وصف والدة أونيل وشقيقته ما حدث له بأنه جريمة قتل. وقالت بريانا أدامز شقيقة أونيل فى مؤتمر صحفى إن شقيقها كان أفضل صديق للجميع، ونريد فقط إجابات، نريد الحقيقة، هذا كل ما فى الأمر.
من جانبها، قالت شارون فاربى، مدير هيئة مراجعة نشاط الشركة إن الفيديو صادم ومثير للقلق.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن الحادث يمثل ضربة جديد لمدينة شيكاغو التى تعانى من ارتفاع معدلات الجريمة وانعدام الثقة بين الشرطة والسود وانتكاسة للشرطة التى تحاول أن تتخلص من سمعتها المتعلقة باستخدام السرية والقوة المفرطة. غير أن نشر الفيديو بعد ثمانية أيام من الحادث يمثل تحولا كبير.
وأشارت إلى أن الضباط الثلاثة الذين أطلقوا النار تم تجريدهم من سلطاتهم لحين التحقيق معهم، هو رد سريع غير معتاد وأشد قسوة مما تم اتخاذه من قبل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة