الحكومة تحسم أزمة استيراد أقماح مصابة بأى نسبة من "الإرجوت" حفاظا على أرواح المصريين.. وزير الزراعة يمنع دخول الشحنات الملوثة بالفطر.. وتهديد الثروة الزراعية والإجهاض والاضطراب العصبى أبرز أسباب الرفض

الأحد، 28 أغسطس 2016 01:40 م
الحكومة تحسم أزمة استيراد أقماح مصابة بأى نسبة من "الإرجوت" حفاظا على أرواح المصريين.. وزير الزراعة يمنع دخول الشحنات الملوثة بالفطر.. وتهديد الثروة الزراعية والإجهاض والاضطراب العصبى أبرز أسباب الرفض الدكتور عصام فايد وزير الزراعة
كتب عز النوبى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد خلافات دامت عدة أشهر، بين مسئولى الحجر الزراعى بوزارة الزراعة وعدد من المستوردين للقمح، حول السماح بدخول أقماح مصابة بفطر الإرجوت بشحنات القمح المستوردة، والتى رصدها لـ"اليوم السابع" منذ بداية الأزمة، ورفض مسئولى الحجر الزراعى الحالى والسابق شحنات القمح المصاب بالفطر بأى نسبة، تماشياً مع القوانين المصرية وحرصاً على الثروة الزراعية، خاصة بعد اتجاه عدد كبير من رجال الأعمال إلى استيراد شحنات قمح مصابة بالفطر من أوروبا لانخفاض الأسعار العالمية للقمح، وهو ما يحقق أرباحاً طائلة.
 
قرر الدكتور عصام فايد، وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، رسمياً منع دخول أية أقماح مستوردة من الخارج إلى مصر، مصابة بأى نسبة من فطر الإرجوت، وشمل القرار الوزارى، الذى حمل رقم 1421 لسنة 2016، إيقاف العمل بالقرار الوزارى رقم 1117 لسنة 2016 بشأن التعامل مع فطر الإرجوت فى رسائل القمح الواردة من الخارج، ويمنع دخول الأقماح المصابة بالفطر لـ"صفر%".
 
يأتى ذلك بعد نشر لـ"اليوم السابع" أول تقرير حكومى حول مخاطر فطر الإرجوت فى الأقماح المستوردة من أوروبا، والذى ضم 17 جهة مسئولة بالإدارات العامة للحجر الزراعى، ومديرى المعاهد البحثية بمركز البحوث الزراعية، فى 6 مارس الماضى، برفض دخول أى شحنات قمح مستوردة تحتوى على فطر"الإرجوت".
 
وأكد التقرير أن هناك 5 أسباب للرفض، أولها أن المرض غير مسجل فى مصر حتى الآن، ومن الأمراض المدرجة بجدول 1 طبقًا لتشريعات الحجر الزراعى رقم 3007 لسنة 2001 والذى يمنع دخولها إلى البلاد نظرًا لخطورة فطر"الإرجوت" على الثروة الزراعية، بالإضافة إلى خطورة شحنات القمح المستوردة المصابة بالفطر على الثروة الزراعية المصرية، وعدم القضاء على الفطر أثناء عمليات طحن.
 
وأكد التقرير، أنه خلال الفترة السابقة لم يسبق دخول أى شحنات قمح مصابة بهذا الفطر، التزاماً بتشريعات الحجر الزراعى، أن الفطر شائع فى الحبوب، خاصة القمح، وهو عبارة عن أجسام حجرية تكون على حبوب القمح، وشكلها يشبه "الطينة الزراعية"، ويوجد هذا الفطر فى أوروبا ويصيب بشدة محصولا نجيليا يشبه "الشعير"، وينتقل إلى بعض النباتات ولكن بشكل أقل.
 
وكان عدد من رجال الأعمال ومسئولين حكوميين، فضلاً عن تدخلات خارجية، قد مارسوا ضغوطًا على وزارة الزراعة لتمرير دخول شحنات قمح مصابة بفطر "الإرجوت" بنسبة تتعدى المسموح به طبقًا للدستور الدولى للغذاء "كودكس"، والمقدرة بـ0.05%، بالرغم من أن معايير المنظمة الدولية للصحة النباتية تعطى الحق للدول فى تحديد النسبة المناسبة من الفطر لحماية إنتاجها المحلى من القمح، حتى لو كانت النسبة صفر.
 
فيما أكدت تشريعات الحجر الزراعى المصرى، الصادرة بالقرار الوزارى رقم 3007 لسنة 2001، فى مادتها الأولى، أنه لا يجوز إدخال النباتات والمنتجات الزراعية المصابة بإحدى الآفات غير الموجودة بجمهورية مصر العربية، والمدرجة بالجدول رقم "1" بهذا القرار إلى الأراضى المصرية، فيما جاء فطر "الإرجوت" الذى يصيب محاصيل القمح والشعير والذرة الشامية فى قائمة الجدول.
 
وأكد خبراء الزراعة، أن "الإرجوت" يعتبر من الفطريات شديدة الخطورة، والتى تلوث شحنات القمح المستوردة لمصر من الدول الأوروبية، ويتسبب المرض عن طريق فطر Clavicepspurpurea والذى يصيب حبوب الراى Rye ويقوم بإفراز مادة الكالويد (إرجوتامين) والتى تسبب مرض "الإرجروتيزم" والذى يسبب بعض الاضطرابات العصبية لدى الرجال والإجهاض المتكرر لدى النساء نتيجة الانقباضات المتتالية لدى الرحم.
 
 
وأوضح خبراء الزراعة، أنه يمكن الكشف عن المسبب المرضى بسهولة من خلال الأجسام الحجرية للفطر الممرض ولونها بنى قاتم، مؤكدين أن فطر "الإرجوت" متوطن بـ27 دولة أوروبية، وخطورته تكمن أن مصر إحدى الدول القلائل فى العالم التى تخلو من الفطر، وفى حال نفاذ كميات من الأقماح للأراضى الزراعية حال استيراده سوف يتوطن المرض ويصبح وباءً، الأمر الذى لا يمكن بعدها القضاء عليه، ويمكن انتقاله من خلال الصوامع أو الشون خاصة التقاوى، ويهدد 3 محاصيل زراعية "القمح، الذرة الشامية، والشعير."

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة