نحارب الفساد من الأعلى أم من الأسفل، من أين نبدأ وكيف نبدأ ومن هم المنوط بهم محاربة الفساد ٬٬ قال أحدهم يوماً الفساد فى المحليات للركب، وهو نفسه حوكم بتهمة الفساد٬ وما زالت ركب المحليات تغوص فى الفساد، لا تعتقد يا صديقى أننا بعيدون عن الفساد بل نحن جزء منه، ولكن لا نملك أن ننجو بأنفسنا منه، نحن كموظفين حكوميين، فرضت علينا الظروف أن نحتك بهم ونتعامل معهم ونشاركهم جزءاً من فسادهم بالصمت أو عدم القدرة أو عجز التشريعات عن القيام بدورها فى محاربة الفاسدين.
أتكلم هنا عن الموظف الحكومى عموماً فى المحليات وفى الجهاز الإدارى للدولة والذى يمثل محور الحديث اليوم فى مصر وإشاعات عن تسريحه أو تخفيض أجره أو فرض ضرائب جديده عليه، هذا الموظف المواطن أصبح عبئاً على الدولة، عند الفساد تتهمه، عند الركود والكساد تتهمه٬٬ عند أى برنامج إصلاح يكون هو الضحية، عند فرض ضريبة يكون هو الوحيد المتضرر منها، عند غلاء الأسعار هو الفدائى الوحيد لذلك، ومع كل ذلك فإن أجره يتحرك للأعلى بسرعة السلحفاة، ومع كل ذلك هو المتهم الأول والرئيسى عند كل قضية فساد، الكبار يسرقون مليارات القمح والموظف الصغير أبو ألف أو ألفين يدخل السجن، قمة السفه والغباء، الدعم يتم نهبه وسرقته والضحية مفتش تموين أو مندوب زراعة غلبان لم يتقاضى شيئا وإن تقاضى فهى ملاليم بالنسبة لما يتقاضاه الكبار، والمشكلة تكمن فى منظومة مهترئة وقوانين وتشريعات عقيمة ووزراء لا يقدمون حلولاً ٬بل يصدرون مشكلات وعقبات، يجعلون من يتقاضى جنيهات معدودة حارسا وأميناً على مليارات، وكأن الشيطان فى عطلة لايعمل، وكأن الحياة لونها وردى من حوله، أسعار رخيصة وسلع متوفرة ووظائف متاحة للجميع بدون وساطة أو محسوبية، وتعليم بدون دروس خصوصية ٬٬ وعلاج مجانى فى مستشفيات حكومية، أطباء متواجدون وكل شىء تمام ٬٬ ومناصب متاحة للكل لا معارف ولا أقارب، كل شئ تمام لماذا يسرق الموظف إذن طالما أن الآخرين لا يسرقونه٬٬ لماذا يرتشى طالما أنه لا يقدم رشوة ٬٬ لماذا يعطل مصالح الناس طالما مصلحته لا تعطل ٬٬ صديقى العزيز، الأجهزة الرقابية لا تثق فى أى موظف حكومى اليوم بل تراه فاسدا أو قابلاً للفساد، هذه الأجهزة تحقق إنجازاتها على حساب الموظف المواطن ٬٬٬ فهى تنتظر فساده وانحرافه لا تسعى لدى الدولة لتحسين مستوى معيشته أو تحقيق بيئة طيبة يعمل فيها غير مهيئة أو محرضة للانحراف ٬٬ من هنا نبدأ ياسادة، حرب الفساد كدرج السلم تبدأ نظافته من أعلى وهذا ما قاله السيد الرئيس فى أكثر من خطاب، أن الفساد هو مدمر هذه الدولة وقد ترك سيادته لوزرائه وأزرعه الرقابية وضع آليات لمحاربة الفساد ومن الواجب أن أحيى من هنا الرقابة الإدارية ببنى سويف والسادة أعضائها المحترمين لما شاهدته بنفسى من جهود مضنية خلال الفترة الماضية لمحاربة الغلاء والمحتكرين والتحقيق والتحرى عن كثير من مواقع الفساد فى بنى سويف فلهم التحية فلا يشكر الله من لا يشكر الناس.
وأدعو الجميع إلى التكاتف والصبر فى هذه المرحلة الحرجة من عمر بلدنا مصر للخروج من أزمتنا الاقتصادية الخانقة للجميع ونقف خلف السيد الرئيس ولا نتخلى عنه وأدعو الحكومة ألا يتحمل المواطن الفقير كامل الفاتورة بل يشاركه الغنى وأصحاب السلطة ومن يملكون مئات الأفدنة والملايين فى البنوك والعقارات كل ذلك من أجل مصر الأمان مصر المستقرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة