دعا الشاعر الكبير حبيب الصايغ الأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب العرب لمبادرة طيبة وهى توحيد الصف بمرشح واحد للعرب لرئاسة منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم "اليونسكو"، وبالفعل أعلن "الصايغ" على ترحيب كبير داخل الوسط الثقافى مستعرضا رأى السفيرة مشيرة خطاب التى أبدت تأييدها لتلك المبادرة.
وجاء رد السفيرة مشيرة خطاب دليلا على الرقى والسمو الثقافى المتميز، الذى لا يصدر إلا عن شخصية همها الأول والأخير المصلحة العربية، وليس طمعا فى كرسى اليونسكو، متمنية من الجامعة العربية الاتفاق على مرشح واحد لكى يحصد حق العرب فى الفوز بالمنصب.
لكن ما لفت نظرى هو رد المرشح القطرى الدكتور حمد بن عبد العزيز الكوارى، وزير الثقافة القطرى السابق، مستشار الأمير للشئون الثقافية، فى رسالة أرسلها للأمين العام للاتحاد، حيث يدل الرد على "داء الأنا" ونرى أن ما بين السطور هو عدم تأييده للمبادرة، وطمعه الواضح فى "كرسى" اليونسكو.
ومن بين السطور نرى أنه بدأ كلامه بأننا نسعى للعمل من أجل الأمة العربية ولوحدتها ونعمل بكل إخلاص من أجلها، ثم يأتى ويقول لا نشك فى حسن نواياكم ويقصد هنا الشاعر الكبير حبيب الصايغ، ثم يقول "ولكن واقعنا مرير لن تغيره النوايا ولن يصلحه حسن المقاصد"، لنكتشف أنه يخون الوطن العربى تجاه البحث عن صالح الأمة فكيف يثمن المبادرة ومن بين السطور يخون المشاعر العربية، وعدم ضياع المنصب من يد الوطن العربى.
كما نرى أنه يقول فى رسالته "يعلم الله أن بلدى، وأنا شخصيا، ما كنا نسعى لهذا الموقع لو لم تكن لدينا المعطيات التى توفر الكفاءة والخبرة والإمكانيات"، وهنا يقدم نفسه ويستعرض خبرته العادية جدا على أى مرشح آخر.
كما نقرأ قوله "إننى لا أفرق بين بلد عربى وآخر، فالمصلحة العربية العليا عندى فوق كل مصلحة"، فكيف يفكر فى مصلحة الوطن العربى وهو بكلامه يدل على رفضه حتى للمناقشة فى التوحيد تحت اسم واحد ويقدم نفسه على أنه الأفضل على طول الخط، فأين المصلحة العامة فى هذا، لماذا لم يكتب مستعد للجلوس والتناقش أولا حتى يتم دراسة كل مرشح ومدى ثقافته وخبرته.
ويرجع "القطرى" ليؤكد أنه الأفضل، وأنه من له الحق فى المنصب، وذلك بقوله "إن قطر أكثر الدول عملًا وتفانيًا فى تمويل وخدمة أهداف اليونسكو"، وهذا ما يؤكد أيضا أنه يقدم خدمات لليونسكو لكى ينال بها منصبا، وليس لخدمة الوطن العربى، ونرى أيضا أنه يريد أن يقول "أنا قدمت لليونسكو خدمات كثيرة ولهذا المنصب هذا لى وليس لغيرى".
وهذا ما يؤكده أيضا قوله "إننا تقدمنا للتصدى لهذا الموقع بعام ونصف العام قبل أى دولة أخرى لتحاشى التأخير وعواقبه"، يعنى يقصد بشكل مباشر "أنا صحيت أول واحد ورحت قدمت قبل أى حد".
وأخذ المرشح القطرى الدكتور حمد بن عبد العزيز الكوارى يستعرض ويقول أنه يستحق المنصب كونه كان وزيرا للثقافة لمدة 15 عاما، وحاز على أعلى الشهادات من أهم الجامعات، فهل هذا يكفى بالطبع لا، فكان الفنان فاروق حسنى يتمتع بأقوى العلاقات الدولية وكان يشغل منصب وزير الثقافة لأكثر من 24 عاما لكنه لم يقدم نفسه بهذه الشهادات وتقدم باسمه فقط لأن العالم يعرفه جيدا.
ولم يكتف "حمد" بذلك لكنه أعلن فى نهاية خطابه أنه يحظى بدعم كبير وسيصل ويرفع رأس العرب"، ومعنى هذا رفضه المبادرة على الإطلاق معلنا أنه فاز بالمنصب بالفعل.
عزيزى "حمد" كل ما قدمته لا يكفى لأن تكون المرشح الوحيد فلدينا مشيرة خطاب التى تملك من الخبرات الكثير والكثير، كما أنك من المفترض أنك مرشح لمنصب لخدمة الوطن العربى فكيف تقوم بهذا وأنت كل رسالتك تتحدث عن نفسك، ولم تتحدث عن الدور الذى ستقوم به تجاه تراث الوطن العربى، خاصة أنك ذكرت كلمة "أنا وأننى" أكثر من ثمانى مرات، وهذا يدل على داء "الأنا" ويجعلنا نتساءل كيف يتولى منصب رئاسة اليونسكو مصاب بهذا الكم من "الأنا"، فرغم خبرتك التى تحدثت عنها، إلا أنك تحتاج إلى الكثير من الخبرة حتى تتعلم فن الرد، فالرد فن، وهذا يكمن فى شكله البسيط من رد السفيرة مشيرة خطاب بعد مبادرة حبيب الصايغ.. عفوا حمد بن عبد العزيز.. فأول قصيدتك كفر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة