كارثة جديدة بطلها فساد أكياس الدم فى معامل بير السلم بمحافظة الشرقية، تسببت فى حصد أرواح أبرياء، لا ذنب لهم وإصابة آخرين بأمراض وفيروسات خطيرة مثل "الإيدز"، فبعد رصد "اليوم السابع"، للكارثة وتحول عملية جمع الدم من وسيلة لإنقاذ مريض بين الحياة والموت، إلى بيزنس فى سوق سوداء، يحقق أرباحًا خيالية، لاستغلال حاجة المواطنين حتى وصل سعر الكيس 750 جنيه، فضلاً عن مخاطرها "القاتلة" على الإنسان، ننشر نتائج تقرير لجنة تقصى الحقائق المشكلة من مديرية الصحة بالشرقية حول أسباب وفاة وإصابات عدد من ضحايا "معامل بير السلم" بالمحافظة، والتى كشفت عن وفاة حالتين خلال الولادة بسبب نقل الدم الملوث، وإصابة مدير عام بهيئة حكومية بالإيدز.
تقرير محضر إعدام دم فاسد تم ضبط فى عدد من المعامل المخالفة
وفاه أم والجنين
أولى الضحايا كانت لزوجة شابة فى عمر الزهور تستعد لاستقبال مولودها الثانى، هى "ليلى محمود " 32 عام من قرية تابعة لمركز فاقوس، وتوجهت لأحد الأطباء المشهورين بالمدينة لوضع مولودها، والذى شخص حالتها بالضعف نتيجة الأنيميا والحمل وأكد ضرورة نقل دم، وأرسلها لمعمل مجاور له، لنقل الدم.
وبالفعل توجهت المجنى عليها "ثقة فى توصية الطبيب الشهير"، وتلقت كيس دم، إلا أنها بعد ساعات من التبرع شعرت بآلام شديدة وتم نقلها للمستشفى فى حالة صعبة، وبعد عدة فحوصات تم نقلها لمستشفى آخرى، حيث تأكد تعرضها لفشل كلوى حاد.
وأكدت الدكتورة رانيا محمد حسن مساعد مدير إدارة العلاج الحر بمديرية الصحة، "تلقينا شكوى من أسرة المجنى عليها، وتم نقل المريضة إلى العناية المركزة بمستشفى الجامعة، إلا اأها توفيت بعدها بأيام هى والجنين، مضيفة أنه تم تشكيل لجنة تقصى حقائق فى الواقعة بالتنسيق مع إدارة الأمومة والطفولة، وتبين أن المضاعفات التى تعرضت لها الضحية نتيجة نقل دم فاسد.
وأضافت "تم استصدار قرار غلق للمعمل، حيث قام فريق العلاج الحر بشمال الشرقية برئاستى والدكتور يحى الناقة والمفتش عادل النجار، بغلق المعمل وتشميعه بالشمع الأحمر وإحالة أصحابه للنيابة، فيما أنكر طبيب النسا المشهور علاقته بالمعمل ليتهرب من المسئولية".
أمبولات دم فى أحد المعامل المخالفة بفاقوس
حبس طيب 6 أشهر بسبب وفاة أم
ولم تكن هذه هى الأم الأولى التى تفقد حياتها بسبب الدم، حيث فقدت قبلها ربة منزل حياتها وتدعى "أمارات محمد" 30 سنة، أم لأربعة أبناء، وتقيم بقرية آخرى بمركز فاقوس، حيث تعرضت لنزيف حاد خلال الولادة فى مركز طبى غير مجهز للتعامل مع حالات الولادة، وقام طبيب النسا بالاتفاق مع زوجها بإجراء الولادة فيه لضمان مكسبه المادى.
وتعرضت الأم عقب الولادة إلى نزيف حاد، ولعدم لتجهيز المركز للتعامل مع تلك الحالات تدهورت حالتها ونقلت لمستشفى خاص، ونٌقل إليها الدم، ثم تم نقلها فى حالة متأخرة إلى مستشفى خاص آخر بالزقازيق بمعرفة مديرية الصحة طبقًا لبرتوكول الطوارئ، إلا أنها توفيت بعدها 3 أيام، وأكد تقرير الطبى انها تعرضت فشل كلوى حاد نتيجة الدم الفاسد.
وكشف تقرير تقصى الحقائق حول الحالة، أن المريضة تلقت دم فى معمل المستشفى الخاص، وأظهرت التحقيقات أن المستشفى تجمع الدم من المتبرعين وتبيعه للمرضى وبالفعل عثرت اللجنة بداخله على 6 أكياس دم، وتحرر المحضر 1295 إدارى فاقوس، وآخر ضد المركز الطبى برقم 1296 إدارى، وقضت محكمة فاقوس بحبس الطبيب المسئول 6 أشهر نتيجة الإهمال الطبى.
جانب من معمل دون تراخيص يقوم بتجميع الدم
إصابة مريض فشل كلوى بالإيدز
وكشفت التحليلات الفيروسية الدورية، بوحدة الغسيل الكلوى بمستشفى ههيا المركزى، عن إصابة أحد المرضى بفيروس الإيدز، الأمر الذى آثار حالة من الذعر بين المرضى والتمريض، وتوقفت الوحدة عن الغسيل لعدة أيام عن العمل.
وأرسلت مديرية الصحة، فريق من المعامل المركزية لإجراء تحليلات لكافة الوحدة، والتى أكدت سالبية جميع الإصابات، فيما عدا المريض "ف. ع" عمرة 59 سنة يعمل مدير عام بأحد الهيئات الخدمية.
وتم عزل المريض وتخصيص جهاز غسيل كلوى لتلقى الجلسات الخاصة به، وتشكيل لجنة تقصى حقائق لتحديد سبب إصابة المريض بالفيروس، وكشف التقرير أنه سبق وأن أجرى جلسات الغسيل الكلوى فى أكثر من وحدة وتلقى بهما أكياس دم هم "جامعة الزقازيق، وحدة بمستشفى خاص فى فاقوس"، بالإضافة إلى إجرائه حجامة، كما تلقى 4 أكياس دم من مصدر غير أمن "معامل تحليل"، موضحًا أنه تم مراجعة أكياس الدم والرقم الكودى الخاصة بها التى تم إعطائها له فى جامعة الزقازيق والمستشفى الخاص وتم التأكد من سلامتهم، وبذلك يكون المرجج أن تكون العدوى انتقلت إليه عن طريق أكياس الدم مجهولة المصدر التى أخذها فى المنزل عبر المعامل أو الحجامة.
الصحة تشن حربا على معامل بير السلم
قررت مديرية الصحة بالشرقية، إغلاق 10 معامل تحاليل الطيبة، وإحاله أصحابها للنيابة العامة، لقيامهم بالإتجار بالدم، من خلال تجميعه من المتبرعين وبيعه للمرضى لاستغلال حاجتهم، ذلك فى دفعة أولى من بداية حرب تشنها إدارة العلاج الحر للقضاء على تلك التجارة القاتلة.
تقرير بغلق منشأت طيبة مخالفة
بنك الدم يحذر من مخاطر شراء الدم من معامل الخاصة
وكانت الدكتورة نانسى عبدالحى مديرة بنك الدم الإقليمى بالشرقية، حذرت فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، من مخاطر نقل الدم بتلك المعامل الغير مجهزة على المتبرع والمريض أيضًا، اأمها عدم الحفاظ على نسبة وزن الكيس أو وضعه على جهاز الوزن بحيث يكون 450 ملى، لكون زيادة والنقص تؤثر على المادة الحافظة للدم المرفقة بالكيس، والتى قد تسبب جلطة مفاجئة، كذلك عدم وجود أجهزة مخصصة لحفظ الدم بالطريقة السليمة، وعادة ما يحفظ المعمل فى ثلاجة عادية والتى تؤثر على صلاحيته، فضلًا عن عدم فحص الدم من الفيروسات والشوائب أو تعقيمه والتى تسبب نقل الأمراض على الفور من المتبرع للمريض.
وأضاف " عبدالحى"، أن من مخاطر نقل الدم الغير أمن الإصابة بالفشل الكلوى والكبدى الحاد والذى يؤدى إلى الوفاة مباشرة، لكون الأجسام المضادة فى هذا الدم الملوث تتركز فيهما، ما يتسبب فى تدميرهم خلال ساعات.
تقرير تقصى عن وفاة الأم وجنينها
نتيجة التقرير تؤكد وفاة الأم بسبب دم فاسد من معمل خاص
تقرير حول وفاة الأم
كيس دم معد للتبرع تم ضبطه فى معمل بدون ترخيص
نفس المعمل يعمل فى تخصصات مخالفة لتراخيص
سرنجات سحب عينات دم فى أحد المعامل المخالفة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة