محمد محمود حبيب يكتب: هل قدّمنا شيئاً لمواجهة الإسلاموفوبيا؟

الجمعة، 19 أغسطس 2016 04:01 م
محمد محمود حبيب يكتب: هل قدّمنا شيئاً لمواجهة الإسلاموفوبيا؟ دار الإفتاء

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ظاهرة الإسلاموفوبيا هى ظاهرة تعبر عن الخوف الشديد من الإسلام وبدون سبب واقعى أو قياس منطقى، وهناك ارتباط ملفت للنظر بين الجهل بحقيقة الإسلام وبين كثرة العلميات الإرهابية فى كثير من الدول وانتشار هذه الظاهرة، فالدول التى تنتشر بها الظاهرة، تكثر بها العلميات الإرهابية، ويكثر بها المفاهيم المغلوطة عن الإسلام ! 
 
وقد بذلت مصر جهودا حثيثة لمواجهة هذه الظاهرة، فقد قدّم السيد الرئيس عدة رسائل للغرب توضح الوجه الحقيقى للإسلام القائم على احترام الآخر وقبوله، وكذلك فقد قدّمت كثير من المؤسسات الإعلامية جهوداً كبيرة فى تحسين الصورة المغلوطة للإسلام وأبرزها مؤسسة اليوم السابع والتى لا تترك أى حدث خارجى يتعلق بالإسلاموفوبيا إلا وتعطيه حقه من الاهتمام والتغطية الصحيحة والمشرّفة وبكل حيادية وشفافية.
 
وكذلك من الجهود فى علاج الظاهرة توجيه شيخ الأزهر الكثير من الرسائل إلى الغرب مفادها: ما يقوله ويثيره الغرب بين حين وآخر هو نوع من تنفير الناس من الإسلام وتشويه سمعة الإسلام والمسلمين.
 
وكذلك دار الإفتاء المصرية ويكفينا فخراً أن دار الإفتاء المصرية أنشئت فى ديسمبر من العام 2015م مرصداً لمواجهة الإسلاموفوبيا والذى يختص برصد الظاهرة ومعالجتها وتقديم كافة التصورات والتقديرات الضرورية لمواجهتها، والحد من تأثيرها على الجاليات المسلمة فى الخارج، وشددت دار الإفتاء وما زالت على التعاطى الصحيح لمشكلة الإسلاموفوبيا يبدأ من الرصد الدقيق والتحليل العلمى السليم لكافة الأحداث والقضايا المتعلقة بالإسلام والمسلمين فى الخارج من أجل دراستها وتقديم التوصيات والمقترحات لعلاج ذلك، وقد اهتمت العديد من الصحف العالمية والمنظمات الدولية بتصريحات مرصد الإسلاموفوبيا التابع لدار الإفتاء المصرية واعتبرتها مرجعاً مهماً لها ومنها دعوته لوسائل الإعلام الغربية إلى الحيادية فى تناول قضايا التطرف والإرهاب، وعدم الربط السلبى بين العمل الإرهابى والدين الإسلامي، والعمل على إتاحة الفرصة أمام علماء المسلمين المعتدلين للتحدث إلى المجتمعات وبيان حقيقة الإسلام ورسالته النيرة والبعد عن الإثارة فى التناول أو الاجتزاء والتشويه بحق فئة بعينها.
 
ويقوم كذلك مرصد الإسلاموفوبيا التابع لدار الإفتاء بمخاطبة العالم الخارجى بلغاته وعبر أدواته ووسائل إعلامه، وبمتابعة كل ما ينشر عن الإسلام والمسلمين فى العالم على مواقع الإنترنت وصفحات التواصل الاجتماعى ومراكز الدراسات والأبحاث المعنية بالتطرف والإرهاب ودراسة أحوال المسلمين والقنوات التليفزيونية وإصدارات الصحف والمجلات باللغة العربية وعدة لغات أجنبية حية، ويرد عليها من خلال لجان متخصصة، ليغلق على الإرهابيين والمتطرفين وأصحاب الآراء المتشددة جميع المنافذ التى يتسلل منها إلى عقول الشباب، ويحث المرصد دائماً المسلمين فى الغرب على الاندماج فى مجتمعاتهم واحترام قوانين البلاد التى يعيشون فيها.
 
ولم تكتف دار الإفتاء بذلك بل تسعى دائماً للتواصل مع مسلمى الجاليات المسلمة من أجل مساعدتهم لشرح وتوضيح صورة الإسلام الصحيح فى دولهم كالزيارات الخارجية والمقالات الأجنبية المتعددة لفضيلة المفتى ومستشاره د. إبراهيم نجم لشرح صورة الإسلام الصحيحة، ومن ذلك التواصل أيضاً احتضانها مؤتمراً عالمياً فى أكتوبر المقبل لتأهيل أئمة مساجد الجاليات المسلمة على الفتوى تحت رعاية الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم والتى ترأسها دار الإفتاء المصرية بعنوان "التكوين العلمى والتأهيل الإفتائى لأئمة المساجد للجاليات المسلمة" وهذا يمثل بلاشك ريادة مصرية فى الجانب الديني، ويمثل إسهام ومشاركة ودور فاعل لدار الإفتاء المصرية فى تأهيل خطباء وأئمة مساجد مصر والعالم الإسلامى مما يسهم بشكل كبير وأساسى فى مواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا.
 
وختاماً: فكل منصف يرى أن هذه الجهات السياسية والإعلامية والدينية المذكورة (وغيرهم) قامت وما تزال بجهود كبيرة وملحوظة فى علاج ظاهرة الإسلاموفوبيا.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة