حذر الكاتب الصحفى السعودى محمد آل شيخ بصحيفة "الجزيرة" السعودية من فوز المرشحة الأمريكية هيلارى كلينتون بالرئاسة الأمريكية، متوقعا تقديمها دعما كبيرا لجماعة الإخوان على غرار الرئيس الأمريكى الحالى باراك أوباما.
وقال "آل شيخ" فى مقال له حمل عنوان "كلينتون والإخوان"، إن كل المؤشرات ومواقع رصد توجهات الناخب الأمريكى تؤكد أن السيدة كلينتون ستفوز إلا إن حصل طارئ قبل بداية التصويت يخلط الأوراق ويذهب الناخب الأمريكى إلى تغيير توجهاته والتصويت للمرشح الجمهورى دونالد ترامب.
وأضاف أن كلينتون التى شغلت منصب وزير الخارجية فى فترة الرئيس الأمريكى باراك أوباما الأولى، ويمكن القول إن توجهها مثل توجه الرئيس أوباما الذى يؤمن بأن أفضل الحلول لحصار الإسلام المسيس الراديكالى (إسلام المغلاة) هو العمل على تمكين التأسلم السياسى المعتدل وغير المتشدد والمتماهى مع الديمقراطية من السلطة السياسية وهذا محور القلق والخوف من عهد كلينتون، التى لن تكون فى المحصلة ببعيدة عن منهج أوباما السياسى فى منطقة الشرق الأوسط تلك المرحلة التى انتهت بالمنطقة إلى أن أصبحت مصدرا من مصادر الإرهاب المتأسلم فى العالم من أقصاه إلى أقصاه.
وأكد "آل شيخ" أن الإرهاب المتأسلم لم ينبت دونما أسباب، ولم ينزل علينا من المريخ، لكنه كان نتاجا متوقعا للتأسلم السياسى؛ ويخطئ من يظن أن هناك تأسلماً سياسياً راديكالياً وآخر منفتحاً أو معتدلا فمجرد أن تدخل الدين فى السياسة، فإن الراديكالية ستطفو على السطح تلقائياً، موضحا أن أوباما هو من دعم جماعة الإخوان على رؤوس الأشهاد فى مصر، وضغط على الرئيس المصرى الأسبق حسنى مبارك لأن يتنحى عن المشهد السياسى، وصفا الجو لجماعة الأخوان لأن يصلوا لسدة الحكم، وما هى إلا سنة واحدة حتى اقتنع أغلبية المصريين بأن الدين شىء والسياسة شىء آخر، فامتلأت شوارع مصر وميادينها بالمصريين يطالبون بتدخل الجيش وتنحية هؤلاء القادمين من تلافيف التاريخ بنصوصهم، ينفضون عنها الغبار، يريدون أن يطبقوها فى القرن الواحد والعشرين.
وشدد على أن الخوف يكمن فيه أنه تعود مع كلينتون محاولات تمكين جماعة الإخوان مرة أخرى، وتعود بذلك عاصفة الربيع العربى الدامى، على اعتبار أن جماعة الإخوان التى صنفتها كثير من الدول العربية على أنها جماعة إرهابية، هى فى القاموس الأمريكى تمثل الإسلام المعتدل.
وأشار إلى أن الذى يجب أن يعرفه الأمريكيون أن جميع حركات العنف الإسلامى بمختلف أنواعها ظهرت من تحت عباءة جماعة الإخوان، وأن هذه الجماعة تدعى الاعتدال كتكتيك مرحلى، وإلا فهى منذ نشأتها جماعة إرهابية، انتهجت فى بدايات تأسيسها العمل العنفى، واغتالت كثيرا من الشخصيات السياسية المصرية التى تختلف معها، كما أنها أول جماعة متأسلمة حولت الجهاد فى الإسلام من كونه حربا ترتبط ارتباطا وثيقا بمن يملك زمام الأمر - ولى الأمر- إلى أنه أصبح اغتيالاً فردياً، فانتشر بسببها مفهوم الإرهاب بين المسلمين على أنه ضرب من ضروب الجهاد المشروع، وجماعة الإخوان على علاقة وطيدة بجماعات الجهاد الإسلامى؛ بل يمكن القول إن الجهاديين المتأسلمين هم الجناح المسلح لحركة الإخوان، كما كان (الحرس الخاص) فى الأربعينات من القرن المنصرم هو الجناح المسلح للجماعة.
وكما كنت أقول ولا أزال، إن الإسلام أولاً (دين)، ومتى ما أقحمنا فيه السياسة، فلا يمكن أن ينتهى الإرهاب، فالعلاج الذى لا مفر منه أن ننأى بدين الإسلام عن المماحكات الإسلامية لينتهى الإرهاب، وهذه هى الحقيقة التى لا يريد كثيرون الاعتراف بها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة